حديث: الشفعة في كل شرك في أرض أو ربع أو حائط

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الشفعة فيما لم يقسم

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الشفعة في كل شرك، في أرض، أو ربع، أو حائط. لا يصلح أن يبيع حتى يعرض على شريكهـ، فيأخذ، أو يدع، فإن أبي فشريكه أحق به حتى يؤذنه».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٦٠٨: ١٣٥) عن أبي الطاهر، أخبرنا ابن وهب، عن ابن جريج، أن أبا الزبير أخبره أنه سمع جابرا يقول فذكره.

عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الشفعة في كل شرك، في أرض، أو ربع، أو حائط. لا يصلح أن يبيع حتى يعرض على شريكهـ، فيأخذ، أو يدع، فإن أبي فشريكه أحق به حتى يؤذنه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فسأشرح هذا الحديث الشريف شرحاً وافياً مستنداً إلى كلام أهل العلم المعتمدين لدى أهل السنة والجماعة، مع بيان مفرداته ودروسه المستفادة.

الحديث:


عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله ﷺ: «الشفعة في كل شرك، في أرض، أو ربع، أو حائط. لا يصلح أن يبيع حتى يعرض على شريكه، فيأخذ، أو يدع، فإن أبي فشريكه أحق به حتى يؤذنه».

1. شرح المفردات:


● الشفعة: حق الشريك في استرداد حصة شريكه إذا باعها لشخص آخر، بأن يأخذها بنفس الثمن.
● شرك: أي شيء مشترك بين شخصين أو أكثر في ملكيته.
● ربع: الدار أو المسكن، ويقصد به البناء.
● حائط: البستان أو الحديقة ذات الأشجار، أو الجدار.
● يعرض على شريكه: يخبره بالبيع ويعرض عليه أن يأخذ الحصة بالمثل.
● يأخذ أو يدع: يقبل الشراء أو يرفضه.
● فإن أبي: إذا امتنع الشريك عن أخذها أو تأخر.
● حتى يؤذنه: حتى يخبره بأنه قد تنازل عن حقه في الشفعة، أو حتى يسمح له بالبيع للغير.

2. شرح الحديث:


يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث حق الشفعة، وهو حق ثابت للشريك عندما يريد شريكه بيع حصته من الشيء المشترك. والشفعة تجب في كل ما يمكن الاشتراك فيه من أرض أو بناء أو بستان، كما ذكر الحديث: "في أرض، أو ربع، أو حائط".
والحكمة من الشفعة منع الضرر عن الشريك، فإذا دخل عليه شريك جديد قد لا يتعاون معه أو قد يسبب له إزعاجاً، فجعل الإسلام له الحق في أن يأخذ الحصة بنفس الثمن الذي اتفق عليه البائع والمشتري، ليدفع عن نفسه الضرر المحتمل.
وقوله ﷺ: "لا يصلح أن يبيع حتى يعرض على شريكه" يعني أنه لا ينبغي للشريك أن يبيع حصته حتى يخبر شريكه بالبيع ويعرض عليه أن يأخذها بنفس السعر، فإن قبل الشريك فأخذها، فهي له، وإن رفض أو تركها، جاز للبائع أن يبيعها لغيره.
وقوله: "فإن أبي فشريكه أحق به حتى يؤذنه" يعني أن الشريك يبقى أحق بالشفعة حتى يصرح للبائع بأنه تنازل عن حقه أو سمح له بالبيع للغير. فإذا لم يصرح بذلك، بقي الحق قائماً له.

3. الدروس المستفادة:


● إثبات حق الشفعة: وهو حق شرعي ثابت للشريك في العقارات وغيرها من الأشياء القابلة للقسمة، وهذا من محاسن الشريعة الإسلامية التي تحفظ حقوق الشركاء وتمنع الضرر عنهم.
● العدل بين الناس: الشريعة الإسلامية تحرص على العدل ومنع الظلم، فحق الشفعة يمنع الضرر الذي قد يلحق بالشريك إذا دخل عليه شريك جديد لا يرتضيه.
● التعاون والتراضي: الحديث يدعو إلى التشاور والتراضي بين الشركاء، وعدم التسرع في البيع دون إعلام الشريك.
● احترام حقوق الآخرين: يجب على المسلم أن يحترم حقوق غيره، فلا يبيع شيئاً مشتركاً دون إعطاء الشريك حقه في الشفعة.

4. معلومات إضافية:


● مذهب الجمهور: ذهب جمهور الفقهاء (الحنفية والشافعية والحنابلة) إلى ثبوت الشفعة في العقارات وغيرها مما لا يقبل القسمة دون ضرر، بينما خالف المالكية في بعض التفاصيل.
● شروط الشفعة: أن يكون الشيء مشتركاً، وأن يبيعه شريكه لشخص آخر، وأن يطلب الشفيع حقه في أثناء الجلسة أو في المدة المعتبرة شرعاً.
● الشفعة في غير العقار: بعض الفقهاء يرى أن الشفعة لا تثبت إلا في العقار، والبعض يوسعها إلى كل ما يمكن الاشتراك فيه، والحديث عام فيشمل كل شرك.
فهذا الحديث من الأحاديث التي تبين سماحة الإسلام وعدله، وتحفظ حقوق الناس، وتدفع الضرر عنهم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٦٠٨: ١٣٥) عن أبي الطاهر، أخبرنا ابن وهب، عن ابن جريج، أن أبا الزبير أخبره أنه سمع جابرا يقول فذكره.
وفي رواية عنده عن عبد اللَّه بن إدريس، عن ابن جريج: «قضى رسول اللَّه ﷺ بالشفعة في كل شركة لم تقسم، ربعة أو حائط، لا يحل له أن يبيع حتى يؤذن شريكهـ، فإن شاء أخذ، وإن شاء ترك. فإذا باع ولم يؤذنه فهو أحق به».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 107 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الشفعة في كل شرك في أرض أو ربع أو حائط

  • 📜 حديث: الشفعة في كل شرك في أرض أو ربع أو حائط

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الشفعة في كل شرك في أرض أو ربع أو حائط

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الشفعة في كل شرك في أرض أو ربع أو حائط

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الشفعة في كل شرك في أرض أو ربع أو حائط

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب