جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض

حديث: جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض

عن سمرة بن جندب، عن النبي ﷺ قال: «جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض».

صحيح: رواه أبو داود (٣٥١٧)، والترمذي (١٣٦٨)، وابن الجارود (٦٤٤)، وأحمد (٢٠٠٨٨) كلّهم من طريق قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن سمرة بن جندب، عن النبي ﷺ قال: «جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، و نسأل الله تعالى أن يفتح لنا أبواب فضله وكرمه، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علمتنا و زدنا علما وفقها في الدين وارض عنا يا أكرم الأكرمين.
هذا الحديث الشريف الذي ذكر حديث عظيم، أخرجه الإمام أحمد في مسنده، وابن ماجه في سننه، وصححه الألباني، وهو من الأحاديث التي تؤسس لقاعدة اجتماعية واقتصادية مهمة في الإسلام.

أولاً. شرح المفردات:

● جار الدار: أي صاحب الدار أو الأرض المجاورة.
● أحق: الأولى والأولى بالاستحقاق.
● بدار الجار أو الأرض: أي بالدار أو الأرض المجاورة له عندما يُراد بيعها.
فالمعنى الإجمالي: أن الجار الذي تجاور داره أو أرضه داراً أو أرضاً أخرى معروضة للبيع، هو الأولى بشرائها عن غيره.

ثانياً. شرح الحديث:

يُقرر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث حقاً من حقوق الجوار، وهو "حق الشفعة".
● ماهية الشفعة: هي حق للشريك أو الجار في استرداد أو اقتناء ما بيعه شريكه أو جاره من عقار (كدار أو أرض) إذا بيعه لشخص غريب. فإذا أراد جارك أن يبيع داره، فلك – بوصفك جاره المجاور – الحق في أن تطلب شراءها بنفس السعر الذي اتفق عليه مع المشتري الغريب، فتأخذها بدلاً منه.
● حكمتها: المقصد الشرعي من هذا الحق هو:
- منع الضرر عن الجار، فقد يشتري الجار الجديد من يتسبب في أذى لجاره أو يضايقه.
- جمع الملكية وتقليل التجزئة، مما يحقق منفعة للطرفين ويوسع للجار في ملكه.
- الحفاظ على العلاقات الطيبة بين الجيران ومنع النزاعات التي قد تنشأ بسبب دخول عناصر غريبة.
● شروط استحقاق الشفعة: ذهب جمهور الفقهاء (الحنفية والمالكية والشافعية) إلى أن الشفعة تثبت للجار في الأراضي والبساتين وغيرها من العقارات التي لا تقبل القسمة دون ضرر. أما الحنابلة فقيدوها بالشريك في الملك (كالشريك في أصل الملك أو في طريق الدخول أو في الماء)، ولم يثبتوها لمجرد الجوار. واستدلوا بأحاديث أخرى قيدت الشفعة بالشريك. والراجح – والله أعلم – قول الجمهور الذي يعمم الحق للجار المجاور، عملاً بهذا الحديث الصحيح، وهو قول يُراعي المصالح ويدرأ المفاسد في العصر الحالي.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- عناية الإسلام بحق الجار: يبرز هذا الحديث مدى العناية الفائقة التي يوليها الإسلام للجوار وحقوقه، حتى جعل له أولوية في التملك لدرء الضرر عنه وجلب المصلحة له.
2- تحقيق التكافل الاجتماعي: الشفعة وسيلة من وسائل التكافل والتعاون على البر والتقوى، فهي تحافظ على تماسك المجتمع وتمنع التدابر والخصام.
3- مراعاة المصالح العامة: الشرع الحكيم حينما يقرر هذه الحقوق، فإنه ينظر إلى ما يحقق المصلحة للفرد والمجتمع معاً، ويدرأ الضرر قبل وقوعه.
4- العدل في المعاملات: الحق ثابت للجار، ولكن بشروط أهمها أن يأخذها بنفس الثمن الذي اتفق عليه البائع والمشتري الأجنبي، فلا يظلم البائع بإنقاص الثمن، ولا يظلم المشتري بإلغاء صفقته دون تعويض.

رابعاً. معلومات إضافية:

- كيفية المطالبة بالحق: يجب على من له حق الشفعة أن يطالب به فور علمه بالبيع ودون تأخير. فإن تأخر سقط حقه.
- هذا الحق من الخصائص التي تميز بها الفقه الإسلامي، وهو أسبق من许多 القوانين الوضعية التي بدأت recently تعترف بحقوق مماثلة لدرء الضرر عن الجوار.
- ينبغي على المسلم أن يتعامل بهذا الحق بروح الأخوة والإيمان، فلا يستغله لإيذاء جاره أو الضغط عليه، بل يتقي الله فيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٥١٧)، والترمذي (١٣٦٨)، وابن الجارود (٦٤٤)، وأحمد (٢٠٠٨٨) كلّهم من طريق قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب فذكره.
قال الترمذيّ: «حسن صحيح».
وأما ما رواه سعيد، عن قتادة، عن أنس فهو وهم، كما أشار إليه الترمذيّ، ومن طريقه رواه ابن حبان (٥١٨٢).
وقوله: «السقب«القرب. يقال بالسين والصاد جميعا.
قال الشافعي: قوله: «الجار أحق بسقبه«لا يحتمل إلا معنيين لا ثالث لهما:
إما أن يكون أراد أن الشفعة لكل جار، أو أراد بعض الجيران دون بعض، وقد ثبت عن رسول اللَّه ﷺ أنه لا شفعة فيما قسم، فدل على أن الشفعة للجار الذي لم يقاسم دون الجار المقاسم».
وبه قال جمهور أهل العلم بأن الشفعة ليست لكل جار، بل للجار الذي لم يقاسم، وطريقهما واحد لرفع الضرر عن الجار القريب جمعا بين الأحاديث. وبه قال من الصحابة عمر بن الخطاب، وعثمان.
وبه قال أهل المدينة منهم يحيى بن سعيد الأنصاري، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، ومالك. وبه قال الشافعي، وأحمد، وإسحاق.
فإن هؤلاء لا يرون الشفعة إلا للخليط، ولا يرون للجار شفعة إذا لم يكن خليطا.
وأما بمجرد الجوار فلا تثبت الشفعة عندهم، فالحديث العام مؤول، كما قال أهل المدينة، والشافعي، وغيرهم. وأخرج المحدثون هذا الحديث في كتبهم على هذا التأويل. أو أن المقصود من الحديث العام البر والإحسان إلى الجيران دون الشفعة، وإلا فيكون فيه تعطيل لمصالح النّاس في البيع والشراء.
وذهب الثوري، وابن المبارك، وأهل الكوفة إلى ظاهر الحديث، فقالوا بثبوت الشفعة للجار مستدلين بقوله: «جار الدار أحق بالدار»، و«الجار أحق بسقبه».

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 112 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض

📜 حديث: جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: جار الدار أحق بدار الجار أو الأرض

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية