تزوجني رسول الله في شوال وبنى بي في شوال

حديث: تزوجني رسول الله في شوال وبنى بي في شوال

عن عائشة قالت: تزوجني رسول اللَّه ﷺ في شوال، وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول اللَّه ﷺ كان أحظى عنده مني.
قال: وكانت عائشة تستحب أن تُدخِلَ نساءها في شوال.

صحيح: رواه مسلم في النكاح (١٤٢٣) من طريق وكيع، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد اللَّه بن عروة، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا بما ندرس من سنة نبيه ﷺ.
هذا الحديث الشريف رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفيه تتحدث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن فضل التزوج والدخول في شهر شوال، رداً على ما كان شائعاً عند بعض الناس من كراهية التزوج في هذا الشهر.

أولاً. شرح المفردات:

● تَزَوَّجَنِي: أي عقد عليّ النبي ﷺ.
● بَنَى بِي: أي دخل بي وأ consummated الزواج.
● أَحْظَى: أي أكثر حظوةً وقرباً ومحبة.
● تَسْتَحِبُّ: تختار وترغب وتحب.
● تُدْخِلَ نِسَاءَهَا: أي تدخل العرائس (نساء بنيها أو قريباتها) إلى بيوتهن مع أزواجهن (أي الدخول والبناء بهن).

ثانياً. شرح الحديث:

تخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بحقيقة تاريخية عظيمة، وهي:
1- مكانة الزواج في شوال: أن النبي ﷺ تزوجها (أي كتب عقد نكاحها) في شهر شوال، ثم بنى بها (أي دخل بها وأ consummated الزواج) أيضاً في شهر شوال. وهذا دليل واضح على جواز وكمالية عقد النكاح والدخول في شهر شوال، بل واستحبابه.
2- بيان مكانتها: ثم تستطرد قائلة: "فأي نساء رسول اللَّه ﷺ كان أحظى عنده مني". وهذا ليس من باب المفاخرة، بل من باب بيان الحقائق الثابتة وإظهار فضل الله عليها. فقد كانت رضي الله عنها أحب الناس إلى رسول الله ﷺ كما ثبت في الصحيح، وكانت أفقه نسائه وأعلمهن، وقد نزل الوحي في بيتها وبحضورها. فقصدها من هذا الكلام هو نفي ما كان يعتقده بعض الجاهليين أو من في قلبه جهل من أن الزواج في شوال (وهو الشهر الذي يلي رمضان مباشرة) قد يجلب النحس أو عدم القبول، فأرادت رضي الله عنها أن تبين أن زواجها الذي كان في شوال كان سبباً لأعظم حظوة ومحبة عند رسول الله ﷺ، فكيف يكون هذا الشهر مشؤوماً؟!
3- التطبيق العملي: ثم تخبر الراوية أن عائشة رضي الله عنها "كانت تستحب أن تدخل نساءها في شوال". أي كانت تحب وتختار وترغب أن تدخل بنات قومها أو قريباتها (العرائس) إلى بيوتهن مع أزواجهن في شهر شوال، اقتداءً برسول الله ﷺ وتبركاً بالوقت الذي بنى بها فيه، ونفياً للخرافة التي كانت سائدة.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:

1- إبطال الخرافات والبدع: الحديث دليل قاطع على بطلان ما كان يظنه بعض الناس من كراهية التزوج أو عقد النكاح في شهر شوال، أو الاعتقاد بأنه شهر نحس. بل هو شهر مبارك، وفيه حدث نكاح أعظم زواج على وجه الأرض.
2- استحباب التزوج في شوال: يستحب للمسلمين أن يتخذوا من شهر شوال وقتاً للعرس وعقد النكاح والدخول، اقتداءً بسنة النبي ﷺ وعمل أم المؤمنين عائشة.
3- الرد على المنجمين وأهل الطيرة: الحديث يرد على كل من يتشاءم بوقت أو شهر معين، فالتفاؤل والتشاؤم بالأزمنة من أمور الجاهلية التي أبطلها الإسلام.
4- بيان فضل أم المؤمنين عائشة: الحديث يظهر جانباً من مكانة عائشة رضي الله عنها وعلمها وحرصها على هداية الناس وتعليمهم السنة ونبذ البدع.
5- التبرك بالأوقات الفاضلة: من حكمة الله أن جعل أفعال النبي ﷺ في أوقات معينة سنة يُقتدى بها، فالتبرك الحقيقي هو بالاقتداء به ﷺ في وقت حدوث الفعل، لا بمجرد الوقت نفسه.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:

● شهر شوال: هو الشهر العاشر من السنة الهجرية، ويلي شهر رمضان المبارك مباشرة، وفيه يحتفل المسلمون بعيد الفطر.
● حكمة الزواج في شوال: قد يكون من الحكم أن يكون الفرح بالعرس بعد الفرح بإكمال صيام رمضان وقيامه، فيجتمع للمسلم فرحان: فرح العيد وفرح الزواج.
- هذا الحديث هو جزء من رد أم المؤمنين على خرافة كانت منتشرة، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه أيضاً عنها قولها: "وكان يتزوج صواحبُه في شوال"، أي أن غيرها من أمهات المؤمنين تزوجن في شوال أيضاً، مما يؤكد نفي هذه الخرافة تماماً.
أسأل الله أن يرزقنا الفقه في دينه والاتباع لسنة نبيه ﷺ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في النكاح (١٤٢٣) من طريق وكيع، حدثنا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد اللَّه بن عروة، عن عائشة فذكرته.
أما ما روي عن الحارث بن هشام أن النبي ﷺ تزوج أم سلمة في شوال، وجمعها إليه في شوال فهو ضعيف.
رواه ابن ماجه (١٩٩١) عن أبي بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أسود بن عامر، قال: حدثنا زهير، عن محمد بن إسحاق، عن عبد اللَّه بن أبي بكر، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الحارث بن هشام، عن أبيه أن النبي ﷺ: فذكره.
وفيه علتان:
إحداهما: محمد بن إسحاق وهو مدلس، ولم يصرح بالتحديث ولكن رواه ابن سعد (٨/ ٤ - ٩٥) وصرح فيه بالتحديث.
وثانيهما: الإرسال فإن عبد الملك بن الحارث قد نسب إلى جد أبيه وهو عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، عن أبيه -أبي بكر بن عبد الرحمن- أن رسول اللَّه ﷺ حين تزوج أم سلمة. . . فذكره كما أخرجه مالك في كتاب النكاح (١٠) وهو مخرج في موضعه. فالحديث من رواية أبي بكر بن عبد الرحمن، وليس من حديث جده الحارث بن هشام فتنبه لذلك. إلا أن حديث مالك جاء من وجه آخر متصلًا بذكر أم سلمة.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 73 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: تزوجني رسول الله في شوال وبنى بي في شوال

📜 حديث: تزوجني رسول الله في شوال وبنى بي في شوال

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: تزوجني رسول الله في شوال وبنى بي في شوال

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: تزوجني رسول الله في شوال وبنى بي في شوال

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: تزوجني رسول الله في شوال وبنى بي في شوال

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية