حديث: إذا كان يوم عيد خالف الطريق

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في مخالفة الطريق

عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي ﷺ إذا كان يومُ عيد خالف الطريق.

صحيح: رواه البخاري في العيدين (٩٨٦) عن محمد (بن سلام) قال: أخبرنا أبو تُميلة يحيى ابن واضح، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر فذكره.

عن جابر بن عبد الله قال: كان النبي ﷺ إذا كان يومُ عيد خالف الطريق.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، حيث قال: "كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ".

أولاً. شرح المفردات:


● يوم عيد: المقصود به عيد الفطر وعيد الأضحى.
● خالف الطريق: أي أنه كان يذهب إلى مصلى العيد من طريق ويرجع من طريق آخر مختلف.

ثانياً. شرح الحديث:


كان من هدي النبي ﷺ في يوم العيد أن يذهب إلى مصلى العيد من طريق معين، ثم بعد انتهاء الصلاة والخطبة يرجع إلى بيته من طريق آخر غير الذي ذهب منه. وهذا الفعل ثابت في الصحيحين وغيرهما من دواوين السنة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:


1- استحباب مخالفة الطريق في الذهاب والإياب من صلاة العيد: وهذا من السنن المؤكدة التي كان يحرص عليها النبي ﷺ، ويستحب للمسلمين الاقتداء به فيها.
2- إظهار شعائر الإسلام وشعار المسلمين: فكثرة مرور المسلمين في طرق متعددة في يوم العيد يُظهر بهجة العيد ويعم الفرح أحياء المدينة، ويشعر الجميع بهذه المناسبة السعيدة.
3- إجابة السلام وتفقد أحوال الناس: فبذهابه من طريق وإيابه من آخر يمر على عدد أكبر من الناس، فيسلم عليهم ويسأل عن أحوالهم، ويشاركهم فرحتهم.
4- الصدقة على المحتاجين: حيث إنه بمروره في طرق متعددة يمكن أن يلتقي بعدد أكبر من الفقراء والمحتاجين فيعطيهم الصدقات ويشعرهم بالعيد.
5- تعليم الجاهل وإجابة المستفتي: ففي طريقه قد يلتقي بمن يسأله عن أحكام العيد أو غيرها فيجيبهم ويعلمهم.
6- إظهار نعمة الله تعالى: فكثرة الخروج والمرور في الطرقات تظهر نعمة الله على الأمة بالاجتماع والفرح والأمن.

رابعاً. حكم مخالفة الطريق:


هذه السنة مستحبة وليست واجبة، فمن فعلها فله الأجر والثواب، ومن لم يفعلها فلا إثم عليه، لكن الأفضل للمسلم أن يحرص على اتباع هدي النبي ﷺ في جميع أحواله.

خامساً:

تنبيهات مهمة:
- ينبغي للمسلم أن يحافظ على سنن العيد وآدابه، ومنها مخالفة الطريق، وصلاة العيد، والاغتسال والتكبير ولبس أحسن الثياب.
- لا ينبغي التهاون بهذه السنة بحجة المشقة أو بعد المسافة، فإن في فعلها خيرًا كثيرًا وبركة.
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصيام والقيام، وأن يعيد علينا هذه الأيام باليمن والإيمان والسلامة والإسلام، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في العيدين (٩٨٦) عن محمد (بن سلام) قال: أخبرنا أبو تُميلة يحيى ابن واضح، عن فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر فذكره.
وقال البخاري: «تابعه يونس بن محمد، عن فُلَيح، وحديث جابر أصح».
هذا القول من البخاري استشكلَه كثير من أهل العلم وإليكم خلاصة ما لخَّصه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي (٢/ ٤٢٥): «وهذه العبارة مُشكِلة، أطال الكلام عليها الحافظ في الفتح (٢/ ٤٧٣)، ورجح سقوط شيءٍ منها، دل عليه بعض نُسُخ البخاري والمستخرجات والأطراف، وعندي نسخة صحيحة عتيقة من صحيح البخاري، مكتوبة في شيراز سنة ٨٣٤ هـ فيها الكلام على الصواب، وهو: «تابعه يونس بن محمد عن فليح، وقال محمد بن الصلت عن فُليح
عن سعيد عن أبي هريرة، وحديث جابر أصح»، وانظر الفتح (٢/ ٣٩٣، ٣٩٤) والراجح عندي أنَّ كلا الحديثين صحيح، وأنَّ سعيد بن الحارث سمعهما من جابر ومن أبي هريرة، فكان يروي مرَّةً حديثَ هذا، ومرَّة حديث ذاك، ويُؤَيِّده أن الحاكم رواه في المستدرك (١/ ٢٩٦) من طريق يونس ابن محمد عن فُليح عن سعيد، عن أبي هريرة، وصححه هو والذهبي على شرط الشيخين، ونسب ابن حجر هذه الرواية أيضًا إلى ابن خزيمة، والبيهقي، ثُمَّ قال: والذي يغلب على الظنَّ أنَّ الاختلافَ فيه من فُليح، فلعل شيخه سمعه من جابر ومن أبي هريرة، ويقوي ذلك اختلاف اللفظين، وقد رجَّح البخاري أنَّه عن جابر، وخالفه أبو مسعود والبيهقي فرجَّحا أنَّه عن أبي هريرة، ولم يظهر لي في ذلك ترجيح». هكذا قال الحافظ، وأنا أرجَّح صحتهما معًا» انتهى.
قال الأعظمي: وحديث أبي هريرة رواه الترمذي (٥٤١) والإمام أحمد (٨٤٥٤)، وابن خزيمة (١٤٦٨)، وابن حبان (٢٨١٥)، والحاكم (١/ ٢٩٦)، والبيهقي (٣/ ٣٠٨)، وابن ماجه (١٣٠١) في بعض النسخ كلهم من طرق عن فُليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن أبي هريرة قال: كان النبي ﷺ إذا خرج يوم العيد في طريق رجع في غيره.
قال الترمذي: «حديث أبي هريرة حسن غريب، وروى أبو تُميلة ويونس بن محمد هذا الحديث عن فُليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله.
وقد استحب بعض أهل العلم للإمام إذا خرج في طريق أن يرجع في غيره، اتباعًا لهذا الحديث، وهو قول الشافعي، وحديث جابر كأنَّه أصح». انتهي.
قال الأعظمي: وفي الباب عن ابن عمر أن النبي ﷺ أخذ يوم العيد في طريق، ثم رجع في طريق. رواه أبو داود (١١٥٦)، وابن ماجه (١٢٩٩)، والإمام أحمد (٥٨٧٩)، والحاكم (١/ ٢٩٦)، والبيهقي (٣/ ٣٠٨) كلهم من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع، عن عبد الله بن عمر بن الخطاب فذكره واللفظ لأبي داود.
وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري ضعيف.
وعن أبي رافع أخرجه ابن ماجه (١٣٠٠) وفيه مندل بن علي وشيخه محمد بن عبيدالله بن أبي رافع ضعيفان. وعن غيرهما وكلها ضعيفة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 9 من أصل 58 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إذا كان يوم عيد خالف الطريق

  • 📜 حديث: إذا كان يوم عيد خالف الطريق

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إذا كان يوم عيد خالف الطريق

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إذا كان يوم عيد خالف الطريق

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إذا كان يوم عيد خالف الطريق

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب