حديث: لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا فإذا رجع إلى منزله صلَّى ركعتين

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب صلاة العيد ركعتان، ولا صلاة قبلها ولا بعدها في المصلي

عن أبي سعيد الخدريّ قال: «كان رسول الله لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا، فإذا رجع إلى منزله صلَّى ركعتين».

حسن: رواه ابن ماجة (١٢٩٣)، وأحمد (١١٢٢٦)، وابن خزيمة (١٤٦٩)، والحاكم (١/ ٢٩٧) كلّهم من حديث عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عَقيل، عن عطاء ابن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ فذكره.

عن أبي سعيد الخدريّ قال: «كان رسول الله لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا، فإذا رجع إلى منزله صلَّى ركعتين».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يرزقنا و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين واجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث الذي ذكر رواه الإمام ابن ماجه في سننه، والإمام أحمد في مسنده، وغيرهما، عن الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. وهو حديث صحيح بشواهده.
وفيما يلي شرحه وبيانه على النحو المطلوب:

1. شرح المفردات:


● لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا: أي لا يأتي بأي صلاة نافلة في المصلى أو في المسجد قبل أن يبدأ في صلاة العيد نفسها.
● فإذا رجع إلى منزله: أي بعد أن ينتهي من أداء صلاة العيد وخطبتها، ويعود إلى بيته.
● صلى ركعتين: أي أتى بصلاة نافلة مؤلفة من ركعتين في بيته.

2. شرح الحديث:


يبيّن لنا هذا الحديث هدي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم العيد (الفطر أو الأضحى) فيما يتعلق بالصلاة النافلة قبل صلاة العيد وبعدها.
● النفي: "كان لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا": هذا نهي عن التطوع بالصلاة في وقتين:
1- في المصلى: حيث لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه يصلون تحية المسجد أو غيرها من النوافل في المصلى (الأرض الفضاء التي تؤدى فيها صلاة العيد) قبل الشروع في صلاة العيد.
2- في المسجد: إذا اجتمع الناس في المسجد أولاً ثم خرجوا إلى المصلى، فالسنة ألا يُصلَّى في المسجد قبل الخروج إلى المصلى، وهذا قول جمهور العلماء.
● الإثبات: "فإذا رجع إلى منزله صلى ركعتين": هذا إرشاد إلى فعل سنة بعد الانتهاء من صلاة العيد، وهي صلاة ركعتين في البيت. ويفعل ذلك الإمام والمأموم والمنفرد. والحكمة في تأخيرها إلى البيت -والله أعلم- إظهارًا لكونها سنة غير مؤكدة كالرواتب، وتمييزًا لها عن صلاة العيد، وإحياءً لذكر الله في البيوت.

3. الدروس المستفادة منه:


1- اتباع السنة النبوية: في هديه صلى الله عليه وسلم في العيدين، حيث ينبغي للمسلم أن يحرص على التأسي به في جميع أحواله.
2- عدم مشروعية صلاة قبل العيد: لا تشرع أي صلاة نافلة قبل أداء صلاة العيد، سواء في المصلى أو في المسجد الذي يخرج منه الناس إلى المصلى. وهذا من خصائص يوم العيد.
3- مشروعية الصلاة بعد العيد في البيت: يستحب للمسلم إذا فرغ من صلاة العيد وخطبتها ورجع إلى بيته أن يصلي ركعتين.
4- إحياء السنة في البيوت: في هذا الحديث توجيه لتعمير البيوت بالطاعات والسنن، وليس فقط الاعتماد على المساجد والمصليات.
5- التيسير وعدم التشديد: إذا صلى أحد ركعتين في بيته قبل الخروج إلى المصلى ظانًا أنها سنة الفجر أو نحو ذلك، فلا حرج عليه إن شاء الله، ولكن الأفضل ترك النافلة مطلقًا قبل الخروج إلى صلاة العيد اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- اختلف العلماء في حكم صلاة الركعتين في البيت بعد العيد، فذهب جمهور العلماء (الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى استحبابها.
- ذهب الإمام مالك رحمه الله إلى كراهة الصلاة بعد العيد في المصلى والبيت، إلا أن يكون للإنسان سنة راتبة فائتة فيصليها في بيته.
- الراجح -والله أعلم- هو قول الجمهور باستحبابها، لثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم كما في هذا الحديث وغيره.
- من فاتته صلاة العيد مع الإمام، فإنه يقضيها على هيئتها (ركعتين بتكبيرات زوائد)، وإذا قضاها في البيت فإنه يصليها ثم يصلي بعدها الركعتين (سنة البيت).
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن ماجة (١٢٩٣)، وأحمد (١١٢٢٦)، وابن خزيمة (١٤٦٩)، والحاكم (١/ ٢٩٧) كلّهم من حديث عبيد الله بن عمرو الرَّقِّي، قال: حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عَقيل، عن عطاء ابن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد الله بن محمد بن عَقيل فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يخالف.
قال الحاكم: «هذه سنة عزيزة بإسناد صحيح».
وحسَّنه الحافظ في «الفتح» (٢/ ٤٧٦) وقال أيضًا: «والحاصل أنَّ صلاة العيد لم يثبت لها سنة قبلها ولا بعدها خلافًا لمن قاسها على الجمعة» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 16 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا فإذا رجع إلى منزله صلَّى ركعتين

  • 📜 حديث: لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا فإذا رجع إلى منزله صلَّى ركعتين

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا فإذا رجع إلى منزله صلَّى ركعتين

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا فإذا رجع إلى منزله صلَّى ركعتين

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يُصَلِّي قبل العيد شيئًا فإذا رجع إلى منزله صلَّى ركعتين

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب