حديث: أول شيء يبدأ به الصلاة يوم العيد

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

خروج النَّبِيّ ﷺ إلى مصلى العيد بغير المنبر

عن أبي سعيد الخدريّ قال: كان النَّبِيّ ﷺ يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المُصلَّي (وهو موضع في المدينة) فأوَّل شيء يبدأ به الصّلاة.
قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتّى خرجتُ مع مروان -وهو أمير المدينة- في أضحى، أو فِطر. فلمَّا أتينا المصلي إذا مِنبر بناه كثير بن الصلت.

متفق عليه: رواه البخاريّ في العيدين (٩٥٦)، ومسلم في العيدين (٨٨٩) كلاهما من طريق عياض بن عبد الله بن أبي سَرْح، عن أبي سعيد الخدريّ فذكره واللّفظ للبخاريّ.

عن أبي سعيد الخدريّ قال: كان النَّبِيّ ﷺ يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المُصلَّي (وهو موضع في المدينة) فأوَّل شيء يبدأ به الصّلاة.
قال أبو سعيد: فلم يزل الناس على ذلك حتّى خرجتُ مع مروان -وهو أمير المدينة- في أضحى، أو فِطر. فلمَّا أتينا المصلي إذا مِنبر بناه كثير بن الصلت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وهو من الأحاديث الصحيحة التي أخرجها الإمام البخاري في صحيحه، يتعلق بسنة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العيدين، ويحتوي على فوائد عظيمة ودروس مهمة.

أولاً. شرح المفردات:


● يوم الفطر والأضحى: هما عيدا المسلمين، عيد الفطر بعد صيام رمضان، وعيد الأضحى في أيام الحج.
● المصلَّى: هو المكان المخصص لأداء صلاة العيد خارج المسجد، وكان في المدينة مكان معروف لهذا الغرض.
● مروان: هو مروان بن الحكم، كان أميرًا على المدينة في عهد معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه.
● منبر: مكان مرتفع يصعد عليه الخطيب لإلقاء الخطبة.
● كثير بن الصلت: هو أحد رجال المدينة، وقد بنى هذا المنبر بأمر من مروان.

ثانيًا. شرح الحديث:


يخبرنا أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج إلى المصلى لأداء صلاة العيدين (الفطر والأضحى)، وكان أول شيء يفعله هو الصلاة، ثم يخطب بعدها. واستمر المسلمون على هذه السنة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى في عهد الخلفاء الراشدين.
ثم يحكي أبو سعيد أنه خرج مع مروان بن الحكم (وكان أميرًا على المدينة) لأداء صلاة العيد، فوجدا أن كثير بن الصلت قد بنى منبرًا في المصلى. وهذا يعني أن مروان أراد أن يغير السنة النبوية، حيث كان ينوي الخطبة قبل الصلاة (كما يفعل في صلاة الجمعة)، ولكن أبو سعيد أنكر عليه ذلك وأخبره بأن هذا مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا. الدروس المستفادة من الحديث:


1- السنة في صلاة العيد أن تقدم الصلاة على الخطبة: وهذا من خصائص صلاة العيد، بخلاف صلاة الجمعة التي تقدم فيها الخطبة على الصلاة.
2- وجوب اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم: وعدم مخالفتها بأي حال من الأحوال، حتى لو كان الأمر من قبل الأمراء والحكام.
3- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فقد أنكر أبو سعيد على مروان محاولته تغيير سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا من واجب العلماء والدعاة.
4- الحكمة من تقديم الصلاة على الخطبة في العيد: لأن الناس يكونون في شوق للصلاة والتهليل والتكبير، فإذا قدمت الخطبة قد يملّ بعض الناس، بخلاف الجمعة التي هي موعظة وتذكير.
5- مكانة الصحابة في حفظ السنة: فقد حفظ أبو سعيد الخدري رضي الله عنه هذه السنة ونقلها للأمة، وأنكر على من خالفها.

رابعًا. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدل على أن تغيير سنة النبي صلى الله عليه وسلم بدعة، حتى لو فعلها بعض الأمراء أو العلماء.
- ينبغي للدعاة والعلماء أن يبينوا السنة ويحذروا من البدع، كما فعل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.
- صلاة العيد سنة مؤكدة، ويستحب الخروج إليها في المصلى وليس في المسجد، إلا إذا كان هناك عذر مثل المطر.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والمحافظين على سنته، وأن يعيننا على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في العيدين (٩٥٦)، ومسلم في العيدين (٨٨٩) كلاهما من طريق عياض بن عبد الله بن أبي سَرْح، عن أبي سعيد الخدريّ فذكره واللّفظ للبخاريّ.
وفي لفظ مسلم: «فإذا كثير بن الصلت قد بني منبرًا من طِين ولَبِن».
وإنَّما اختصَّ كثير بن الصلت ببناء المنبر بالمصلَّى، لأنَّ داره كانت مجاورة للمصلَّى، وكان به العلَمُ الذي يشير إليه ابن عباس في قوله: «حتَّى أتى النَّبِيّ ﷺ العَلَمَ الذي عند دار كثير بن الصلت، فصلَّى ثمَّ خطب». البخاريّ (٩٧٧).
وقال ابن سعد: كانت دار كثير بن الصلت قبلة المصلي في العيدين، وهي تطل على بطن بطحان الوادي الذي في وسط المدينة. انتهى.
وإنَّما بني كثير بن الصلت داره بعد النَّبِيّ ﷺ بمدة، ولكنَّها لما صارت شهيرة في تلك البقعة، وُصِف المصلَّى بمجاورتها. وكثير بن الصلت الكندي تابعي كبير، ولد في عهد النَّبِيّ ﷺ، وقدم المدينة هو وأخواه بعده فسكنها، وحالف بني جُمَح. «الفتح» (٢/ ٤٤٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 34 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أول شيء يبدأ به الصلاة يوم العيد

  • 📜 حديث: أول شيء يبدأ به الصلاة يوم العيد

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أول شيء يبدأ به الصلاة يوم العيد

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أول شيء يبدأ به الصلاة يوم العيد

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أول شيء يبدأ به الصلاة يوم العيد

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب