حديث: تصدقوا فإن النساء أكثر أهل النار

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أجر الإنفاق على الزوج والأيتام

عن أبي سعيد الخدريّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! تَصَدَّقُوا». فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ! تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ». فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ، مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ».
ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَنْزِلِهِ جَاءَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ تَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذِهِ زَيْنَبُ. فَقَالَ: «أَيُّ الزَّيَانِبِ؟». فَقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: «نَعَمْ، ائْذَنُوا لَهَا». فَأُذِنَ لَهَا، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَ اليَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ
عِنْدِي حُلِيٌّ لِي فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صَدَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ».

متفق عليه: رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٦٢)، ومسلم في الإيمان (٨٠) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، أخبرني زيد، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره.

عن أبي سعيد الخدريّ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى المُصَلَّى، ثُمَّ انْصَرَفَ فَوَعَظَ النَّاسَ وَأَمَرَهُمْ بِالصَّدَقَةِ فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ! تَصَدَّقُوا». فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ! تَصَدَّقْنَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ». فَقُلْنَ: وَبِمَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ العَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ، مِنْ إِحْدَاكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ».
ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَنْزِلِهِ جَاءَتْ زَيْنَبُ امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ تَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذِهِ زَيْنَبُ. فَقَالَ: «أَيُّ الزَّيَانِبِ؟». فَقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ: «نَعَمْ، ائْذَنُوا لَهَا». فَأُذِنَ لَهَا، قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّكَ أَمَرْتَ اليَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ
عِنْدِي حُلِيٌّ لِي فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «صَدَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله خاتم النبيين وإمام المتقين.
أما بعد، حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع وبما نقول.
هذا حديث عظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه، وفيه دروس وعبر عظيمة. سأشرحه لك جزءاً جزءاً بحسب الطريقة التي طلبتها، مستعيناً بالله ثم بكتب شروح الحديث المعتمدة عند أهل السنة والجماعة كفتح الباري لابن حجر، وعمدة القاري للعيني، وإرشاد الساري للقسطلاني.

أولاً. شرح المفردات:


● أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ: أي في عيد الأضحى أو عيد الفطر.
● المُصَلَّى: المكان المخصص لأداء صلاة العيد خارج المسجد، وهو ما يُعرف بالمصلى أو "العرصة".
● انْصَرَفَ: أي انتهى من الصلاة وانتقل إلى الخطبة.
● وَعَظَ النَّاسَ: نصحهم وذكّرهم بالمواعظ.
● تَكْفُرْنَ العَشِيرَ: أي تجحدن نعمة الزوج وتنكرن حقه. والعشير هو الزوج.
● نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ: فيه إشارة إلى نقصان شهادة المرأة عن شهادة الرجل، ونقصان صيامها وصلاتها حال الحيض، وليس نقصاً في أصل التكليف أو القيمة الإنسانية.
● أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الحَازِمِ: أي أكثر تأثيراً في إفساد عقل الرجل ذي العزيمة والحكمة. واللُّبُّ هو العقل والتمييز.
● حُلِيٌّ: ما تتزين به المرأة من حلي وذهب وفضة.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبرنا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج في يوم عيد (أضحى أو فطر) إلى المصلى لأداء صلاة العيد، ثم بعد انتهاء الصلاة توجه إلى الناس يخطب فيهم ووعظهم وحثهم على الصدقة.
ثم خصص خطاباً للنساء، وحثهن على الصدقة، وذكر لهن سبباً مهماً وهو أنه رأى في الرؤيا الصادقة أن النساء أكثر أهل النار. فاستفسرن عن السبب، فبين لهن النبي صلى الله عليه وسلم سببين رئيسيين:
1- إكثار اللعن: أي كثرة الدعاء على الآخرين بالطرد من رحمة الله.
2- كفران العشير: أي جحود نعمة الزوج وإنكار حقه وعدم شكر معروفه.
ثم بين صلى الله عليه وسلم طبيعة تكوين المرأة التي قد تؤثر على عقل الرجل الحازم وتستفز غرائزه، مما قد يوقعه في الخطأ، وهذا ليس انتقاصاً من المرأة بل بيان لطبيعة الخلق التي فطرها الله عليها.
ثم انتقل الحديث إلى قصة زوجة عبد الله بن مسعود، زينب رضي الله عنها، التي جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تسأله عن صدقتها، حيث أرادت أن تتصدق بحليها، فاعترض زوجها بأنه وأولادهما أحق بالصدقة من غيرهم. فأكد النبي صلى الله عليه وسلم صحة قول زوجها، وأن الصدقة على الأقارب والأهل أولى من غيرهم.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- مشروعية صلاة العيد في المصلى: وهي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2- الحث على الصدقة وخاصة في أيام العيد: وهي من مكملات الفرح والسرور في هذه الأيام المباركة.
3- خطورة اللعن وكفران النعم: وهما من الذنوب العظيمة التي قد تورد صاحبها النار.
4- بيان طبيعة المرأة وخلقتها: التي قد تؤثر على قرارات الرجل، مما يستدعي من الرجل الحكمة والصبر في التعامل، ومن المرأة المراقبة لله في تصرفاتها.
5- أولوية الصدقة على الأقارب: فالصدقة على الزوج والأولاد والأهل المحتاجين أفضل من الصدقة على الغرباء، وهذا من صلة الرحم والإحسان إلى الأقربين.
6- حرص الصحابيات على الخير وسؤالن عن أمور دينهن: كما فعلت زينب رضي الله عنها، مما يدل على علو همتهن في طلب العلم والاستقامة على الدين.
7- العدل والإنصاف في الحق: حيث أقر النبي صلى الله عليه وسلم حق ابن مسعود في أن يكون هو وأولاده أحق بالصدقة، مع تشجيع زوجته على الصدقة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث لا يعني أن جميع النساء في النار، بل معناه أن أكثر أهل النار من النساء بسبب هذه الأسباب، وفي المقابل فإن للنساء فرصة عظيمة للجنة بطاعتهن لله ورسوله وإحسانهن في أدوارهن.
- قوله صلى الله عليه وسلم "ناقصات عقل ودين" ليس انتقاصاً من المرأة، بل هو وصف لحقيقة شرعية، فنقصان العقل من حيث إن شهادتها على النصف من شهادة الرجل في بعض cases، ونقصان الدين من حيث إنها تفطر في رمضان أثناء الحيض ولا تقضي الصلاة، وهذا من رحمة الله بها وتيسيره عليها.
- القصة فيها دليل على مشورة الزوجة لزوجها في أمور الصدقة والبر، وعلى حلم النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه في استقبال السائلين والإجابة على استفساراتهم.
أسأل الله أن يجعلنا من المتصدقين والمتصدقات، وأن يقينا جميعاً من النار وما يقرب إليها من قول أو عمل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الزّكاة (١٤٦٢)، ومسلم في الإيمان (٨٠) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، أخبرني زيد، عن عياض بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدريّ، فذكره. واللّفظ للبخاريّ.
وأمّا مسلم فلم يسق لفظه وإنما أحال على حديث ابن عمر، وليس فيه قصّة ابن مسعود وزوجته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 267 من أصل 379 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تصدقوا فإن النساء أكثر أهل النار

  • 📜 حديث: تصدقوا فإن النساء أكثر أهل النار

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: تصدقوا فإن النساء أكثر أهل النار

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: تصدقوا فإن النساء أكثر أهل النار

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: تصدقوا فإن النساء أكثر أهل النار

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب