حديث: يكره الكلام عند خطبة الجمعة والعيدين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الجلوس لاستماع الخطبة في العيدين

(يكره الكلام عند خطبة الجمعة ويقاس عليه خطبة العيدين).
قال ابن عباس: «يكره الكلام في أربعة مواطن في العيدين والاستسقاء والجمعة»، وكذلك رُوي عن الحسن وابن سيرين أنهما كرها الكلام يوم العيد، والإمام يخطب.
وروي عن الفضل بن موسى السيناني، قال حدّثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن السائب، قال: شهدتُ مع رسول الله ﷺ العيد، فلمَّا قضى الصلاة قال: «إنَّا نخطب، فمن أحبَّ أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحبَّ أن يذهبَ فليذهب».

صحيح: رواه أبو داود (١١٥٥)، والنسائي (٣/ ١٨٠)، وابن ماجه (١٢٩٠) واللفظ لأبي داود، وقال: هذا مرسل عن عطاء، عن النبي ﷺ.

(يكره الكلام عند خطبة الجمعة ويقاس عليه خطبة العيدين).
قال ابن عباس: «يكره الكلام في أربعة مواطن في العيدين والاستسقاء والجمعة»، وكذلك رُوي عن الحسن وابن سيرين أنهما كرها الكلام يوم العيد، والإمام يخطب. 
وروي عن الفضل بن موسى السيناني، قال حدّثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن السائب، قال: شهدتُ مع رسول الله ﷺ العيد، فلمَّا قضى الصلاة قال: «إنَّا نخطب، فمن أحبَّ أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحبَّ أن يذهبَ فليذهب».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فالحديث الذي أشرت إليه يجمع بين بيان حكم الكلام أثناء الخطبة، سواء كانت خطبة الجمعة أو خطبة العيدين، مع ذكر أثر عن ابن عباس وآخر عن عبد الله بن السائب يروي قول النبي صلى الله عليه وسلم. وسأشرحه لك جزءًا جزءًا بأسلوب واضح ومفيد، معتمدًا على كلام أهل العلم المعتبرين.

أولاً. شرح المفردات:


● يُكْرَهُ الكلام: أي يُنهى عنه نهي تنزيه لا تحريم في أرجح الأقوال، وهو من باب الأدب مع الخطيب واستماع الذكر.
● خُطبة الجمعة: هي الخطبة التي تسبق صلاة الجمعة ويشترط لها الاستماع والإنصات.
● ويقاس عليه خطبة العيدين: أي أن حكم الكلام أثناء خطبة العيدين مثل حكمه في خطبة الجمعة في الكراهة.
● الاستسقاء: صلاة طلب المطر من الله تعالى، وخطبتها لها حكم مشابه.
● فلمَّا قضى الصلاة: أي بعد أن انتهى من صلاة العيد.


ثانيًا. شرح الحديث والأثر:


يتكون النص من جزأين:
الجزء الأول: بيان كراهة الكلام أثناء الخطبة، سواء في الجمعة أو العيدين أو الاستسقاء، كما نقل عن ابن عباس والحسن وابن سيرين رضي الله عنهم. وهذا يدل على أن السلف كانوا يرون أن الاستماع للخطبة واجب أدبًا، والكلام فيها مكروه لأنه يشغل عن الإنصات للذكر والموعظة.
الجزء الثاني: الأثر عن عبد الله بن السائب أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتهاء صلاة العيد قال: «إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب». وهذا يفيد أن خطبة العيد ليست شرطًا لصحة الصلاة كخطبة الجمعة، بل هي سنة يستحب الاستماع لها، ولكن من أراد الانصراف فلا إثم عليه.


ثالثًا. الدروس المستفادة والفقه في المسألة:


1- حكم الكلام أثناء الخطبة: ذهب جمهور العلماء (الحنفية والمالكية والشافعية) إلى كراهة الكلام أثناء خطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء، وليس بحرام، إلا إذا كان الكلام يشغل الغير أو يكون فيه لغطٌ يمنع الاستماع. وهذا مأخوذ من عموم النهي عن الكلام أثناء الخطبة كما في حديث أبي هريرة: «إذا قلت لصاحبك: أنصت، يوم الجمعة والإمام يخطب، فقد لغوت» (متفق عليه).
2- الفرق بين خطبة الجمعة وخطبة العيد:
- خطبة الجمعة: يشترط الاستماع لها، وهي ركن من أركان صلاة الجمعة عند الجمهور، فلا تصح الصلاة بدونها.
- خطبة العيد: سنة مؤكدة، وليست شرطًا لصحة الصلاة، لذا أجاز النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة الانصراف بعد الصلاة إذا لم يريدوا الاستماع للخطبة.
3- الأدب مع الذكر والموعظة: يستحب للمسلم أن ينصت للخطبة سواء في الجمعة أو العيد أو الاستسقاء، فهي مواطن ذكر ووعظ، والإنصات فيها من كمال الأدب مع الله ورسوله.
4- التيسير في الدين: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ومن أحب أن يذهب فليذهب» يدل على التيسير ورفع الحرج عن الأمة، خاصة في مناسبات like العيد حيث يكون الناس في فرح وربما يشعرون بحاجة للانصراف.


رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- بعض العلماء (كابن حزم) ذهب إلى تحريم الكلام أثناء خطبة الجمعة مطلقًا، ولكن الراجح هو الكراهة التنزيهية.
- إذا كان الكلام للضرورة (كتنبيه أعمى أو رد سلام) فلا كراهة فيه.
- ينبغي للإمام أن يختصر الخطبة ولا يطيل فيها، خاصة في العيد، حتى لا يمل الناس أو يضطروا للكلام.

أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من المنصتين لذكر الله، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (١١٥٥)، والنسائي (٣/ ١٨٠)، وابن ماجه (١٢٩٠) واللفظ لأبي داود، وقال: هذا مرسل عن عطاء، عن النبي ﷺ.
قال الأعظمي: وكذلك قال يحيى بن معين بأنَّه خطأ، إنما هو عن عطاء فقط. وإنما غلط فيه الفضل بن موسى السيناني وقال: «عن عبد الله بن السائب» وكذلك قال أبو زرعة الرازي كما في العلل لابن أبي حاتم (١/ ١٨٠) وكذلك قال النسائي: والصواب مرسل نقله المنذري في مختصر أبي داود. وابن خزيمة وإن كان أخرج الحديث في صحيحه (١٤٦٢) إلَّا أنَّه قال عَقِبه: «هذا حديث خراسانِيِّ غريبٌ غريبٌ، لا نعلم أحدًا رواه غير الفضل بن موسي، كان هذا الخبر أيضًا عند أبي عمَّار، عن الفضل بن موسى، لم يحدثنا به بنيسابور، حدَّث به أهلَ بغداد على ما خَبَّرني بعض العراقيين». انتهى.
وأما الحاكم فأخرجه (١/ ٢٩٥) وصحَّحه على شرط الشيخين وكذلك قوَّى أمره ابن التركماني «الجوهر النقي» وقال: «الفضل بن موسى ثقة جليل، روي له الجماعة، وقال أبو نعيم: هو أثبت
من ابن المبارك. وقد زاد ذكرَ السائبِ فوجب أن تُقبل زيادته».
قال الأعظمي: وهو كما قال، ولكن ليس سفيان وحده خالفه كما ذكره البيهقي، وإنما خالفه أيضًا هشام ابن يوسف الصنعاني ذكره أبو زرعة في علل ابن أبي حاتم (١/ ١٨٠)، ورواه عبد الرزاق في مصنفه (٥٦٧٠)، عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء قال: بلغني أن النبي ﷺ يقول: فذكر الحديث.
قال: فكان عطاء يقول: ليس على الناس حضور الخطبة يومئذ. انتهى.
فإذا نظرنا إلى هذه الأسانيد قلنا: إنَّ قواعد الحديث تَقضي أن نحكم على حديث الفضل بن موسى بأنَّه شاذٌّ، ومرسل عطاء هو المحفوظ. والله تعالى أعلم.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 49 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يكره الكلام عند خطبة الجمعة والعيدين

  • 📜 حديث: يكره الكلام عند خطبة الجمعة والعيدين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: يكره الكلام عند خطبة الجمعة والعيدين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: يكره الكلام عند خطبة الجمعة والعيدين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: يكره الكلام عند خطبة الجمعة والعيدين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب