حديث: الجارية البكر التي زوجها أبوها وهي كارهة تخيرها النبي ﷺ

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تخيير البكر البالغ زوّجها أبوها وهي كارهة

عن ابن عباس أن جارية بكرًا أتت النبي ﷺ فذكرت له أن أباها زوّجها وهي كارهة. فخيّرها النبي ﷺ.

صحيح: رواه أبو داود (٢٠٩٦) وابن ماجه (١٨٧٥) وأحمد (٢٤٦٩) والدارقطني (٣/ ٢٣٤ - ٣٤٥) والبيهقي (٧/ ١١٧) كلهم من طريق الحسين بن محمد المروزي، حدثني جرير بن حازم، عن أيوب، عن ابن عباس فذكره.

عن ابن عباس أن جارية بكرًا أتت النبي ﷺ فذكرت له أن أباها زوّجها وهي كارهة. فخيّرها النبي ﷺ.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي ﷺ الذي يظهر عدله ورحمته بالنساء ويحفظ حقوقهن، وسأشرحه لكم جزءًا جزءًا بإذن الله.

الحديث بلفظه كما ورد:


عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن جارية بكرًا أتت النبي ﷺ فذكرت له أن أباها زوّجها وهي كارهة، فخيّرها النبي ﷺ".

شرح المفردات:


● جارية بكرًا: أي شابة لم تتزوج من قبل.
● أتت النبي ﷺ: جاءت إلى رسول الله تشكو وضعها.
● زوّجها: أي عقد زواجها لرجل بدون رضاها.
● وهي كارهة: أي غير راضية عن هذا الزواج.
● فخيّرها النبي ﷺ: أي أعطاها الخيار بين إمضاء النكاح أو فسخه.

شرح الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام أبو داود في سننه، وغيرهما، وهو حديث صحيح.
القصة أن فتاة بكر (لم يسبق لها الزواج) جاءت إلى النبي ﷺ تشكو أن أباها أجبرها على الزواج من رجل دون أن ترضى به، فلم يقبل النبي ﷺ هذا الإجبار، بل خيرها بين قبول الزواج أو رفضه. وهذا يدل على أن إذن المرأة شرط في صحة عقد النكاح، سواء كانت بكرًا أو ثيبًا.

الدروس المستفادة منه:


1- اشتراط رضا المرأة في الزواج: لا يجوز إجبار البالغة العاقلة على الزواج بمن لا تريد، وهذا من حقوق المرأة في الإسلام.
2- العدل والرحمة النبوية: النبي ﷺ لم يهمل شكوى الفتاة، بل استمع لها وأعطاها حقها.
3- رفض الظلم الاجتماعي: حتى لو كان الأب هو الذي زوّجها، لا يجوز له ذلك بدون رضاها.
4- الحفاظ على كرامة المرأة: الإسلام يحفظ للمرأة كرامتها وإرادتها في اختيار شريك الحياة.

معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث أصل من أصول فقه النكاح، ويستدل به العلماء على بطلان نكاج الإكراه.
- الفقهاء اتفقوا على أن الثيب (التي سبق لها الزواج) لا تُزوج إلا برضاها، واختلفوا في البكر، ولكن هذا الحديث واضح في أن البكر أيضًا لا يجوز إجبارها.
- بعض العلماء قالوا: للأب أن يزوج ابنته البكر إذا كان الزوج كفؤًا، ولكن إذا كرهت فلا يجوز إجبارها، وهذا هو الراجح.
نسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، إنه سميع مجيب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٢٠٩٦) وابن ماجه (١٨٧٥) وأحمد (٢٤٦٩) والدارقطني (٣/ ٢٣٤ - ٣٤٥) والبيهقي (٧/ ١١٧) كلهم من طريق الحسين بن محمد المروزي، حدثني جرير بن حازم، عن أيوب، عن ابن عباس فذكره.
وكذلك رواه زيد بن حبّان، عن أيوب السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي ﷺ مثله.
رواه ابن ماجه (١٨٧٦) والدارقطني، كلاهما عن معمر بن سليمان الرقي، عن زيد بن حبان بإسناده. وزيد بن حبان مختلف فيه وثّقه ابن معين، وضعفه الدارقطني والعقيلي.
وكذلك رواه سفيان الثوري، عن أيوب السختياني، عن ابن عباس نحوه.
رواه الدارقطني في سننه من طريق أيوب بن سويد، عن سفيان الثوري، وقال أيضًا: وغيره يرسله عن الثوري، عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي ﷺ قال: الصحيح مرسل. انتهى.
وأعلّوه أيضًا بما رواه أبو داود (٢٠٩٧) ومن طريق البيهقي عن محمد بن عبيد، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي ﷺ بهذا الحديث.
قال أبو داود: لم يذكر ابن عباس. وكذلك رواه الناس مرسلًا معروفًا.
وكذلك رجح إرساله البيهقي.
وقال: هذا حديث أخطأ فيه جرير بن حازم على أيوب السختياني، والمحفوظ عن أيوب، عن عكرمة، عن النبي ﷺ مرسلًا.
وقال: «وقد رُوي من وجه آخر عن عكرمة موصولًا وهو خطأ أيضًا».
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم:
سألت أبي وسئل أبو زرعة عن حديث رواه حسين المروزي، عن جرير بن حازم، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس أن رجلًا زوج ابنته وهي كارهة ففرق النبي ﷺ بينهما. قال أبي: هذا خطأ، إنما هو كما رواه الثقات عن أيوب، عن عكرمة أن النبي ﷺ. . . مرسل. منهم: ابن علية، وحماد بن زيد، أن رجلًا تزوج، وهو الصحيح. قلت: الوهم ممن هو؟ قال: من حسين ينبغي أن يكون، فإنه لم يرو عن جرير غيره، قال أبي: رأيت حسينا المروزي ولم أسمع منه. قال أبو زرعة
حديث أيوب ليس هو بصحيح. «العلل» (١/ ٤١٧).
هكذا قال. وقال الخطيب في تاريخه (٨/ ٨٩): قد رواه سليمان بن حرب، عن جرير بن حازم أيضًا كما رواه حسين فبرئت عهدته، وزالت تبعتُه.
وقال ابن القطان: «حديث ابن عباس هذا حديث صحيح» نصب الراية (٣/ ١٩٠) وكذلك قوَّاه ابن القيم في تهذيب السنن (٣/ ٤٠ - ٤١) وانتقد البيهقي وغيره من رجّح المرسل، وقال: زيادة الثقة مقبولة عند جمهور أهل الحديث. والحافظ ابن حجر في «الفتح» (٩/ ١٩٦) «فقال: الطعن في الحديث لا معنى له، فإن طرقه يقوى بعضها ببعض».
وفي الحديث دليل لمن يرى أن نكاح الأب ابنته البكر البالغ غير جائز إلا بإذنها، ويستفاد هذا المعنى أيضًا من حديث صحيح: «ولا تنكح البكر حتى تستأذن» فإذا لم يكن لها الإنكار فما فائدة الاستئذان؟
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن عائشة أن فتاة دخلت عليها فقالت: إن أبي زوجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته، وأنا كارهة قالت: اجلسي حتى يأتي النبي ﷺ. فجاء رسول اللَّه ﷺ فأخبرته، فأرسل إلى أبيها، فدعاه فجعل الأمر إليها، فقالت: يا رسول اللَّه، قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن أَعْلم أللنساء من الأمر شيء؟ .
رواه النسائي (٣٢٦٩) عن زياد بن أيوب قال: حدثنا علي بن غراب قال: حدثنا كهمس بن الحسن، عن عبد اللَّه بن بريدة، عن عائشة فذكرته.
وكذلك رواه الدارقطني (٣/ ٢٣٢) عن علي بن غراب بإسناده وتابعه على ذلك جعفر بن سليمان عند الدارقطني وعبد الوهاب بن عطاء عند البيهقي (٧/ ١١٨) ووكيع عند أحمد (٢٥٠٤٣) كل هؤلاء عن كهمس بن الحسن، بإسناده نحوه.
قال الدارقطني: «هذه كلها مراسيل، ابن بريدة لم يسمع من عائشة شيئًا».
وكذلك قال البيهقي.
ولكن رواه ابن ماجه (١٨٧٤) عن هناد بن السري، قال: حدثنا وكيع، عن كهمس بن الحسن، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: جاءت فتاة إلى النبي ﷺ فقالت: إن أبي زوّجني ابن أخيه ليرفع بي خسيسته قال: فجعل الأمر إليها. فقالت: قد أجزت ما صنع أبي ولكن أردت أن تعلم النساء أن ليس إلى الآباء من الأمر شيء.
وهذا يخالف ما رواه الإمام أحمد عن وكيع، كما سبق، والظاهر أن الخطأ من هناد بن السري فإنه رواه عن وكيع مخالفًا لرواية الجماعة عن كهمس، فجعله في مسند بريدة بن الحُصيب من رواية ابنه عنه، وظهر الإسناد صحيح، ولكن هذه علته.
والخلاصة فيه كما قال البيهقي في «المعرفة» (١٠/ ٤٩): «وفي اجتماع هؤلاء على إرسال
الحديث دليل على خطأ رواية من وصله».
وفي الباب ما روي عن جابر أن رجلًا زوج ابنته، وهي بكر من غير أمرها فأتت النبي ﷺ ففرق بينهما. أخرجه الدارقطني (٣/ ٢٣٣).
ولكن قال: الصحيح مرسل. يعني عطاء، عن النبي ﷺ.
وهذه المراسيل تؤكّد أن البكر البالغ تُستأذن كما ثبت في حديث ابن عباس.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 75 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الجارية البكر التي زوجها أبوها وهي كارهة تخيرها النبي ﷺ

  • 📜 حديث: الجارية البكر التي زوجها أبوها وهي كارهة تخيرها النبي ﷺ

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: الجارية البكر التي زوجها أبوها وهي كارهة تخيرها النبي ﷺ

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: الجارية البكر التي زوجها أبوها وهي كارهة تخيرها النبي ﷺ

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: الجارية البكر التي زوجها أبوها وهي كارهة تخيرها النبي ﷺ

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب