حديث: إبراهيم يرمي الشيطان بسبع حصيات عند الجمرات

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في سبب رمي الجمرات

عن عبد الله بن عباس، أنّ رسول الله ﷺ، قال: «إنّ جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات، فساخ، ثم أتي به الجمرة الوسطى، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتي به الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه: يا أبتِ أوثقني لا أضطرب، فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني فشدّه، فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه: ﴿أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾ [الصافات: ١٠٤ - ١٠٥]».

صحيح: رواه الإمام أحمد (٢٧٩٤) عن يونس، أخبرنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

عن عبد الله بن عباس، أنّ رسول الله ﷺ، قال: «إنّ جبريل ذهب بإبراهيم إلى جمرة العقبة، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات، فساخ، ثم أتي به الجمرة الوسطى، فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، ثم أتي به الجمرة القصوى فعرض له الشيطان فرماه بسبع حصيات فساخ، فلما أراد إبراهيم أن يذبح ابنه إسحاق قال لأبيه: يا أبتِ أوثقني لا أضطرب، فينتضح عليك من دمي إذا ذبحتني فشدّه، فلما أخذ الشفرة فأراد أن يذبحه نودي من خلفه: ﴿أَنْ يَاإِبْرَاهِيمُ (١٠٤) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾ [الصافات: ١٠٤ - ١٠٥]».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يروي قصة عظيمة من قصص الأنبياء، مليئة بالدروس والعبر، وسأشرحه لك جزءاً جزءاً وفق ما ورد في كتب أهل السنة والجماعة المعتمدة.

أولاً. شرح المفردات:


● جمرة العقبة: هي الجمرة الكبرى، وهي أقرب الجمرات إلى مكة.
● الجمرة الوسطى: هي الجمرة التي تلي جمرة العقبة.
● الجمرة القصوى: هي الجمرة الصغرى، وهي أبعد الجمرات عن مكة.
● فساخ: أي غاب في الأرض واختفى.
● أوثقني: أي اربطني بشدة.
● لا أضطرب: أي لا أتحرك حركة عنيفة.
● ينتضح: أي يقع وينتشر.
● الشفرة: السكين.


ثانياً. شرح الحديث:


يصف هذا الحديث الشريف حدثين رئيسيين في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام:
1- حدث الرمي: يخبرنا النبي ﷺ أن المَلَك جبريل عليه السلام اصطحب إبراهيم عليه السلام إلى منى، وعرض له الشيطان (إبليس) عند كل جمرة من الجمرات الثلاث (الصغرى، الوسطى، الكبرى) ليثنيه عن طاعة الله، فرماه إبراهيم بسبع حصيات عند كل جمرة، فغاب الشيطان واختفى. وهذا أصل مشروعية رمي الجمرات في الحج، وهي سنة أبينا إبراهيم.
2- حدث الذبح: وهو ذروة الاختبار وذروة التسليم لله تعالى. عندما همَّ إبراهيم بذبح ابنه إسحاق (على القول الراجح عند كثير من المفسرين)، كان الابن باراً مطيعاً لأمر ربه وأمر أبيه، فطلب من أبيه أن يربطه tightly حتى لا يتحرك عند الذبح فيتأذى الأب بانتشار الدم عليه. هذه اللحظة تجسد أعلى درجات اليقين والتسليم، فلم يكن هناك تردد من الأب أو الابن. وفي اللحظة الحاسمة، عندما وضع السكين على رقبة ابنه، ناداه الله تعالى من خلفه: ﴿أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا﴾، أي قد حصل المقصود من الرؤيا وهو اختبار طاعتك وتسليمك، وقد وفيتَ بالامتحان، فكُفِّيءَ عن ذبح ابنه بذبح عظيم من الله.


ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- التسليم المطلق لله تعالى: القصة برمتها (الرمي والذبح) هي قمة التسليم لأمر الله دون تردد أو نقاش، من قبل الأب النبي والابن الصالح.
2- طاعة الوالدين في غير معصية الخالق: يتجلى في قول إسحاق "يا أبت" أدب الولد مع أبيه وطاعته حتى في أمر مصيره.
3- الشيطان عدو للإنسان: يعرض الشيطان لابن آدم في مواطن الطاعة والعزم على الخير ليثنيه عنها، ويجب على المسلم أن يقتدي بإبراهيم في رميه وطردِه لهذا العدو.
4- اليقين بأن الفرج مع الكرب: بعد أقصى درجات الابتلاء (الذبح) جاء الفرج والنجاة من الله تعالى، ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾.
5- تخليد الطاعة: جعل الله من فعل إبراهيم وإسحاق مناسك يتعبد بها المسلمون إلى يوم القيامة (الرمي، والذبح في العيد).
6- بركة الطاعة: لم تكن طاعة إبراهيم وإسحاق لهما فقط، بل أصبحت منارةً وهدياً لأمة محمد ﷺ من بعدهم.


رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يروي قصة ذبح إسحاق عليه السلام على القول الراجح، وهو قول أكثر المفسرين، وقيل إنه إسماعيل، والمسألة خلافية، والأمر فيها واسع، والعبرة بالحدث والعظة.
- الرمي في الحج هو إحياء لسنة إبراهيم في التصدي للشيطان وطرده، وإعلان للعداوة له.
- قصة الذبيح تذكرنا بأن الله تعالى إذا أراد أمراً فإنه ييسر له أسباباً، ويبدل الخوف أمناً، والشدائد يسراً.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتبعين لسنن الأنبياء، المقتدين بهدي النبي ﷺ.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (٢٧٩٤) عن يونس، أخبرنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وإسناده صحيح، عطاء بن السائب ثقة، وثّقه الأئمة لكنه اختلط بآخره، وحماد هو ابن سلمة
وهو ممن روي عن عطاء قبل اختلاطه.
وفي قوله: «إسحاق» دليل على عدم ضبط الراوي اسمَ الذبيح؛ لأنّ الصّحيح الثابت عند جمهور أهل العلم أن الذّبيح هو إسماعيل عليه السلام، وعليه يدلّ مفهوم القرآن في اسم الذبيح، وقد فصّلتُ القول في كتابي: «الدراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند» فراجعْه، فإنك تجد فيه ما لم تجد في مكان آخر.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 467 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: إبراهيم يرمي الشيطان بسبع حصيات عند الجمرات

  • 📜 حديث: إبراهيم يرمي الشيطان بسبع حصيات عند الجمرات

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: إبراهيم يرمي الشيطان بسبع حصيات عند الجمرات

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: إبراهيم يرمي الشيطان بسبع حصيات عند الجمرات

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: إبراهيم يرمي الشيطان بسبع حصيات عند الجمرات

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب