حديث: عن أبي قتادة في قصة صيد الحمار الوحشي وهو محرم

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يحلّ للمحرم أكله من الصّيد وما لا يحلّ

عن أبي قتادة،، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوُلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا فَأَخَذَهُ، ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ فَقَتَلَهُ فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَبَى بَعْضُهُمْ، فَلَمَّا
أَدْرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِك، فَقَالَ: «إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللَّهُ».

متفق عليه: رواه مالك في الحج (٧٦) عن أبي النضر مولي عمر بن عبيد الله التيمي، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري، عن أبي قتادة، به، فذكره.

عن أبي قتادة،، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوُلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا فَأَخَذَهُ، ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ فَقَتَلَهُ فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَبَى بَعْضُهُمْ، فَلَمَّا
أَدْرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِك، فَقَالَ: «إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللَّهُ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأقوم بشرح هذا الحديث الشريف الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

نص الحديث:


عن أبي قتادة رضي الله عنه: "أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِبَعْضِ طَرِيقِ مَكَّةَ تَخَلَّفَ مَعَ أَصْحَابٍ لَهُ مُحْرِمِينَ وَهُوَ غَيْرُ مُحْرِمٍ فَرَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا، فَاسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ فَأَبَوْا عَلَيْهِ فَسَأَلَهُمْ رُمْحَهُ فَأَبَوْا فَأَخَذَهُ، ثُمَّ شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ فَقَتَلَهُ فَأَكَلَ مِنْهُ بَعْضُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، وَأَبَى بَعْضُهُمْ، فَلَمَّا أَدْرَكُوا رَسُولَ اللَّهِ ﷺ سَأَلُوهُ عَنْ ذَلِك، فَقَالَ: «إِنَّمَا هِيَ طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللَّهُ»."

1. شرح المفردات:


● تَخَلَّفَ: بقي وراء القافلة.
● مُحْرِمِينَ: الذين دخلوا في نسك الحج أو العمرة ولبَّوا.
● حِمَارًا وَحْشِيًّا: الحمار الوحشي المعروف.
● اسْتَوَى عَلَى فَرَسِهِ: جلس على فرسه بشكل معتدل استعدادًا للصيد.
● سَوْطَهُ: العصا التي يضرب بها الدابة.
● رُمْحَهُ: السلاح المعروف.
● شَدَّ عَلَى الْحِمَارِ: هجم عليه بسرعة وقوة.
● طُعْمَةٌ: نعمة من الطعام.

2. شرح الحديث:


كان أبو قتادة رضي الله عنه في سفر مع النبي ﷺ وأصحابه، وفي أثناء الطريق إلى مكة تأخر عن القافلة مع مجموعة من الصحابة كانوا محرمين (أي في إحرام الحج أو العمرة)، بينما كان أبو قتادة غير محرم. فرأى حمارًا وحشيًا، فاستعد لصيده، فطلب من أصحابه أن يناوله سوطه أو رمحه ليعينوه على الصيد، لكنهم رفضوا لأنهم محرمون ولا يجوز لهم التعاون على الصيد. فأخذ أبو قتادة السلاح بنفسه وصاد الحمار الوحشي وقتله.
ثم قدمه طعامًا لأصحابه، فأكل منه بعض الصحابة، بينما امتنع آخرون شكًّا في حِلِّه، لأنهم محرمون والصيد محرم على المحرم. فلما لحقوا برسول الله ﷺ سألوه عن حكم ما فعلوه، فأخبرهم النبي ﷺ أن هذا الصيد حلال وهو نعمة من الله تعالى، لأن أبا قتادة كان غير محرم فصيده حلال، والمحرم إذا لم يصده بنفسه ولا أعان عليه جاز له أن يأكل منه.

3. الدروس المستفادة منه:


● جواز أكل المحرم من الصيد إذا لم يصده هو بنفسه: وهذا من رحمة الله تعالى بالمحرمين.
● تحريم التعاون على الإثم: refusal الصحابة إعانة أبي قتادة على الصيد لأنهم محرمون يدل على وجوب عدم التعاون على المعصية.
● التثبت في الأمور الشرعية: امتناع بعض الصحابة عن الأكل حتى يسألوا النبي ﷺ يدل على أهمية التثبت في الأحكام الشرعية.
● سعة رحمة الله: حيث أباح للمحرم أن يأكل من صيد الحلال الذي لم يصده هو.
● حِلُّ صيد البر: مثل الحمار الوحشي لمن كان حلالاً (غير محرم).

4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل في باب صيد المحرم، وهو متفق عليه بين العلماء.
- يستثنى من هذا إذا كان الصيد قد صيد لأجل المحرم، فإنه لا يجوز له الأكل منه.
- الفقهاء يستدلون بهذا الحديث على أن المحرم إذا أهدي له صيد حلال جاز له أكله.
- قول النبي ﷺ: "طُعْمَةٌ أَطْعَمَكُمُوهَا اللَّهُ" يدل على أن الرزق من الله تعالى وأنه يجب شكره على نعمه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الحج (٧٦) عن أبي النضر مولي عمر بن عبيد الله التيمي، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري، عن أبي قتادة، به، فذكره.
قال مالك: وعن زيد بن أسلم؛ أن عطاء بن يسار أخبره، عن أبي قتادة في الحمار الوحشي مثل حديث أبي النضر، إلا أن في حديث زيد بن أسلم أن رسول الله ﷺ قال: «هل معكم من لحمه شيء».
ورواه البخاري في الجهاد (٢٩١٤)، ومسلم في الحج (١١٩٦: ٥٧، ٥٨) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 122 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: عن أبي قتادة في قصة صيد الحمار الوحشي وهو محرم

  • 📜 حديث: عن أبي قتادة في قصة صيد الحمار الوحشي وهو محرم

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: عن أبي قتادة في قصة صيد الحمار الوحشي وهو محرم

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: عن أبي قتادة في قصة صيد الحمار الوحشي وهو محرم

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: عن أبي قتادة في قصة صيد الحمار الوحشي وهو محرم

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب