حديث: خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُمْ مُحْرِمُونَ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يحلّ للمحرم أكله من الصّيد وما لا يحلّ

عن أبي قتادة، قال: أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُمْ مُحْرِمُونَ، وَأَبُو قَتَادَةَ مُحِلٌّ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: فَقَال: «هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ». قَالُوا: مَعَنَا رِجْلُهُ. قَال: فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فَأَكَلَهَا.

متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد (٢٨٥٤)، ومسلم في الحج (١١٩٦: ٦٣) كلاهما من طريق فضيل بن سليمان النمري، حدّثنا أبو حازم، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، فذكره.

عن أبي قتادة، قال: أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُمْ مُحْرِمُونَ، وَأَبُو قَتَادَةَ مُحِلٌّ. وَسَاقَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: فَقَال: «هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ». قَالُوا: مَعَنَا رِجْلُهُ. قَال: فَأَخَذَهَا رَسُولُ اللهِ ﷺ فَأَكَلَهَا.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ﷺ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا و أن ينفعنا بما علمنا و أن يزيدنا علما وفقها في الدين، وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا ويجعلنا هداة مهتدين.
هذا الحديث رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهو من الأحاديث التي تُبيّن سماحة الشريعة الإسلامية ومراعاتها للظروف المختلفة. وإليك الشرح الوافي له على النحو التالي:

1. شرح المفردات:


● مُحْرِمُونَ: أي أدخلوا في الإحرام للحج أو العمرة، ولبسوا ملابس الإحرام، وهم ممنوعون من محظورات الإحرام،其中包括 الصيد.
● مُحِلٌّ: أي غير محرم، فلم يدخل في النسك، أو كان قد أحل منه، فليس عليه محظورات الإحرام.
● رِجْلُهُ: أي رجل الصيد الذي صاده أبو قتادة (وهي فخذه).

2. شرح الحديث:


● السياق والقصة: خرج الصحابة مع النبي ﷺ في سفر (وفي روايات أنه كان في حجة الوداع أو غيرها)، وكان معظمهم محرمين، أما أبو قتادة فكان مُحِلًّا (غير محرم). فمرّ أبو قتادة بحمار وحشي (صيد) فاصطاده. ثم سأل المحرمين: هل أصبت وأنتم محرمون؟ فأخبروه أنهم لم يشاركوه في الصيد، ولم يُعينوه عليه. فحمل الصيد.
● موقف النبي ﷺ: عندما علم النبي ﷺ بالأمر، سأل المحرمين: «هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ» أي: هل أكلتم منه أو شاركتم في اصطياده؟ فأجابوا: «مَعَنَا رِجْلُهُ» أي: معنا جزء منه (وهي الرجل) قد أُهدي لهم أو أخذوه بعد الذبح.
● فعل النبي ﷺ: فأخذ النبي ﷺ الرجل وأكل منها. وهذا الفعل منه ﷺ فيه دلالة على جواز أكل المحرم من الصيد إذا لم يصده هو بنفسه أو يُعِنْ عليه.

3. الدروس المستفادة منه:


● الرحمة واليسر في الشريعة: الشريعة الإسلامية لا تمنع المحرم من الانتفاع بالصيد إذا لم يكن هو الصائد أو المساعد في اصطياده، بل يجوز له أن يأكل منه إذا قدم له.
● التفريق بين المحرم وغير المحرم: أبو قتادة كان مُحِلًا، فجاز له الصيد، ولم يحرم على المحرمين الأكل منه لأنهم لم يشاركوا في اصطياده.
● سماحة النبي ﷺ: هذا الموقف يظهر سماحة النبي ﷺ وموافقته على أكل المحرمين من الصيد الذي صاده غيرهم، تطييباً لنفوسهم ورفعاً للحرج عنهم.
● الأخذ بالرخص: يستفاد منه أن المسلم مأمور بالأخذ بالرخص عند وجودها، وعدم التشدد على نفسه أو على الآخرين.

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب صيد المحرم، وأن المحرم إذا صاد الصيد وجب عليه الجزاء، لكن إذا أهدى منه لمحرم آخر جاز للمحرم الأكل منه.
- فيه أيضاً بيان أن الصحابة كانوا يصدقون النبي ﷺ ويخبرونه بالحق دون خوف أو تردد.
- يستدل به العلماء على أن المحرم لا يحرم عليه أكل الصيد إذا لم يصده هو أو يُعِنْ في اصطياده.
أسأل الله أن يجعلنا من أهل العلم النافع والعمل الصالح، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في الجهاد (٢٨٥٤)، ومسلم في الحج (١١٩٦: ٦٣) كلاهما من طريق فضيل بن سليمان النمري، حدّثنا أبو حازم، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، فذكره.
وحديث أبي قتادة رُوي بأسانيد كثيرة وألفاظ مختلفة وقد ذكرت كثيرًا منها في «المنة الكبرى» (٤/ ١٠٦).
وأما ما رواه عبد الرزاق (٨٣٣٧) ومن طريقه ابن ماجه (٣٠٩٣) عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: «خرجت مع رسول الله ﷺ زمن الحديبية فأحرم أصحابه ولم أحرم، قال: فرأيت حمار وحش، فحملت عليه فاصطدته، فذكرت شأنه لرسول الله ﷺ، وذكرت أني لم أكن أحرمت، وأني إنما اصطدته لك. فأمر أصحابه بالأكل ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له».
ففيه نكارة فإن أحدًا لم يقل في حديث أبي قتادة: «اصطدته لك»، وقوله: «ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته لك».
وبين ذلك ابن خزيمة (٢٦٤٢) وعنه الدارقطني (٢٧٤٩).
قال ابن خزيمة: «هذه الزيادة: «إنّما اصطدته لك«، وقوله: «ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته لك«لا أعلم أحدًا ذكره في خبر أبي قتادة غير معمر في هذا الإسناد».
ونقل أيضًا عنه الدارقطني وقال: «وهو موافق لما رُوي عن عثمان».
قال الأعظمي: وحديث عثمان هو ما رواه الدارقطني (٢٧٥٠) من طريق عبد الرزاق -وهو في مصنفه (٨٣٤٥) - عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن أبيه، أنه اعتمر مع عثمان في ركب، فلما كانوا بالرّوحاء قُدّم إليهم لحم طير، قال عثمان: كلوا،
وكره أن يأكل منه. فقال عمرو بن العاص: أنأكل مما لست منه آكلًا؟ قال: إني لست في ذلكم مثلكم، إنما صيدتُ لي، وأُميتت باسمي -أو قال: من أجلي-» وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 123 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُمْ مُحْرِمُونَ

  • 📜 حديث: خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُمْ مُحْرِمُونَ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُمْ مُحْرِمُونَ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُمْ مُحْرِمُونَ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَهُمْ مُحْرِمُونَ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب