حديث: أكلناه مع رسول الله ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما يحلّ للمحرم أكله من الصّيد وما لا يحلّ

عن عبد الرحمن بن عثمان التيميّ، قال: كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَنَحْنُ حُرُمٌ، فَأُهْدِيَ لَهُ طَيْرٌ وَطَلْحَةً رَاقِدٌ فَمِنَّا مَنْ أَكَلَ وَمِنَّا مَنْ تَوَرَّعَ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ طَلْحَهُ وَفَّقَ مَنْ أَكَلَهُ، وَقَال: أَكَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ.

صحيح: رواه مسلم في الحج (١١٩٧) عن زهير بن حرب، حدثني يحيى بن سعيد (هو القطان)، عن ابن جريج، أخبرني محمد بن المنكدر، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، عن أبيه، به، فذكره.

عن عبد الرحمن بن عثمان التيميّ، قال: كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ وَنَحْنُ حُرُمٌ، فَأُهْدِيَ لَهُ طَيْرٌ وَطَلْحَةً رَاقِدٌ فَمِنَّا مَنْ أَكَلَ وَمِنَّا مَنْ تَوَرَّعَ فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ طَلْحَهُ وَفَّقَ مَنْ أَكَلَهُ، وَقَال: أَكَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث شريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه عظة وعبرة كبيرة. سأشرحه لك جزءاً جزءاً بحول الله وقوته.

أولاً. شرح مفردات الحديث:


● عبد الرحمن بن عثمان التيمي: راوي الحديث، وهو من التابعين، ثقة.
● كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ: طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكنيته أبو محمد، وكان من السابقين إلى الإسلام.
● وَنَحْنُ حُرُمٌ: أي في حالة إحرام بالحج أو العمرة.
● فَأُهْدِيَ لَهُ طَيْرٌ: أي قُدِّم له هدية من صيد الطير.
● وَطَلْحَةً رَاقِدٌ: أي وكان طلحة نائماً.
● فَمِنَّا مَنْ أَكَلَ وَمِنَّا مَنْ تَوَرَّعَ: فبعضنا أكل من هذا الطير، وبعضنا امتنع خوفاً من الإثم؛ لأنه محرم والصيد محظور على المحرم.
● فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ طَلْحَةُ وَفَّقَ مَنْ أَكَلَهُ: أي حين استيقظ وافق من أكل منه وصدق فعله.
● وَقَال: أَكَلْنَاهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ ﷺ: أي بين أن هذا جائز؛ لأنهم أكلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم مثله في حالة الإحرام.

ثانياً. شرح الحديث:


يحدثنا عبد الرحمن بن عثمان التيمي أنهم كانوا في رفقة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه، وكانوا جميعاً محرمين بالحج أو العمرة. وفي أثناء الطريق، أُهدي لطلحة طائر (أي صيد)، وكان طلحة نائماً في ذلك الوقت. فحصل تردد بين الصحابة: فبعضهم رأى أن يأكل منه لأنه هدية وليس صيداً اصطاده المحرم، وبعضهم تورع وامتنع عن الأكل خوفاً من أن يكون هذا من محظورات الإحرام.
فلما استيقظ طلحة رضي الله عنه، وافق من أكل منه، وأخبرهم بأن هذا جائز، واستدل على ذلك بأنهم أكلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من صيد أُهدي لهم وهم محرمون.

ثالثاً. الدروس المستفادة من الحديث:


1- جواز أكل المحرم من الصيد إذا أُهدي له ولم يصطده هو أو لأجله: وهذا من رحمة الله تعالى وتيسيره على عباده، فالصيد الذي يصطاده المحرم أو يُصطاد لأجله حرام عليه، أما إذا أُهدي له هدية دون تسبب منه، فيجوز له الأكل منه. وهذا مذهب الجمهور.
2- الورع والتثبت في أمور الدين: حيث تورع بعض الصحابة عن الأكل حتى يتأكدوا من الحكم، وهذا من خشيتهم لله تعالى وتعظيمهم لحرمات الله.
3- التيسير ورفع الحرج في الشريعة الإسلامية: فالشريعة جاءت بتحريم الصيد على المحرم لكونه من الترفه واللهو، لكن إذا جاء الإنسان شيء من غير تكلف ولا اصطياد، فلا حرج في الانتفاع به.
4- الأخذ بالرخصة الشرعية: حيث أن طلحة رضي الله عنه بين لهم الرخصة، وذكرهم بالسنة النبوية في ذلك، فليس من البر التشدد في الدين، بل الأخذ بما أباحه الله ورسوله.
5- أهمية نقل السنة والعمل بها: حيث استدل طلحة رضي الله عنه بفعله صلى الله عليه وسلم ليبين الحكم الشرعي، مما يدل على حرص الصحابة على التمسك بالسنة وتعليمها.
6- التعامل مع الاختلاف بالحكمة: حيث لم يلم طلحة من تورع، بل بين الحكم برفق، وفقه من أخذ بالرخصة.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث أصل في باب ما يجوز للمحرم أكله من الصيد.
- فيه دليل على أن الهدية إذا كانت من صيد ولم يصطدها المحرم أو تُصطد لأجله،则 يجوز له الأكل منها.
- يستفاد منه أيضاً أن العالم إذا رأى الناس قد اختلفوا في مسألة، فإنه يبين الحق بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يعنف على من تورع أو من أخذ بالرخصة.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وينفعنا بما علمنا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في الحج (١١٩٧) عن زهير بن حرب، حدثني يحيى بن سعيد (هو القطان)، عن ابن جريج، أخبرني محمد بن المنكدر، عن معاذ بن عبد الرحمن بن عثمان التيمي، عن أبيه، به، فذكره.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 124 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أكلناه مع رسول الله ﷺ

  • 📜 حديث: أكلناه مع رسول الله ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أكلناه مع رسول الله ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أكلناه مع رسول الله ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أكلناه مع رسول الله ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب