حديث: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في اجتماع العيد والجمعة
صحيح: رُوي هذا بثلاثة أسانيد وكلها صحيحة.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام البخاري في صحيحه، وهو حديث عظيم فيه بيان لحكم فقهي مهم، وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:
1. شرح المفردات:
● عطاء بن أبي رباح: هو أحد كبار التابعين وعلمائهم، وكان فقيهاً ثقة، أخذ العلم عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم.
● ابن الزبير: هو عبد الله بن الزبير بن العوام، صحابي جليل، وابن الصحابي الزبير بن العوام، وكان أميراً على مكة في تلك الفترة.
● يوم عيد في يوم جمعة: أي أن يوم عيد الفطر أو الأضحى وافق يوم الجمعة.
● أول النهار: أي في وقت صلاة العيد المعتاد، وهو بعد شروق الشمس وارتفاعها قيد رمح.
● رُحنا إلى الجمعة: ذهبنا لنصلي صلاة الجمعة.
● فلم يخرج إلينا: أي أن ابن الزبير الذي كان الإمام لم يخرج ليصلي بهم الجمعة.
● فصلينا وُحدانًا: صلوا فرادى، أي كل واحد صلى ظهراً أربع ركعات منفرداً.
● ابن عباس: هو عبد الله بن عباس، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وحبر الأمة وترجمان القرآن.
● بالطائف: كان موجوداً في مدينة الطائف.
● أصاب السنة: أي أن فعلهم موافق للسنة النبوية.
2. شرح الحديث:
يخبرنا التابعي الجليل عطاء بن أبي رباح عن واقعة حدثت في مكة المكرمة، حيث كان الأمير عبد الله بن الزبير يصلي بالناس صلاة العيد (وقد صادف ذلك اليوم يوم جمعة) في وقتها المعتاد أول النهار.
بعد أن انتهوا من صلاة العيد، ذهب الناس إلى المسجد لانتظار صلاة الجمعة، لكن الأمير ابن الزبير لم يخرج ليصلي بهم الجمعة، فلم يجتمعوا لها بإمام، فقام كل واحد منهم فصلى ظهراً أربع ركعات منفرداً.
لما قدم الصحابي الجليل عبد الله بن عباس من الطائف، وأخبروه بما حدث، وأنهم صلوا الظهر فرادى بدلاً من الجمعة، أقر فعلهم وقال: "أصاب السنة"، أي أن ما فعلوه هو الصواب وهو الموافق لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
3. الدروس المستفادة منه:
1- سقوط صلاة الجمعة إذا صليت صلاة العيد: هذا الحديث هو أحد الأدلة الرئيسية عند أهل العلم على أن صلاة الجمعة تسقط عن من صلى صلاة العيد إذا وافق العيد يوم الجمعة. وهذا مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة، واستدلوا بهذا الحديث وغيره.
2- حكمة السقوط: من حكم هذا الحكم التيسير على الناس وعدم إرهاقهم بتكرار الخروج إلى الصلاة في يوم واحد، خاصة وأن يوم العيد هو يوم فرح وسعة.
3- وجوب صلاة الظهر: إذا سقطت الجمعة، فإن من لم يحضر الجمعة يجب عليه أن يصلي الظهر أربع ركعات. وهذا ما فعله الناس في الحديث حيث صلوا "وحدانًا" أي فرادى كل واحد صلى الظهر.
4- اجتهاد الأئمة: يظهر من فعل ابن الزبير أنه كان مجتهداً في هذه المسألة واختار عدم إقامة الجمعة لتحقيق السنة، مما يدل على أن الأمر كان معروفاً ومتداولاً بين علماء الصحابة.
5- حرص التابعين على سؤال العلماء: حرص عطاء بن أبي رباح وأصحابه على سؤال ابن عباس عن حكم ما فعلوه، مما يدل على حرصهم على اتباع السنة وفهم الدين correctly.
6- قوة فهم الصحابة: قول ابن عباس "أصاب السنة" دليل على أن هذا الحكم كان معلوماً ومستفيضاً among الصحابة، وأنه من السنة العملية.
4. معلومات إضافية مفيدة:
● خلاف العلماء: ذهب الحنفية إلى أن صلاة الجمعة لا تسقط بصلاة العيد، وأن من حضر العيد يجب عليه حضور الجمعة أيضاً. ولكن القول الراجح هو قول الجمهور لأدلة منها هذا الحديث.
● حكم من صلى العيد مع الإمام ثم أراد أن يصلي الجمعة: إذا صلى الإنسان العيد مع الإمام، فالأفضل له أن يحضر الجمعة أيضاً إن أقامها الإمام، فإن لم يقمها الإمام صلى الظهر. وفي حال أقامها الإمام، فجمهور العلماء على أن حضورها واجب عليه إلا من له عذر.
● الفرق بين أهل القرى وأهل الأمصار: بعض العلماء قيد السقوط بأهل البوادي والقرى الذين قدموا للمصلى لصلاة العيد، بينما لا تسقط عن أهل المدينة الذين لم يخرجوا للمصلى. ولكن الراجح عموم الحكم.
● الحديث دليل على سعة الإسلام ويسره: حيث راعى الشرع ظروف الناس ورفع عنهم الحرج في يوم should be يوم فرح وسعادة.
أسأل الله تعالى أن يرزقنا الفقه في الدين والاتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
تخريج الحديث
الأوّلى: ما رواه أبو داود (١٠٧١) عن محمد بن طريف البجليّ، حَدَّثَنَا أسباط، عن الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح فذكره، وإسناده صحيح.
والثانية: ما رواه أبو داود أيضًا (١٠٧٢) عن يحيي بن خلف، حَدَّثَنَا أبو عاصم، عن ابن جريج، قال: قال عطاء: اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزُّبير، فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد، فجمعهما جميعًا، فصلاهما ركعتين بكرة، ولم يزِدْ عليهما حتَّى صلَّى العصر.
وهذا إسناده أيضًا صحيح إِلَّا أن ابن جريج مدلِّس ولم يُصرّح بالتحديث ولكن جاء عنه أنه قال: إذا قلت: قال عطاء، فأنا سمعته منه، وإن لم أقل. سمعتُ.
فقوله قال: يحمل على التحديث.
والثالثة: ما رواه النسائيّ (١٥٩٢) عن محمد بن بشار، قال: حَدَّثَنَا يحيى، قال: حَدَّثَنَا عبد
الحميد بن جعفر، قال: حَدَّثَنِي وهب بن كيسان قال: اجتمع عيدان على عهد ابن الزُّبير، فأخَّر الخروج حتّى تعالى النهار، ثمّ خرج فخطب، فأطال الخطبة، ثمّ نزل فصلَّى، ولم يُصلِّ للناس يومئذ الجمعة، فذُكِر ذلك لابن عبَّاسٍ فقال: أصاب السنة.
وهذا إسناده أيضًا صحيح.
ومن هذا الوجه أخرجه ابن خزيمة (١٤٦٥) وقال: قول ابن عباس: أصاب ابن الزُّبير السنة، يحتمل أن يكون أراد سنة النَّبِيّ ﷺ، وجائز أن يكون أراد سنة أبي بكر، أو عمر، أو عثمان، أو عليّ، ولا إخالُهُ أنه أراد به: أصاب السنة في تقديمه الخطبة قبل صلاة العيد، لأن هذا الفعل خلاف سنة النَّبِيّ ﷺ وأبي بكر وعمر، وإنما أراد تركَه أن يجمعَ بهم بعد ما قد صلَّى بهم صلاة العيد فقط، دون تقديم الخطبة قبل العيد». انتهى.
وأمّا ما رُوي عن إياس بن أبي رمْلَة الشّاميّ قال: شهدتُ معاوية بن أبي سفيان وهو يسأل زيد ابن أرقم قال: أَشِهدتَ مع رسول الله ﷺ عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم، قال: فكيف صنع؟ قال: صلَّى العيد ثمّ رخص في الجمعة، فقال: «من شاء أن يُصَلِّي فليصلّ».
رواه أبو داود (١٠٧٠)، والنسائي (١٥٩١)، وابن ماجة (١٣١٠)، والإمام أحمد (١٩٣١٨) كلّهم من هذا الوجه إِلَّا أن النسائيّ لم يذكر من شاء أن يُصَلِّي فليصل».
وإسناده ضعيف لجهالة إياس بن أبي رملة الشاميّ، ومع هذا صحَّحه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٨٨) وقال الذّهبيّ في «الميزان» بعد أن أشار إلى هذا الحديث: قال ابن المنذر: لا يثبت هذا الحديث، فإن إياسًا مجهول. انتهى.
إِلَّا أنَّ الحافظ نقل في التلخيص عن ابن معين تصحيحه، فلعلَّه صحَّحه لكثرة شواهده، والله أعلم.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ أنه قال: «قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنَّا مُجمِّعون».
رواه أبو داود (١٠٧٣)، وابن ماجة (١٣١١)، والحاكم (١/ ٢٨٨، ٢٨٩)، والبيهقي (٣/ ٣١٨) كلّهم من طريق بقية بن الوليد، عن شعبة، عن المغيرة الضبيّ، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره.
وبقية بن الوليد وإن كان مدلِّسًا إِلَّا أنَّه صرَّح بالتحديث في بعض الرّوايات ولكن علة هذا الحديث أن عبد الرزّاق (٥٧٢٨) رواه عن الثوريّ، عن عبد العزيز بن رُفَيع، عن أبي صالح مرسلًا.
وصحَّح الإمام أحمد والدارقطني وغيرهما إرساله.
وكذلك قال البيهقيّ: رواه سفيان الثوري عن عبد العزيز فأرسله.
ثمّ قال: ورُوي عن سفيان بن عيينة، عن عبد العزيز موصولًا مقيَّدًا بأهل العوالي، وفي إسناده ضَعْف. ورُوِي ذلك عن عمر بن عبد العزيز، عن النَّبِيّ ﷺ مقيَّدًا بأهل العالية إِلَّا أنَّه منقطع, انتهى.
وكذلك لا يصح ما رُوي عن ابن عمر قال: اجتمع عيدان على عهد رسول الله ﷺ فصلي بالناس ثم قال: «من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها، ومن شاء أن يتخلف فليتخلف». رواه ابن ماجه (١٢١٣) عن جبارة بن المُغَلِّس، قال: حدثنا مندل بن علي، عن عبد العزيز بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
وجبارة بن المُغَلِّس وشيخه مندل بن علي ضعيفان.
فمن نظر إلى كثرة الشواهد قال: إنَّ الحديثَ له أصلٌ، وقد عُمِل به بعد النبي ﷺ.
وقد ثبت في صحيح البخاري كتاب الأضاحي (٥٥٧٢) قال أبو عبيد مولي ابن أزهر: شهدتُ العيدَ يوم الأضحى مع عثمان بن عفان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة، ثم خطب فقال: يا أيها الناس! إنَّ هذا يومٌ قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحبَّ أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنتُ له. انتهى.
فرأى من الجائز أن يتخلَّف عن صلاة الجمعة إذا اجتمع العيدان في يوم واحد. انظر كلام أهل العلم في: المنة الكبرى (٢/ ٢٧٣، ٢٧٤).
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 48 من أصل 58 حديثاً له شرح
- 9 إذا كان يوم عيد خالف الطريق
- 10 إبطاء الإمام في صلاة العيد
- 11 صلاة العيد ركعتين لا قبلها ولا بعدها
- 12 يخرج يوم العيد فيصلي ركعتين ثم يخطب
- 13 صلاة الأضحى ركعتان وصلاة الفطر ركعتان
- 14 لم يُصلِّ قبل العيد ولا بعدها
- 15 لم يُصلِّ قبلها ولا بعدها في عيد
- 16 لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا فإذا رجع إلى منزله صلَّى...
- 17 تكبيرات صلاة العيدين: سبع في الأولى وخمس في الثانية
- 18 التكبير في الفطر سبع في الأولى وخمس في الآخرة
- 19 ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر
- 20 قراءة النبي في صلاة العيد والجمعة بسورتي الأعلى والغاشية
- 21 كان النبي يقرأ في العيدين سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ...
- 22 صلاة العيدين بغير أذان ولا إقامة
- 23 لم يكن يُؤَذَّن يوم الفطر ولا يوم الأضحى
- 24 صلاة العيد بلا أذان ولا إقامة
- 25 صلاة العيد بغير أذان ولا إقامة.
- 26 صلاة العيدين قبل الخطبة
- 27 كان يبدأ بالصلاة ثم ينصرف فيقوم مقابل الناس
- 28 فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف...
- 29 الصلاة في العيدين قبل الخطبة
- 30 يغدو النبي إلى المصلى والعنزة تحمل بين يديه
- 31 صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد بالمصلى مستترًا...
- 32 أمر النبي ﷺ بإخراج العواتق وذوات الخدور في العيدين
- 33 صلاة النبي ﷺ وخطبته في العيد وأمر النساء بالصدقة.
- 34 أول شيء يبدأ به الصلاة يوم العيد
- 35 النبي ﷺ يخطب على ناقة وحبشي آخذ بخطامها
- 36 رأيت رسول الله يخطب الناس على ناقته العضباء يوم الأضحى...
- 37 رأيت النبي يخطب على بعيره
- 38 لا وصية لوارث، والولد للفراش، وللعاهر الحجر
- 39 ألا لا وصية لوارث
- 40 رسول الله ﷺ يخطب الناس يوم عرفة على بعير قائم...
- 41 خطب رسول الله ﷺ يوم العيد على راحلته
- 42 خطب قائمًا ثم قعد قعدة ثم قام
- 43 لأنكن تكثرن الشكاة، وتكفرن العشير
- 44 صلاة العيد قبل الخطبة ثم يخطب النبي ﷺ
- 45 النبي ﷺ يبدأ بالصلاة قبل الخطبة يوم العيد
- 46 النبي ﷺ نُووِلَ يوم العيد قوسًا فخطب عليه
- 47 إنكم لن تطيقوا، أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به
- 48 صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة
- 49 يكره الكلام عند خطبة الجمعة والعيدين
- 50 من فعل فقد أصاب سنتنا
- 51 نُخرج البكر من خدرها والحُيَّض يوم العيد
- 52 كان يُلبِّي المُلبّي لا يُنكر عليه، ويُكبِّر المُكبِّر فلا يُنكر...
- 53 غدونا مع رسول الله من منى إلى عرفات فمنا الملبي،...
- 54 أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله
- 55 عندها جاريتان في أيام مني تدففان وتضربان
- 56 دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد
- 57 دخل عمر والحبشة يلعبون عند النبي ﷺ
- 58 ابن عمر للحجاج: أنت أصبتني، حملت السلاح في يوم لا...
معلومات عن حديث: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة
📜 حديث: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Wednesday, November 19, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








