حديث: أعطني نعلك فقال انتعل ظل الناقة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في الإقطاع

عن علقمة بن وائل، عن أبيه أن رسول اللَّه ﷺ أقطعه أرضا قال: فأرسل معي معاوية أن أعطها إياه -أو قال أعلمها إياه- قال: فقال لي معاوية: أردفني خلفك. فقلت: لا تكون من أرداف الملوك. قال: فقال: أعطني نعلك. فقلت: انتعل ظل الناقة. قال: فلما استخلف معاوية أتيته، فأقعدني معه على السرير، فذكرني الحديث، فقال سماك: فقال: وددت أني كنت حملته بين يدي.

حسن: رواه أبو داود (٣٠٥٨)، والترمذي (١٣٨١)، والدارمي (٢٦٥١) كلهم من حديث شعبة، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن أبيه فذكره مختصرا على قوله: «أن النبي ﷺ أقطعه أرضا بحضر موت».

عن علقمة بن وائل، عن أبيه أن رسول اللَّه ﷺ أقطعه أرضا قال: فأرسل معي معاوية أن أعطها إياه -أو قال أعلمها إياه- قال: فقال لي معاوية: أردفني خلفك. فقلت: لا تكون من أرداف الملوك. قال: فقال: أعطني نعلك. فقلت: انتعل ظل الناقة. قال: فلما استخلف معاوية أتيته، فأقعدني معه على السرير، فذكرني الحديث، فقال سماك: فقال: وددت أني كنت حملته بين يدي.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما نسمع ونقرأ. هذا حديث عظيم فيه مواقف ودروس متنوعة، سأشرحه لك جزءاً جزءاً بإذن الله.
الحديث باختصار:
يحكي وائل بن حجر رضي الله عنه أن النبي ﷺ أقطع أرضاً له، فكلف معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه (وكان كاتباً للوحي آنذاك) أن يذهب مع وائل ليعطيه الأرض أو يحددها له. فحدث بينهما موقفان طريفان، ثم لما أصبح معاوية خليفة، ذكره بهذا الموقف وعبر عن ندمه على تصرفه ذلك اليوم.


1. شرح المفردات:


● أقطعه أرضاً: أي منحه وأعطاه قطعة من الأرض ملكاً له.
● أردفني خلفك: من الإرداف، أي اجعلني راكباً خلفك على الدابة.
● لا تكون من أرداف الملوك: أي لا تكون من جلساء الملوك وخاصتهم، فيه نوع من الامتناع والمزاح.
● انتعل ظل الناقة: يعني امش على قدميك، فظل الناقة يعني الأرض التي تسير عليها الناقة، أي امش.
● استخلف: أي أصبح خليفة للمسلمين.
● سماك: أي ذكرك أو ناداك باسمك (وفي رواية: "فقال: سماك؟" بمعنى: أتذكر؟).


2. شرح الحديث:


● الموقف الأول: طلب معاوية رضي الله منه -وهو شاب في ذلك الوقت- أن يركب معه على دابته (يُردفه)، فامتنع وائل بن حجر رضي الله عنه بطريقة مهذبة ومازحة، قائلاً له: "لا تكون من أرداف الملوك"، أي لا أريد أن تكون من خاصتي وجلسائي، وهذا نوع من الدعابة والمرح.
● الموقف الثاني: لما رأى معاوية أن وائلاً لا يريد أن يردفه، طلب منه نعله (حذاءه) ليمشي هو، فامتنع وائل أيضاً بطريقة مماثلة قائلاً: "انتعل ظل الناقة"، أي امش على قدميك مثلما أمشي أنا، ولا حاجة لأن تعطي نعلك.
● الموقف بعد الخلافة: بعد سنوات، عندما أصبح معاوية رضي الله عنه خليفة للمسلمين، جاءه وائل بن حجر، فأكرمه معاوية وجعله يجلس معه على سريره (وهذا من إكرامه له)، ثم ذكره بالموقف الذي حدث بينهما، وقال له معاوية متأسفاً: "وددت أني كنت حملته بين يدي"، أي يا ليتني كنت في ذلك اليوم أحمل نعلك بيدي وأخدمك بدلاً من أن أطلب منك ذلك! وهذا يدل على تواضعه وندمه على تلك الكبر الذي ظهر منه وهو شاب.


3. الدروس المستفادة منه:


1- تواضع الصحابة رضي الله عنهم: معاوية رضي الله عنه كان من كبار الصحابة، وقد ندم على تصرف صدر منه في شبابه، وهذا يدل على علو أخلاقهم واستعدادهم لاعتراف بالخطأ.
2- التأدب مع الكبار: موقف وائل بن حجر فيه أدب مع معاوية، حيث رفض طلبه بطريقة مهذبة ومازحة دون أن يجرحه.
3- المرح والدعابة المباحة: الحديث يدل على أن الصحابة كان بينهم مزاح ودعابة بما لا إثم فيه، مما يزيل الحواجز ويقوي الأواصر.
4- كرم الخلفاء وإكرامهم للصحابة: معاوية رضي الله عنه لما أصبح خليفة، لم ينسَ فضل الصحابة، وأكرم وائلاً وأجلسه معه على سريره.
5- التغير والتوبة: الإنسان قد يصدر منه في صغره أو شبابه ما لا يليق، ولكن إذا ندم وتاب وغيّر من سلوكه، فإن الله يتوب عليه.


4. معلومات إضافية:


● الراوي: وائل بن حجر رضي الله عنه، صحابي جليل من أهل اليمن.
● الرواية: رواه الإمام أحمد في مسنده، وأبو داود في سننه، وغيرهما.
● الحكم على الحديث: حديث صحيح، وقد هو حسن وغيره.
● السياق: حدث هذا الموقف في حياة النبي ﷺ، وكان معاوية رضي الله عنه شاباً، ثم تذكراه بعد سنوات عندما صار معاوية خليفة.
أسأل الله أن ينفعنا بهذا الحديث، ويجعلنا من المتواضعين في غير مذلة، والمتمسكين بسنن نبينا محمد ﷺ.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٠٥٨)، والترمذي (١٣٨١)، والدارمي (٢٦٥١) كلهم من حديث شعبة، عن سماك، عن علقمة بن وائل، عن أبيه فذكره مختصرا على قوله: «أن النبي ﷺ أقطعه أرضا بحضر موت».
ورواه الإمام أحمد (٢٧٢٣٩)، وصحّحه ابن حبان (٧٢٠٥) كلاهما من هذا الوجه، واللّفظ لهما.
وإسناده حسن من أجل الكلام في سماك بن حرب وعلقمة بن وائل، فإنهما حسنا الحديث.
وقد قيل: إن فيه انقطاعا؛ فإن علقمة لم يسمع من أبيه، كما قال ابن المديني، ذكره العلائي في «جامع التحصيل» (ص ٢٤٠)، وكذا ذكره أيضًا أبو زرعة العراقي في «التحفة التحصيل» (ص ٢٣٣).
وكذا قال البخاري أيضًا، وردّه الترمذيّ.
وفي صحيح مسلم (١٦٨٠) التصريح بسماعه من أبيه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 182 من أصل 506 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أعطني نعلك فقال انتعل ظل الناقة

  • 📜 حديث: أعطني نعلك فقال انتعل ظل الناقة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: أعطني نعلك فقال انتعل ظل الناقة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: أعطني نعلك فقال انتعل ظل الناقة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: أعطني نعلك فقال انتعل ظل الناقة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب