حديث: رمي النبي ﷺ الجمار على ناقة صهباء

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب رمي الجمار راكبًا وماشيًا

عن قدامة بن عبد الله، قال: رأيت النبيّ ﷺ يرمي الجمار على ناقة. وفي رواية: على ناقة له صهباء ليس ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك.

حسن: رواه الترمذيّ (٩٠٣)، والنسائيّ (٣٠٦١)، وابن ماجه (٣٠٣٥)، كلّهم من حديث أيمن ابن نابل، عن قدامة بن عبد الله، فذكره.

عن قدامة بن عبد الله، قال: رأيت النبيّ ﷺ يرمي الجمار على ناقة. وفي رواية: على ناقة له صهباء ليس ضرب ولا طرد، ولا إليك إليك.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وغيرهم، عن الصحابي الجليل قدامة بن عبد الله رضي الله عنه، وهو يصف لنا مشهداً عظيماً من مشاهد الحج، حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يؤدي أحد أهم مناسكه.

أولاً. شرح المفردات:


● يرمي الجمار: المقصود رمي الحصى في مناسك الحج، وهي جمرة العقبة في يوم النحر، والجمرات الثلاث في أيام التشريق.
● على ناقة: أي وهو راكب على ناقته، لم ينزل عنها للرمي.
● صهباء: صفة لون للإبل، وهي التي خالط لونها الحمرة والبياض، أو التي في ظهرها صهبة (شعرة حمراء).
● ليس ضرب ولا طرد: أي ليست سريعة العدو المسرع (الضرب)، ولا هي من الإبل الطرداء السريعة الهذر (الطرد).
● ولا إليك إليك: "إليك" كلمة تقال للإبل لتحثها على السير والإسراع. فقوله "ليس إليك إليك" يعني أنها ليست من النوق التي تحتاج إلى أن يقال لها "إليك" لتسرع، بل هي سهلة السير، مطواعة، لا تعنت راكبها.

ثانياً. شرح الحديث:


يصف لنا قدامة بن عبد الله المشهد العظيم حيث رأى النبي صلى الله عليه وسلم في أيام الحج، وهو يرمي جمرة العقبة (وهي أولى الجمرات التي ترمى يوم النحر) وهو راكب على ناقته، لم ينزل عنها.
ولم تكن ناقته صلى الله عليه وسلم ناقةً شريفة فحسب من حيث اللون ("صهباء")، بل كانت أيضاً ذات خلقٍ جميل وسجيةٍ حسنة. فهي:
● ليست شديدة السرعة حتى تؤذي من حولها أو تُقلق راكبها.
● ليست بطيئة متثاقلة تحتاج إلى أن يُحثَّ حثاً شديداً على السير.
- بل هي ناقةٌ سهلةٌ مطيعةٌ، تسير بسكينة ووقار، من غير حاجة إلى صياح أو زجر ("إليك إليك").

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- مشروعية الرمي راكباً: دلّ فعل النبي صلى الله عليه وسلم على جواز رمي الجمار راكباً، سواءً لِعُذرٍ كمرض أو كبر سن، أو لغير عذر. وهذا من يسر الإسلام وسماحته، حيث يخفف على الحجاج في هذه المواطن الشاقة.
2- الهدوء والسكينة في أداء العبادة: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم في عجلة أو اضطراب أثناء أداء هذه النسك، بل كان هادئاً متأنياً على ناقة سهلة السير. وهذا يعلمنا أن العبادة تحتاج إلى طمأنينة القلب وسكينة الجوارح، والبعد عن العجلة والاضطراب.
3- التواضع وعدم التكلف: ركب النبي صلى الله عليه وسلم ناقة ليست من النوق المسرعة المعتادة عند العرب التي يتفاخرون بها، مما يدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم وعدم تكلّفه لما ليس منه.
4- الرفق بالحيوان: في وصف الناقة وطبيعتها الهادئة ما يدل على أهمية الرفق بالدواب واختيار ما كان منها سهل المراس، غير مؤذٍ لها أو لصاحبها. ونهيه عن الزجر القاسي ("إليك إليك") يدخل في عموم النهي عن الضرب والعبوس في وجه الدابة.
5- الجمع بين هيبة النبوة وسماحة الإسلام: المشهد يجمع بين هيبة النبي صلى الله عليه وسلم وهو يؤدي المناسك، ويسر الشريعة التي جاء بها، حيث لم تثقل على الناس بل سهلتها ويسرتها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الفعل (الرمي راكباً) من النبي صلى الله عليه وسلم يدل على الجواز وليس على الوجوب، فمن نزل ورَمى ماشياً فقد فعل الأمر المشروع أيضاً، والأمر فيه سعة.
- يستحب للحاج أن يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم في هدوئه وسكينته أثناء أداء جميع مناسك الحج، ويتجنب الزحام والعنف والشد والضرب، فالحج ذكر لله وطاعة، وليس معركة أو مزاحمة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٩٠٣)، والنسائيّ (٣٠٦١)، وابن ماجه (٣٠٣٥)، كلّهم من حديث أيمن ابن نابل، عن قدامة بن عبد الله، فذكره.
قال الترمذيّ: «هذا حديث حسن صحيح، وإنما يعرف هذا الحديث من هذا الوجه، وهو حديث أيمن بن نابل، وهو ثقة عند أهل الحديث».
قال الأعظمي: والحديث رواه أيضًا الإمام أحمد (١٥٤١٠) من هذا الوجه وإسناده حسن من أجل الاختلاف في أيمن بن نابل غير أنه حسن الحديث.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 462 من أصل 689 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رمي النبي ﷺ الجمار على ناقة صهباء

  • 📜 حديث: رمي النبي ﷺ الجمار على ناقة صهباء

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رمي النبي ﷺ الجمار على ناقة صهباء

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رمي النبي ﷺ الجمار على ناقة صهباء

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رمي النبي ﷺ الجمار على ناقة صهباء

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب