صلاة النبي ﷺ وخطبته في العيد وأمر النساء بالصدقة.

حديث: صلاة النبي ﷺ وخطبته في العيد وأمر النساء بالصدقة.

عن عبد الرحمن بن عابس قال: سمعتُ ابن عباس قيل له: أشهدتَ العيد مع النَّبِيّ ﷺ؟ قال: نعم، ولولا مكاني من الصِّغَر ما شهدتُه، حتّى أتى العلم الذي عند دار كثير بن الصلتِ فصلَّى، ثُمَّ خطب، ثمّ أتي النساء ومعه بلال فوعَظَهنَّ، وذكَّرهنَّ، وأمرهنَّ بالصدقة. فرأيتهُنَّ يهوين بأيديهن يقذفنه في ثوب بلال، ثمّ انطلق
هو وبلال إلى بيته.

صحيح: رواه البخاريّ في العبدين (٩٧٧) عن مسدد قال: حَدَّثَنَا يحيى، عن سفيان قال: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن عابس فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث صحيح رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه وصفٌ دقيقٌ لصلاة العيد وخطبتها وما يتبعها من هدي النبي صلى الله عليه وسلم.

أولاً. شرح المفردات:

● العلم: هو العَلَم أو الراية التي تُنصَب في المصلى ليعرف الناس مكانه.
● يهوين بأيديهن: يسرعن في إخراج الصدقات ويمددن أيديهن بإسراع.
● يقذفنه: يلقينه ويضعنه.
● دار كثير بن الصلت: هي دار معروفة في المدينة، اتخذت علامةً للمصلى.

ثانياً. شرح الحديث:

يُخبرنا الصحابي الجليل عبدالرحمن بن عابس أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما - وهو حبر الأمة وترجمان القرآن - يُسأل: هل حضرت صلاة العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأجاب ابن عباس: نعم، لقد حضرتها، وكان صغيراً في السن لدرجة أنه لولا منزلته الخاصة (ربما كونه من أهل بيت النبوة أو لقربه من النبي) لما استطاع أن يشهد ذلك الجمع العظيم.
ثم يصف لنا ابن عباس بدقة ما حدث:
1- مكان الصلاة: توجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى، وهو مكان مفتوح (ليس المسجد) وكان محدداً براية أو علم عند دار كثير بن الصلت.
2- إقامة الصلاة: صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العيد ركعتين بلا أذان ولا إقامة، كما هو هديه في صلاة العيد.
3- الخطبة: بعد الانتهاء من الصلاة، خطب النبي صلى الله عليه وسلم في الناس خطبة العيد، يعظهم ويذكرهم ويبين لهم أحكام الدين.
4- الخطاب الخاص للنساء: من أعظم ما في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن انتهى من خطبة الرجال، توجَّه إلى النساء ومعه بلال رضي الله عنه حاملٌ رداءه أو ثوبه. فقام صلى الله عليه وسلم يوعظهنَّ ويذكِّرهنَّ بتقوى الله وطاعته، ويحثهن على الطاعات وينهاهن عن المنكرات.
5- الحث على الصدقة: ثم أمرهن بالصدقة، فاستجابت النساء لهذا الأمر بكل حماس، فكن يسارعن إلى إخراج ما معهن من حلي أو نقود ويضعنها في ثوب بلال رضي الله عنه الذي بسطه لهن لهذا الغرض.
6- العودة إلى البيت: بعد أن انتهى من هذا الخير كله، انصرف النبي صلى الله عليه وسلم ومعه بلال إلى بيته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- مشروعية صلاة العيد في المصلى: الأفضل أن تُقام صلاة العيد في المصلى (الأرض الفضاء) وليس في المسجد، إلا لعذر كالمطر.
2- خطبة العيد بعد الصلاة: مخالفةً لخطبة الجمعة التي تكون قبل الصلاة.
3- اهتمام الإسلام بالمرأة وتعليمها: حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تخصيص النساء بموعظة وتذكير بعد خطبة الرجال، مما يدل على عناية الإسلام بتعليم المرأة وتربيتها التربية الصالحة.
4- الحث على الصدقة والإحسان: خاصة في أيام الفرح والسرور مثل العيد، لتعم الفرحة على الفقراء والمساكين.
5- جواز جمع الصدقات في الثوب: وهذا من أبسط طرق جمع التبرعات وأيسرها.
6- تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: حيث خاطب الجميع بنفسه، ولم يستنكف من التوجه إلى النساء وإرشادهن.
7- مشروعية إشراك الصغار في المناسبات الجماعية: مثل العيد، ليعتادوا على شعائر الإسلام ويهتموا بها.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث أصل من أصول فقه صلاة العيد وآدابها.
- فيه دليل على أن الخطاب للنساء في المناسبات العامة يكون بعد انتهاء خطاب الرجال، حرصاً على عدم الاختلاط وستراً لهن.
- حرص الصحابة رضي الله عنهم على حفظ كل كبيرة وصغيرة من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ونقله للأجيال القادمة، حتى أفعاله في العيد.
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يعيد علينا هذه الأيام باليمن والإيمان والبركات.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العبدين (٩٧٧) عن مسدد قال: حَدَّثَنَا يحيى، عن سفيان قال: حَدَّثَنِي عبد الرحمن بن عابس فذكره.
ورواه أبو داود (١١٤٦) عن محمد بن كثير، عن سفيان به وزاد فيه: «ولم يذكر أذانًا ولا إقامة» وفيه: «فجعل النساء يُشِرن إلى آذانهن وحلوقهن».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 33 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: صلاة النبي ﷺ وخطبته في العيد وأمر النساء بالصدقة.

📜 حديث: صلاة النبي ﷺ وخطبته في العيد وأمر النساء بالصدقة.

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلاة النبي ﷺ وخطبته في العيد وأمر النساء بالصدقة.

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلاة النبي ﷺ وخطبته في العيد وأمر النساء بالصدقة.

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلاة النبي ﷺ وخطبته في العيد وأمر النساء بالصدقة.

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية