حديث: لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب موعظة الإمام النساءَ يوم العيد

عن جابر بن عبد الله قال: قام النَّبِيّ ﷺ يوم الفطر فصَلَّى، فبدأ بالصلاة، ثمّ الخطبة، فلمّا فرغ نزل فأتي النساء فذكَّرهُنَّ وهو يتوكَّأُ على يد بلال، وبلالُ باسط ثوبه يُلْقي فيه النساء الصدقةَ.
قلت لعطاء: زكاةَ يوم الفطر؟ قال: لا، ولكن صدقةً يتصدقنَ حينئذٍ، تُلْقي فَتَخَها ويُلقين.
قال الأعظمي: أتُرى حقًّا على الإمام ذلك، ويذكرهُنَّ؟ قال: إنَّه لحق عليهم، وما لهم لا يفعلونه؟
وفي رواية: شهدتُ مع رسول الله ﷺ الصّلاةَ يوم العيد. فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، ثمّ قام متوكئًا على بلال. فأمر بتقوى الله. وحثَّ على طاعته، ووعظ الناس، وذكَّرهم، ثمّ مضى حتّى أتى النساء فوعظهُنَّ وذكَّرهن فقال: «تصدقْنَ، فإن أكثر كن حَطَبُ جهنّم» فقامت امرأة من سِطَةِ النساء، سَفْعاءُ الخدَّين فقالت: لِم يا رسول الله؟ قال: «لأَنكنَّ تُكثِرنَ الشَّكَاةَ، وتكفرنَ العشير» قال: فجعلنَ يتصدقْنَ من حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ في ثوب بلال من أقْرِطَتِهنَّ وخواتمهنَّ.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العيدين (٩٧٨)، ومسلم في العيدين (٨٨٥) كلاهما من طريق عبد الرزّاق، قال: حَدَّثَنَا ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد الله فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم قريب منه.

عن جابر بن عبد الله قال: قام النَّبِيّ ﷺ يوم الفطر فصَلَّى، فبدأ بالصلاة، ثمّ الخطبة، فلمّا فرغ نزل فأتي النساء فذكَّرهُنَّ وهو يتوكَّأُ على يد بلال، وبلالُ باسط ثوبه يُلْقي فيه النساء الصدقةَ.
قلت لعطاء: زكاةَ يوم الفطر؟ قال: لا، ولكن صدقةً يتصدقنَ حينئذٍ، تُلْقي فَتَخَها ويُلقين.
قال الأعظمي: أتُرى حقًّا على الإمام ذلك، ويذكرهُنَّ؟ قال: إنَّه لحق عليهم، وما لهم لا يفعلونه؟
وفي رواية: شهدتُ مع رسول الله ﷺ الصّلاةَ يوم العيد. فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة، ثمّ قام متوكئًا على بلال. فأمر بتقوى الله. وحثَّ على طاعته، ووعظ الناس، وذكَّرهم، ثمّ مضى حتّى أتى النساء فوعظهُنَّ وذكَّرهن فقال: «تصدقْنَ، فإن أكثر كن حَطَبُ جهنّم» فقامت امرأة من سِطَةِ النساء، سَفْعاءُ الخدَّين فقالت: لِم يا رسول الله؟ قال: «لأَنكنَّ تُكثِرنَ الشَّكَاةَ، وتكفرنَ العشير» قال: فجعلنَ يتصدقْنَ من حُلِيِّهِنَّ يُلْقِينَ في ثوب بلال من أقْرِطَتِهنَّ وخواتمهنَّ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الشريف الذي رواه الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، مع بيان فوائده ودروسه:

أولاً. شرح المفردات:


● يتوكأ على يد بلال: يعتمد ويستند على يد بلال رضي الله عنه.
● باسط ثوبه: ناشر ثوبه ليجمع فيه الصدقات.
● زكاة يوم الفطر: أي زكاة الفطر المفروضة.
● صدقة يتصدقن: تبرعات تطوعية غير مفروضة.
● حطب جهنم: وقود النار، أي أن أكثر أهل النار من النساء.
● سفعاء الخدين: ذات لون أسمر في خديها.
● تكثرن الشكاية: تكثرن من الشكوى والتذمر.
● تكفرن العشير: تجحدن معروف الزوج وتنكرن فضله.


ثانياً. شرح الحديث:


يصف الحديث الشريف صلاة النبي ﷺ في يوم عيد الفطر، حيث بدأ بالصلاة أولاً ثم الخطبة، مخالفاً لما كان يفعله في صلاة الجمعة (حيث يخطب أولاً ثم يصلي). وهذا من خصائص صلاة العيد.
وبعد أن فرغ من الخطبة، توجه إلى النساء -اللواتي كن منفصلات عن الرجال- ليوعظهن ويذكرهن، معتمداً على يد بلال رضي الله عنه. وكان بلال باسطاً ثوبه لتلقى النساء الصدقات التطوعية (وليست زكاة الفطر المفروضة، كما بين عطاء في الحديث).
ثم بين النبي ﷺ أن أكثر أهل النار من النساء، فلما سألته امرأة عن السبب، بين أن ذلك بسبب:
1- كثرة الشكاية: التذمر والشكوى الدائمة.
2- كفران العشير: جحود فضل الزوج ونكران إحسانه.
فاستجابت النساء لذلك وتبرعن بحليهن من أقراط وخواتم.


ثالثاً. الدروس المستفادة:


1- مشروعية صلاة العيد والخطبة فيها: وهي سنة مؤكدة.
2- تقديم الصلاة على الخطبة في العيدين: وهو من خصائص صلاة العيد.
3- خطبة الإمام للنساء وتذكيرهن: مما يدل على اهتمام الإسلام بتعليم النساء.
4- الحث على الصدقة والتبرع: خاصة في أيام الخير والفرح.
5- تحذير النساء من صفتين ذميمتين: كثرة الشكوى وجحود فضل الزوج.
6- استجابة الصحابيات لأمر النبي ﷺ: وهذا من علامات الإيمان واليقين.
7- جواز أخذ الصدقات من النساء مباشرة: مع وجود المحرم أو من يقوم مقامه.


رابعاً. فوائد إضافية:


- ينبغي للإمام أن يهتم بتوعية النساء وتذكيرهن بالله.
- ينبغي للنساء أن يتجنبن الصفات التي ذكرها النبي ﷺ.
- الصدقة في أيام العيد فيها فضل عظيم، وهي من مظاهر الفرح المشروع.
- التواضع من صفات النبي ﷺ، حيث كان يتوكأ على بلال وهو يخاطب النساء.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العيدين (٩٧٨)، ومسلم في العيدين (٨٨٥) كلاهما من طريق عبد الرزّاق، قال: حَدَّثَنَا ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد الله فذكره، واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم قريب منه.
والرّواية الثانية رواها مسلم من طريق عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله فذكره، ورواه أيضًا النسائيّ (١٥٧٥) من هذا الوجه وفيه: «فقالت: امرأة من سَفِلَةِ النساء سَفْعاء الخدين».
وقوله: «سِطة النساء» يقال: هذه امرأة من سِطة النساء: أي من أوساطهن حسبًا ونسبًا.
و«سَفْعاء» من السُفْعة - وهي سواد في اللون.
و«الشَكاة» بفتح الشين - الشكوى.
و«العَشير» الزوج، فعيل من العِشْرة، وكفره: جَحْدُهُنَّ حقَّه. يريد أنَّهن يْكْثِرن شكوى أزواجهن إلى الناس ويجحدنَ إحسانهم إليهن.
و«أَقْرِطَتُهُنَّ» من القُرط، وهو من حُلِيِّ الأذنين، وجمعه أقرِطة في القِلَّة.
و«فتخها» وفي رواية «فتختها» الفتخةُ: حلقة يلبسُها النساء في أصابع أرجلهن وأيديهن لا فَصَّ لها. و«سَفِلَةِ النساء» بفتح السين وكسر الفاء، الساقطة من الناس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 43 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير

  • 📜 حديث: لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب