حديث: ذكاة الجنين ذكاة أمه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكاة الجنين ذكاة أمه

عن أبي سعيد الخدريّ، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «ذكاة الجنين ذكاة أمه».

حسن: رواه الإمام أحمد (١١٣٤٣) عن أبي عبيدة، حَدَّثَنَا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي الوداك جبر بن نوف، عن أبي سعيد فذكره.

عن أبي سعيد الخدريّ، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «ذكاة الجنين ذكاة أمه».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد،
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الشريف:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ذَكَاةُ الجَنِينِ ذَكَاةُ أُمِّهِ».


1. شرح المفردات:


● ذكاة: الذكاة في اللغة: التمام والزيادة. وفي الشرع: إزهاق روح الحيوان المباح بأداة حادة بطريقة مخصوصة (الذبح أو النحر) مما يجعل لحمه حلالاً طاهراً.
● الجنين: هو الولد الذي في بطن أمه، سواء كان من الإنسان أو الحيوان. والمقصود هنا: جنين الحيوان المأكول اللحم.
● ذكاة أمه: أي أن ذبح الأم الحامل يغني عن ذبح الجنين الذي في بطنها، فيكون حلالاً للأكل دون حاجة إلى تذكيته (ذبحه) بشكل منفصل.


2. شرح الحديث:


معنى الحديث النبوي الشريف أن إذا ذُبحت الأم الحامل (الأنثى من بهيمة الأنعام كالإبل والبقر والغنم) ذكاة شرعية صحيحة، فإن الجنين الذي في بطنها يُعتبر مذكّى تبعاً لها، ويحل أكله دون الحاجة إلى ذبحه هو نفسه.
شروط العمل بالحديث:
يشترط الفقهاء لصحة هذه المسألة شرطين أساسيين:
1- أن تكون الأم قد ذُبحت ذكاة شرعية صحيحة: أي تمت تذكيتها بالطريقة التي أمر بها الشرع (بقطع الحلقوم والمريء والودجين) باسم الله.
2- أن يكون الجنين حياً (مُستَبِينَ خَلْقُهُ) عند خروجه: أي أن يكون قد تشكّل وتبيّنت فيه صورة الحيوان (كأن يظهر فيه شعر أو ظفر)، فإن خرج ميتاً ولم تتبين فيه الحياة، فهو تابع لأمه ويحل بأكلها. وإن خرج حياً وتبينت فيه الحياة، فيجب ذبحه ليحل أكله، ولكن إن مات دون أن يذكّى، فإنه يكون ميتةً حراماً. وهذا التفصيل هو مذهب الجمهور (الشافعية والحنابلة والمالكية).
الحكمة من الحديث:
الحديث يرفع الحرج عن المسلمين، فذبح كل جنين على حدة داخل بطن أمه أمر متعذر أو شديد المشقة. فجاءت الشريعة السمحة برفع هذه المشقة، وجعلت تذكية الأم كافية لتذكية ما في بطنها.


3. الدروس المستفادة منه:


1- يُسر الشريعة الإسلامية وسماحتها: حيث راعت الشريعة حال الناس ورفعت عنهم الحرج والمشقة في أمور معاشهم، ومن ذلك التيسير في أمر الذبائح والأطعمة.
2- شمولية الرحمة الإلهية: حتى الحيوان الجنين في بطن أمه قد شملته رحمة الله تعالى وتيسيره، فأغنت عنه تذكية أمه.
3- قاعدة "التابع تابع": الجنين تابع لأمه في الحكم، فكما أن ذبح الأم يحلها، فإنه يحل جنينها تبعاً لها.
4- الدقة في أحكام الطعام والشراب: الإسلام لم يترك شيئاً إلا وبينه، حتى المسائل الدقيقة مثل حكم الجنين في بطن أمه الذبيحة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر الحديث: رواه الإمام مالك في "الموطأ"، والإمام أبو داود، والترمذي (وصححه)، والنسائي، وابن ماجه. وهو حديث صحيح متفق على العمل به.
● الخلاف الفقهي: كما ذكرنا، الجمهور على اشتراط أن يخرج الجنين ميتاً أو أن يذكى إذا خرج حياً. بينما ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى أن الجنين يحل بأكلها مطلقاً، سواء خرج حياً أم ميتاً، ما دامت الأم قد ذكيت.
● التطبيق العملي: إذا ذبحت شاة حامل ووجد في بطنها جنين، فإنه يؤكل معها دون أي حرج، بشرط أن تكون الأم قد ذبحت ذبحاً شرعياً.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الإمام أحمد (١١٣٤٣) عن أبي عبيدة، حَدَّثَنَا يونس بن أبي إسحاق، عن أبي الوداك جبر بن نوف، عن أبي سعيد فذكره.
وصحّحه ابن حبَّان من هذا الوجه (٥٨٨٩). وإسناده حسن من أجل يونس بن أبي إسحاق السبيعي فإنه حسن الحديث.
وللحديث طريق آخر رواه أبو داود (٢٨٢٧)، والتِّرمذيّ (١٤٧٦) وابن ماجة (٣١٩٩)، والإمام أحمد (١١٢٦٠، ١١٤٩٥) كلّهم عن مجالد، عن أبي الودّاك، عن أبي سعيد فذكره، وعند أبي داود وأحمد في أوله قصة وهي: قوله: قلنا: يا رسول الله، ننحر الناقة ونذبح البقرة والشاة، فنجد في بطنها الجنين، أنلقيه أم نأكله؟ قال: «كلوه إن شئتم؛ فإن ذكاته ذكاة أمه».
وقال الترمذيّ: حديث حسن، وقد رُوِي من غير هذا الوجه عن أبي سعيد.
قال الأعظمي: وفي إسناده مجالد وهو ابن سعيد الهمْداني ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره كما في التقريب. وله طريق آخر رواه الإمام أحمد (١١٤١٤) من حديث ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدريّ مثله.
وابن أبي ليلى هو محمد بن عبد الرحمن، وعطية هو ابن سعد العوفي ضُعِّفا لسوء حفظهما لكنهما يصلحان في المتابعات.
وبالجملة فالحديث رُوي من وجوه عن أبي سعيد الخدريّ كما قاله الترمذيّ يقوي بعضها بعضًا، وبعض طرقها حسن بذاته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 81 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: ذكاة الجنين ذكاة أمه

  • 📜 حديث: ذكاة الجنين ذكاة أمه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: ذكاة الجنين ذكاة أمه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: ذكاة الجنين ذكاة أمه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: ذكاة الجنين ذكاة أمه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, December 17, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب