حديث: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من كره الرّمي قبل طلوع الشّمس

عن ابن عباس، أنّ النّبيّ ﷺ قدم ضعفة أهله قال: «لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس».

حسن: رواه الترمذيّ (٨٩٣) من حديث وكيع، عن المسعوديّ، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكره.

عن ابن عباس، أنّ النّبيّ ﷺ قدم ضعفة أهله قال: «لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنهما:
الحديث:
عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم ضعفة أهله، فقال: «لا تَرْمُوا الجمرَةَ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ»".
رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.


الشرح:



# 1. شرح المفردات:


● قدم ضعفة أهله: أي أرسل أو سبق بإرسال الضعفاء من أهله (النساء والصبيان وكبار السن ومن لا يقوى على مزاحمة الناس) إلى مِنى ليرموا الجمرات في وقت مبكر.
● لا تَرْمُوا الجمرَةَ: النهي عن رمي جمرة العقبة الكبرى (وهي التي ترمى يوم النحر).
● حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ: أي لا ترمُواها قبل شروق الشمس، بل بعد أن تشرق وترتفع قيد رمح في السماء.

# 2. شرح الحديث:


كان النبي صلى الله عليه وسلم يُراعي الضعفاء من أصحابه وأهل بيته، فكان يسمح لهم بالذهاب إلى مِنى لرمي الجمرة في وقت مبكر من يوم النحر، لكنه اشترط ألا يرمُوا الجمرة إلا بعد طلوع الشمس. وذلك لعدة حِكَم:
- تفادي الزحام الشديد الذي يحدث بعد شروق الشمس عندما يبدأ العامة في الرمي.
- تمكين الضعفاء من أداء النسك في وقتٍ يكون فيه الناس قليلين، فيأمنون على أنفسهم من التدافع والأذى.
- التيسير على أهل الأعذار، وهو من رحمة الشريعة ومراعاتها للظروف الخاصة.

# 3. الدروس المستفادة:


● الرحمة بالضعفاء: النبي صلى الله عليه وسلم كان قدوة في العناية بالضعفاء وتخفيف المشاق عنهم.
● التيسير في العبادات: الإسلام دين يسر، ويراعي الظروف والإمكانات، ولا يكلف الناس فوق طاقتهم.
● تنظيم العبادات: النهي عن الرمي قبل طلوع الشمس فيه تنظيم للعبادة وتجنب للفوضى والضرر.
● الأخذ بالأسباب والاحتياط: حتى مع التيسير، يشترط ألا يؤدي التخفيف إلى مخالفة السنة، فلذلك نهاهم عن الرمي قبل الوقت المشروع.

# 4. معلومات إضافية:


- وقت رمي جمرة العقبة يوم النحر يبدأ من فجر يوم النحر، لكن الأفضل أن يكون بعد طلوع الشمس كما في الحديث.
- هذا خاص بالضعفاء، أما الأقوياء فالسنة لهم أن يرموا بعد طلوع الشمس كما رمى النبي صلى الله عليه وسلم.
- الحديث يدل على جواز التوكيل في الرمي للضعفاء الذين لا يستطيعون الرمي بأنفسهم، وهو قول جمهور العلماء.

أسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، ويجعلنا من المتبعين لسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٨٩٣) من حديث وكيع، عن المسعوديّ، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، فذكره.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح».
قال الأعظمي: فيه المسعوديّ هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة مختلط، وإنّ سماع وكيع منه كان بالكوفة قديم كما قال الإمام أحمد، وقال: «إنه كان قد اختلط بغداد، وإن سماع من سمع هناك ليس بشيء. قال: ومن سمع منه بالكوفة فسماعه جيد».
وتابعه الأعمش، عن الحكم بإسناده.
ومن طريقه الإمام أحمد (٢٥٠٧) مطولًا، و(٣٥١٣) مختصرًا.
ولكن نقل الترمذي (٨٨٠) عن شعبة قال: لم يسمع الحكم من مقسم إلا خمسة أحاديث«وهذا الحديث ليس منها؛ لأنّ يحيي القطّان عدّها. انظر: تحفة التحصيل: (٨٠ - ٨١).
قال الأعظمي: ولكن له طرق أخرى.
منها: ما رواه أبو داود (١٩٤١)، والنسائيّ (٣٠٦٥) كلاهما من حديث حبيب، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: «كان رسول الله ﷺ يقدّم ضعفاء أهله، ويأمرهم - يعني لا يرمون الجمرة حتى تطلع الشمس».
وحبيب هو ابن أبي ثابت مدلّس وقد عنعن، وفي حديثه عن عطاء وهم.
نقل العقيلي عن القطان قال: في حديثه عن عطاء ليس بمحفوظ.
ومنها: ما رواه فضيل بن سليمان، عن موسى بن عقبة، قال: أخبرني كريب، عن ابن عباس: «أنّ النبيّ ﷺ كان يأمر نساءه وثَقله من صبيحة جمع أن يفيضوا مع أوّل الفجر بسواد، وأن لا يرموا
الجمرة إلّا مصبحين».
رواه البيهقيّ (٥/ ١٣٢) عن محمد بن أبي بكر عنه.
وفيه: فُضيل بن سليمان وهو النميري، مختلف فيه، ولكن الغالب على حديثه الضعف، وخاصة في روايته عن موسى بن عقبة الإمام في المغازي.
قال صالح بن محمد جزرة: منكر الحديث، روى عن موسى بن عقبة مناكير.
وقال ابن معين: «ليس بثقة»، وقال: «ليس هو بشيء، ولا يكتب حديثه».
ومنها: ما رواه أبو داود (١٩٤٠)، والنسائي (٣٠٦٤)، وابن ماجه (٣٠٢٥)، والإمام أحمد (٢٠٨٢) كلهم من حديث سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن الحسن العرني، عن ابن عباس.
وصحّحه ابن حبان (٣٨٦٩)، فرواه من هذا الوجه.
وفيه انقطاع فإنّ العرني لم يسمع من ابن عباس، بل لم يدركه وهو يرسل عنه كما قال الإمام أحمد وابن معين وأبو حاتم وغيرهم.
ومنها: ما رواه الإمام أحمد (٢٤٥٩) من طريق شريك، عن ليث، عن طاوس، عن ابن عباس، قال: «عجلنا النبيّ ﷺ أو عجّل أمّ سلمة، وأنا معهم من المزدلفة إلى جمرة العقبة، فأمرنا أن لا نرميها حتى تطلع الشمس».
وفيه شريك وليث، وفيهما كلام معروف. وله طرق أخرى يقوي بعضها بعضًا، كما قال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٣/ ٦١٧).
إلا أن ابن خزيمة في صحيحه (٤/ ٢٨٠) أبدى الشك في صحة أخبار ابن عباس، فقال: «ولست أحفظ في تلك الأخبار إسنادًا ثابتًا من جهة النّقل، فإن ثبت إسناد واحد منها فمعناه أنّ النبيّ ﷺ زجر المذكور ممن قدمهم تلك الليلة عن رمي الجمار قبل طلوع الشمس، لا السّامع المذكور؛ لأنّ خبر ابن عمر -الآتي- يدل على أنّ النبيّ ﷺ قد أذن لضعفة النساء في رمي الجمار قبل طلوع الشمس، فلا يكون خبر ابن عمر خلاف خبر ابن عباس إن ثبت خبر ابن عباس من جهة النقل، على أنّ رمي الجمار لضعفة النساء بالليل قبل طلوع الفجر أيضًا عندي جائز للخبر الذي أذكره» انتهى.
وبهذا قال مالك وأبو حنيفة بأنه لا يجوز الرمي قبل طلوع الشمس ولو ارتحل بعد نصف الليل، ولكن هذا يخالف الغاية التي من أجلها أذن النبيّ ﷺ للضعفة من الارتحال من المزدلفة إلى منى، فيحمل هذا الحديث إن صحَّ على كراهية الرّمي قبل طلوع الشمس، فإن الوقت المختار الذي لا خلاف فيه هو وقت الضّحي.
وأمّا ما روي عن شعبة مولي ابن عباس، عن ابن عباس، قال: «أنّ النبيّ ﷺ بعث به مع أهله إلى منى يوم النحر فرموا الجمرة مع الفجر» ففيه ضعف. رواه الإمام أحمد من وجهين (٢٩٣٥،
٢٩٣٦) عن ابن أبي ذئب، عن شعبة، عن ابن عباس.
ومن هذا الوجه رواه أيضًا أبو داود الطيالسيّ في مسنده (٢٨٥٢).
وإسناده ضعيف من أجل شعبة مولي ابن عباس، وهو ابن دينار الهاشميّ، قال فيه النسائي: «ليس بالقوي» كما في «الميزان».
ولكن قال ابن معين: «ليس به بأس». وفي التقريب: «صدوق سيء الحفظ». فمثله لا يقبل إذا خالف الثقات، كما في الرّوايات السّابقة.
فقوله: «رموا مع الفجر» فيه نكارة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 448 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس

  • 📜 حديث: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب