حديث: يغدو النبي إلى المصلى والعنزة تحمل بين يديه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب سترة الإمام لصلاة العيد

عن ابن عمر قال: كان النَّبِيّ ﷺ يغدو إلى المصلَّى، والعنَزَةُ بين يديه تُحمل وتُنْصَبَ بالمصلي بين يديه فيصلِّي إليها.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العيدين (٩٧٣) عن إبراهيم بن المنذر، قال: حَدَّثَنَا الوليد، قال: حَدَّثَنَا أبو عمرو، قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر فذكره.

عن ابن عمر قال: كان النَّبِيّ ﷺ يغدو إلى المصلَّى، والعنَزَةُ بين يديه تُحمل وتُنْصَبَ بالمصلي بين يديه فيصلِّي إليها.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه ﷺ والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو من الأحاديث التي تبين هدي النبي ﷺ في صلاة العيدين. وإليك الشرح المفصل:

أولاً. شرح المفردات:


● يَغْدُو: يذهب باكراً في وقت الصباح.
● إلى الْمُصَلَّى: المكان المخصص لأداء صلاة العيد، وهو خارج المسجد، وكان مصلى النبي ﷺ في المدينة مكاناً مفتوحاً.
● وَالْعَنَزَةُ: هي عصا أو رمح قصير له سنان (رأس حاد).
● بَيْنَ يَدَيْهِ: أمامه.
● تُحْمَلُ: يُحمل بها إلى المصلى.
● تُنْصَبَ: تُغرز في الأرض وتُثبت وتوضع بشكل قائم.
● فَيُصَلِّي إِلَيْهَا: يتخذها سترةً فيصلي باتجاهها.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي ﷺ كان يخرج باكراً في صبيحة يوم العيد إلى المصلى (الذي هو أرض فضاء)، وكان يُحمل أمامه رمح قصير (العَنَزَة)، فإذا وصل إلى المصلى، كان يُنصب هذا الرمح ويُثبت في الأرض أمام موقفه الذي سيصلي فيه. ثم كان النبي ﷺ يتقدم ويصلي صلاة العيد، متخذاً من هذه العنزة "سترة" له أثناء الصلاة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- مشروعية الخروج إلى المصلى لصلاة العيد: حيث كان هدي النبي ﷺ أن يصلي العيد في المصلى (الصحراء أو الأرض الفضاء) وليس في المسجد غالباً، إلا إذا كان هناك عذر كالمطر.
2- استحباب التبكير في الذهاب إلى صلاة العيد: وذلك لقوله "يغدو"، أي يذهب في أول النهار وباكوراً.
3- مشروعية اتخاذ السترة في الصلاة: والسترة هي شيء يقيمه المصلي أمامه ليمنع المرور بين يديه. وهذا الحكم عام في جميع الصلوات، وليس خاصاً بصلاة العيد. والعنزة هنا هي إحدى صور السترة.
4- جواز اتخاذ العصا أو الرمح القصير كسترة: وهذا يدل على أن السترة لا يشترط لها شيء معين، بل可以是 كل ما ينصب ويقوم مقامها، كالجدار أو العمود أو العصا المغروزة في الأرض.
5- حكم السترة: ذهب جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى أن اتخاذ السترة سنة مؤكدة وليس بواجب، استدلالاً بهذا الفعل النبوي.
6- الإعداد والتجهيز للصلاة: حيث كان يُحمل الرمح وينصب قبل شروع النبي ﷺ في الصلاة، مما يدل على الاستعداد والتأهب لأداء العبادة على أكمل وجه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- الحكمة من اتخاذ السترة: حفظ خشوع المصلي ومنع المرور بين يديه، مما قد يقطع صلاته أو يشغله.
- حكم مرور الإنسان بين يدي المصلي إذا كانت له سترة: فهو حرام بإجماع العلماء، لأنه ﷺ قال: «لَوْ يَعْلَمُ المَارُّ بَيْنَ يَدَيِ المُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ، لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْراً لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ» (رواه البخاري).
- كان من هديه ﷺ في العيد أن يذهب إلى المصلى ماشياً، ويَرجع من طريق آخر ليحيي السنن ويشهد للمشاهد.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يفقهنا في ديننا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العيدين (٩٧٣) عن إبراهيم بن المنذر، قال: حَدَّثَنَا الوليد، قال: حَدَّثَنَا أبو عمرو، قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر فذكره.
ورواه ابن ماجة من هذا الوجه (١٣٠٤) وزاد: «وذلك أن المُصَلَّي كان فَضَاءً ليس فيه شيء يستتر به».
ورواه البخاريّ (٤٩٤)، ومسلم (٥٠١) كلاهما من طريق عبد الله بن نُمير قال: حَدَّثَنَا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أنَّ رسول الله ﷺ كان إذا خرج يوم العيد، أمر بالحَرْبةِ فتوضع بين يديه، فيصلِّي إليها والناس وراءه، وكان يفعل ذلك في السفر، فمن ثَمّ اتخذها الأُمَراء. واللّفظ للبخاريّ.
وفي رواية عندهما: كانت تُركز الحَرْبَةُ قُدَّامه يوم الفِطر والنحر، ثمّ يُصَلِّي إليها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 30 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يغدو النبي إلى المصلى والعنزة تحمل بين يديه

  • 📜 حديث: يغدو النبي إلى المصلى والعنزة تحمل بين يديه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يغدو النبي إلى المصلى والعنزة تحمل بين يديه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يغدو النبي إلى المصلى والعنزة تحمل بين يديه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يغدو النبي إلى المصلى والعنزة تحمل بين يديه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب