حديث: من أبواب الصدقة التكبير والتهليل والأمر بالمعروف

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في العزْل

عن أبي ذر أنه قال: على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه. قلت: يا رسول اللَّه، من أين أتصدق وليس لنا أموال؟ قال: «لأن من أبواب الصدقة التكبير، وسبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، وأستغفر اللَّه، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظم والحجر، وتهدي الأعمى، وتسمع الصم والأبكم حتى يفقه، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللَّهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع
الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك، ولك في جماعك زوجتك أجر».
قال أبو ذر: كيف يكون لي أجر في شهوتي؟ ! فقال رسول اللَّه ﷺ: «أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره فمات، أكنت تحتسب به؟ «قلت: نعم. قال: فأنت خلقته؟» قال: بل اللَّه خلقه. قال: «فأنت هديته؟» قال: بل اللَّه هداه، قال: فأنت ترزقه؟ «قال: بل اللَّه كان يرزقه، قال رسول اللَّه ﷺ: «كذلك فضعْه في حلاله وجنّبه حرامه، فإن شاء اللَّه أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر».

صحيح: رواه أحمد (٢١٤٨٤) عن عبد الملك بن عمرو، حدثنا علي -يعني ابن المبارك، عن يحيى، عن زيد بن سلّام، عن أبي سلّام، قال: قال أبو ذر فذكره.

عن أبي ذر أنه قال: على كل نفس في كل يوم طلعت فيه الشمس صدقة منه على نفسه. قلت: يا رسول اللَّه، من أين أتصدق وليس لنا أموال؟ قال: «لأن من أبواب الصدقة التكبير، وسبحان اللَّه، والحمد للَّه، ولا إله إلا اللَّه، وأستغفر اللَّه، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتعزل الشوكة عن طريق الناس والعظم والحجر، وتهدي الأعمى، وتسمع الصم والأبكم حتى يفقه، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللَّهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك مع
الضعيف، كل ذلك من أبواب الصدقة منك على نفسك، ولك في جماعك زوجتك أجر».
قال أبو ذر: كيف يكون لي أجر في شهوتي؟ ! فقال رسول اللَّه ﷺ: «أرأيت لو كان لك ولد فأدرك ورجوت خيره فمات، أكنت تحتسب به؟ «قلت: نعم. قال: فأنت خلقته؟» قال: بل اللَّه خلقه. قال: «فأنت هديته؟» قال: بل اللَّه هداه، قال: فأنت ترزقه؟ «قال: بل اللَّه كان يرزقه، قال رسول اللَّه ﷺ: «كذلك فضعْه في حلاله وجنّبه حرامه، فإن شاء اللَّه أحياه، وإن شاء أماته، ولك أجر».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لهذا الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو ذر الغفاري رضي الله عنه، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

أولاً. شرح المفردات:


● اللهفان: المحتاج المسرع في طلب المساعدة
● المستغيث: طالب الغوث والعون
● تشدد ساقيك: تسرع في المشي لمساعدة المحتاج
● تشدد ذراعيك: تبذل جهدك في مساعدة الضعيف
● جماعك زوجتك: العلاقة الزوجية الحلال

ثانيًا. شرح الحديث:


يبيّن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن مفهوم الصدقة أوسع بكثير من مجرد إعطاء المال، فيجيب على سؤال أبي ذر رضي الله عنه الذي تعجب كيف يصدق وهو لا يملك مالاً.
فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة تشمل:
1- الذكر والتسبيح: التكبير، التهليل، التسبيح، الاستغفار
2- الدعوة إلى الخير: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
3- إماطة الأذى: إزالة ما يؤذي الناس من الطريق
4- مساعدة المحتاج: دليل الأعمى، إسماع الأصم، مساعدة الضعيف
5- الإغاثة: مساعدة المستغيث والملهوف
ثم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم أمرًا عظيمًا وهو أن الجماع الحلال مع الزوجة يكون فيه أجر، مما أثار استغراب أبي ذر رضي الله عنه.

ثالثًا. الدروس المستفادة:


1- سعة مفهوم العبادة: فكل عمل خير يقصد به وجه الله هو صدقة وعبادة
2- التيسير على الأمة: فلم يحصر الإسلام الخير في الأموال فقط
3- تشجيع العمل الصغير: فإماطة الأذى عن الطريق صدقة
4- قدسية العلاقة الزوجية: فليست مجرد شهوة بل عبادة يؤجر عليها المسلم
5- نعمة الحلال: أن الله جعل في الحلال أجرًا وفي الحرام عقابًا

رابعًا. فوائد إضافية:


- الحديث يدل على كمال الشريعة وسماحتها
- بيان أن النية تحول العادات إلى عبادات
- تشجيع المسلمين على العمل الصالح مهما كان صغيرًا
- تربية المسلم على مراقبة الله في كل أحواله

الخاتمة:


هذا الحديث من أعظم الأحاديث التي تبين سعة رحمة الله تعالى ويسر الإسلام، وأن المسلم يمكنه أن يكسب الأجر في كل لحظة من حياته إذا أحسن النية وأخلص العمل لله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢١٤٨٤) عن عبد الملك بن عمرو، حدثنا علي -يعني ابن المبارك، عن يحيى، عن زيد بن سلّام، عن أبي سلّام، قال: قال أبو ذر فذكره.
وإسناده صحيح. ويحيى هو ابن أبي كثير، كان لعلي بن المبارك وهو الهنائي كتابان عن يحيى ابن أبي كثير، أحدهما سماع، والآخر إرسال، فحديث الكوفيين عنه فيه شيء، والراوي عنه عبد الملك بن عمرو وهو القيسي أبو عامر العقدي بصري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 186 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أبواب الصدقة التكبير والتهليل والأمر بالمعروف

  • 📜 حديث: من أبواب الصدقة التكبير والتهليل والأمر بالمعروف

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أبواب الصدقة التكبير والتهليل والأمر بالمعروف

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أبواب الصدقة التكبير والتهليل والأمر بالمعروف

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أبواب الصدقة التكبير والتهليل والأمر بالمعروف

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب