حديث: لا يبع شريك حتى يؤذن شريكه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الشفعة فيما لم يقسم

عن جابر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من كان له شريك في ربعة، أو نخل، فليس له أن يبيع حتى يؤذن شريكهـ، فإن رضي أخذ، وإن كره ترك».

صحيح: رواه مسلم في المساقاة (١٦٠٨) من طرق عن زهير أبي خيثمة، عن أبي الزبير، عن جابر.

عن جابر قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «من كان له شريك في ربعة، أو نخل، فليس له أن يبيع حتى يؤذن شريكهـ، فإن رضي أخذ، وإن كره ترك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب. هذا الحديث العظيم الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنه، يتناول أدباً عظيماً من آداب المعاملة بين الشركاء، ويضع قاعدةً من قواعد العدل في التصرفات المالية.

أولاً. شرح المفردات:


● شريك: هو الشخص الذي يشارك آخر في ملكية شيء ما.
● ربعة: هي البناء أو الدار أو الحجرة السكنية. وقيل: هي ما يسكن من البيوت.
● نخل: هي أشجار النخيل، ويدخل في معناها كل بستان أو أرض زراعية يشترك فيها شخصان أو أكثر.
● يؤذن شريكه: أي يستأذنه ويخبره بالبيع ويأخذ رأيه.
● فإن رضي أخذ: أي إذا وافق الشريك على البيع وأراد أن يأخذ حقه من الثمن.
● وإن كره ترك: أي إذا لم يوافق على البيع، ترك البيع ولم يتم.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الشخص إذا كان يشاركه شخص آخر في ملكية عقار (مثل دار أو بناء) أو بستان (من النخيل أو غيره)، فإنه لا يحق له أن يبيع حصته أو يتصرف في الملك المشترك دون أن يستشير شريكه ويخبره برغبته في البيع.
فإن وافق الشريك على البيع ورغب فيه، كان له أن يأخذ حقه من الثمن، أو أن يشتركا في البيع حسب الاتفاق. وإن لم يوافق الشريك على البيع وكره ذلك، وجب على الشريك الأول أن يترك فكرة البين ولا يتمه، احتراماً لحق الشريك ومنعاً للضرر عنه.

ثالثاً. الدروس المستفادة منه:


1- العدل والإنصاف في المعاملات: يأمر الإسلام بالعدل حتى في أدق التفاصيل، ومنها احترام حقوق الشركاء.
2- تحريم الظلم والغش: بيع حصة الشريك دون علمه أو رضاه نوع من الغش والظلم، وهو محرم شرعاً.
3- الحفاظ على العلاقات الأخوية: الاستئذان والمشورة يحفظان العلاقة بين الشركاء ويبعدان الشحناء والخصومة.
4- مراعاة حق الشريك في الاختيار: للشريك الحق في أن يقرر البيع أو عدمه، أو أن يشتري حصة شريكه إذا أراد.
5- التأكيد على مبدأ الشورى: حتى في الأمور المالية، يحث الإسلام على المشورة والتفاهم بين الأطراف.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث يدخل في باب "الشفعة" في الفقه الإسلامي، حيث للشريك الحق في أن يأخذ حصة شريكه إذا أراد بيعهها لشخص غريب.
- إذا أصر شريك على البيع دون رضا الشريك الآخر، فإن البيع يكون صحيحاً في أصله، لكنه يأثم لتعمد إضرار شريكه.
- ينطبق هذا الحكم على جميع أنواع الشركات والمشاركات في العقارات والأراضي والمزارع وغيرها.
- من الحكمة في هذا الحديث منع النزاع والخصومة بين الناس، وحفظ الأموال والحقوق.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في المساقاة (١٦٠٨) من طرق عن زهير أبي خيثمة، عن أبي الزبير، عن جابر. وزهير هو ابن معاوية الجعفي أبو خيثمة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 106 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا يبع شريك حتى يؤذن شريكه

  • 📜 حديث: لا يبع شريك حتى يؤذن شريكه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا يبع شريك حتى يؤذن شريكه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا يبع شريك حتى يؤذن شريكه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا يبع شريك حتى يؤذن شريكه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب