حديث: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يقرأ به في صلاة العيدين

أن عمر بن الخطّاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسولُ الله ﷺ في الأضحى والفِطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما بـ ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ و﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ ..

صحيح: رواه مالك في العيدين (٨) عن ضمرة بن سعيد المازنيّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن عمر بن الخطّاب سأل أبا واقد فذكره.

أن عمر بن الخطّاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسولُ الله ﷺ في الأضحى والفِطر؟ فقال: كان يقرأ فيهما بـ ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ و﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ ..

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث الذي سألت عنه رواه الإمام مسلم في صحيحه، وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وإليك الشرح الوافي له على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● الأضحى والفطر: هما عيدا المسلمين، عيد الفطر (بعد صيام رمضان) وعيد الأضحى (في يوم النحر وفي أيام التشريق).
● كان يقرأ فيهما: أي في صلاة العيدين (ركعتي العيد).
● ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ: هي سورة "ق"، وهي سورة مكية تبدأ بالقسم بالقرآن المجيد.
● اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ: هي سورة "القمر"، وهي سورة مكية أيضًا، تذكر اقتراب الساعة وحدث انشقاق القمر كأحد معجزات النبي صلى الله عليه وسلم.

2. شرح الحديث:


يخبرنا هذا الحديث العظيم أن الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل الصحابي أبا واقد الليثي رضي الله عنه عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة خلال صلاة العيدين (الأضحى والفطر).
فأجابه أبو واقد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعة الأولى من صلاة العيد بسورة "ق"، وفي الركعة الثانية بسورة "القمر".
وهذا من تمام سنة النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة، حيث كان يختار سورًا معينة تناسب حال المصلى وحال الناس، فسورتا "ق" و "القمر" من السور التي تُعنى بذكر البعث والنشور وأهوال القيامة والوعيد للكافرين والبشرى للمؤمنين، وذلك يتناسب مع جو العيد الذي يجتمع فيه الناس، ليتذكروا الآخرة ويستعدوا لها وسط أفراحهم.

3. الدروس المستفادة منه:


1- استحباب الإطالة في القراءة في صلاة العيدين: حيث إن سورة "ق" و "القمر" من طوال المفصّل، مما يدل على مشروعية إطالة القراءة في هاتين الصلاتين.
2- الحكمة من اختيار هذه السور: تذكير الناس بيوم القيامة والحساب وهم في حالة فرح بالعيد، ليجمعوا بين الفرح بنعمة الله والخوف من عقابه.
3- حرص الصحابة على معرفة السنة: فقد كان عمر رضي الله عنه، وهو خليفة، يسأل غيره من الصحابة ليتعلم ويُعلّم، مما يدل على تواضعه وحرصه على اتباع السنة بدقة.
4- اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في جميع العبادات: حتى في تفاصيل الصلاة واختيار السور، فخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
5- جواز القراءة بسورتي "ق" و "القمر" في صلاة العيد: وهي سنة ثابتة، وإن كان للإمام أن يقرأ بغيرهما مما ثبت في السنة.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث دليل على مشروعية الجهر بالقراءة في صلاة العيدين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ فيها جهراً.
- وردت أحاديث أخرى بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في العيدين أيضاً بسورة "الأعلى" وسورة "الغاشية"، كما في صحيح مسلم. وهذا لا تعارض فيه، بل يدل على تنوع السنة، فيستحب للإمام أن تارة يقرأ بهذا وتارة بهذا، حتى لا يُظن أن ذلك واجب، وحتى تعلم السنة بكلا الوجهين.
- صلاة العيد ركعتان، يُشرع فيهما التكبير: في الركعة الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، يرفع فيهما يديه مع كل تكبيرة.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في العيدين (٨) عن ضمرة بن سعيد المازنيّ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن عمر بن الخطّاب سأل أبا واقد فذكره.
ورواه مسلم في العيدين (٨٩١) من طريق مالك به، مثله.
ولكن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة لم يدرك عمر بن الخطّاب، ولذا أورد مسلم عقبه رواية أخرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي واقد الليثي قال: سألني عمر بن الخطّاب عمَّا قرأ به رسول الله ﷺ في يوم العيد؟ فقلت: بـ ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ﴾، و. ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾.
قال النوويّ: «الرواية الثانية متصلة، فإنه أدرك أبا واقد بلا شك، وسمعه بلا خلاف، فلا عَتَبَ على مسلم حينئذ في روايته، فإنه صحيح متصل».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 19 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر

  • 📜 حديث: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب