الجار احق بالشفعة في الاراضي المجاورة

حديث: الجار احق بالشفعة في الاراضي المجاورة

عن الشريد بن سويد قال: يا رسول اللَّه، أرض ليس فيها لأحد قسم، ولا شرك إلا الجوار؟ قال: «الجار أحق بسقبه».

حسن: رواه النسائي (٤٧٠٣)، وابن ماجه (٢٤٩٦)، وأحمد (١٩٤٦١) كلّهم من حديث حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن عمرو بن الشريد بن سويد، عن أبيه الشريد بن سويد فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

عن الشريد بن سويد قال: يا رسول اللَّه، أرض ليس فيها لأحد قسم، ولا شرك إلا الجوار؟ قال: «الجار أحق بسقبه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الناري الذي رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما، عن الصحابي الجليل الشريد بن سويد الثقفي رضي الله عنه.

نص الحديث:

عن الشريد بن سويد قال: يا رسول اللَّه، أرض ليس فيها لأحد قسم، ولا شرك إلا الجوار؟ قال: «الجار أحق بِسَقَبِه».

أولاً. شرح المفردات:

● الشريد بن سويد: صحابي جليل من ثقيف، أسلم عام الطائف، وكان من فضلاء الصحابة.
● أرض ليس فيها لأحد قسم، ولا شرك: أي أرض مباحة ليست مملوكة لأحد، ولا يشارك أحد في ملكيتها.
● إلا الجوار: الاستثناء هنا منقطع، أي لكن لها جار يحيط بها (أي أرض مجاورة لها).
● بِسَقَبِه: كلمة "سَقَب" (بفتح السين والقاف) لها معنيان مشهوران:
1- القرب والجوار: أي أحق بجواره، وأحق بالمنفعة من الأرض المجاورة لِجِواره.
2- ما يُساق إليه الماء من الأرض: أي أحق بأن يسقي أرضه من مائها أو يستفيد من مرور الماء فيها لري أرضه.
والمعنى الأول هو الأشهر والأرجح في هذا السياق، وهو ما عليه جمهور الشراح.

ثانياً. شرح الحديث:

جاء الصحابي الشريد بن سويد رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله عن حكم أرضٍ "مُبَاحَة" (أي من أراضي الموات التي لا يملكها أحد)، لا حق لأحد فيها، ولا يشارك أحد في ملكيتها، ولكنها تقع بجوار أرض يملكها هو (جار له).
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم بحكم عظيم يؤسس لمبدأ اجتماعي واقتصادي مهم، وهو: «الجار أحق بِسَقَبِه».
أي أن الجار صاحب الأرض المجاورة لهذه الأرض المباحة هو أولى الناس وأحقهم بالانتفاع بها، أو بتملكها، أو باستغلالها، بسبب جواره لها قبل أن يأتيها أي إنسان آخر.
فهذا الحديث يقرر حق الجار في الأولوية والشفعة في ما يجاوره من الأراضي المباحة. فهو تشريع يحفظ حقوق الجيران، ويمنع المشاحنات والمنازعات، ويبني مجتمعاً متماسكاً تتقدم مصلحة الجار وجيرته.

ثالثاً. الدروس المستفادة والفقه في الحديث:

1- تقديم حق الجار: يضع الإسلام للجار مكانة عظيمة، حتى في الأمور المادية والمصالح الدنيوية، فيقدم حقه على حق الغريب البعيد.
2- منع الضرر والمنازعات: هذا الحكم الشرعي يمنع حدوث النزاع بين الجيران، فبدلاً من أن يأتي شخص غريب ليمتلك الأرض المجاورة لجارك مما قد يسبب لك ضرراً أو إزعاجاً، فإن لك الحق الأول فيها.
3- الحث على التوادد والتراحم: النظام الإسلامي يبني العلاقات على التراحم والتكافل، وجعل حق الجوار من أسباب التكافل، فالجار أولى بخير الأرض المجاورة له.
4- فقه استغلال الأراضي المباحة: الحديث أصل في باب إحياء الموات (إعمار الأراضي الميتة غير المملوكة)، ويبين أن من له أرض مجاورة لها أحق بإحيائها واستغلالها.
5- العدل والإنصاف: الحكم فيه إنصاف للجار، فهو الأقرب والأعلم بما يحتاجه من الأرض المجاورة، سواء لتوسعة مزرعته أو بنائه، أو لدرء ضرر قد يقع عليه إذا ملكها غريب.

رابعاً. معلومات إضافية:

- هذا الحديث يدخل في باب "حقوق الجوار" التي عظمها الإسلام وجعلها من الإيمان، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».
- الفقهاء استدلوا بهذا الحديث على أحكام الشفعة، وهي حق الجار في أن يطلب شراء الأرض المجاورة له إذا بيعت لشخص غريب، ليكون له الأولوية في ذلك.
- الحديث يظهر سماحة الإسلام ومرونته في التشريعات التي تحقق المصلحة العامة والخاصة، وتؤلف بين القلوب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٧٠٣)، وابن ماجه (٢٤٩٦)، وأحمد (١٩٤٦١) كلّهم من حديث حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن عمرو بن الشريد بن سويد، عن أبيه الشريد بن سويد فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمرو بن شعيب، وقد اختلف على عمرو بن شعيب، وحسين المعلم ثقة، وروايته عنه صحيحة، وما يخالفه لا يعلله.
ثم عمرو بن شعيب أيضًا قد توبع، رواه أحمد (١٩٤٦٩)، وابن الجارود في «المنتقى» (٦٤٥)، وعبد الرزاق (١٤٣٨٠) كلّهم من حديث عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الثقفي، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «الجار أحق بسقبه».
قال أبو نعيم كما عند ابن الجارود: قلت لعمرو: ما سقبه؟ قال: الشفعة. قلت: زعم النّاس أنه الجوار. قال: إن النّاس يقولون ذلك.
عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن يعلى تكلم في حفظه إلا أنه لا بأس به في المتابعات.
قال الترمذيّ (٣/ ٦٤٢): «حديث عبد اللَّه بن عبد الرحمن الطائفي، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه، عن النبي ﷺ في هذا الباب هو حديث حسن. وروى إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد عن أبي رافع عن النبي ﷺ قال: سمعت محمدا يقول: كلا الحديثين عندي صحيح». انتهى.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 111 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الجار احق بالشفعة في الاراضي المجاورة

📜 حديث: الجار احق بالشفعة في الاراضي المجاورة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الجار احق بالشفعة في الاراضي المجاورة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الجار احق بالشفعة في الاراضي المجاورة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الجار احق بالشفعة في الاراضي المجاورة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية