حديث: النبي يأمر غيلان الثقفي أن يمسك من نسائه أربعًا

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب من أسلم وتحته أكثر من أربع نسوة

عن ابن عمر أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده عشر نسوة، فأمره النبي ﷺ أن يمسك منهن أربعًا. فلما كان زمان عمر طلقهنَّ، فأمره عمر أن يرتجعهن. وقال: لو مت لورثتهن منك، ولأمرت بقبرك يرجم كما رجم قبر أبي رغال.

حسن: رواه النسائي كما ذكره الحافظ في التلخيص (٣/ ١٦٩) ولم أجده في «الكبرى» ولا في «المجتبى» كما لم يذكره أيضا ابن الملقن في «البدر المنير» ورواه الدارقطني (٣/ ٢٧١) والبيهقي (٧/ ١٨٣) كلهم من طريق سيف بن عبد الله الجرمي، حدثنا سرّار بن مُجشّر أبو عبيدة العنزي، عن أيوب، عن نافع وسالم، عن ابن عمر فذكره واللفظ للدارقطني.

عن ابن عمر أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وعنده عشر نسوة، فأمره النبي ﷺ أن يمسك منهن أربعًا. فلما كان زمان عمر طلقهنَّ، فأمره عمر أن يرتجعهن. وقال: لو مت لورثتهن منك، ولأمرت بقبرك يرجم كما رجم قبر أبي رغال.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فهذا حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده، والإمام مالك في الموطأ، وغيرهما من أئمة الحديث.

شرح الحديث:


1. شرح المفردات:
● غيلان بن سلمة الثقفي: رجل من قبيلة ثقيف، أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
● عنده عشر نسوة: كان متزوجًا بعشر نساء عندما أسلم.
● أمره النبي ﷺ أن يمسك منهن أربعًا: أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يختار أربعًا منهن فقط ويطلق الباقيات.
● فلما كان زمان عمر طلقهن: في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، طلق غيلان النسوة الأربع اللاتي أمسكهن.
● فأمره عمر أن يرتجعهن: أمره عمر بأن يعيدهن إلى عصمته (أي يرجعهن كزوجات له).
● لو مت لورثتهن منك: أي لو مت أنت (يا غيلان) وهن مطلقات، لورثن منك.
● ولأمرت بقبرك يرجم كما رجم قبر أبي رغال: تهديد من عمر رضي الله عنه بأنه لو مات غيلان على هذا الفعل، لأمر برجم قبره كما رُجم قبر أبي رغال (وهو رجل من ثقيف كان مشركًا، وقبره معروف بالشر، فرُجم بالحجارة).
2. شرح الحديث:
كان غيلان بن سلمة الثقفي قد أسلم وهو متزوج بعشر نسوة، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يختار أربعًا منهن فقط ويطلق الباقيات، وذلك لأن الإسلام حدد عدد الزوجات بأربع، كما في قوله تعالى: *{فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}* [النساء: 3]. فامتثل غيلان لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وأمسك أربعًا وطلق الباقيات.
ثم في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، طلق غيلان النسوة الأربع جميعًا في وقت واحد (أي طلقهن تطليقة واحدة)، فغضب عمر رضي الله منه وغيره من الصحابة، لأن الطلاق في الإسلام له ضوابط، والطلاق الثلاث بكلمة واحدة بدعة ومخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان الطلاق في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وصدر من خلافة عمر يكون بلفظ واحد يقع به طلقة واحدة فقط.
لذلك، أمره عمر بأن يرجع نساءه (أي يردهن إلى عصمته)، لأن الطلاق الذي صدر منه لا يعتبر طلاقًا شرعيًا صحيحًا، بل هو طلاق بدعي محرم، فلا يقع به الطلاق. ثم هدده عمر بقوله: "لو مت لورثتهن منك"، أي لو مت وهن مطلقات بهذا الطلاق البدعي، لورثن منك لأن الطلاق لم يقع شرعًا، وبالتالي هن زوجاتك شرعًا. وقوله: "ولأمرت بقبرك يرجم كما رجم قبر أبي رغال" تهديد شديد له على هذا الفعل المخالف للشريعة.
3. الدروس المستفادة منه:
- وجوب الالتزام بالحد الشرعي في عدد الزوجات، وهو أربع فقط.
- تحريم الطلاق البدعي، وهو جمع الطلاق الثلاث في كلمة واحدة.
- أن الطلاق البدعي لا يقع، بل هو محرم وغير معتبر شرعًا.
- وجوب الرجوع إلى السنة النبوية وفهم الصحابة رضوان الله عليهم في تطبيق الأحكام الشرعية.
- شدّة عمر رضي الله عنه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحرصه على تطبيق حدود الله.
- أن الاجتهاد في الدين يجب أن يكون within الأطر الشرعية، وليس وفق الهوى.
4. معلومات إضافية مفيدة:
- هذا الحديث يدل على أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة لا يقع، وهو مذهب جمهور العلماء من السلف والخلف.
- قصة أبي رغال معروفة في التاريخ، وكان قبره يُرمى بالحجارة لأنه كان مشركًا.
- عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان شديدًا في الحق، لا يخاف في الله لومة لائم.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين، ويبصرنا بشرعه، ويجعلنا من المتقين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي كما ذكره الحافظ في التلخيص (٣/ ١٦٩) ولم أجده في «الكبرى» ولا في «المجتبى» كما لم يذكره أيضا ابن الملقن في «البدر المنير» ورواه الدارقطني (٣/ ٢٧١) والبيهقي (٧/ ١٨٣) كلهم من طريق سيف بن عبد الله الجرمي، حدثنا سرّار بن مُجشّر أبو عبيدة العنزي، عن أيوب، عن نافع وسالم، عن ابن عمر فذكره واللفظ للدارقطني.
قال الحافظ: «رجاله ثقات». وقال الدارقطني في «العلل» (١٣/ ١٢٤): تفرد به سيف بن عبد الله، عن سرّار».
قال الأعظمي: لا يضر تفرده، فإنه ثقة كما قال البزار في مسنده، وقال الذهبي: ثّقة صالح، ووثقه ابن حبان، وأما سرّار بن مجشّر أبو عبيدة فهو أيضا ثقة من أهل البصرة.
وأما ما رواه الترمذي (١١٢٨) وابن ماجه (١٩٥٣) والإمام أحمد (٤٦٣١) وصحّحه ابن حبان (٤١٥٦) والحاكم (٢/ ١٩٢ - ١٩٣) كلهم من طريق معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشرُ نسوة فقال له النبي ﷺ: «خذ منهن أربعا» فذكر الحديث
فهو معلول. والصحيح أنه مرسل، وهم فيه معمر فجعله موصولًا لأنه حدّث في العراق من حفظه فأخطأ، وإذا روى في اليمن من كتبه لم يقع منه الوهم. وهذا مما رواه في العراق.
قال الترمذي: «هكذا رواه معمر، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه».
وسمعت محمد بن إسماعيل يقول: هذا حديث غير محفوظ. والصحيح ما روي شُعيب بن أبي حمزة، وغيرُه عن الزهري وحمزة قال: حُدثت عن محمد بن سويد الثقفي، أن غيلان بن سلمة أسلم وعنده عشر نسوة.
قال محمد (البخاري): «وإنما حديث الزهري، عن سالم، عن أبيه أن رجلًا من ثقيف طلّق نساءه. فقال له عمر: لتراجعنّ نساءك، أو لأرجمنَّ قبرك كما رُجم قبر أبي رغال». انتهى.
ورده ابن القطان في الوهم والإيهام (٣/ ٥٠٠) فبعد أن ذكر وجوه العلل على الزهري قال: «وهذا عندي غير مستبعد أن يحدث به على هذه الوجوه كلها، فيعلق كل واحد من الرواة عنه منها بما تيسر له حفظه، فربما اجتمع كل ذلك عند أحدهم، أو أكثر، أو أقله».
ثم قال: «والمتحصل من هذا، هو أن هذا حديث الزهري، عن سالم، عن أبيه، من رواية معمر في قصة غيلان صحيح، ولم يعتلَّ عليه من ضعّفه بأكثر من الاختلاف على الزهري فاعلمْ ذلك. انتهى.
قال الحافظ ابن حجر في التلخيص (٣/ ١٦٩) معلقا على كلام ابن القطان: «ومما يقوي نظر ابن القطان أن الإمام أحمد أخرجه في مسنده عن ابن علية ومحمد بن جعفر جميعا عن معمر بالحديثين معا. حديثه المرفوع، وحديثه الموقوف على عمر. ثم ذكر لفظ الحديث.
قال الأعظمي: وهو ما أخرجه الإمام أحمد (٤٦٣١) حدثنا إسماعيل ومحمد بن جعفر، قالا: حدثنا معمر، عن الزهري. قال ابن جعفر في حديثه: أخبرنا ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه، أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم، وتحته عشر نسوة. فقال له النبي ﷺ: «اختر منهن أربعا» فلما كان في عهد عمر طلّق ناءه، وقسم ماله بين بنيه. فبلغ ذلك عمر فقال: إني لأظن الشيطان فيما يسترق من السمع، سمع بموتك، فقفزه في نفسك، ولعلك أن لا تمكث إلا قليلا. وأيم الله لتراجعن نساءك، ولتراجعن في مالك، أو لأورثهن منك، ولأمرنّ بقبرك فيرجم كما رُجم قبر أبي رغال».
قال ابن حجر: الموقوف على عمر هو الذي حكم البخاري بصحته عن الزهري، عن سالم، عن أبيه بخلاف أول القصة. كان إنكار عمر على غيلان رجوعًا منه إلى عادات أهل الجاهلية بحرمان النساء من الميراث.
تنبيه: قوله: غيلان بن سلمة. وقد وقع في اسم هذا الرجل ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه غيلان بن سلمة المذكور.
وثانيها: عروة بن مسعود (وحديثه في البيهقي (٧/ ١٨٤) وفي إسناده محمد بن عبد الله الثقفي
لم يدرك عروة.
وثالثها: مسعود بن عبد ياليل بن عمرو بن عمرو بن عبيد.
ذكره الخطيب في الأسماء المبهمة (٥/ ٣٦٣) وابن الملقن في «البدر المنير» (٧/ ٦١٠ - ٦١١).
ونقل عن الأثرم قال: ذكرت لأبي عبد الله هذا الحديث فقال: «ما هو صحيح، هذا حديث معمر بالبصرة، فأسنده لهم، وقد حدث بأشياء بالبصرة أخطأ فيها، والناس يهمون. وقال: سألت الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال: «ليس بصحيح والعمل عليه». انتهى.
وقال الترمذي عقب تخريج الحديث: «والعمل على حديث غيلان بن سلمة عند أصحابنا منهم: الشافعي وأحمد وإسحاق.
وأبو رغال - بكسر الراء - كان من ثمود. وكان بالحرم حين أصاب قومه الصيحة، فلما خرج من الحرم أصابه من الهلاك ما أصاب قومه فدفن هناك. وهو بين مكة والطائف. وكان عشارا في الزمن الأول فرجم الناس قبره.
قال جرير: «إذا مات الفرزدق فارجموه كما ترجمون قبر أبي رغال».
وأما ما يروي عن عبد الله بن عمرو يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول حين خرجنا معه إلى الطائف، فمررنا بقبر فقال رسول الله ﷺ: «هذا قبر أبي رغال، وكان بهذا الحرم يدفع عنه، فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه، وآية ذلك أنه دفن معه غُصن من ذهب، إن أنتم نبشتموه أصبتموه معه» فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٣٠٨٨) عن يحيى بن معين، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن إسماعيل بن أمية، عن بجير بن أبي بجير، قال: سمعت عبد الله بن عمرو فذكره.
وفيه محمد بن إسحاق مدلس ولم يصرح ولكنه توبع. رواه الطحاوي في مشكله (٣٧٥٣) والبيهقي في الدلائل (٦/ ٢٩٦) وفي السنن (٤/ ١٥٦) كلاهما من طريق روح بن القاسم، عن إسماعيل بن أمية بإسناده فذكره.
وله متابع آخر وهو معمر، عن إسماعيل بن أمية قال: مر النبي ﷺ بقبره فذكره. رواه عبد الرزاق (٢٠٩٨٩) عنه إلا أن فيه إعضالا.
ومداره على بُجير بن أبي بجير، وهو لم يوثّقه أحد غير ابن حبان (٤/ ٨٢) وقد سبقه ابن معين فقال: لم أسمع أحدا يحدث عنه غير إسماعيل بن أمية. وقال مرة: لا أدري من هو؟ لا أعرفه. لذا قال ابن حجر فيه: «مجهول» وأما المزي فقال في ترجمته: «هو حديث حسن عزيز» لعله اعتمد على توثيق ابن حبان.
وسيأتي مزيد من الكلام في أخبار الأنبياء.
وقول النبي ﷺ: «اختر منهن أربعا» استدل به الجمهور على تحريم الزيادة على أربع، هو مستفاد من قوله تعالى: ﴿مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ﴾ [النساء: ٢٣].
والزيادة على أربع من اختصاص النبي ﷺ قال الشافعي رحمه الله تعالى: «دلّت سنة رسول الله ﷺ المبينة عن الله أن انتهاءه إلى أربع تحريما منه، لا يجمع أحد غير النبي ﷺ بين أكثر من أربع» ذكره البيهقي (٧/ ١٣٩) وفي الباب أحاديث أخرى إلا أنها كلها معلولة.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 268 من أصل 360 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: النبي يأمر غيلان الثقفي أن يمسك من نسائه أربعًا

  • 📜 حديث: النبي يأمر غيلان الثقفي أن يمسك من نسائه أربعًا

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: النبي يأمر غيلان الثقفي أن يمسك من نسائه أربعًا

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: النبي يأمر غيلان الثقفي أن يمسك من نسائه أربعًا

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: النبي يأمر غيلان الثقفي أن يمسك من نسائه أربعًا

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب