البكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها

حديث: البكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها

عن عبد اللَّه بن عباس أن رسول اللَّه ﷺ قال: «الأيّم أحق بنفسها من وليّها، والبكر تُستأذن في نفسها، وإذنها صُماتها».

صحيح: رواه مالك في النكاح (٤) عن عبد اللَّه بن الفضل، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن عبد اللَّه بن عباس، فذكره.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث عظيم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، يوضح حق المرأة في اختيار شريك حياتها، ويبين مكانتها في الإسلام، وقد رواه الإمام مسلم في صحيحه وغيره.

شرح الحديث:

1. شرح المفردات:
● الأيم: هي المرأة التي سبق لها الزواج سواء كانت ثيباً بوفاة زوجها أو بطلاقها.
● أحق بنفسها من وليها: أي أن لها الحق الأول والأخير في قبول أو رفض من يتقدم لخطبتها، وليس لوليها إجبارها على الزواج بمن لا تريد.
● البكر: هي المرأة التي لم يسبق لها الزواج.
● تُستأذن في نفسها: يجب أن يؤخذ رأيها ويُطلب رضاها في شأن زواجها.
● إذنها صُماتها: أي أن سكوتها مع الحياء والانكسار دليل على رضاها وقبولها، وليس بالضرورة أن تنطق بالموافقة صراحة.
2. شرح الحديث:
يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على مبدأين أساسيين:
● حق الثيب (الأيم): للمرأة التي سبق لها الزواج الحق الكامل في قرار زواجها، فهي أعلم بتجربتها السابقة وبما تريده في شريك حياتها، ولا يجوز لوليها أن يجبرها على الزواج بمن لا تريد، بل إن رأيها هو الفيصل.
● حق البكر: يجب استئذان البكر وأخذ رأيها في الزواج، ولكن لحيائها وخجلها الطبيعي، فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم سكوتها دليلاً على موافقتها، بشرط أن يكون سكوتاً مصحوباً بالحياء وليس بالسخط أو الامتناع.
3. الدروس المستفادة:
● احترام إرادة المرأة: الإسلام يكرم المرأة ويحترم رأيها في أهم شؤون حياتها، وهو الزواج، فلا إكراه ولا إجبار.
● الحياء خُلُق كريم: الحياء من الإيمان، وسكوت البكر دليل على كمال أدبها وحيائها، وهو من صفات المرأة المسلمة.
● الفرق بين البكر والثيب: راعى الإسلام الفرق بين البكر والثيب في التعبير عن الرضا، فالبكر قد تستحي من النطق بالموافقة صراحة، بينما الثيب لخبرتها قد تكون أكثر جرأة في التعبير.
● الرد على من يتهم الإسلام باضطهاد المرأة: هذا الحديث وغيره من النصوص يدحض ادعاءات من يقول إن الإسلام يهضم حق المرأة أو يجبرها على الزواج دون رضاها.
4. معلومات إضافية:
- هذا الحديث أصل في باب النكاح، وقد عمل به جمهور العلماء، وهو دليل على أن الولي لا يمكنه إجبار البالغة العاقلة على الزواج، سواء كانت بكراً أم ثيباً.
- إذا امتنعت البكر عن الإجابة أو أبدت عدم رغبتها، فلا يجوز إجبارها، بل يجب احترام رأيها.
- يستحب للولي أن يختار للبكر الكفء من الرجال، وأن يستشيرها ويستأذنها، فإن سكتت حياءً فهم ذلك إذناً، وإن أبدت رغبتها أو عدمها وجب عليه اتباع ما تريد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في النكاح (٤) عن عبد اللَّه بن الفضل، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن عبد اللَّه بن عباس، فذكره.
ورواه مسلم في النكاح (٦٦: ١٤٢١) من طرق عن مالك، به، مثله.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 79 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: البكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها

📜 حديث: البكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: البكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: البكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: البكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية