حديث: كان يبدأ بالصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الصلاة قبل الخطبة

عن أبي سعيد قال: كان رسول الله ﷺ يخرجُ يوم الفِطر والأضحى إلى المصلَّى، وأوَّلُ شيء يبدأ به الصّلاةُ، ثمّ ينصرف فيقوم مقابل الناس -والناس جُلُوس على صُفُوفهم- فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطعَ بعثًا أو يأمرَ بشيء أمرَ به، ثمَّ ينصرفُ، وقال أبو سعيد: فلم يزلِ الناس على ذلك، حتَّى خرجتُ مع مروان، وهو أمير المدينة في أضحًى -أو فطرٍ- فلمّا أتينا المصلَّي إذا مِنْبَرٌ قد بناه كثير بن الصَّلت، فإذا هو يريد أن يرتقيه قبل أن يصلِّي، فجبذت بثوبه، فجبذني وارتفع، فخطب قبل الصّلاة، فقلتُ له: غَيَّرتُم والله! فقال: أبا سعيد! ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم والله! خيرٌ مما لا أعلم، فقال: إنَّ الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصّلاة، فجعلتُها قبل الصّلاة».
وفي رواية قال: «إنَّ رسول الله ﷺ كان يخرج يوم الأضحي ويوم الفطر، فيبدأ بالصلاة، فإذا صلَّى صلاته قام فأقبل على الناس وهم جُلُوسُ في مُصلَّاهم، فإن كانت له حاجة ببَعْثٍ ذكره للناس، أو حاجةٌ بغير ذلك أمرهم بها، وكان يقول: تصدَّقوا، تصدَّقوا، تصدَّقوا، فكان أكثرَ مَنْ يتصدَّق النساء، ثمّ انصرف، فلم يزل كذلك حتى كان مروان بن الحكم، فخرجت محاضرًا مروان حتّى أتينا المصلَّى، فإذا كثير بن الصلت قد بني منبرًا من طينٍ ولَبنٍ، فإذا مروان يُنَازِعني يده، كأنَّه يجرُّني نحو المنبر، وأنا أجُرُّه نحو الصّلاة، فلمّا رأيتُ ذلك قلت: أين الابتداء بالصلاة؟ قال: لا، يا أبا سعيد! قد تُرك ما تعلم، قلت: كلَّا، والذي نفسي بيده! لا تأتون بخير مما أعلم -ثلاثَ مرات ثمّ انصرف».

متفق عليه: رواه البخاريّ في العيدين (٩٥٦) عن سعيد بن أبي مريم، قال: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد، عن عياض بن عبد الله بن أبي سَرْح، عن أبي سعيد الخدريّ فذكره وهي الرواية الأوّلى.

عن أبي سعيد قال: كان رسول الله ﷺ يخرجُ يوم الفِطر والأضحى إلى المصلَّى، وأوَّلُ شيء يبدأ به الصّلاةُ، ثمّ ينصرف فيقوم مقابل الناس -والناس جُلُوس على صُفُوفهم- فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم، وإن كان يريد أن يقطعَ بعثًا أو يأمرَ بشيء أمرَ به، ثمَّ ينصرفُ، وقال أبو سعيد: فلم يزلِ الناس على ذلك، حتَّى خرجتُ مع مروان، وهو أمير المدينة في أضحًى -أو فطرٍ- فلمّا أتينا المصلَّي إذا مِنْبَرٌ قد بناه كثير بن الصَّلت، فإذا هو يريد أن يرتقيه قبل أن يصلِّي، فجبذت بثوبه، فجبذني وارتفع، فخطب قبل الصّلاة، فقلتُ له: غَيَّرتُم والله! فقال: أبا سعيد! ذهب ما تعلم، فقلت: ما أعلم والله! خيرٌ مما لا أعلم، فقال: إنَّ الناس لم يكونوا يجلسون لنا بعد الصّلاة، فجعلتُها قبل الصّلاة».
وفي رواية قال: «إنَّ رسول الله ﷺ كان يخرج يوم الأضحي ويوم الفطر، فيبدأ بالصلاة، فإذا صلَّى صلاته قام فأقبل على الناس وهم جُلُوسُ في مُصلَّاهم، فإن كانت له حاجة ببَعْثٍ ذكره للناس، أو حاجةٌ بغير ذلك أمرهم بها، وكان يقول: تصدَّقوا، تصدَّقوا، تصدَّقوا، فكان أكثرَ مَنْ يتصدَّق النساء، ثمّ انصرف، فلم يزل كذلك حتى كان مروان بن الحكم، فخرجت محاضرًا مروان حتّى أتينا المصلَّى، فإذا كثير بن الصلت قد بني منبرًا من طينٍ ولَبنٍ، فإذا مروان يُنَازِعني يده، كأنَّه يجرُّني نحو المنبر، وأنا أجُرُّه نحو الصّلاة، فلمّا رأيتُ ذلك قلت: أين الابتداء بالصلاة؟ قال: لا، يا أبا سعيد! قد تُرك ما تعلم، قلت: كلَّا، والذي نفسي بيده! لا تأتون بخير مما أعلم -ثلاثَ مرات ثمّ انصرف».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فأقدم لكم شرحًا لهذا الحديث النافع الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين من أهل السنة والجماعة.

أولًا: تخريج الحديث ومصدره
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب العيدين، باب الخطبة بعد العيد. وهو حديث صحيح متفق على صحته.

ثانيًا: شرح المفردات
● يخرجُ يوم الفِطر والأضحى إلى المصلَّى: المصلَّى هو المصلى العراء خارج البلد، الذي كان النبي ﷺ يصلي فيه صلاة العيدين.
● فيقوم مقابل الناس: أي يستدير ويواجههم بعد انتهاء الصلاة.
● يقطعَ بعثًا: أي يبعث سرية أو جيشًا.
● جبذت بثوبه: الجذب هو الشد بقوة.
● محاضرًا: أي شاهدًا وحاضرًا.

ثالثًا: شرح الحديث
يصف لنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه السنة النبوية في صلاة العيدين، حيث كان النبي ﷺ:
1- يخرج إلى المصلى (الذي هو خارج المدينة) وليس في المسجد.
2- يبدأ بالصلاة أولًا قبل الخطبة، وهذا من خصائص صلاة العيد.
3- بعد الصلاة يخطب في الناس وهم جالسون في مصلاهم، فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم بالتقوى والصدقة وغيرها من الخير.
4- كان يذكر ما يحتاج إليه من أمور المسلمين، كإرسال بعث أو غيره.
ثم يحكي أبو سعيد رضي الله عنه حادثة التغيير التي حدثت في زمن مروان بن الحكم عندما كان أميرًا على المدينة، حيث:
- بنى منبرًا في المصلى (لم يكن موجودًا من قبل).
- أراد أن يخطب قبل الصلاة (خلاف السنة).
- حاول أبو سعيد منعه وجذبه لثوبه ليمنعه من ذلك، لكن مروان أصر على ذلك.
- اعتذر مروان بأن الناس لا يجلسون للخطبة بعد الصلاة، فجعل الخطبة قبل الصلاة ليسمعوا!
فرد عليه أبو سعيد رضي الله عنه ردًا حكيمًا مؤكدًا أن السنة خير من البدعة، وأن ما يعرفه من هدي النبي ﷺ خير مما أحدثه مروان.

رابعًا: الدروس المستفادة والفَوائد
1- مشروعية صلاة العيد في المصلى (العراء) وليس في المسجد، إلا لعذر كالمطر.
2- الابتداء بالصلاة قبل الخطبة في العيدين، وهذا من خصائصهما بخلاف الجمعة التي تقدم فيها الخطبة.
3- استقبال الإمام للناس بعد الصلاة ليعظهم ويذكرهم، وكان من هديه ﷺ الحث على الصدقة.
4- خطورة مخالفة السنة والابتداع في الدين، ومحاولة تغيير المنهج النبوي.
5- وجوب إنكار المنكر حسب الاستطاعة، كما فعل أبو سعيد بمحاولة منع مروان.
6- ثبات الصحابة في اتباع السنة ورفضهم للبدع والمحدثات، ولو صدرت من ولاة الأمر.
7- الحكمة في تغيير المنكر والرد بالحجة والبرهان، كما فعل أبو سعيد مع مروان.
8- أن عمل الإمام والوالي لا يشرع للأمة إذا خالف السنة، فلا يتبع في بدعته.

خامسًا: معلومات إضافية مفيدة
● حكمة تقديم الصلاة على الخطبة في العيد: لأن العيد يوم فرح وسرور، فتقديم الصلاة فيه إظهار للعبادة والشكر أولًا، ثم الاستماع للموعظة بعد ذلك.
● الخطبة في العيدين سنة وليست شرطًا لصحة الصلاة، بخلاف الجمعة.
● كان النبي ﷺ يكثر من الحث على الصدقة في خطبة العيد، لأنها يوم فرح وسعة، فيشارك الفقراء في هذا الفرح.
● قصة مروان مع أبي سعيد تظهر حرص الصحابة على السنة، ولو مع الأمراء، وتثبتهم على الحق.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العيدين (٩٥٦) عن سعيد بن أبي مريم، قال: حَدَّثَنَا محمد بن جعفر، قال: أخبرني زيد، عن عياض بن عبد الله بن أبي سَرْح، عن أبي سعيد الخدريّ فذكره وهي الرواية الأوّلى. ورواه مسلم في العيدين (٨٨٩) من وجه آخر عن داود بن قيس، عن عياض بن عبد الله به وهي الرواية الثانية.
قوله: «إلى المصلى»، هو موضع معروف بالمدينة، بينه وبين باب المسجد ألف ذراع قاله عمر ابن شَبَّة في «أخبار المدينة».
وفي الحديث دليل على استحباب الخروج إلى الصحراء لصلاة العيد، وأنَّ ذلك أفضل من صلاتها في المسجد؛ لمواظبة النَّبِيّ ﷺ على ذلك مع فضل مسجده.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 27 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كان يبدأ بالصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس

  • 📜 حديث: كان يبدأ بالصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كان يبدأ بالصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كان يبدأ بالصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كان يبدأ بالصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب