حديث: مرحبًا وأهلاً قال رسول الله لعلي عند خطبة فاطمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في صيغ تهنئة النكاح

عن بريدة قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة. فأتى رسول اللَّه ﷺ، فسلّم عليه فقال: ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال: ذكرت فاطمة بنت محمد رسول اللَّه ﷺ قال: مرحبًا وأهلًا. لم يزده عليهما. فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه. قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا. قالوا: يكفيك من رسول اللَّه ﷺ إحداهما. أعطاك الأهل أعطاك المرحب، فلما كان بعدما زوجه قال: «يا على، إنه لا بد للعروس من وليمة» فقال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار آصعًا من ذرة. فلما كان ليلة البناء قال: «لا تحدث شيئًا حتى تلقاني. قال: فدعا رسول اللَّه ﷺ بإناء فتوضأ منه، ثم أفرغه على علي، ثم قال: اللَّهمّ بارك فيهما، وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما».

حسن: رواه ابن سعد (٨/ ٢١) والطبراني في الكبير (٢/ ٤) والطحاوي في مشكله (٥٩٤٧) والنسائي في عمل اليوم والليلة (٢٥٨) وأحمد (٢٣٠٣٥) مختصرًا كلهم من حديث عبد الكريم بن سليط عن ابن بريدة، عن أبيه فذكره.

عن بريدة قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة. فأتى رسول اللَّه ﷺ، فسلّم عليه فقال: ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال: ذكرت فاطمة بنت محمد رسول اللَّه ﷺ قال: مرحبًا وأهلًا. لم يزده عليهما. فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه. قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا. قالوا: يكفيك من رسول اللَّه ﷺ إحداهما. أعطاك الأهل أعطاك المرحب، فلما كان بعدما زوجه قال: «يا على، إنه لا بد للعروس من وليمة» فقال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار آصعًا من ذرة. فلما كان ليلة البناء قال: «لا تحدث شيئًا حتى تلقاني. قال: فدعا رسول اللَّه ﷺ بإناء فتوضأ منه، ثم أفرغه على علي، ثم قال: اللَّهمّ بارك فيهما، وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً وسهلاً بك، أسأل الله أن يبارك فيك وأن ينفعك بهذا الحديث الشريف.

الحديث بصيغته الأصلية:


عن بريدة رضي الله عنه قال: قال نفر من الأنصار لعلي: عندك فاطمة. فأتى رسول اللَّه ﷺ، فسلّم عليه فقال: ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال: ذكرت فاطمة بنت محمد رسول اللَّه ﷺ قال: مرحبًا وأهلًا. لم يزده عليهما. فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار ينتظرونه. قالوا: ما وراءك؟ قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا. قالوا: يكفيك من رسول اللَّه ﷺ إحداهما. أعطاك الأهل أعطاك المرحب، فلما كان بعدما زوجه قال: «يا على، إنه لا بد للعروس من وليمة» فقال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار آصعًا من ذرة. فلما كان ليلة البناء قال: «لا تحدث شيئًا حتى تلقاني. قال: فدعا رسول اللَّه ﷺ بإناء فتوضأ منه، ثم أفرغه على علي، ثم قال: اللَّهمّ بارك فيهما، وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما».


أولاً. شرح المفردات:


● نفر من الأنصار: جماعة من الصحابة من أهل المدينة المنورة.
● عندك فاطمة: أي اطلب يد السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم للزواج.
● مرحبًا وأهلًا: كلمة ترحيب وحفاوة، و"مرحبًا" من "الرحبة" وهي السعة، و"أهلاً" من "الأهل" أي أنت أهلٌ لذلك ومحلٌ له.
● لم يزده عليهما: لم يقل له أكثر من هاتين الكلمتين.
● الرهط: الجماعة من ثلاثة إلى عشرة.
● يكفيك من رسول الله إحداهما: أي أن إحدى كلمتي الترحيب (مرحبًا أو أهلاً) كافية لدلالتها على القبول والرضا.
● وليمة: طعام العرس.
● آصُعًا من ذرة: "آصُع" جمع "صاع"، وهو مكيال يساوي حوالي 2.5 كيلوغرام تقريبًا، و"الذرة" هنا هي الحبوب كالقمح أو الشعير.
● ليلة البناء: ليلة الدخلة.
● لا تحدث شيئًا: لا تفعل شيئًا (أي لا تدخل بها).
● أفرغه على علي: صبَّ ماء وضوئه على جسد علي رضي الله عنه بركةً وتيمنًا.


ثانيًا. شرح الحديث:


يصور هذا الحديث المشهد الجميل لخطبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه لسيدة نساء أهل الجنة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ويتضمن عدة مواقف:
1- الوساطة والحماسة: بادر نفر من الأنصار، وهم من خيرة الصحابة، باقتراح الزواج من فاطمة على علي رضي الله عنه، مما يدل على محبتهم له وكرامته عندهم، ورغبتهم في تشجيعه للارتباط ببنت النبي صلى الله عليه وسلم.
2- أدب الخاطب: توجه علي رضي الله إليه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأدب جم، فسلم عليه ثم جلس ينتظر، ولم يبادر بالطلب حتى سأله النبي صلى الله عليه وسلم عن حاجته.
3- بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم وحكمته: عندما ذكر علي رضي الله عنه اسم فاطمة، لم يقل النبي صلى الله عليه وسلم "نعم" أو "قبلت" مباشرة، بل استقبله بأكمل استقبال قائلاً: "مَرْحَبًا وَأَهْلًا". هذه الكلمات القليلة تحمل في طياتها معاني القبول والترحيب والفرح بهذا الطلب، وهي صيغة فيها سعة وفرح، مما يدل على فصاحته صلى الله عليه وسلم وحسن تصرفه.
4- فرح الصحابة وتأويلهم: فهم الصحابة من كلمتي الترحيب هذه أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قبل طلب علي، فطمأنوه وقالوا: "يَكْفِيك مِن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِحْدَاهُمَا"، أي أن مجرد ترحيبه به بهذه الصورة هو إعلان ضمني بالموافقة.
5- التوجيه النبوي لإقامة الوليمة: بعد أن تم الزواج، وجه النبي صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه إلى سنة إقامة الوليمة، وإن كانت بسيطة، فقال: "يَا عَلِيّ، إِنَّهُ لاَ بُدَّ لِلْعَرُوسِ مِنْ وَلِيمَةٍ". وهذا من كمال خلقه وتعليمه لأمته؛ فوليمة العرس من السنن المؤكدة التي تعلن الزواج وتظهر الفرح به.
6- تعاون الصحابة: تسارع الصحابة، وعلى رأسهم سعد بن معاذ رضي الله عنه، للمساهمة في وليمة العرس، فمنهم من تبرع بكبش (خروف) وآخرون بالطعام (الذرة). وهذا نموذج رائع للتكافل والتعاون في المجتمع المسلم.
7- البركة والدعاء في ليلة الدخلة: أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليًا ألا يدخل بفاطمة حتى يلقاه. ثم جاءه في تلك الليلة المباركة، فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم ثم صبَّ ماء وضوئه على علي رضي الله عنه دلالة على طلب البركة والتيمن، ثم رفع يديه إلى الله بدعاء عظيم: "اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِمَا، وَبَارِكْ عَلَيْهِمَا، وَبَارِكْ لَهُمَا فِي نَسْلِهِمَا".


ثالثًا. الدروس المستفادة والعبر:


1. **استحب
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن سعد (٨/ ٢١) والطبراني في الكبير (٢/ ٤) والطحاوي في مشكله (٥٩٤٧) والنسائي في عمل اليوم والليلة (٢٥٨) وأحمد (٢٣٠٣٥) مختصرًا كلهم من حديث عبد الكريم بن سليط عن ابن بريدة، عن أبيه فذكره.
وعبد الكريم بن سليط بن عقبة، ويقال: عطية الحنفي، ويقال: الهفاني المروزي نزيل البصرة. روى عنه جمع من الثقات، وذكره ابن حبان في «الثقات» وقال: «روى عنه المراوزة» ويبدو أنه كان معروفًا في بلده، وذكره الحفظ في الفتح (٩/ ١٨٨) وقال بعد أن عزاه إلى أحمد: «وسنده لا بأس به».
وأما ما رُوي عن عائشة قالت: دخل على رسول اللَّه ﷺ مسرورًا فقال: «يا عائشة، إن اللَّه عز وجل زوّجني مرْيم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم في الجنة» فهو منكر.
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٦٠٣) عن أحمد بن إبراهيم المديني بعمان، حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن عبد خير، عن مسروق، عن عائشة فذكرته.
وفيه أحمد بن إبراهيم المديني شيخ المصنف لم أعرفه، ولو عُرف من هو فلعله شُبّه عليه.
وهذا الحديث أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤/ ٤٥٩) من طريق يونس بن شعيب عن أبي أمامة قال: قال رسول اللَّه ﷺ «إن اللَّه زوجي مريم ابنة عمران، وكلثوم أخت موسى، وامرأة فرعون» قلت: هنيئًا لك يا رسول اللَّه.
وقال: حديث غير محفوظ.
ونقل عن البخاري قال: يونس بن شعيب «منكر الحديث».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 72 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: مرحبًا وأهلاً قال رسول الله لعلي عند خطبة فاطمة

  • 📜 حديث: مرحبًا وأهلاً قال رسول الله لعلي عند خطبة فاطمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: مرحبًا وأهلاً قال رسول الله لعلي عند خطبة فاطمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: مرحبًا وأهلاً قال رسول الله لعلي عند خطبة فاطمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: مرحبًا وأهلاً قال رسول الله لعلي عند خطبة فاطمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب