يُصَابُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ

حديث: يُصَابُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ

عن ابن عباس، قال: إنّ رسول الله ﷺ كان يصيبُ من الرؤوس وهو صائم.

صحيح: رواه أحمد (٢٢٤١، ٣٣٩٢)، وعبد الرزاق (٧٤٠٧) ومن طريقه البزار - كشف الأستار (١٠٢٠)، والطحاوي في «شرحه» (٣٢٩٢) كلّهم من حديث أيوب، عن عبد الله بن شفيق، عن ابن عباس، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن ابن عباس، قال: إنّ رسول الله ﷺ كان يصيبُ من الرؤوس وهو صائم.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا الحديث الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 1927) عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، نصه: "إنّ رسول الله ﷺ كان يصيبُ من الرؤوس وهو صائم".

1. شرح المفردات:

● يُصيبُ: أي يأخذ ويستعمل.
● الرؤوس: جمع رأس، والمقصود هنا هو دهن العطر المعروف بـ "الطيب" أو "العطر" الذي يوضع على الرأس أو الشعر، ويسمى "الرأس" لأنه من أطيب أنواع الطيب وأغلاه.
● صائم: أي في حالة الصيام، سواء كان صيام فرض أو نفل.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث يدل على أن النبي ﷺ كان يَتَطَيَّبُ ويستعمل العطر (الطيب) وهو صائم، وذلك بوضعه على رأسه أو شعره. وهذا الفعل منه ﷺ يدل على جواز استعمال الطيب للصائم، سواء كان ذلك في نهار رمضان أو في أي صيام آخر.
وقد ذهب جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة إلى أن استعمال الطيب للصائم جائز ولا يفطر، سواء كان الطيب بخورًا أو دهنًا أو غيره، ما دام أنه لا يدخل إلى الجوف عن طريق الفم أو الأنف. وهذا الحديث من الأدلة على ذلك.

3. الدروس المستفادة منه:

- جواز التطيب للصائم، بل استحبابه؛ لأن النبي ﷺ كان يفعل ذلك، وهو القدوة والأسوة.
- أن الصيام لا يمنع من الطيب والزينة، بل ينبغي للصائم أن يظهر بمظهر حسن، كما كان النبي ﷺ يفعل.
- أن العطر الذي يوضع على الرأس أو البدن لا يفطر، لأنه لا يدخل إلى الجوف، بخلاف ما لو استنشق البخور أو شمَّه بقوة بحيث يصل إلى الحلق، فإنه يكره أو يحرم عند بعض العلماء إذا وصل إلى الجوف.
- أن هدي النبي ﷺ في الصيام يمتاز باليسر وعدم التشديد، مما يدل على سماحة الإسلام ومرونته.

4. معلومات إضافية:

- هذا الحديث رواه البخاري، وهو من أصح الكتب بعد القرآن، فلا شك في صحته.
- بعض الناس يظن أن الصيام يمنع من الطيب، وهذا خطأ؛ بل هو جائز كما دل عليه هذا الحديث وغيره.
- ينبغي للصائم أن يتجنب ما يفطر يقينًا، مثل الأكل والشرب، وأما ما كان مختلفًا فيه أو لا يفطر، فلا داعي للتشديد فيه، وقد قال النبي ﷺ: "دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ" (رواه الترمذي والنسائي)، ولكن الطيب ليس من المشتبهات، بل هو جائز بالإجماع.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٢٤١، ٣٣٩٢)، وعبد الرزاق (٧٤٠٧) ومن طريقه البزار - كشف الأستار (١٠٢٠)، والطحاوي في «شرحه» (٣٢٩٢) كلّهم من حديث أيوب، عن عبد الله بن شفيق، عن ابن عباس، فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في «المجمع» (٣/ ١٦٧) بعد أن عزاه لأحمد والبزار والطبراني: «رجال أحمد رجال الصحيح».
قال البزار: ومعني يصيب من الرؤوس، أي يقبّل.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 275 من أصل 428 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: يُصَابُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ

📜 حديث: يُصَابُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: يُصَابُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: يُصَابُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: يُصَابُ مِنَ الرُّءُوسِ وَهُوَ صَائِمٌ

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية