حديث: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرخصة في إتيان النساء في ليالي رمضان

عن البراء بن عازب قال: لما نزل صومُ رمضان كانوا لا يقربون النّساء رمضان كلَّه، وكان رجالٌ يخونون أنفسهم، فأنزل الله: ﴿عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ﴾.

صحيح: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٠٨) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن البراء بن عازب، به.

عن البراء بن عازب قال: لما نزل صومُ رمضان كانوا لا يقربون النّساء رمضان كلَّه، وكان رجالٌ يخونون أنفسهم، فأنزل الله: ﴿عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ﴾.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب، وأن يرزقنا الفقه في دينه.
هذا الحديث الذي رواه الصحابي الجليل البراء بن عازب رضي الله عنه، وهو حديث صحيح رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، يروي لنا قصة نزول آية من آيات الله تعالى في سورة البقرة، وهي قوله سبحانه: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ} [البقرة: 187].
وفيما يلي شرح وافٍ للحديث على النحو المطلوب:
### أولاً. شرح المفردات
* نزل صوم رمضان: أي فُرِض صوم شهر رمضان على المسلمين.
* لا يقربون النساء: لا يجامعونهنّ ولا يباشرونهنّ بشهوة.
* يخونون أنفسهم: يرتكبون ما يضرّها ويُوبقها، وهنا المقصود الوقوع في الجماع ليلاً في نهار رمضان، وهو كبيرة من الكبائر.
* خانُون: جمع خائن، من الخيانة، وهي هنا بمعنى الاعتداء على حرمة الصوم.
* فتاب عليكم: قبل توبتكم ووفقكم لها.
* وعفا عنكم: ستر عليكم وغفر لكم ما مضى من الذنب.

### ثانيًا. شرح الحديث
يخبرنا الصحابي البراء بن عازب رضي الله عنه عن حالة المسلمين في بداية فرضية صوم رمضان. حيث كان الحكم الأول للصوم يشمل الامتناع عن الطعام والشراب والجماع طوال اليوم والليلة، أي من غروب الشمس إلى غروب الشمس التالي. فكان إذا أفطر الرجل عند المغرب، يحرم عليه بعد ذلك الطعام والشراب والجماع إلى الليلة القادمة.
* الحالة الأولى (المشقة): لقد كانت هذه التشريعات الأولى شاقة على النفوس، خاصة فيما يتعلق بجماع النساء، حيث يحرم على الزوج أن يجامع زوجته طوال ليالي رمضان، مما يشكل مشقة كبيرة.
* الحالة الثانية (الوقوع في المعصية): لم تستطع طائفة من الصحابة الصبر على هذا الحكم الشاق، فوقعوا في المعصية وجامعوا نساءهم في الليل بعد أن كانوا قد أفطروا، فاحتقنوا أنفسهم وأتوا كبيرة من الكبائر لأنهم انتهكوا حرمة الصوم. وهذا هو معنى "يخونون أنفسهم".
* الحالة الثالثة (الرحمة والتيسير): علم الله تعالى صدق إيمان هؤلاء وتوبتهم وندمهم على ما فعلوا، كما علم مشقة الحكم الأول على الأمة. فأنزل الله تعالى هذه الآية الكريمة رَحْمَةً وَتَيْسِيرًا على عباده، حيث أباح لهم الجماع والطعام والشراب من بعد غروب الشمس (الإفطار) إلى طلوع الفجر (أذان الفجر). فنسخ الحكم السابق بحكم جديد أيسر وأرحب، وهو قوله تعالى في نفس الآية: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}.
فمعنى الآية التي ذكرها الحديث: {عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ} أي علم صدق توبتكم وندمكم على ما فعلتم- {فَتَابَ عَلَيْكُمْ} أي قبل توبتكم وغفرها لكم- {وَعَفَا عَنْكُمْ} أي ستر عليكم ذنوبكم وغفرها ولم يعاقبكم عليها.

### ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر
1- رحمة الله تعالى ولطفه بعباده: هذه القصة من أعظم الأدلة على سعة رحمة الله تعالى، حيث لم يعاقب من وقع في المعصية، بل قبل توبتهم ويسر عليهم التشريع ورفع عنهم الحرج والمشقة.
2- منهج التدرج في التشريع: يظهر لنا كيف أن الشريعة الإسلامية جاءت بالتدرج في الأحكام، مراعيةً حال الناس ونفوسهم، حتى تستقر الأحكام بشكل طبيعي.
3- التوبة تهدم ما قبلها: إن الله تعالى يقبل توبة العبد مهما عظم ذنبه إذا صدق في توبته وندمه. فقد تاب على أولئك الصحابة بعد وقوعهم في هذه الكبيرة.
4- العفو والمغفرة من الله: ليس فقط قبل الله توبتهم، بل عفا عنهم، أي محا أثر الذنب وستره، وهذا من كرم الله تعالى وجوده.
5- بيان سبب النزول: فهم سبب نزول الآيات يساعد في فهم القرآن فهمًا صحيحًا، ويعين على استنباط الأحكام والعبر.
6- الصبر على الطاعة: يعلمنا that while divine laws may sometimes seem difficult, patience is key, and God's wisdom خلف every command is ultimate, often leading to a greater ease thereafter.

### رابعًا. معلومات إضافية مفيدة
* هذه الحادثة كانت سببًا في نزول جزء من آيات الصيام في سورة البقرة، من قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} إلى قوله: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}.
* الحديث يدل على أن الأصل فيمن جامع في نهار رمضان عامدًا أنه مرتكب لكبيرة وعليه القضاء والكفارة، كما هو الحكم الثابت في الشريعة.
* يستفاد من
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٠٨) من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن البراء بن عازب، به.
قال ابن حجر في «الفتح» (٨/ ١٨١ - ١٨٢): «وظاهر سياق حديث الباب أن الجماع كان ممنوعًا في جميع الليل والنهار بخلاف الأكل والشرب فكان مأذونًا فيه ليلًا ما لم يحصل النوم، لكن بقية الأحاديث الواردة في هذا المعنى تدل على عدم الفرق -كما سأذكرها بعد-. فيحمل قوله: «كانوا لا يقربون النساء«على الغالب جمعًا بين الأخبار» انتهى.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 266 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ

  • 📜 حديث: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب