حديث: أذن النبي ﷺ لضعفة الناس من المزدلفة بليل.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرخصة للضعفة من النساء وغيرهن في الدّفع من مزدلفة إلى منى في آخر الليل

عن عبد الله بن عمر، أنّ النبيّ ﷺ أذن لضعفة الناس من المزدلفة بليل.

صحيح: رواه أحمد (٤٨٩٢) والنسائي في الكبرى (٤٠٣٧) كلاهما من حديث عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره.

عن عبد الله بن عمر، أنّ النبيّ ﷺ أذن لضعفة الناس من المزدلفة بليل.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم أيها السائل الكريم، ونسأل الله أن يفتح علينا أبواب فهم سنّة نبيه ﷺ. هذا الحديث الذي ذكر حديث عظيم، ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم، وهو من الأحاديث التي تُبيّن رحمة النبي ﷺ بأمته ومراعاته لأحوالهم المختلفة في مناسك الحج.
### أولاً. نص الحديث ومصدره
الراوي: عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
النص: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ أَذِنَ لِضَعَفَةِ النَّاسِ مِنَ الْمَزْدَلِفَةِ بِلَيْلٍ».
المصادر: أخرجه البخاري (1675)، ومسلم (1292).

### ثانيًا. شرح المفردات
* أَذِنَ: أي أباح وأجاز لهم أن يفعلوا ذلك.
* لِضَعَفَةِ النَّاسِ: الضعفة هنا هم الذين لا يستطيعون مزاحمة الناس أو تحمّل مشقة الوقوف، وهم على أنواع:
* النساء لكرامتهن وحفظاً لهن من الاختلاط والزحام.
* الصبيان لصغر سنهم.
* كبار السن والمرضى الذين يشق عليهم الوقوف.
* أصحاب الحاجات ممن يخافون على أنفسهم من عدم القدرة على تحمّل المشقة.
* مِنَ الْمَزْدَلِفَةِ: المزدلفة هي موقف بين عرفة ومِنى، ويُطلق عليها أيضاً "جَمْع"، وهي المكان الذي ينزل فيه الحجاج بعد الانصراف من عرفة، ويجمعون فيها بين صلاتي المغرب والعشاء، ويبيتون ليلة العيد فيها.
* بِلَيْلٍ: أي قبل طلوع الفجر، وقبل انتهاء وقت الوقوف بمزدلفة.

### ثالثًا. شرح الحديث
يبيّن هذا الحديث النبوي الشريف جانباً من جوانب التيسير في شريعة الإسلام، خاصة في مناسك الحج التي يجتمع فيها عدد كبير من الناس وتكون فيها مشقة بدنية.
السياق والحدث:
كان النبي ﷺ وأصحابه قد وقفوا في عرفة يوم التاسع من ذي الحجة، ثم بعد غروب الشمس انصرفوا إلى مزدلفة. والمشروع للحاج أن يبيت في مزدلفة ليلة العيد (ليلة العاشر من ذي الحجة) حتى يصلّي فيها الفجر، ثم يقف عند المشعر الحرام للدعاء إلى أن يسفر الصبح جداً (أي ينتشر الضوء بشكل واضح قبل شروق الشمس)، ثم ينصرف إلى مِنى لرمي جمرة العقبة.
ما فعله النبي ﷺ:
أدرك النبي ﷺ أن مزاحمة الآلاف من الناس عند الانصراف من مزدلفة بعد الفجر ستكون شاقة جداً على فئة معينة من الضعفاء (كبار السن، النساء، الأطفال، المرضى). فمن رحمته ﷺ وتيسيره على أمته، أذن لهؤلاء الضعفاء أن ينفروا من مزدلفة ويتوجهوا إلى مِنى في آخر الليل (أي بعد منتصف الليل وقبل طلوع الفجر) لتجنب الزحام والمشقة عليهم.
الأحكام المستفادة:
1- جواز الانصراف من مزدلفة ليلاً للضعفة: هذا هو الحكم الأساسي من الحديث. يجوز للضعفة الذين يتعذر عليهم البقاء أو يتكبدون مشقة بالغة أن يتركوا مزدلفة متوجهين إلى مِنى في أي وقت من الليل بعد منتصفه.
2- وقت الانصراف: جمهور العلماء على أن الانصراف يكون بعد منتصف الليل، لأنه الوقت الذي يبيت فيه الحاج في مزدلفة، وقد حصلوا على معظم المبيت.
3- ما يفعله الضعفة بعد الانصراف: إذا وصلوا إلى مِنى ليلاً، فإنهم ينتظرون حتى يطلع الفجر فيرمون جمرة العقبة بعد طلوع الشمس (وهو وقت رميها)، ويجوز لهم أن يذبحوا الهدي وينحروا إذا كان معهم هدي، ويحلّوا من إحرامهم بحلق الشعر أو تقصيره.

### رابعًا. الدروس المستفادة والعبر
1- اليسر ورفع الحرج: من أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية التيسير على العباد وعدم تكليفهم ما لا يطيقون، كما قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]. هذا الحديث نموذج عملي لهذا المقصد العظيم.
2- مراعاة أحوال الناس: على الدعاة والقادة مراعاة الفروق الفردية والظروف الخاصة للأفراد، وعدم تطبيق النصوص بتعمّد التشديد وإغفال جانب الرحمة والتيسير.
3- رحمة النبي ﷺ: يظهر من الحديث شفقة النبي ﷺ على أمته وحرصه على تخفيف المشاق عنهم، فهو نبي الرحمة الذي أرسله الله رحمة للعالمين.
4- الأخذ بالرخص: يستحب للمسلم أن يأخذ بالرخصة التي شرعها الله تعالى عند وجود سببها، ولا يتعمّد المشقة على نفسه بغير داعٍ، فالله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه.

### خامسًا. معلومات إضافية
* من الجدير بالذكر أن هذا الترخيص كان خاصاً بالضعفة، أما القادرون من الرجال الأقوياء فالمشروع في حقهم البقاء في مزدلفة حتى يصلوا الفجر ثم يقفوا للدعاء عند المشعر الحرام، ثم ينصرفوا بعد ذلك إلى مِنى.
* هذا الحكم (الإذن للضعفة بالانصراف ليلاً) ثابت بالإجماع ولم يخالف فيه أحد من أهل العلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٤٨٩٢) والنسائي في الكبرى (٤٠٣٧) كلاهما من حديث عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، فذكره. وإسناده صحيح.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 442 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أذن النبي ﷺ لضعفة الناس من المزدلفة بليل.

  • 📜 حديث: أذن النبي ﷺ لضعفة الناس من المزدلفة بليل.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أذن النبي ﷺ لضعفة الناس من المزدلفة بليل.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أذن النبي ﷺ لضعفة الناس من المزدلفة بليل.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أذن النبي ﷺ لضعفة الناس من المزدلفة بليل.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب