حديث: لا يمتنع النبي من شيء من وجهي وهو صائم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في القبلة للصّائم

عن عائشة، قالت: كان النبيُّ ﷺ لا يمتنع من شيء من وجْهي وهو صائم.

حسن: رواه الإمام أحمد (٢٥٧٨٢) عن وكيع، عن زكريا، عن العباس بن ذريح، عن الشعبي، عن محمد بن الأشعث، عن عائشة، فذكرته.

عن عائشة، قالت: كان النبيُّ ﷺ لا يمتنع من شيء من وجْهي وهو صائم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث شريف رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وفيه دلالة على عظيم أخلاق النبي ﷺ وحسن معاشرته لأهله، حتى في حال الصيام.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● "لا يمتنع": أي لا يرفض أو لا يتجنب.
● "من شيء": أي من أي شيء مباح.
● "من وجْهي": أي من جهتي أو بسبب طلبي أو رغبتي.
● "وهو صائم": أي في حالة الصيام.
2. شرح الحديث:
يخبرنا هذا الحديث عن مدى رقة قلب النبي ﷺ وحسن خلقه مع زوجاته، حيث كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تشهد بأنه ﷺ لم يكن يرفض طلباً تطلبه منه أو شيئاً تريده وهو صائم، ما دام ذلك الشيء مباحاً وجائزاً. وهذا يشمل الأمور المباحة من مداعبة أو قبلة أو معاشرة زوجية دون جماع، إذ أن الجماع يفسد الصيام بالإجماع.
3. الدروس المستفادة:
● حسن المعاشرة: يُستفاد من الحديث وجوب حسن المعاشرة بين الزوجين، وأن الصيام ليس عذراً للتقصير في حقوق الزوجة أو إظهار الملالة أو الغضب.
● الرفق بالأسرة: النبي ﷺ كان أرفق الناس بأهله، حتى في أحوال العبادة الشاقة كالصيام.
● أن الصيام لا يمنع المباحات: إلا ما نُهي عنه صراحة كالأكل والشرب والجماع، فأما المداعبة والقبلة فجائزة لمن يستطيع ضبط نفسه.
● قدوة في التوازن: النبي ﷺ يجمع بين العبادة وحقوق الناس، فلا يغفل أحداً بسبب الآخر.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث يدل على جواز القبلة والمباشرة بين الزوجين للصائم إذا أمن على نفسه الوقوع في المحظور، وهو مذهب جمهور العلماء.
- كان النبي ﷺ قدوة في التحكم في النفس وكمال الأخلاق، حتى في أصعب الأوقات.
- يُستحب للصائم أن يكون متسامحاً طيب الخلق، لا يغضب ولا يثور، وهذا من كمال الصيام.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٥٧٨٢) عن وكيع، عن زكريا، عن العباس بن ذريح، عن الشعبي، عن محمد بن الأشعث، عن عائشة، فذكرته.
رواه ابن حبان في صحيحه (٣٥٤٦) من وجه آخر عن وكيع، به إلا أنه قال فيه: «لا يلمس من وجهي ...».
وهو تصحيف ومخالف لما ثبت في الصحيح من تقبيل النبيّ ﷺ إياها.
وإسناده حسن من أجل محمد بن الأشعث فإنه حسن الحديث وقد توبع.
وهو ما رواه أحمد (٢٤٦٩٩) وصححه ابن خزيمة (٢٠٠١) كلاهما من حديث مطرف، عن عامر، عن مسروق، قال: قالت عائشة: «إن كان النبي ﷺ ليظلّ صائمًا، ثم يقبّل ما شاء الله من وجهي حتى يفطر».
هذا لفظ أحمد. وأمّا لفظ ابن خزيمة: «كان رسول الله ﷺ يظل صائمًا لا يبالي ما قبَّل من وجهي حتى يفطر». وقال يوسف: «فقبَّل ما شاء من وجهي». وقال الزعفراني: «فقبَّل أيَّ مكان شاء من وجهي».
قال الدارقطني: «ويشبه أن يكون القولان صحيحين عن الشعبي، عن مسروق ومحمد بن الأشعث، عن عائشة» العلل (١٥/ ١٣٧).
وأما ما رُوي عنها: «أنّ النبيَّ ﷺ كان يقبلها وهو صائم ويمصُّ لسانها» فهو منكر. رواه أبو داود (٢٣٨٦)، والإمام أحمد (٢٤٩١٦)، وابن خزيمة (٢٠٠٣)، والبيهقي (٤/ ٢٣٤) كلّهم من طرق عن محمد بن دينار، حدّثنا سعد بن أوس العبدي، عن مِصدع أبي يحيى، عن عائشة، فذكرته.
قال ابن الأعرابي: «بلغني عن أبي داود أنه قال: هذا الإسناد ليس بصحيح».
قال الأعظمي: وهو كما قال فإن فيه سلسلة من الضعفاء: محمد بن دينار مختلف فيه، والخلاصة فيه كما قال ابن حبان في «المجروحين» ترك الاحتجاج بما انفرد. وهذا مما انفرد به في قوله: «يمص لسانها».
وشيخه سعد بن أوس العبدي، قال فيه ابن معين: بصري ضعيف.
وشيخه مصدع أبو يحيى الأنصاري. قال ابن معين: لا أعرفه. وقال ابن حبان في «المجروحين» كان يخالف الأثبات في «الروايات» وينفرد بالمناكير.
وذكره العقيلي في «الضعفاء» وقال الحافظ ابن حجر: «مقبول» أي إذا توبع، هذا لم يتابع عليه فهو لين الحديث.
وبه أعلّه ابن خزيمة فقال: «إن جاز الاحتجاج بمصدع أبي يحيى، فإني لا أعرفه بعدالة ولا جرح».
وقولها: «كان يمصُّ لسانها» هذا مما انفرد به هؤلاء الضعفاء، ولم يتابعوا عليه. وقد أعلّه المنذريّ بمحمد بن دينار، فقال: «ويمص لسانها» لا يقول إلا محمد بن دينار. وفي إسناده أيضًا سعد بن أوس، قال ابن معين: «بصري ضعيف».
ونقل الحافظ ابن القيم في «تهذيب السنن» (٣/ ٢٦٣) عن عبد الحق أنه قال: «لا تصح هذه الزيادة في مصّ اللسان؛ لأنّها من رواية محمد بن دينار عن سعد بن أوس، ولا يحتج بهما» انظر: الأحكام الوسطى (٢/ ٢١٩).

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 270 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يمتنع النبي من شيء من وجهي وهو صائم

  • 📜 حديث: لا يمتنع النبي من شيء من وجهي وهو صائم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يمتنع النبي من شيء من وجهي وهو صائم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يمتنع النبي من شيء من وجهي وهو صائم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يمتنع النبي من شيء من وجهي وهو صائم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب