حديث: لا تنكح البكر حتى تستأذن

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الأيم أحق بنفسها، والبكر تستأذن

عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «لا تُنكح الأيم حتى تُستأمر، ولا تنكح البكر حتى تُستأذن». قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف إذنها؟ قال: «أن تسْكت».

متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥١٣٦)، ومسلم في النكاح (١٤١٩) كلاهما من طريق هشام، عن يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو سلمة، حدثنا أبو هريرة، فذكره.

عن أبي هريرة أن النبي ﷺ قال: «لا تُنكح الأيم حتى تُستأمر، ولا تنكح البكر حتى تُستأذن». قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف إذنها؟ قال: «أن تسْكت».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يبين فيه أحد أهم أسس بناء الأسرة المسلمة، وهو رضا المرأة بالزواج وموافقتها عليه.

الحديث بلفظه:


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا تُنكح الأيم حتى تُستأمر، ولا تنكح البكر حتى تُستأذن». قالوا: يا رسول اللَّه، وكيف إذنها؟ قال: «أن تسكت».


شرح المفردات:


● تُنكح: أي يُزَوَّج.
● الأيم: هي المرأة التي سبق لها الزواج، سواء كانت أرملة أو مطلقة.
● تُستأمر: يُطلب رأيها وتستشار بشكل صريح.
● البكر: هي المرأة التي لم يسبق لها الزواج.
● تُستأذن: يُطلب إذنها وموافقتها.
● إذنها: موافقتها وقبولها.


شرح الحديث:


يأمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بأنه لا يجوز تزويج المرأة، سواء كانت قد تزوجت من قبل (الأيم) أو لم تتزوج بعد (البكر)، إلا بعد أخذ رأيها وموافقتها.
1- الأيم (الثيّب):
- يجب استئمارها، أي سؤالها والاستفسار منها صراحة عن رأيها في الخاطب والزواج به. وذلك لأنها قد خبرت الحياة الزوجية من قبل، ولها تجربة، فمن حقها أن تُعبّر عن رأيها بوضوح.
2- البكر:
- يجب استئذانها، أي طلب إذنها وموافقتها. ولكن طبيعة البكر غالبًا ما تكون الحياء وعدم الجرأة على التصريح بالموافقة أو الرفض.
3- كيفية إذن البكر:
- عندما سأل الصحابة رضي الله عنهم النبي صلى الله عليه وسلم: "وكيف إذنها؟" أي كيف نعرف موافقة البكر وهي تستحي أن تتكلم؟
- أجاب النبي صلى الله عليه وسلم: «أن تسكت».
- أي أن سكوتها دليل على رضاها وموافقتها. لأنها لو كرهت الزواج أو لم توافق لاعترضت ولو بطريقة غير مباشرة، كالبكاء أو الامتناع عن الأكل أو إظهار الكراهية. فالسكوت في هذا المقام مع عدم المعارضة يُعتبر موافقة.


الدروس المستفادة والعبر:


1- احترام إرادة المرأة: الإسلام يكرس مبدأ الموافقة والرضا في عقد الزواج، ويجعل للمرأة الحق الكامل في قبول أو رفض من يتقدم لخطبتها. وهذا من تكريم الإسلام للمرأة وحفظه لحقوقها.
2- الفرق بين الثيب والبكر في التعبير: الشرع الحكيم يراعي الفروق الطبيعية والنفسية بين المرأة التي سبق لها الزواج والمرأة التي لم تتزوج، فيطالب بالأخذ برأي الأولى صراحة، بينما يجعل سكوت الثانية دليلاً على موافقتها.
3- إبطال العادات الجاهلية: كان في الجاهلية يُزَوِّج الأولياء النساء دون الرجوع إليهن أو أخذ موافقتهن، فجاء الإسلام ليبطل هذه العادة ويؤكد على حق المرأة في اختيار شريك حياتها.
4- الحكمة من اشتراط الرضا: الزواج ميثاق غليظ وعلاقة دائمة، وإجبار المرأة على من لا تريده يؤدي إلى مفاسد كبيرة، منها كراهية الزوج، وعدم الاستقرار الأسري، وربما الانفصال.
5- السكوت في مقام الإذن يعتبر موافقة: هذا من رحمة الإسلام ومرونته، حيث جعل السكوت في مواضع التعبير دليلاً على القبول، تسهيلاً على الناس ومراعاة للطبيعة البشرية.


معلومات إضافية مفيدة:


- اتفق الفقهاء على أن المرأة البالغة العاقلة لا يجوز إجبارها على الزواج، سواء كانت بكراً أم ثيباً، ولو كان الأب.
- إذا امتنعت البكر عن الكلام عند سؤالها، ولكن أظهرت علامات الرضا والسرور، فهذا أقوى في الدلالة على الموافقة من مجرد السكوت.
- إذا بكت البكر عند سؤالها، فلا يعتبر هذا رفضاً للزواج مطلقاً، بل يجب التأكد من سبب البكاء، فقد يكون دليلاً على الحياء أو الفرح.
- إذا رفضت المرأة الزواج من رجل معين، فلا يجوز إجبارها بحال من الأحوال، ولو كان الخاطف من أفضل الناس ديناً وخلقاً، إلا إذا كان رفضها لسبب غير شرعي (كرفضها للزواج أصلاً) فينصحها وليها ويرغبها في الزواج.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في النكاح (٥١٣٦)، ومسلم في النكاح (١٤١٩) كلاهما من طريق هشام، عن يحيى بن أبي كثير، حدثنا أبو سلمة، حدثنا أبو هريرة، فذكره.
النساء على قسمين: الثيب والبكر. وذكر الأيم بمقابل البكر دليل على أنه أراد بالأيم الثيب.
وسكوت البكر عند الاستئذان دليل على رضاها، لأنها قد تستحي أن تُفصح بالنكاح، وتُظهر الرغبة فيه بخلاف الثيب، فقد تُظهر وتبدي الرغبة في النكاح من عدمه لزوال حياء البكر عنها، فتكلم، وتأمر وليها أن يزوجها.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 76 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا تنكح البكر حتى تستأذن

  • 📜 حديث: لا تنكح البكر حتى تستأذن

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا تنكح البكر حتى تستأذن

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا تنكح البكر حتى تستأذن

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا تنكح البكر حتى تستأذن

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, December 18, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب