قائمة السور | مواضيع القرآن الكريم مرتبة حسب الآيات :آيات القرآن الكريم مقسمة حسب كل موضوع و فئة | لقراءة سورة كاملة اختر من : فهرس القرآن | - للاستماع للقراء : القرآن الكريم mp3
  
   

آيات قرآنية عن توحيد الربوبية في القرآن الكريم

مواضيع القرآن الكريم

﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]
الأمر بإفراد الله وتوحيده بالعبادة هو أوَّل أوامر القرآن للناس كافَّة، فليكن هذا الأمر رأسَ أعمالك، وأهمَّ وظائفك، وأَولى أولويَّاتك في حياتك.
يا مَن تروم الترقِّيَ في درجات التقوى، تحقَّق بالعبودية الصادقة؛ فما تقرَّب عبدٌ إلى ربِّه بمثل عبادته وإخلاص الدِّين له.
سورة: البقرة - آية: 21  - جزء: 1 - صفحة: 4
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبۡرَٰهِـۧمَ فِي رَبِّهِۦٓ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحۡيِۦ وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡيِۦ وَأُمِيتُۖ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأۡتِي بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [البقرة: 258]
عجبًا لمَن يجعل الله في يده الملكَ والسلطان، فيستكبر ويُسرف في العصيان، ويأبى إلا الضَّلالَ والطُّغيان، بدلًا من الشكر والإيمان! الإحياء والإماتة ليسا بيد أحدٍ من الخلق، بل بيد الخالق وحدَه، ومَن ادَّعى من الخلق شيئًا من ذلك فقد افترى، فعلِّق قلبك بمَن يُحيي ويُميت دون غيره.
حقيقتان ظاهرتان لا تحتاجان إلى غزير علمٍ ولا إلى طول تفكير، فالله أرحمُ بعباده من أن يَكِلَهم في الإيمان به إلى العلم الذي قد يتأخَّر، أو التفكير الذي قد يتعثَّر.
لا يَهولَنَّك إرجافُ أهل الباطل، ولا تغرَّنَّك ادِّعاءاتهم، فإنما هم على جُرُفٍ ما إن تعصِفُ به رياح الحقِّ حتى يهويَ في وادٍ سحيق.
ما أكثرَ الأدلَّةَ على جلال الخالق وكمال ذاته وجمال صفاته! ولن يعدَمَ العالم بالله سبيلًا لإقامة الحُجَّة على أهل الباطل، فإن ردُّوا حُجَّةً دَمَغَهم بحُجَجٍ وحُجَج.
هذا نموذجٌ لكلِّ طاغوتٍ أصرَّ على الباطل واستكبر عن قَبول الحقِّ بعد أن تبيَّن له، وأنَّى يهتدي الظالم بالبراهين، أو ينتفعُ بالحقِّ المبين؟!
سورة: البقرة - آية: 258  - جزء: 3 - صفحة: 43
﴿إِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ ﴾ [آل عمران: 51]
هذا هو شأنُ الدعاة الصادقين، يبدؤون بأنفسهم ليكونوا أوَّلَ المذعنين والمنقادين لربهم.
هيهاتَ أن تستقيمَ دعوةٌ أو دولةٌ أو طائفةٌ إلا بتوحيد الله وإفراده بالعبادة، هذا هو الصِّراط القويم، فطُوبى لمَن استقام عليه.
سورة: آل عمران - آية: 51  - جزء: 3 - صفحة: 56
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالٗا كَثِيرٗا وَنِسَآءٗۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبٗا ﴾ [النساء: 1]
إنه لا أحقَّ بالاتِّقاء من الله المكرِم، الخالق المنعِم، الذي جعل من خَلقه للعباد آيةً دالَّةً على قدرته، وناطقةً بعظمته.
خلق الله الناسَ من نفسٍ واحدة؛ ليعطِفَ بعضُهم على بعض، ويَرفُقَ بعضُهم ببعض، مهما تفرَّقوا في الأقطار، ونأت بهم الدِّيار.
عَلاقة الزوجيَّة من أوثق العَلاقات، وبين الزوجين نسَبٌ واتِّصال ما أشدَّه! أوَ ليست حوَّاء خُلقت من ضِلَع آدم؟ والفرع يحنُّ إلى أصله، والأصلُ يحنو على فَرْعه.
قبيحٌ بالمرء أن يُظهرَ التعظيم لله تعالى حتى يحصِّلَ مرادَه، فإذا أمره ونهاه كان غافلًا عن مراد الله منه، تلك عبادةُ تجَّار، لا عبادةُ أبرار.
قرَنَ الله بين شريفِ حقِّه، وحقوقِ أرحامِ عباده وأقربيهم، فمَن ذا الذي يستهين بحقٍّ قرنَه الله بحقِّه، ويغفُل عن أمرٍ عظَّمه الله بجعله مع أمره؟ إن الرقيب عليك هو الله تعالى، الخالق الذي يعلم مَن خلق، العليم الخبير الذي لا تخفى عليه خافية، لا في ظواهر الأفعال ولا خفايا القلوب.
سورة: النساء - آية: 1  - جزء: 4 - صفحة: 77
﴿لَقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ وَقَالَ ٱلۡمَسِيحُ يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۖ إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ ﴾ [المائدة: 72]
كيف يتردَّد عاقلٌ في كفر قوم ساق اللهُ تعالى الحُكمَ بكفرهم، وبيَّن موجِباتِه في مواضعَ من آياته، أيبقى بعد هذا تردُّدٌ وامتِراء؟ إن الضلال بعد إدراك الهداية ضلالٌ مبين، فما رُفع عيسى إلا وقد حذَّر قومَه الإشراكَ بالله، فعلامَ غَلا فيه مُدَّعو اتِّباعه؟! لا التقاءَ بين المشركين الضالِّين والموحِّدين المتَّقين، ففي الدنيا افترقوا في الاعتقاد، وفي الآخرة تباينوا في سُكنى الدار؛ الجنَّة دارُ الموحِّدين الأبرار، والنارُ دار المشركين الفجَّار.
قد يتباهى المشركُ في الدنيا بقوَّته وأنصاره، وأسبابِ نجاته من أخطاره، لكنَّه في الآخرة لا نصيرَ له ولا مجير، فهلَّا رحم نفسَه اليوم حالَ قوَّته، بتوحيدٍ يُنجيه يومَ ضعفه وحاجته؟
سورة: المائدة - آية: 72  - جزء: 6 - صفحة: 120
﴿مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَآ أَمَرۡتَنِي بِهِۦٓ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ عَلَيۡهِمۡ شَهِيدٗا مَّا دُمۡتُ فِيهِمۡۖ فَلَمَّا تَوَفَّيۡتَنِي كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [المائدة: 117]
كيف سيلاقي اللهَ عبدٌ أعرضَ عن أوامره، بإعراضه عن أوامر أنبيائه الذين لا يَحيدون عن قول ربِّهم قِيدَ أنمُلة؟ ما أشقَّها على النفس يوم القيامة! أن يكونَ الرسول حَجيجَ المرء، يقول له: ألم أبلِّغك رسالةَ ربِّك؟ من لطف عيسى عليه السلام بأمَّته أن ذكرَ رعايته أمرَ توحيدهم حتى رفعَه الله تعالى، ثم أعرض عمَّا سوى ذلك وفوَّض الأمر إليه سبحانه.
بؤسًا لمن جمعَ على نفسه شهادةَ الله وشهادةَ رسولِه، فأين يذهب بنفسه يوم القيامة؟
سورة: المائدة - آية: 117  - جزء: 7 - صفحة: 127
﴿وَإِذَا جَآءَكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِـَٔايَٰتِنَا فَقُلۡ سَلَٰمٌ عَلَيۡكُمۡۖ كَتَبَ رَبُّكُمۡ عَلَىٰ نَفۡسِهِ ٱلرَّحۡمَةَ أَنَّهُۥ مَنۡ عَمِلَ مِنكُمۡ سُوٓءَۢا بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ تَابَ مِنۢ بَعۡدِهِۦ وَأَصۡلَحَ فَأَنَّهُۥ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [الأنعام: 54]
من حقِّ المؤمنين أن تستقبلَهم بالبِشر والطلاقة، وتحتفلَ بهم بصدقٍ ولطافة، وتبشِّرَهم بما يُحبُّونه، وتصرفَ عنهم ما يكرهونه.
ثمرة العلم النافعِ تُعرَف في مواجهــة المحظــورات، ومطامع الهوى والشهَوات، فمَن تنزَّهَ عنها فنِعمَ ما حمَل من العلم، ومن استهوَته حتى هوى فيها فقد غلبَه الجهل، فيا بئسَ البضاعة! هلُمَّ أيها المذنبُ، فبابُ التوبة مفتوح، ومهما كان من سوء وجَهالة، فإن التوبة والإصلاح تمحوه، وكأنه لم يكن.
سورة: الأنعام - آية: 54  - جزء: 7 - صفحة: 134
﴿قُلۡ أَنَدۡعُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَنفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَىٰٓ أَعۡقَابِنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُ كَٱلَّذِي ٱسۡتَهۡوَتۡهُ ٱلشَّيَٰطِينُ فِي ٱلۡأَرۡضِ حَيۡرَانَ لَهُۥٓ أَصۡحَٰبٞ يَدۡعُونَهُۥٓ إِلَى ٱلۡهُدَى ٱئۡتِنَاۗ قُلۡ إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلۡهُدَىٰۖ وَأُمِرۡنَا لِنُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الأنعام: 71]
كلُّ معبودٍ من دون اللهِ لا يضرُّ ولا ينفع، بيد أن عبادتَه تضُرُّ ولا تنفع، فلا تتعلَّق بغير الله، فما من أحدٍ يُغنيك سواه.
أيُّ راشدٍ عرَف طريقَ الحقِّ وخالطَ حبُّه قلبَه فلن يتنكَّبَه إلى غيره؛ لأنه سفينةُ النجاة التي لا يبارحُها حتى يصلَ إلى شاطئ الآخرة.
يا له من مشهدٍ حيٍّ للضلالة والحَيرة التي تنتابُ مَن يشركُ بعد التوحيد، ويتوزَّعُ قلبُه بين الإله الواحد والآلهة المتعدِّدة.
حين لا تَثبُت قاعدةُ الإيمان في القلب يُراوحُ صاحبُه حائرًا بين دعاةِ الدنيا وملذَّاتها، ودعاةِ الآخرة وتكاليفها، فيعيشُ في مهبِّ الحَيرة معذَّبًا، فإن رُزِق التوفيقَ مال إلى الآخرة.
كلَّما فاءَ الإنسان إلى هدى اللهِ اهتدى، فإذا ما انحرفَ عنه ضلَّ وغَوى.
خَلَق ربُّنا ورزقَ وأنعم ودبَّر، فكان من حقِّه أن يَستسلمَ لأمره ويَنقادَ لسلطانه كلُّ العالمين.
سورة: الأنعام - آية: 71  - جزء: 7 - صفحة: 136
﴿وَحَآجَّهُۥ قَوۡمُهُۥۚ قَالَ أَتُحَٰٓجُّوٓنِّي فِي ٱللَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنِۚ وَلَآ أَخَافُ مَا تُشۡرِكُونَ بِهِۦٓ إِلَّآ أَن يَشَآءَ رَبِّي شَيۡـٔٗاۚ وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيۡءٍ عِلۡمًاۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 80]
مناظرة أهلِ الحقِّ للمكذِّبين المُبطلين، دعوةٌ قرآنيَّة لإقرار توحيدِ ربِّ العالمين، وإبطالِ دَعاوى الشِّرك والمشركين.
ما أحوجَ صاحبَ الحقِّ في مناظراته أهلَ الباطل إلى تمام هداية الله له، ليظفرَ بعَونه ووقايته من الانحراف، فإن الشُّبَهَ خطَّافة والقلوبَ ضعيفة.
طِب نفسًا أيها المؤمن، فإذا كان اللهُ معك فمَن عليك، وكن دومًا على حذر فإن الله إن تخلَّى عنك فمَن معك؟ مع رسوخ الإيمان في القلب لا مكانَ للخوف من قوَّة الباطل.
الإغراق في الضلال يولِّدُ غفلةً تجمَحُ بأهلها عن استماع الذِّكرى والاستفادةِ منها، فما أحوجَ الغافلين إلى استمرار النصح والتذكير!
سورة: الأنعام - آية: 80  - جزء: 7 - صفحة: 137
﴿وَتِلۡكَ حُجَّتُنَآ ءَاتَيۡنَٰهَآ إِبۡرَٰهِيمَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦۚ نَرۡفَعُ دَرَجَٰتٖ مَّن نَّشَآءُۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٞ ﴾ [الأنعام: 83]
معرفة حُججِ الحقِّ لمقارعة أهلِ الباطل وحُسنُ استعمالها، نعمةٌ من الله ترفعُ درجاتِ صاحبِها، وتُنزِلُه المنازلَ العالية، لكونِ عملِه هذا رفعًا لراية الحقِّ وإسقاطًا لراية الباطل.
يختصُّ اللهُ تعالى بعضَ عبادِه بتكريمه بما يُظهِرُ فضلَه ويرفعُ قدرَه عند خَلقِه؛ بناءً على عِلمه وحكمته، وفضلِه ورحمته، ومن ذلك التكريم العملُ النافع.
سورة: الأنعام - آية: 83  - جزء: 7 - صفحة: 138
﴿ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ فَٱعۡبُدُوهُۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ ﴾ [الأنعام: 102]
مبدع السَّمواتِ والأرضِ، وخالقُ كلِّ شيءٍ، والعليمُ بكلِّ شيءٍ، والعليُّ ذاتًا وقدرًا وقهرًا، هو الإلهُ الحقُّ الذي لا يُعبد معه غيرُه.
ما تفرَّغ امرؤٌ لعبادة الله متوكِّلًا عليه، منقطعًا إليه عمَّا سواه، إلا كفاه ما أهمَّه من أمر دينه ودنياه.
سورة: الأنعام - آية: 102  - جزء: 7 - صفحة: 141
﴿ٱتَّبِعۡ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ وَأَعۡرِضۡ عَنِ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ﴾ [الأنعام: 106]
على مبلِّغ الحقِّ أن يلتفتَ بقلبه إلى الله سمعًا وطاعة، وتوجُّهًا وقصدًا، وألا يلتفتَ بالاسترضاءِ الباطلِ إلى أعداء الحقِّ طمعًا في هدايتهم.
سورة: الأنعام - آية: 106  - جزء: 7 - صفحة: 141
﴿وَرَبُّكَ ٱلۡغَنِيُّ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۚ إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفۡ مِنۢ بَعۡدِكُم مَّا يَشَآءُ كَمَآ أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوۡمٍ ءَاخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 133]
ربُّنا غنيٌّ عن طاعاتنا، غيرُ محتاجٍ إلينا مع قُرباتنا، فكيف مع معاصينا ومخالفاتنا؟! فلولا رحمتُه بنا ما سعِدَ طائعٌ بطاعته، ولا أُمهِل عاصٍ في معصيته.
لا خلودَ في هذه الحياة، ولا بقاءَ لهذه الدار، فما هي إلا محطَّةٌ ينزلها قومٌ فيرحلون، فيَخلُفُهم عليها قومٌ آخرون، حتى يُكتَبَ عليها الفناء، فلا يبقى بعدها إلا دارُ البقاء.
نظرُ العاقل لأحوال مَن سبقه مجيئًا وذهابًا داعٍ للاعتبار بأنه كما جاء يذهب، مهما أُعطي وملَك، ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك.
سورة: الأنعام - آية: 133  - جزء: 8 - صفحة: 145
﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمۡ ذُو رَحۡمَةٖ وَٰسِعَةٖ وَلَا يُرَدُّ بَأۡسُهُۥ عَنِ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡمُجۡرِمِينَ ﴾ [الأنعام: 147]
سبحانَ مَن وسعت رحمتُه المحسنَ والمسيء! فهو لا يُعاجِلُ بعقوبة المسيئين، وإنما يُنظِرُ المذنبين، عسى أن ينضمُّوا إلى رَكب التائبين المنيبين.
إن الركونَ إلى رحمة الله فحسب لا يُؤمِّنُ من غضبه، والاغترارَ بحِلم اللهِ لا يحرُس من مبادرة عقابه.
رحمة اللهِ أوسعُ من غضبه، وحِلمُه أفسحُ من مؤاخذته، غيرَ أن مَن مَرَدَ على الطغيان، ولم يتُب من العصيان، فقد حالَ بين نفسِه ونيلِ رحمةِ الله وحِلمه.
سورة: الأنعام - آية: 147  - جزء: 8 - صفحة: 148
﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162]
دلِّل على حُبِّك لله تعالى بصدقك في صَلاتك وصِلاتك، وإخلاصك في عبادتِك وأنساكك، وسائر أقوالك وأفعالك.
الإسلام استسلامٌ كاملٌ في الباطن والظاهر، فلا يستبقي في نفس الإنسان ولا حياته بقيَّةً لا يعبِّدُها لله، ولا يوظِّفُها في مرضاته.
سورة: الأنعام - آية: 162  - جزء: 8 - صفحة: 150
﴿قُلۡ أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبّٗا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيۡءٖۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ نَفۡسٍ إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ﴾ [الأنعام: 164]
أيدَعُ امرؤٌ عاقل عبادةَ خالقه، ويَدينُ لمخلوقٍ مثلِه؟! ما يكونُ لذي لُبٍّ أن يفعلَ ذلك.
شرعُ الله لا يقبل أن يُؤخذَ فيه بريءٌ بذنب غيره، فأيُّ حُجَّةٍ لمَن خالف هذا القضاءَ العادل؟! عدم مؤاخذةِ الإنسان بجنايةِ غيره لا تشملُ المتسبِّبَ في جنايته، وداعيه إليها، فوِزرُ الضلال مكتوب، ووِزرُ الإضلال محسوب.
سورة: الأنعام - آية: 164  - جزء: 8 - صفحة: 150
﴿وَنَادَىٰٓ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ أَصۡحَٰبَ ٱلنَّارِ أَن قَدۡ وَجَدۡنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّٗا فَهَلۡ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمۡ حَقّٗاۖ قَالُواْ نَعَمۡۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنُۢ بَيۡنَهُمۡ أَن لَّعۡنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ [الأعراف: 44]
يتوالى التقريعُ على أهل النار من كلِّ جهة، من بعضهم لبعض، ومن الله وملائكته وأوليائه أهلِ جنَّته.
أما كان يسَعُ أولئك الفجَّارَ الإقرارُ قبل معاينة النار؟! أيعجِزُ مَن علَّم عباده في الدنيا تكليمَ بعضِهم بعضًا بوسائلَ حديثةٍ من مسافات بعيدة أن يجعلَهم يتنادَون في الآخرة، فيُنادي أهلُ أعلى عليِّين أهلَ أسفلِ سافلين؟! يا له من موقفٍ عظيم مشهود! إنه يومُ الأذان، الذي يُنادى فيه بطرد الظالمين من رحمة الله، أجارنا الله أن نكونَ منهم.
سورة: الأعراف - آية: 44  - جزء: 8 - صفحة: 156
﴿إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ حَثِيثٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۭ بِأَمۡرِهِۦٓۗ أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]
أيها العباد، إنه سبحانه هو مربِّيكم والمنعم عليكم والهادي لقلوبكم إلى سواء الصراط، فلا ينبغي أن يُعبدَ معه غيرُه.
هو القادرُ سبحانه على خلق ما يشاء كما يشاء في طَرفةِ عين، ولكن كم في التأنِّي من الحكمة ولطف التدبير، وإرشاد الخَلق إلى الأخذ بذلك في أمور حياتهم.
ألا تَرهبُ النفسُ ربًّا استوى على عرش عظيم، وتمتلئ له إجلالًا وإعظامًا، وإكبارًا وتقديسًا؟ كما للخالق كمالُ الخلق وإتقانه، وإبداعُه وإحكامه، فله ذلك سبحانه في أمره ونهيه.
تبارك ربُّنا في نفسه؛ لعظمة أوصافه، وكمالِ ذاته، وباركَ في غيره بإحلال الخير الجزيل فيه، فكلُّ بركةٍ في الكون فمن آثار بركاته ورحماته.
سورة: الأعراف - آية: 54  - جزء: 8 - صفحة: 157
﴿قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الأعراف: 121]
إعلان الإيمان في هذا المجمَع الكبير أمام الطاغوت الجائر موقفٌ عظيم يدلُّ على استحواذ الإيمان على مجامع قلوبهم، حتى نسُوا به سَطوةَ فرعونَ وجائزتَه.
سورة: الأعراف - آية: 121  - جزء: 9 - صفحة: 165
﴿رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ﴾ [الأعراف: 122]
إعلان الحقيقة لا يكون بسلوك سبيل التعمية أو التعميم، بل لا بدَّ من صراحة واضحة لا تُبقي للباطل متعلَّقًا؛ فالسَّحَرة بيَّنوا المرادَ بربِّ العالمين؛ أنه ربُّ موسى وهارون.
سورة: الأعراف - آية: 122  - جزء: 9 - صفحة: 165
﴿۞ وَإِذۡ نَتَقۡنَا ٱلۡجَبَلَ فَوۡقَهُمۡ كَأَنَّهُۥ ظُلَّةٞ وَظَنُّوٓاْ أَنَّهُۥ وَاقِعُۢ بِهِمۡ خُذُواْ مَآ ءَاتَيۡنَٰكُم بِقُوَّةٖ وَٱذۡكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ﴾ [الأعراف: 171]
رحم اللهُ موسى! كم لقيَ من عِناد بني إسرائيل، وعصيانهم لأوامر الدين، فأيُّ قومٍ أولئك الذين لا يستجيبون لأحكام كتاب الله إلا برفع الجبل فوق رؤوسهم؟! التديُّن الذي يُرجى منه نيلُ الدرجات العُلا، والنجاةُ من شدَّة البلوى؛ هو الذي يُبنى على قوَّةٍ وجِدٍّ، لا على رَخاوة وترهُّل.
في روضة العزم، والتمسُّكِ بالكتاب، تترعرعُ شجرةُ التقوى التي تُثمِر صلاحَ الدنيا والدين.
سورة: الأعراف - آية: 171  - جزء: 9 - صفحة: 173
﴿وَإِذۡ أَخَذَ رَبُّكَ مِنۢ بَنِيٓ ءَادَمَ مِن ظُهُورِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ وَأَشۡهَدَهُمۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ أَلَسۡتُ بِرَبِّكُمۡۖ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدۡنَآۚ أَن تَقُولُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ إِنَّا كُنَّا عَنۡ هَٰذَا غَٰفِلِينَ ﴾ [الأعراف: 172]
لو تُرك الناسُ إلى فطرتهم النقيَّة لأقرُّوا بربِّ البَريَّة، وما أشركوا به أحدًا.
استيقِظ من غفلتك اليوم؛ فعسى أن تُسلَكَ في نَظْم الصالحين، وإيَّاك والاستمرارَ عليها فتعتذرَ يوم القيامة بأنك كنت من الغافلين.
سورة: الأعراف - آية: 172  - جزء: 9 - صفحة: 173
﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُلۡ حَسۡبِيَ ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَهُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [التوبة: 129]
أيُّها الداعي، إن تولَّى الناسُ عن دعوتك، وأعرضوا عن اتِّباعك، فتوكَّل على ربِّ الناس، فهو الملاذُ والمُلتَجأ.
الجهرُ بالحسبلةِ، والتوكُّل على الذي كلُّ الأمرِ له، بقلبٍ حاضرٍ واعٍ، يُطفِئ عن النفسِ لظى الهمِّ والغَم.
سورة: التوبة - آية: 129  - جزء: 11 - صفحة: 207
﴿إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ إِذۡنِهِۦۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 3]
لو شاءَ اللهُ تعالى لخلقَ خلقَه في أقلَّ من طَرفةِ عين، لكن له سبحانه في خلقه حِكمة، نعلم منها التأنِّيَ وإحكامَ الأمور وإتقانَ الأعمال.
سبحانه من إلهٍ مستوٍ على عرشه! لا يزالُ يدبِّرُ أمرَ خلقِه كلَّ حين في سماواته وأرضه.
كما لا مدبِّرَ مع الله جلَّ شأنه منذ أن بدأَ الخلق؛ فإنه لا شفيعَ معه دون إذنه يوم الحساب.
الأمرُ كلُّه للهِ وحدَه، فهو تعالى يُلهِمُ الداعيَ الدعاءَ فيستجيبُ له، ويأذنُ للشافعِ بالشفاعة فيقبلُ شفاعتَه.
ألا يتوجَّهُ الناسُ بالعبادةِ إلى مَن أوجد هذا الكونَ العظيم، ثمَّ بعثَ إليهم برحمته هذا النبيَّ الكريم ﷺ؛ يحذِّرُهم ويُبشِّرُهم؟!
سورة: يونس - آية: 3  - جزء: 11 - صفحة: 208
﴿فَذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمُ ٱلۡحَقُّۖ فَمَاذَا بَعۡدَ ٱلۡحَقِّ إِلَّا ٱلضَّلَٰلُۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ ﴾ [يونس: 32]
مَن انفردَ برزقِك وخلقِك، وإحيائك وإماتتِك، وتدبيرِ جميع شؤونك؛ يجبُ أن يُفرَد بعبادتك، ولا يكونُ ذلك إلا اللهُ وحده.
سورة: يونس - آية: 32  - جزء: 11 - صفحة: 212
﴿وَمِنۡهُم مَّن يُؤۡمِنُ بِهِۦ وَمِنۡهُم مَّن لَّا يُؤۡمِنُ بِهِۦۚ وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُفۡسِدِينَ ﴾ [يونس: 40]
لا يزالُ القرآنُ باقيًا وهاديًا ما كانَ الإنسانُ في الأرض، ولا يزالُ هنالك مَن يؤمنُ به ويجدِّدُ به إيمانَه حتى في حالكاتِ الأيام.
لا إصلاحَ إلا بالقرآنِ، علمًا وعملًا، فمَن حادَ عنه فقد سلكَ سبيلَ الإفساد.
سورة: يونس - آية: 40  - جزء: 11 - صفحة: 213
﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَخۡبَتُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ﴾ [هود: 23]
يا طيبَها من حالةٍ للعبد مع ربِّه! فيها الطُّمَأنينةُ والاستقرارُ، والثقة والتسليم، وهدوءُ النفس وسكونُ القلب وراحةُ البال.
لا تنفَع الأحوالُ الخاسئة في القلب دون الأعمال الصالحة المُصدِّقة لها.
سورة: هود - آية: 23  - جزء: 12 - صفحة: 224
﴿إِنِّي تَوَكَّلۡتُ عَلَى ٱللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمۚ مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلَّا هُوَ ءَاخِذُۢ بِنَاصِيَتِهَآۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ﴾ [هود: 56]
وثِقَ الأنبياء عليهم السلام بمَن أرسلهم، فتوكَّلوا عليه سبحانه في أمر حِفظهم، وخِذلان أعدائهم.
كيف يتكبَّر الخلقُ - مهما ملكوا - على الخالق الذي لا مخلوقَ على وجه الأرض إلا وهو له خاضعٌ وذليل، ومذعنٌ لأمره ومستسلم له؟! من عدل الله تعالى في عباده أن ينصُرَ أهلَ الحقِّ على أهل الباطل ما داموا متمسِّكين بالحقِّ، متوكِّلين على الله ربِّهم.
سورة: هود - آية: 56  - جزء: 12 - صفحة: 228
﴿فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُم مَّآ أُرۡسِلۡتُ بِهِۦٓ إِلَيۡكُمۡۚ وَيَسۡتَخۡلِفُ رَبِّي قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ وَلَا تَضُرُّونَهُۥ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ ﴾ [هود: 57]
على الداعية تبليغُ رسالةِ الحقِّ إلى الخلق، مع بذلِه أسبابَ قَبولها بينهم، وبعد ذلك تمضي سنَّة الله في المكذِّبين المعرِضين.
عاقبة أعداءِ الله الاستئصالُ والزوال، وورودُ العذاب والنَّكال، ولا يلحَقُه سبحانه وتعالى أدنى ضرر على إهلاك أعدائه، والانتصارِ لأوليائه.
تكفَّل اللهُ بحفظ أوليائه في دينهم لما أجابوا رُسلَه، فما ضاع شيءٌ استُودِعَ عند الله.
سورة: هود - آية: 57  - جزء: 12 - صفحة: 228
﴿۞ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱسۡتَعۡمَرَكُمۡ فِيهَا فَٱسۡتَغۡفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٞ مُّجِيبٞ ﴾ [هود: 61]
النِّعمُ والخيرات وسيلةٌ لتذكير أهلِها بعبادة الله وحده، كما انفردَ بمنَّته عليهم وحدَه.
رحمَ اللهُ امرءًا حبَّبَ الناسَ إلى ربِّهم، ودعاهم إلى الرجوع إليه، وعرَّفَهم فضلَه وكرمَه، وقُربَه منهم، وإجابتَه لسؤلهم.
سبحانَ ربِّنا الكريم! القريبِ ممَّن دعاه دعاءَ مسألة أو دعاءَ عبادة؛ يجيبُه بإعطائه سؤلَه، وقَبولِ عبادته، ويثيبُه عليها أجلَّ الثواب.
سورة: هود - آية: 61  - جزء: 12 - صفحة: 228
﴿وَٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٞ وَدُودٞ ﴾ [هود: 90]
يذكِّر الأنبياء الناسَ بأن الله هو ربُّهم ومالكهم ومدبِّر أمرهم، لعلَّهم يُقبلون عليه، وينتسبون إليه، مستغفرين تائبين، فيَشرُفون بتلك النسبة إليه في ظلِّ رحمته ومودَّته.
سورة: هود - آية: 90  - جزء: 12 - صفحة: 232
﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ إِلَّا مَا شَآءَ رَبُّكَۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٞ لِّمَا يُرِيدُ ﴾ [هود: 107]
ما الدنيا كلُّها بما فيها أمامَ ما ينتظرُ المرءَ من خلودٍ في شقاءٍ سرمدي، أو في نعيمٍ أبدي؟
سورة: هود - آية: 107  - جزء: 12 - صفحة: 233
﴿وَكَذَٰلِكَ يَجۡتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأۡوِيلِ ٱلۡأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَعَلَىٰٓ ءَالِ يَعۡقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَا عَلَىٰٓ أَبَوَيۡكَ مِن قَبۡلُ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡحَٰقَۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٞ ﴾ [يوسف: 6]
يحتاج المرء إلى تحذير وتبشير؛ فبالتحذير ينتبه من الغفلة، وبالتبشير تخِفُّ عليه الأحمال، وتستَروِح نفسُه بالآمال.
قد يُنعم الله تعالى على عبده بنعمةٍ تشمَلُه وأهلَ بيته وأقاربَه وأصحابه، فيكونُ لهم من العزِّ والتمكين والغِبطة ما له، فما أجملَ أن يفرحَ القريب بنعمة قريبه! إذا رأى المربِّي في ولده أو طالبه تميُّزًا، فليُعلِمه أن ذلك من فضل الله تعالى عليه.
الله عليمٌ بمواضع الفضل، حكيمٌ في إيصال النعمة إلى خلقه، فالحمد لله على فضله ونعمته.
سورة: يوسف - آية: 6  - جزء: 12 - صفحة: 236
﴿يَٰصَٰحِبَيِ ٱلسِّجۡنِ ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ ﴾ [يوسف: 39]
لقد بدا إحسانُ يوسفَ للسائلَين في التودُّد إليهما بالنداء، وذِكر ما بينه وبينهما من الصُّحبة، وهذا من أجمل ما يحبِّب المرءَ إلى مخاطبِه، ويغرس حبَّه في نفس مخالطه.
الدعوة إلى التوحيد على رأس قائمة اهتمامات المؤمن في أيِّ مكان نزل فيه، فلا يَشغَل عنها همٌّ ولا غمٌّ، ولا ظلام ولا وَحشة.
المحاججةُ العقليَّة أسلوبٌ من أحسن الأساليب للإقناع بتوحيد الله تعالى، وقد سلكه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في دعوة أقوامهم المشركين.
استعلاء المؤمن بدينه لا يمنعُه سجنٌ ولا استرقاق، ولا ظلمٌ ولا قهر.
تدرَّج في محاججةِ الجاهل، وانقُله بخُطا متَّئدة من درجةٍ إلى درجة، حتى يصلَ إلى الحقِّ.
سورة: يوسف - آية: 39  - جزء: 12 - صفحة: 240
﴿۞ وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴾ [يوسف: 53]
لا تزال النفسُ بالعبد تأمرُه بالسوء وتُلِحُّ عليه حتى يطيعَها، أو يَعصِمَه اللهُ من شرِّها، فالجَأ إلى ربِّك، وسَلْه أن يَقِيَك شرَّ نفسك.
سورة: يوسف - آية: 53  - جزء: 13 - صفحة: 242
﴿وَرَفَعَ أَبَوَيۡهِ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ وَخَرُّواْ لَهُۥ سُجَّدٗاۖ وَقَالَ يَٰٓأَبَتِ هَٰذَا تَأۡوِيلُ رُءۡيَٰيَ مِن قَبۡلُ قَدۡ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّٗاۖ وَقَدۡ أَحۡسَنَ بِيٓ إِذۡ أَخۡرَجَنِي مِنَ ٱلسِّجۡنِ وَجَآءَ بِكُم مِّنَ ٱلۡبَدۡوِ مِنۢ بَعۡدِ أَن نَّزَغَ ٱلشَّيۡطَٰنُ بَيۡنِي وَبَيۡنَ إِخۡوَتِيٓۚ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٞ لِّمَا يَشَآءُۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100]
لا تذكِّر أخاك بإساءته بعد صَفحِك عنه، فذِكرُ الجفاء أيامَ الصفاء جفاء، والكريمُ يُغضي عن الملام عند الإخاء، فيوسفُ ذكرَ السجنَ وتغاضى عن الجُبِّ! تأمَّل رقَّةَ مشاعر يوسف، حيث راعى مشاعرَ إخوته، فنسبَ تلك الأفعالَ إلى الشيطان، فما أحرى أن يكونَ ذلك من أخلاقِك مع أقاربك وخُلطائك! نظرَ يوسفُ عليه السلام إلى ألطافِ الله تعالى من وراء أقداره، فذكرَ من أسمائه تعالى اللطيفَ بعبادِه.
تربيةُ الأولادِ على شيءٍ في الصِّغر، يبقى لديهم عند الكِبَر، فيعقوبُ ربَّى يوسفَ على أن الله عليم حكيم في أول القصة، فأعادها يوسفُ في آخرها.
سورة: يوسف - آية: 100  - جزء: 13 - صفحة: 247
﴿وَيَسۡتَعۡجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبۡلَ ٱلۡحَسَنَةِ وَقَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِمُ ٱلۡمَثُلَٰتُۗ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلۡمِهِمۡۖ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ﴾ [الرعد: 6]
لا يحملنَّ تأخيرُ العقوبة عن العاصي على اعتقادِ صحَّة ما هو فيه، فإنما هو إمهالٌ وحِلمٌ من الله، وفيمَن سبقَ موعظةٌ لمَن اتَّعظ.
معرفة أسماء الله وصفاته تجعل العبدَ معتدلَ السير على جناحَي الخوف والرجاء.
هل تأمَّلتَ كيف تسبق مغفرتُه عقوبتَه، فتعلمَ أن رحمتَه سبحانه تسبق غضبَه، وهل لاحظتَ كيف تتقدَّم التربيةُ الغفرانَ والمؤاخذة، لتعلمَ أن في كليهما للعباد تهذيبًا وتربية وتأديبًا.
سورة: الرعد - آية: 6  - جزء: 13 - صفحة: 250
﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ قُلِ ٱللَّهُۚ قُلۡ أَفَٱتَّخَذۡتُم مِّن دُونِهِۦٓ أَوۡلِيَآءَ لَا يَمۡلِكُونَ لِأَنفُسِهِمۡ نَفۡعٗا وَلَا ضَرّٗاۚ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ أَمۡ هَلۡ تَسۡتَوِي ٱلظُّلُمَٰتُ وَٱلنُّورُۗ أَمۡ جَعَلُواْ لِلَّهِ شُرَكَآءَ خَلَقُواْ كَخَلۡقِهِۦ فَتَشَٰبَهَ ٱلۡخَلۡقُ عَلَيۡهِمۡۚ قُلِ ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُوَ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّٰرُ ﴾ [الرعد: 16]
مَن اعترفَ بالله خالقًا مدبِّرًا، ألا يدعوه ذلك إلى أن يعترفَ به إلهًا معبودًا لا شريك له؟ مَن كان لا يقدِرُ على الضَّرر ولا النفع، فأيَّ شيءٍ يستطيعُ، وأيَّ تعظيم يستحق، فضلًا عن عبادته؟ مَن لا يملكُ شيئًا لنفسِه، فهو أعجزُ عن أن يملك شيئًا لغيرِه.
الإيمانُ نورٌ وضياءٌ يُرى به الطريقُ إلى الله، والكفرُ عمى وظلماتٌ يحولُ بين المرء وبين رؤيةِ تلك السبيلِ الهادية.
احتجَّ سبحانه على تفرُّده بالإلهيَّة بتفرُّده بالخَلق، وعلى بطلان إلهيَّة ما سواه بعَجزهم عن الخلق، وعلى أنه واحدٌ بأنه قهَّار؛ إذ القهر التامُّ يستلزم الوحدة، فما أبدعَه من استدلال!
سورة: الرعد - آية: 16  - جزء: 13 - صفحة: 251
﴿كَذَٰلِكَ أَرۡسَلۡنَٰكَ فِيٓ أُمَّةٖ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهَآ أُمَمٞ لِّتَتۡلُوَاْ عَلَيۡهِمُ ٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَٰنِۚ قُلۡ هُوَ رَبِّي لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ مَتَابِ ﴾ [الرعد: 30]
تلاوةُ رسولِ اللهِ القرآنَ على أمته من مقاصدِ رسالته، فمَن لم يجعل هدى القرآن أصلًا من أصول دعوته، فما أبعدَه عن كتاب ربه وهدي رسوله الكريم! سبحانَ ربِّنا الحليمِ على مَن عصاه! إنهم ليكفرون به، ويقابلون إحسانَه إليهم بالإساءة، وهو مع ذلك يرحمُهم ويُمهِلهم! صلَّى الله وسلَّم على مَن أقرَّ بالتوحيد لربِّه، وسعى في إبطال كفر الجاحد وشركِه، وبيَّن أن التوكُّل كلَّه على الله، وأن المتابَ إليه لا إلى أحدٍ سواه.
سورة: الرعد - آية: 30  - جزء: 13 - صفحة: 253
﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلۡكِبَرِ إِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ ﴾ [إبراهيم: 39]
ما أحلى لذَّةَ الظفَر بالحاجة بعد انقطاع الأمل منها! فكيف إن كان حصولُها لم تَجرِ به عادة؟ إذا عرَضَت لك حاجةٌ فتذكَّر سابقَ نعم الله عليك، وتوسَّل بشكرك إيَّاه عليها، ليزيدَك من نعمه، ويحقِّقَ لك سائرَ حاجاتك.
سورة: إبراهيم - آية: 39  - جزء: 13 - صفحة: 260
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحۡشُرُهُمۡۚ إِنَّهُۥ حَكِيمٌ عَلِيمٞ ﴾ [الحجر: 25]
مَن كمَلت قدرتُه وعلمُه لن يُعجزَه حشرُ عباده جميعًا؛ ليَقِفَهم بعد ذلك بين يديه.
سورة: الحجر - آية: 25  - جزء: 14 - صفحة: 263
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ ٱلۡخَلَّٰقُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [الحجر: 86]
الخلَّاق أعلم بما سيَجري على خلقه، وبما يَصلُح لهم، فأولو الألباب يصدِّقون أخبارَه، ويستسلمون لأمره.
سورة: الحجر - آية: 86  - جزء: 14 - صفحة: 266
﴿وَتَحۡمِلُ أَثۡقَالَكُمۡ إِلَىٰ بَلَدٖ لَّمۡ تَكُونُواْ بَٰلِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ ٱلۡأَنفُسِۚ إِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٞ ﴾ [النحل: 7]
تأمَّل كيف يخفِّف الله عن العباد، وييسِّر لهم سبُل العيش المريح، أفلا يشكرونه ويطيعونه؟! هل لاحظتَ عظيمَ رحمةِ الله تعالى بك في تذليلِه الوسائلَ لك؟ وما العقلُ البشريُّ في اختراعاته إلا امتدادٌ لتلك الرحمة.
سورة: النحل - آية: 7  - جزء: 14 - صفحة: 268
﴿أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ عَلَىٰ تَخَوُّفٖ فَإِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٌ ﴾ [النحل: 47]
لا يأمننَّ ذوو البغي والعصيان، وهم تحت مِظلَّة السلامة والأمان، أن يُكشفَ عنهم ذلك فيَبغَتَهم عذابُ الله وعقابه.
هل يمكنُ لخُطَّة الماكرين أن تنجحَ مهما أُحكِمَت إذا كان العذابُ الإلهيُّ يتربَّص بأصحابها حتى يأتيَهم وهم غافلون؟ جلَّ مَن يُمهل عبادَه ليتوبوا إليه، فمَن بادر رحمتَه واتَّقاه، وعمل بما يحبُّه ويرضاه؛ قَبِلَه وأقبل عليه.
سورة: النحل - آية: 47  - جزء: 14 - صفحة: 272
﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]
ادعُ إلى سبيل ربِّك، لا إلى نفسك، فما أثمرت دعوةٌ بمثل إخلاص أصحابها، وكم من داعٍ لنفسه، وهو يحسَب أنه يدعو إلى الله! لا يُكتفى بالعلم في الدعوة، بل لا بدَّ من حكمةٍ وموعظة حسَنة، وإن الناس إلى قليلٍ من الحكمة أحوجُ منهم إلى كثيرٍ من العلم.
من الحكمة الدعوةُ بالعلم، والبداءةُ بالأهمِّ والأقربِ إلى الفهم، ومن الموعظة الحسنة التنويعُ بين الترغيب والترهيب.
الدعوة إلى الله كالدواء، وحاملُها كالطبيب، فعلى الطبيب أن يَرفُقَ بمرضاه، ويعطيَهم من الدواء ما يناسب حالَهم.
أيها الداعيةُ، لا تظُنَّ أنك ستهدي كلَّ مَن تدعوه، وأن تلك مهمَّتُك، فاللهُ أعلم بالضالِّين والمهتدين، وهو من يَجزيهم أجمعين.
سورة: النحل - آية: 125  - جزء: 14 - صفحة: 281
﴿۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا ﴾ [الإسراء: 23]
أوَّل ما يُؤمَر به العبدُ هو إخلاص العبادة لله، فذاك الإخلاصُ في المعتقد هو أصلُ إصلاح العمل.
إذا أردتَّ أن تعرفَ عظمةَ الوالدين فانظُر كيف قرَن الله حقَّه بحقِّهما، فالله أنعمَ عليك بنعمة الإيجاد، ووالداك أنعما عليك بنعمة التربية والإيلاد.
لا تقُل لوالديك أدنى كلمةٍ يمكن أن تغضبَهما، ولا تسكُت بين أيديهما إن كان سكوتُك لا يُرضيهما.
قال ابنُ عَقيل: (من أحسَنِ ظنِّي بربِّي أنه بلغَ من لطفه أن وصَّى بي ولدِي إذا كبِرتُ، فقال: ﴿فلا تقُل لهما أُفٍّ﴾ ).
كم كنتَ ضعيفًا حتى قويتَ في كنَف والدَيك! أفتدعُهما وهما بأمسِّ الحاجة إليك؟
سورة: الإسراء - آية: 23  - جزء: 15 - صفحة: 284
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُواْ صَٰلِحِينَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّٰبِينَ غَفُورٗا ﴾ [الإسراء: 25]
ليحذرِ الإنسانُ من أن يُظهر لوالديه البرَّ ويُضمر لهما الكراهة؛ فإن الله عليم بما يخفيه.
مَن كان صالحًا منيبًا، محبًّا ما يقرِّب إلى ربه، فإنه -وإن جرى منه أحيانًا قصور- فإن الله يعفو عنه إن رجَع إليه من معصيته.
سورة: الإسراء - آية: 25  - جزء: 15 - صفحة: 284
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقۡدِرُۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِعِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا ﴾ [الإسراء: 30]
فليرضَ العبدُ من الله تعالى بما قدَّره، سواء أبسطَ له رزقَه أم قدَره، فإنه عن علم وحكمة اختارَ له.
سورة: الإسراء - آية: 30  - جزء: 15 - صفحة: 285
﴿رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِكُمۡۖ إِن يَشَأۡ يَرۡحَمۡكُمۡ أَوۡ إِن يَشَأۡ يُعَذِّبۡكُمۡۚ وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ عَلَيۡهِمۡ وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 54]
يخوض بعضُ الناس في حالِ غيره ومآله، في هدايته وضلاله، وإنما أمرُ ذلك كلِّه إلى الله الذي يملك القلوب، ويعلم الغيوب، فلندَع الأمرَ لصاحب الأمر.
ليس الداعيةُ ربًّا على الخلائق، ولا رقيبًا عليهم، وهو لا يدري عاقبة نفسه، وهو مسؤولٌ عن دعوته لا عن حال مدعوِّيه، ولقد ارتاحت نفسٌ أدَّت ما عليها، وتركت همَّ ما ليس لها.
سورة: الإسراء - آية: 54  - جزء: 15 - صفحة: 287
﴿وَرَبُّكَ أَعۡلَمُ بِمَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَلَقَدۡ فَضَّلۡنَا بَعۡضَ ٱلنَّبِيِّـۧنَ عَلَىٰ بَعۡضٖۖ وَءَاتَيۡنَا دَاوُۥدَ زَبُورٗا ﴾ [الإسراء: 55]
الموصي بالحِكَم، والقاضي بين العباد، ومدبِّر الأمر كلِّه، هو من وَسِعَ علمُه كلَّ شيء في السماوات والأرض، وفي ذلك أعظمُ داع للرضا والتسليم.
من مظاهر علمه سبحانه وقوعُ التفضيل منه بين عباده، فالناسُ يعلمون ظاهرًا من الأمر، وهو يعلم ظاهرَ الأمر وباطنَه.
العلم بالله وبدينه خيرٌ من الدنيا وما فيها، فإن داود عليه السلام مع ما ناله من المُلك، لم يُفضَّل هنا به، وإنما فُضِّل بالعلم الذي أُوتيَه.
سورة: الإسراء - آية: 55  - جزء: 15 - صفحة: 287
﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا ﴾ [الإسراء: 65]
يا من تقاوم غرورَ الشيطان وخداعه وإغواءه، أبشِر بدخولك في جملة عباد الله الطائعين المكرَّمين.
مَن رأى للشيطان غلبةً على نفسه، فليراجع عبوديَّتَه لربِّه، وليتحقَّق من عَلاقته به؛ فإن إغواء الشيطان دليلُ ضعف العَلاقة بالرحمن.
من أعظم العواصم من الشيطان وما يجُرُّه على العبد لزومُ القلب في الاعتماد على الله تعالى والتوكُّل عليه.
سورة: الإسراء - آية: 65  - جزء: 15 - صفحة: 288
﴿رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزۡجِي لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ فِي ٱلۡبَحۡرِ لِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا ﴾ [الإسراء: 66]
هل تفكَّرت وأنت على مراكب البحر المختلفة عِظمَ هذه النعمة التي أنت عليها، وكيف سخَّر لك هذا المخلوقَ العظيم لتسيرَ على ظهره دون أن تغرقَ فيه؟ سبحان مَن وسعت رحمتُه كلَّ عباده، وتفضَّل بنِعَمه عليهم جميعًا، فما من عبدٍ من عباد الله إلا وهو منتفعٌ بشيء منها!
سورة: الإسراء - آية: 66  - جزء: 15 - صفحة: 288
﴿قُلۡ كُلّٞ يَعۡمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِۦ فَرَبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَنۡ هُوَ أَهۡدَىٰ سَبِيلٗا ﴾ [الإسراء: 84]
العمل الظاهرُ قبيحُه وحسنُه دليلٌ على قبح الهيئة الباطنة للعامل أو حسنِها.
إلى علم الله ينتهي الحُكمُ على الأعمال بالصلاح أو الفساد، والقَبول أو الرد، فاحرِص على صواب العمل وإخلاصه، تظفَر بصلاحه وقَبوله.
سورة: الإسراء - آية: 84  - جزء: 15 - صفحة: 290
﴿وَيَقُولُونَ سُبۡحَٰنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعۡدُ رَبِّنَا لَمَفۡعُولٗا ﴾ [الإسراء: 108]
مَن آمن بالقرآن نفع نفسَه، وبقدر إيمانه يكون انتفاعُه، ومَن كفر وأعرض فليس لله فيه حاجة، وليس بضارِّه شيئًا، وإنما ضرر ذلك على نفسه.
تدبُّر القرآنِ يُثمرُ تسبيحَ الله تعالى وتنزيهَه عمَّا لا يليق به، واليقينَ باليوم الآخر، والتصديقَ بموعودات الله تعالى.
قال عبد الأعلى التيميُّ رحمه الله: (مَن أوتيَ من العلم ما لا يُبكيه، لخَليقٌ ألا يكونَ أوتيَ علمًا ينفعه).
من سِمات العلماء الربَّانيِّين دوامُ الخضوع لله تعالى، والتقرُّب إليه، والانطراح بين يديه، حتى إنهم ليمكِّنون وجوهَهم من الأرض من قوَّة الرغبة في السجود له.
كم تزيد تلاوةُ القرآن المرءَ خشوعًا وإيمانًا! وما من أحدٍ بغنيٍّ عن هذا الخير الذي يزيده إيَّاه القرآن.
سورة: الإسراء - آية: 108  - جزء: 15 - صفحة: 293
﴿وَرَبَطۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ إِذۡ قَامُواْ فَقَالُواْ رَبُّنَا رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَن نَّدۡعُوَاْ مِن دُونِهِۦٓ إِلَٰهٗاۖ لَّقَدۡ قُلۡنَآ إِذٗا شَطَطًا ﴾ [الكهف: 14]
مَن لم يربط اللهُ على قلبه برِباط التوفيق والتوحيد اضطربت جميعُ شؤونه، ومَن ثبَّت الله قلبَه جمع له شملَه، فلم يتعلَّق بأحدٍ غيره.
الإعلان بالحقِّ في وقته المناسب شرعًا في وجوه أعدائه القادرين على الإيذاء عملٌ عظيم، يحتاج إلى قلوب ثابتة، ونفوس متألِّقة في سماء التضحية ابتغاءَ وجه الله.
سورة: الكهف - آية: 14  - جزء: 15 - صفحة: 294
﴿وَعُرِضُواْ عَلَىٰ رَبِّكَ صَفّٗا لَّقَدۡ جِئۡتُمُونَا كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةِۭۚ بَلۡ زَعَمۡتُمۡ أَلَّن نَّجۡعَلَ لَكُم مَّوۡعِدٗا ﴾ [الكهف: 48]
لا يزال المجال أمامَك رحبًا لاستدراك التقصير وإصلاح المُعوَجِّ ما دام فيك عقلٌ يعي ونفَس يتردَّد، فالزَم بابَ التوبة والاستغفار، فإنه نعمَ الباب.
لا تستهِن بصغائر الأعمال؛ فإن الناس تضِجُّ يوم القيامة من آثارها، كما تضِجُّ يومها من كبارها.
قال قَتادة: (اشتكى القومُ الإحصاء، ولم يشتَكِ أحدٌ ظلمًا، فإيَّاكم والمحقَّراتِ من الذنوب، فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكَه).
سورة: الكهف - آية: 48  - جزء: 15 - صفحة: 299
﴿وَرَبُّكَ ٱلۡغَفُورُ ذُو ٱلرَّحۡمَةِۖ لَوۡ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ ٱلۡعَذَابَۚ بَل لَّهُم مَّوۡعِدٞ لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِۦ مَوۡئِلٗا ﴾ [الكهف: 58]
سبقت رحمةُ الله تعالى غضبه؛ إمهالًا للعصاة لعلَّهم يتوبون، وإلى روضات الحقِّ يؤوبون، ولكنَّه سبحانه يمهل ولا يهمل، فلا يغترَّنَّ ظالمٌ بحِلم الله؛ فإن للظالمين موعدًا لا إمهال فيه، ولا خلاصَ منه.
سورة: الكهف - آية: 58  - جزء: 15 - صفحة: 300
﴿قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادٗا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّي وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدٗا ﴾ [الكهف: 109]
سبحان مَن لا تحصى كلماتُه، ولو كانت مياهُ البحار كلها مِدادَها، وجميعُ شجر الأرض أقلامَها! أفلا يستحق مَن هذا بعضُ شأنه أن يُعبد ويوحَّد، ويعظَّم ويمجَّد؟ للهِ كم تكتنز كلماتُه تعالى التشريعية والتكوينية من علوم عظيمة، لم يدرِ منها العلماء على امتداد تاريخ البشرية إلا قليلًا!
سورة: الكهف - آية: 109  - جزء: 16 - صفحة: 304
﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا ﴾ [الكهف: 110]
أعظمُ مزيَّةٍ للرسول ﷺ هي بعثته بالوحي والرِّسالة، وأعظم الوحي كلمةُ التوحيد، فمَن حقَّق التوحيد فقد كمُلت له أعلى مراتب البشرية للرسُل وعلى رأسهم محمد ﷺ.
مَن آمن أنه قادم على أعظم لقاء وأهيبه، وهو لقاؤه بربه؛ فليُعدَّ للقائه عملًا صالحًا، وقلبًا موحدًا، لا الأمانيَّ والغرور.
لا يقبلُ اللهُ من العمل إلا ما كان موافقًا لسنَّة نبيه ﷺ، ومرادًا به وجهُ الله الكريم، وما سوى ذلك فلا يرتضيه ولا يحبه، ولا يوصل إليه، ولا يثيب عليه.
سورة: الكهف - آية: 110  - جزء: 16 - صفحة: 304
﴿وَإِنَّ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ ﴾ [مريم: 36]
الربوبية سلطانٌ من الله مهيمنٌ على العباد في كل وقت، فبقاؤهم يحصُل بإمدادات ربوبيته لهم، ومقتضى الإيمان بها عبادته دون ما سواه.
غايةُ الخلق وغاية الرسالة عبادةُ الله وحده بلا شريك، وهذا هو الطريق الذي لا اعوجاج فيه، فلا تَعدِل عن هذه الغاية التي لها خُلقتَ في هذه الحياة.
سورة: مريم - آية: 36  - جزء: 16 - صفحة: 307
﴿رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا فَٱعۡبُدۡهُ وَٱصۡطَبِرۡ لِعِبَٰدَتِهِۦۚ هَلۡ تَعۡلَمُ لَهُۥ سَمِيّٗا ﴾ [مريم: 65]
مَن كان ربَّ السماوات والأرض وما بينهما فهو الأحقُّ بأن يُعبد وحده، ويُصبر على عبادته صبرًا عظيمًا، سبحانه وتعالى.
اللهُ جلَّ جلاله لا ندَّ له ولا شبيه، ولا شريك له ولا نظير، أفلا يبذل العبدُ في مرضاته ما يقدر عليه من مسارعته إلى طاعاته، ويصبر نفسَه عليها ابتغاءَ جناته؟
سورة: مريم - آية: 65  - جزء: 16 - صفحة: 310
﴿فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّدٗا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَٰرُونَ وَمُوسَىٰ ﴾ [طه: 70]
مهما بلغ معاندُ الحق من المعارضة فلا تيئس من إيمانه وتوبته؛ فالقلوبُ بيد علام الغيوب.
لما كان السحرة بارعين في حرفة السحر، فإنّ معرفتهم كشفت لهم أن ما جاء به موسى ليس من جنس عملهم، فعلموا أنه دليل وآية وبرهان على الحق، وصدق ما جاء به.
سورة: طه - آية: 70  - جزء: 16 - صفحة: 316
﴿قَالَ رَبِّي يَعۡلَمُ ٱلۡقَوۡلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [الأنبياء: 4]
لا يضرُّك أن تجهل ما الذي يُحاك لك من مكر وكيد، إذا كنت واثقًا بأن العليم الحكيم سبحانه وتعالى هو مَن يدافع عنك.
سبحان مَن يسمع كل شيء، ويعلم كل شيء من القول وغيره، فهو يسمع سر أعدائه، ويُبطل مكرهم، ويسمع ما ينسُبه إليه خلقه من حق أو باطل، فيعامل كلًّا بما يستحق!
سورة: الأنبياء - آية: 4  - جزء: 17 - صفحة: 322
﴿لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 22]
تأمَّل انسجامَ هذا الكون وحُسنَ نظامه، على كثرة أجزائه وموجوداته، ترَ فيه دليلًا واضحًا على أن مدبِّره هو ذو الكمال وحده.
لا شيءَ تملكه هذه الآلهة أو تدبِّره، فالعاقل يتسامى عن ذلك إلى ربِّ العرش العظيم؛ فربوبيته سبحانه لما دون العرش أولى، فما أقبحَ الشركَ بآلهة مفتراة، وما أعظم تنزُّهَ الله عنها!
سورة: الأنبياء - آية: 22  - جزء: 17 - صفحة: 323
﴿قَالَ بَل رَّبُّكُمۡ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ ٱلَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا۠ عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 56]
الخالق للسماوات والأرض لأجل منافع العباد هو الذي يجب أن يُعبد؛ لأن مَن يقدر على ذلك يقدر على أن يضر وينفع في الدار الآخرة بالعقاب والثواب.
شتانَ بين مَن يؤمن بالغيب إيمانَ الشاهد، وذاك المتهوك الذي يتردد في الحقِّ الواضح.
سورة: الأنبياء - آية: 56  - جزء: 17 - صفحة: 326
﴿إِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92]
التوحيدُ يجمع الأمة ويقطع عنها سبل التفرق، فإذا ما كملت فيها كلمةُ توحيدها كانت أقربَ إلى توحيد كلمتها.
لستَ وحدك حين تتوجه لربك وحده بالعبادة، بل أنت امتدادٌ لدعوة الأنبياء وسنة الصالحين قبلك، فلا توحِشنك قلَّة الرفيق.
سورة: الأنبياء - آية: 92  - جزء: 17 - صفحة: 330
﴿وَإِنَّ هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱتَّقُونِ ﴾ [المؤمنون: 52]
تتلاشى آمادُ الزمان وأبعادُ المكان أمام وحدة الحقيقة التي جاء بها الرسُل، ووحدة الطبيعة التي تميزهم، ووحدة الخالق الذي أرسلهم، ووحدة الاتجاه الذي يتجهون إليه أجمعون.
ليس لشرك المشركين من دليلٍ تاريخي عن الأنبياء؛ فإن التوحيد دين الأنبياء أجمعين، وإن اختلفوا في بعض الأحكام والتشريعات.
سورة: المؤمنون - آية: 52  - جزء: 18 - صفحة: 345
﴿قُلۡ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبۡعِ وَرَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ ﴾ [المؤمنون: 86]
إذا كانت السماوات ذات عدد يدل على عظمتها، فإنها لا تُعدُّ شيئًا إذا ما قيست بعظمة عرش المولى جلَّ وعلا.
سورة: المؤمنون - آية: 86  - جزء: 18 - صفحة: 347
﴿فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلۡمَلِكُ ٱلۡحَقُّۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡكَرِيمِ ﴾ [المؤمنون: 116]
تأبى حكمةُ الله وعدلُه ورحمته ولطفه أن يكونَ خلقه للناس عبثًا، بل قضى بأن يكونَ هنالك يومٌ يرجِع فيه الخلائق جميعًا إليه سبحانه، ليُحِقَّ الحقَّ ويُبطِلَ الباطل.
لا يدَع الملِك العظيم سبحانه وتعالى عباده همَلًا دون حساب وجزاء، فملكُه جل وعلا قد قام على الحقِّ والرحمة، والعدل والحكمة.
العرش أعظم المخلوقات، والله تعالى هو ربه ومالكه، فمَن الإنسانُ أمام ذلك المخلوق حتى يظن أنه سيُعجز اللهَ أو ينجو من حسابه؟!
سورة: المؤمنون - آية: 116  - جزء: 18 - صفحة: 349
﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا ﴾ [الفرقان: 31]
كفاح أصحاب الدعوات للمجرمين الذين يتصدون لها هو الذي يميز الدعوات الحقة من الزائفة، وهو الذي يمحِّص الصادقين من المدَّعين.
إذا واجه الحقَّ أعداؤه بالإضلال فإن الله هو الهادي لأوليائه، وإن واجهوه بالقوَّة والجبروت فإن الله هو النصير لأهل الإيمان به.
سورة: الفرقان - آية: 31  - جزء: 19 - صفحة: 362
﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيۡفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوۡ شَآءَ لَجَعَلَهُۥ سَاكِنٗا ثُمَّ جَعَلۡنَا ٱلشَّمۡسَ عَلَيۡهِ دَلِيلٗا ﴾ [الفرقان: 45]
تأمَّل كيف مدَّ الله الظِّلَّ من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ولو شاء لجعله ثابتًا مستقرًّا لا تزيله الشمس، فسبحانه من ربٍّ قدير رحيم! في الظلِّ منافعُ للناس ومصالح، ففي مَدِّه وقَبضه تُضبَط أوقات الناس وأعمالهم، ويصِلون إلى حاجاتهم وآمالهم، فمنهم مَن ينتفع بمَدِّ الظل، ومنهم مَن ينتفع بانقباضه.
سورة: الفرقان - آية: 45  - جزء: 19 - صفحة: 364
﴿وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلۡمَآءِ بَشَرٗا فَجَعَلَهُۥ نَسَبٗا وَصِهۡرٗاۗ وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرٗا ﴾ [الفرقان: 54]
جلَّ الذي خَلق من ماء مَهين هذا الإنسانَ فصيَّره بشرًا يرغب ويُرغب إليه، ويناسب ويصاهر، بعد أن لم يكن شيئًا مذكورًا.
سورة: الفرقان - آية: 54  - جزء: 19 - صفحة: 364
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 9]
إنما يرحم الله تعالى عباده مع عزته وقدرته وسلطانه رأفةً وتلطفًا ورحمة.
سورة: الشعراء - آية: 9  - جزء: 19 - صفحة: 367
﴿قَالَ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴾ [الشعراء: 24]
لفت موسى بإجابته الملهَمة أنظار السامعين جميعًا إلى عظمة خلق الله الذي يُعجز البشر جميعًا عن أن يصنعوا مثله، فهل آمنوا؟
سورة: الشعراء - آية: 24  - جزء: 19 - صفحة: 368
﴿قَالَ رَبُّكُمۡ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الشعراء: 26]
إنما يستحقُّ العبادةَ ربٌّ أوَّلٌ باقٍ، يدبِّر أمور خلقه بإحاطته بهم، ولا يكون كذلك المخلوق المحدَثُ الفاني الذي يدبِّر أمرَه خالقُه.
سورة: الشعراء - آية: 26  - جزء: 19 - صفحة: 368
﴿قَالَ رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ ﴾ [الشعراء: 28]
كيف يدَّعي فرعونُ لنفسه الربوبيَّة وهو في غاية النقص والعجز؟! فربوبيَّة المشرق والمغرب لله وحده.
العاقل يرى في ملكوت الله دليلًا على وجوده وعظمته وتوحيده، فمَن لم يرَ ذلك كان في عداد الجاهلين.
سورة: الشعراء - آية: 28  - جزء: 19 - صفحة: 368
﴿قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الشعراء: 47]
إن القلب البشريَّ لعجيبٌ غايةَ العجب إذا خالطته بشاشةُ الإيمان؛ ألا ترى كيف قلَّب الله قلوبَ السحَرة المأجورين، حتى صيَّرهم في ساعةٍ من خيار المؤمنين؟
سورة: الشعراء - آية: 47  - جزء: 19 - صفحة: 369
﴿رَبِّ مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ﴾ [الشعراء: 48]
إن القلب البشريَّ لعجيبٌ غايةَ العجب إذا خالطته بشاشةُ الإيمان؛ ألا ترى كيف قلَّب الله قلوبَ السحَرة المأجورين، حتى صيَّرهم في ساعةٍ من خيار المؤمنين؟
سورة: الشعراء - آية: 48  - جزء: 19 - صفحة: 369
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 68]
بعزَّته جلَّ جلاله يُهلك المكذِّبين، وبرحمته سبحانه يُنجي عباده المؤمنين، فسبحان مَن له الكمالُ في أسمائه وصفاته وأفعاله.
سورة: الشعراء - آية: 68  - جزء: 19 - صفحة: 370
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 104]
سبحان القادر على إيقاع النقمة بكل مَن خالفه حين يخالفه، الرحيم بإمهاله لمَن عصاه!
سورة: الشعراء - آية: 104  - جزء: 19 - صفحة: 371
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 122]
مع ما في الآيات من عظيم العِبرَ والدَّلالات فإن هنالك أقوامًا لا يتَّعظون ولا يعتبرون!
سورة: الشعراء - آية: 122  - جزء: 19 - صفحة: 372
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 140]
مَن عاند رسالات الله كان ربه له بالمرصاد قاهرًا مذلًّا، ومَن آمن به فإن الله غفور له، رحيم به، يتولاه ويحفظه.
سورة: الشعراء - آية: 140  - جزء: 19 - صفحة: 373
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 159]
لعلَّ أكثر القوم لو آمنوا واتَّقَوا لعصم ذلك بقيَّتهم من العذاب، فما أحسن أثر الخير إذا زاد!
سورة: الشعراء - آية: 159  - جزء: 19 - صفحة: 373
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 175]
عزَّ ربنا تعالى فلم ينجُ من عذابه معرض مكذِّب، ورحم سبحانه فلم يَشقَ بالإيمان به وتصديقِ رسوله مؤمنٌ مصدِّق.
سورة: الشعراء - آية: 175  - جزء: 19 - صفحة: 374
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ﴾ [الشعراء: 191]
مَن لم يقبل رحمة الله فيؤمن به وبرسله أخذه الله بعزته وغلبته.
سورة: الشعراء - آية: 191  - جزء: 19 - صفحة: 375
﴿ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ ٱلۡعَرۡشِ ٱلۡعَظِيمِ۩ ﴾ [النمل: 26]
مَن كان يوقن بأنه لا يُخرج مستورَ السماوات والأرض إلا الله، فكيف ينصرف إلى عبادة ما سواه؟ مهما عظُم مُلك الدنيا فمُلك الله أعظم، فأين عرش ملكة سبأ من عرش رب الأرض والسماء؟!
سورة: النمل - آية: 26  - جزء: 19 - صفحة: 379
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضۡلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَشۡكُرُونَ ﴾ [النمل: 73]
تأخير العقوبة على المعاصي فضلٌ من الله على عباده، اقتضته رحمته وسَعة حِلمه، ومع ذلك فقليل منهم مَن يشكر، وكثيرهم يجحد ويكفر.
سورة: النمل - آية: 73  - جزء: 20 - صفحة: 383
﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا يُعۡلِنُونَ ﴾ [النمل: 74]
مَن علمَ النيات والدوافع الباطنة، فإنه لا تخفى عليه أعمال أهلها المعلنة، وذلك هو الرب العليم جل جلاله، الذي هو أهلٌ لأن يُعبد ويُخشى، ويراقَب في الباطن والظاهر.
سورة: النمل - آية: 74  - جزء: 20 - صفحة: 383
﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُم بِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ ﴾ [النمل: 78]
احرِص على سلوك طريق العدل والإنصاف عنـد الاختـلاف، متـذكرًا يـوم الفصـل والقضاء بين يدي الحكم العدل الذي لا يغلبه في حكمه أحد لعزته، ولا يخفى عليه شيء لتمام علمه.
سورة: النمل - آية: 78  - جزء: 20 - صفحة: 384
﴿إِنَّمَآ أُمِرۡتُ أَنۡ أَعۡبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ ٱلۡبَلۡدَةِ ٱلَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُۥ كُلُّ شَيۡءٖۖ وَأُمِرۡتُ أَنۡ أَكُونَ مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ﴾ [النمل: 91]
عبادة الله تعالى وحده هي أمرُه لعباده، وحقُّه عليهم، فقد أمر بها الأنبياء وكلَّفهم تبليغَها مَن أُرسلوا إليهم.
تشريف الله تعالى لمكانٍ ما يدعو أهله إلى شكر الله على نعمته، واتباع أمره ونهيه، والاستجابة لمَن دعاهم إلى طاعته.
ما أعظم ملة الإسلام بأن جعل الله تعالى خير خلقه رسوله محمدًا ﷺ على هذه الملة، ومنتظمًا في عقدها النفيس!
سورة: النمل - آية: 91  - جزء: 20 - صفحة: 385
﴿وَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ فَتَعۡرِفُونَهَاۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ ﴾ [النمل: 93]
صدق الله تعالى، ففي كلِّ يوم يُري عبادَه بعضَ آياته في الأنفس والآفاق، ويكشف لهم عن بعض ما في هذا الكون من أسرار.
مَن كان على بصيرة من أن مَن سيحاسبه غيرُ غافل عنه ولو للحظة استقام على أمره، وخشيَ أن يقعَ في نهيه وزجره.
سورة: النمل - آية: 93  - جزء: 20 - صفحة: 385
﴿فَلَمَّآ أَتَىٰهَا نُودِيَ مِن شَٰطِيِٕ ٱلۡوَادِ ٱلۡأَيۡمَنِ فِي ٱلۡبُقۡعَةِ ٱلۡمُبَٰرَكَةِ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ أَن يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّيٓ أَنَا ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [القصص: 30]
عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: (كُن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو؛ فإن موسى بن عِمران عليه السلام خرج يقتبس نارًا فرجع بالنبوَّة).
كلام الله سبحانه وتعالى طاهرٌ مبارك لا تليق به سوى الأمكنةِ الطاهرة المباركة.
أسمَعَ الله موسى بأنه سبحانه هو ربُّ العالمين، الذين هم تحت سلطانه وقهره، حتى يُثبِّت قلب موسى لتلقي الرسالة، وما سيلقى من آياتها.
سورة: القصص - آية: 30  - جزء: 20 - صفحة: 389
﴿وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّيٓ أَعۡلَمُ بِمَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ مِنۡ عِندِهِۦ وَمَن تَكُونُ لَهُۥ عَٰقِبَةُ ٱلدَّارِۚ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ ﴾ [القصص: 37]
جواب الأنبياء عن افتراء المعاندين الجهلاء مملوءٌ بالأدب الجمِّ، ونصاعة البرهان وحسن البيان، والثقة بالله والطُّمَأنينة إلى العاقبة الحسنة للحقِّ وأهله.
من فضل الله تعالى على أهل الهدى أنه يوفِّقهم ويحسن عاقبتَهم؛ لأن الهدى هداه، والعاقبة له دون سواه.
ما من امرئ إلا وهو يرجو حسن العاقبة، ولكن لا يبلغها إلا مَن عمل لها على النحو الذي يرضي مولاه جلَّ جلاله.
من أعظم ما يطَمئن المؤمنين ويثبتهم على الحق في مواجهة الكافرين أن الله كتب الفلاح لهم، ونفى الفلاح عن أعدائهم الظالمين.
سورة: القصص - آية: 37  - جزء: 20 - صفحة: 390
﴿وَرَبُّكَ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ ﴾ [القصص: 68]
على الإنسان أن يعلم أن الخلق والاختيار، والإعزاز والإذلال، مفوَّضٌ إلى الله، ليس لأحد فيه شَرِكةٌ ومنازعة، فكيف لا ينزَّه عن شريك مخلوق لا يخلُق شيئًا، ولا اختيار له فيما يجري؟ الله تعالى أعلمُ بمواقع اختياره، ومحالِّ رضاه من بين خلقه، وما يصلُح للاختيار ممَّا لا يصلح، وليس للعبد إلا التسليمُ لخالقه، والرضا بما اختاره لنفسه أو لغيره.
لو استقَّرت هذه الحقيقة في العقول والضمائر ما سخِط الناس شيئًا يحِلُّ بهم، ولا أحزنهم شيء يفوتهم أو يُفلِت منهم؛ إذ ليسوا هم الذين يختارون، إنما الله هو الذي يختار.
سورة: القصص - آية: 68  - جزء: 20 - صفحة: 393
﴿وَرَبُّكَ يَعۡلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمۡ وَمَا يُعۡلِنُونَ ﴾ [القصص: 69]
أيها المؤمن؛ إذا كان ربك سبحانه هو المطَّلع على ما يضمره لك عدوك من الشر، أفتظن أنه يدَعك في المعركة وحدك؟
سورة: القصص - آية: 69  - جزء: 20 - صفحة: 393
﴿إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ ﴾ [القصص: 85]
ما أحسنَ التطمينَ من الربِّ الكريم لرسوله الأمين بأنه سيعود إلى مكةَ بعدما أُخرج منها! ليشيرَ بذلك إلى نصره وعلوِّ دينه حين يتحقَّق وعده الذي وعده.
إذا ما أدَّى داعي الحقِّ رسالة ربِّه وبيَّنها أتمَّ البيان وأوضحَه، فلم يرَ ممَّن دعاه إلا التماديَ في العِناد والمراء فلا أحسنَ من المتاركة على تفويض أمر الاهتداء والضلال إلى الله تعالى.
سورة: القصص - آية: 85  - جزء: 20 - صفحة: 396
﴿إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰٓ أَهۡلِ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ رِجۡزٗا مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ ﴾ [العنكبوت: 34]
ليلتمس الكرام عذرًا لمَن عُرف بالفضل إذا رأوا منه تبرمًا، وليحسنوا به الظن، فإنه لم يكن ليضيق صدره إلا وله عذر قد لا يستطيع إيضاحه.
يضيق الرجل الكريم ويغتم عندما يُضام بريء لا يستطيع نصرته ودفع ظالمه عنه، فكيف إذا كان ضيفه؟! تأمين الخائف وتسكين المرتاع من السلوك الحسن في معاملة النفوس، حتى ولو شُغل الإنسان بأمر جسيم، فمع مجيء الملائكة بعذاب المفسدين لم يُغفِلوا تطمين لوط عليه السلام.
انظر إلى آثار رحمة الله كيف تقدَّمت على آثار غضبه، ولا غَروَ؛ فقد سبقت رحمتُه غضبه.
سورة: العنكبوت - آية: 34  - جزء: 20 - صفحة: 400
﴿وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗا فَقَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱرۡجُواْ ٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَلَا تَعۡثَوۡاْ فِي ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِينَ ﴾ [العنكبوت: 36]
إن داعيَ القوم الصادقَ الذي ينتمي إليهم، فيعرفون نسبَه وحالَه وهو أولى بالتصديق وقَبول ما جاء به من غيره.
القائم بعبادة الله على ما يحب الله تعالى يرجو اليوم الآخر؛ لأنه يلقى فيه ثوابه وحسن جزائه عند ربِّه الذي عبده.
لو كان القوم راجين اليوم الآخر لم يؤثِروا الدنيا عليه، ولم يفسدوا في الأرض، فإن رجاءه تعالى يقتضي أن ينخلعوا من مطامع الدنيا المحرَّمة التي تضيِّع عليهم الآخرة، وأن يطلبوا سبيله بالإصلاح في الأرض.
سورة: العنكبوت - آية: 36  - جزء: 20 - صفحة: 400
﴿وَقَٰرُونَ وَفِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانُواْ سَٰبِقِينَ ﴾ [العنكبوت: 39]
إن مَن أهلكَ جبابرة الأرض السالفين قادرٌ على أن يُهلكَ مَن تلاهم ونسج على مِنوالهم غيرَ معتبِر بما جرى لهم.
كيف يتكبَّر الإنسان في الأرض وهو المخلوق الضعيف، وأهلُ السماء على رفعة منزلتهم لا يستكبرون على الله وعن عبادته؟! ذهب أولئك المفسدون إلى الهلاك والفناء، ولم يفوتوا أخذة ربهم بما لديهم من الثراء والقوة والدهاء.
سورة: العنكبوت - آية: 39  - جزء: 20 - صفحة: 401
﴿وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ ﴾ [العنكبوت: 48]
أزاح الله عن رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام كل شبهة توصل إلى اتهامه؛ تنزيهًا لجناب رسوله، ورحمةً للناس ليؤمنوا بالحق الذي أرسل به.
مَن عرف حال رسول الله من القراءة والكتابة لم يشُكَّ في كون هذا الكتاب الذي جاء به هو من عند الله تعالى لا من عنده، بل حتى لو كان رسول الله كاتبًا، فإن أهل الإيمان لا يشكُّون بأن القرآن من عند الله.
في قوله تعالى: ﴿إذًا لارتاب المبطلون﴾ توجيهٌ لأهل الإسلام ألا يفعلوا شيئًا يجعل غيرهم من أهل الملل يرتاب في صحَّة هذا الدين، أو تشويه صورته.
سورة: العنكبوت - آية: 48  - جزء: 21 - صفحة: 402
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفۡصِلُ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ﴾ [السجدة: 25]
احرِص كلَّ الحرص في خصومة الدين أن ترعى حقَّ الله تعالى وفلاح الآخرة، لا أن ترعى حظَّ نفسك والغلبة في دنياك، فإنَّ الله تعالى هو مَن سيفصل في خصومات عباده يوم القيامة.
لا يستطيع العباد القضاء على كلِّ اختلاف، فإذا جاء يومُ القيامة فصَل الله بينهم فيما اختلفوا فيه بالحقِّ حسب علمه سبحانه وتعالى.
سورة: السجدة - آية: 25  - جزء: 21 - صفحة: 417
﴿وَمَا كَانَ لَهُۥ عَلَيۡهِم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن يُؤۡمِنُ بِٱلۡأٓخِرَةِ مِمَّنۡ هُوَ مِنۡهَا فِي شَكّٖۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٍ حَفِيظٞ ﴾ [سبأ: 21]
ما سلَّ الشيطان على أتباعه من سيف ولا ضربهم بسوط، وإنما وعدهم ومنَّاهم فاغتروا، كما قال الحسن رحمه الله تعالى.
يحفظ الله تعالى على العبد عمله حتى يوافيه، فيجازيه به دون أن يفوت منه صغير أو كبير.
سورة: سبأ - آية: 21  - جزء: 22 - صفحة: 430
﴿يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۚ وَٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ مَا يَمۡلِكُونَ مِن قِطۡمِيرٍ ﴾ [فاطر: 13]
مَن أنعم بتسخير تلك الأجرام العظيمة حريٌّ بأن يُشكر فيُعبد وحده كما أبدع وحده.
العبد له في كل نَفَس ولحظة وطَرفة عينٍ عدة حوائج، فليرفعها إلى الرب الذي له الملك كله، وما سوى الله فهو مملوك لا مالك، ومرزوق لا رازق.
سورة: فاطر - آية: 13  - جزء: 22 - صفحة: 436
﴿رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا وَرَبُّ ٱلۡمَشَٰرِقِ ﴾ [الصافات: 5]
الله تعالى هو الخالق لهذه المخلوقات، والرازق والمدبِّر لها، فكما أنه لا شريك له في ربوبيَّته إيَّاها فكذلك لا شريك له في ألوهيَّته لها.
سورة: الصافات - آية: 5  - جزء: 23 - صفحة: 446
﴿ٱللَّهَ رَبَّكُمۡ وَرَبَّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الصافات: 126]
بئست تلك العقولُ التي ترك أهلها عبادةَ الربِّ المتَّصف بأحسن الصفات وأكملها، وأقبلوا على عبادة صنم مخلوقٍ لا يخلق شيئًا!
سورة: الصافات - آية: 126  - جزء: 23 - صفحة: 450
﴿سُبۡحَٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلۡعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الصافات: 180]
لقد سبَّح نفسه تعالى عمَّا وصفه به المخالفون للرسُل، وحمِدَ نَفسه؛ إذ هو المَوصُوف بصفات الكَمال التي يستحقُّ لأجلها الحمد، وسلَّم على المرسَلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب.
سورة: الصافات - آية: 180  - جزء: 23 - صفحة: 452
﴿وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبۡلَ يَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ ﴾ [ص: 16]
لو قدَروا الله حقَّ قَدْره لخافوا عقابَه، وما استعجلوا عذابَه؛ ﴿أفبِعَذابنا يستعجلون * فإذا نزلَ بساحتِهم فساءَ صباحُ المُنذَرين﴾ .
سورة: ص - آية: 16  - جزء: 23 - صفحة: 453
﴿رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّٰرُ ﴾ [ص: 66]
ما أرحمَكَ ربَّنا وأرأفك بعبادك! قدَّمت لهم من الوعيد ما قدَّمت إن تجاوزوا، وتركتَ باب التوبة أبدًا مفتوحًا لتُقيلَ عثرتهم وتغفرَ حَوبتهم.
سورة: ص - آية: 66  - جزء: 23 - صفحة: 457
﴿خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٖ وَٰحِدَةٖ ثُمَّ جَعَلَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ ٱلۡأَنۡعَٰمِ ثَمَٰنِيَةَ أَزۡوَٰجٖۚ يَخۡلُقُكُمۡ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡ خَلۡقٗا مِّنۢ بَعۡدِ خَلۡقٖ فِي ظُلُمَٰتٖ ثَلَٰثٖۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ لَهُ ٱلۡمُلۡكُۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُصۡرَفُونَ ﴾ [الزمر: 6]
الذي جعل للرجل زوجةً يسكُن إليها، وجعل لبني آدمَ أزواجًا من الأنعام ينتفعون بها؛ هو الإله الحقُّ الذي يُطلب منه المدد، وليس الذي لا يَخلُق ذكرًا ولا أنثى، ولا يَجلِب رزقًا ولا نفعًا.
من أعظم ما يتجلَّى فيه بديع صُنع الله تعالى هو تجدُّد الخلق والولادة، وأطوارُ الجنين في ظلمات لا يُبصرها أحدٌ سواه، فهل من متأمِّل متدبِّر؟ إن الذي لطَفَ بك ورعاك وأنت جنينٌ ضعيف في ظلمات الرحم هو الذي يرعاك في مراحل حياتك، فأحسِن الظنَّ بربِّك، وأخلص له التوكُّل.
سورة: الزمر - آية: 6  - جزء: 23 - صفحة: 459
﴿وَأَشۡرَقَتِ ٱلۡأَرۡضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ ٱلۡكِتَٰبُ وَجِاْيٓءَ بِٱلنَّبِيِّـۧنَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَقُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡحَقِّ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ﴾ [الزمر: 69]
يُؤتى الصالحون يومَ القيامة من فضل ربِّهم قوَّةً عظيمة للنظر إلى نوره سبحانه، ذلك النور الذي لو كشفَه لغيرهم لأحرقت سبُحات وجهه ما انتهى إليه بصرُه من خلقه.
سورة: الزمر - آية: 69  - جزء: 24 - صفحة: 466
﴿ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۖ فَأَنَّىٰ تُؤۡفَكُونَ ﴾ [غافر: 62]
أشنع الجحود أن يَصرفَ العبد من المحبَّة والتعظيم للمخلوق ما يصرِفه لربِّه الخالق، ولكنَّها عمى القلوب أعاذنا الله منها.
كلُّ ما في الكون ناطقٌ بعظيم قدرة الله تعالى؛ ﴿هَذا خَلقُ الله فَأرُوني ماذا خَلَقَ الذين من دُونِه﴾ فيا خيبةَ مَن اتَّخذ من دون الله أندادًا!
سورة: غافر - آية: 62  - جزء: 24 - صفحة: 474
﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلۡأَرۡضَ قَرَارٗا وَٱلسَّمَآءَ بِنَآءٗ وَصَوَّرَكُمۡ فَأَحۡسَنَ صُوَرَكُمۡ وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَٰتِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡۖ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [غافر: 64]
إن ما فوقك وما تحتك شاهدٌ على حفظ الله لك، ورحمته بك، وكثرة آلائه عليك، فإيَّاك والاستهانةَ بنعمه.
قال ابنُ عبَّاس رضي الله عنهما: (خُلق ابنُ آدمَ قائمًا معتدلًا؛ يأكل ويتناول بيده، وغيرُ ابن آدم يتناول بفيه)، فسبحان مَن خلق الإنسان في أحسن تقويم.
يعجِز المرء عن إحصاء نِعَم الله عليه من الطيِّبات؛ من مأكلٍ ومشرب وملبَس وهلُمَّ جرًّا، أفلا يستحقُّ الله منَّا الثناء والحمد في كلِّ آن؟
سورة: غافر - آية: 64  - جزء: 24 - صفحة: 474
﴿۞ قُلۡ إِنِّي نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِيَ ٱلۡبَيِّنَٰتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [غافر: 66]
لقد جاءنا من البيِّنات الجليَّات، ومن الأدلَّة القاطعات، على وَحدانيَّة الله تعالى وجميل صفاته ما لا يملك العاقلُ معها إلا الخضوعَ لجلاله وعظيم سلطانه.
القائد أولى الناس بالتزام الحقِّ واجتناب الباطل، وكذلك كان نبيُّنا ﷺ؛ ﴿قُل إنِّي أُمِرتُ أن أعبُدَ اللهَ مُخلِصًا لَهُ الدِّينَ * وأُمِرتُ لِأن أكُونَ أوَّلَ المُسلِمِين﴾ .
كما كان رسولُ الله ﷺ لمَن خلفه من المسلمين خيرَ أُسوة، في إخلاص العبادة وصدق الاستقامة، على العلماء والدعاة أن يكونوا لمَن خلفهم قدوةً وأسوة.
سورة: غافر - آية: 66  - جزء: 24 - صفحة: 474
﴿۞ قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [فصلت: 9]
أين هؤلاء الأندادُ الضعفاء من الله تعالى؟! أفمَن يخلُق كمَن لا يخلُق؟! لكنَّ ضلالهم المبين أوردهم هذا الموردَ المهين.
لو شاء الله سبحانه أن يخلُقَ الكون كلَّه في لحظة لفعل، ولكنَّه أفسح في مدَّة الخلق لحِكَمٍ يعلمها، منها أن يبلوَ عباده أيُّهم أحسنُ عملًا.
.
سورة: فصلت - آية: 9  - جزء: 24 - صفحة: 477
﴿مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدۡ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبۡلِكَۚ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغۡفِرَةٖ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٖ ﴾ [فصلت: 43]
تشابهَت قلوبُ المكذِّبين في الكُفر، فتماثلت مقالاتهم في الجَحد؛ يمضي الخَلَف منهم على إثر السلف في عداوة الحقِّ وأهله، فبئسَ التابعُ والمتبوع.
أيُّ شعور للداعية بالأُنس والعزيمة، والاستعلاء على مصاعب الدعوة ورفض الهزيمة، حين يعلم أن أسلافه في هذا الطريق هم تلك العصبةُ المختارة من الأنبياء والصالحين؟!
سورة: فصلت - آية: 43  - جزء: 24 - صفحة: 481
﴿مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٖ لِّلۡعَبِيدِ ﴾ [فصلت: 46]
جاءت رسالة الإسلام لتعلنَ رُشدَ البشريَّة، وتُـحمِّلَها عِبءَ الاختيار، وترفعَ شعار المسؤوليَّة الفرديَّة، فطوبى لمَن اختار الحقَّ وعمل صالحًا.
سورة: فصلت - آية: 46  - جزء: 24 - صفحة: 481
﴿سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ﴾ [فصلت: 53]
بلى؛ حسبُنا أن الله شاهدٌ على أعمالنا وعلى تقلُّبات حياتنا، لا نسأل سواه ولا نلوذ إلا بحِماه، عليه توكَّلنا وإليه أنبنا.
سورة: فصلت - آية: 53  - جزء: 25 - صفحة: 482
﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ ﴾ [الشورى: 10]
ما أبعدَ البَونَ عند الاختلاف في شرع الله بين مَن يحتكم إلى رأي فلان وقول علان، وبين مَن يحتكم إلى قول الله وقول رسوله ﷺ.
كمال العبوديَّة لله في تحقيق هذين الأصلين العظيمين المتجلِّيَين في قوله: ﴿إيَّاكَ نَعبُدُ وإيَّاكَ نَستَعين﴾ ، وقوله: ﴿فاعبُدهُ وتَوكَّل عَليه﴾ .
توكَّل على الله تبارك وتعالى في كلِّ أمورك، وارجِع إليه في جميع شؤونك، وسيهديك إلى الحقِّ حينما يختلف الناسُ فيه.
سورة: الشورى - آية: 10  - جزء: 25 - صفحة: 483
﴿إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ ﴾ [الزخرف: 64]
﴿إن اللهَ هو رَبِّي ورَبُّكم فاعبدوه﴾ حقيقةٌ يُعلِنها المؤمن، ويطلقها مدوِّيةً عالية في سمع هذه الدنيا، رافضًا كلَّ ادِّعاء بأن لله ولدًا أو شريكًا، فمَن عمل بهذه الحقيقة فهو على الطريق الموصل إلى كلِّ فلاح.
سورة: الزخرف - آية: 64  - جزء: 25 - صفحة: 494
﴿سُبۡحَٰنَ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ [الزخرف: 82]
ما من شيء في السماوات أو في الأرض إلا ولله عليه فضلٌ ومِنَّة، فهو ربُّ العالمين، العالِم بأحوال عباده، المُمِدُّ لهم بأنواع العطايا والخيرات، فما أشقى مَن عصاه، وتنكَّر لفضله وآلائه!
سورة: الزخرف - آية: 82  - جزء: 25 - صفحة: 495
﴿رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَآۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴾ [الدخان: 7]
يقظة العقول ويقينُ القلوب سبيلٌ مأمونة إلى حقيقة الربوبيَّة وكمال العبوديَّة، ومَن حُرمَهما عاش في ظلمات الشكِّ وأوهام الرِّيبة.
عجبًا لمَن يتَّجه بالتعظيم والتقديس لعبدٍ مثله لا يملك من أمره شيئًا! هلَّا أخلص العبادة لمَن بيده ملكوتُ كلِّ شيء؟ إن الله هو خالقُك وخالق آبائك من قبلُ، وهو وحدَه مدبِّر شؤونكم جميعًا؛ فتوجَّه إليه بالعبادة، فلا إله إلا هو سبحانه وتعالى.
سورة: الدخان - آية: 7  - جزء: 25 - صفحة: 496
﴿لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ رَبُّكُمۡ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾ [الدخان: 8]
يقظة العقول ويقينُ القلوب سبيلٌ مأمونة إلى حقيقة الربوبيَّة وكمال العبوديَّة، ومَن حُرمَهما عاش في ظلمات الشكِّ وأوهام الرِّيبة.
عجبًا لمَن يتَّجه بالتعظيم والتقديس لعبدٍ مثله لا يملك من أمره شيئًا! هلَّا أخلص العبادة لمَن بيده ملكوتُ كلِّ شيء؟ إن الله هو خالقُك وخالق آبائك من قبلُ، وهو وحدَه مدبِّر شؤونكم جميعًا؛ فتوجَّه إليه بالعبادة، فلا إله إلا هو سبحانه وتعالى.
سورة: الدخان - آية: 8  - جزء: 25 - صفحة: 496
﴿وَءَاتَيۡنَٰهُم بَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡرِۖ فَمَا ٱخۡتَلَفُوٓاْ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡعِلۡمُ بَغۡيَۢا بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّ رَبَّكَ يَقۡضِي بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ﴾ [الجاثية: 17]
لم يترك الله عزَّ وجلَّ عباده يتخبَّطون في دياجير الحَيرة والشكِّ، بل أنار لهم طريقهم بما أنزل عليهم من الآيات المبيِّنات التي فيها رشادُهم وهداهم.
لا يزال العلم رافعًا لطالبه، جامعًا لقلوب الخلق حول هدايته، ما لم تَطمِسه شهواتُ النفس، فإن طمسَته فقد دبَّ الخلافُ والشِّقاق.
كمال النصر والفوز إنما هو في الآخرة، أمَّا في الدنيا فلا، وسيعلم الكفَّار لمَن عُقبى الدار .
سورة: الجاثية - آية: 17  - جزء: 25 - صفحة: 500
﴿فَلِلَّهِ ٱلۡحَمۡدُ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَرَبِّ ٱلۡأَرۡضِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ﴾ [الجاثية: 36]
تفكَّر في نفسك، وتأمَّل ذاتَك وحياتك، تجِد نِعم الله ومِنَنه عليك وافرة.
كم من نعمة لله علينا، وكم من لطف منه سبحانه وتعالى قد احتوانا، فكيف ينخرس اللسان عن حمده وشكره ولسان الكون كله يصدح بالحمد والثناء.
حين يرى العبد آثارَ عظمة ربِّه وإمساكَه بمقاليد الكون، فإن ذلك يُذكِي فيه روحَ الاستسلام والخضوع لله تعالى، فما هو إلا ذرَّة في هذا الكون العظيم الطائع.
هو ربُّ العالمين، كافرِهم ومؤمنهم، عاصيهم وطائعهم، يكرم المؤمنين بألوان ألطافه، ويفتح للعُصاة بابَ رحمته ورجائه.
سورة: الجاثية - آية: 36  - جزء: 25 - صفحة: 502
﴿ذَٰلِكَ مَبۡلَغُهُم مِّنَ ٱلۡعِلۡمِۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱهۡتَدَىٰ ﴾ [النجم: 30]
مَن استكبرَ عن قَبول الحقِّ وتولَّى فلا تُعره اهتمامَك، ولا يُصيبَنَّك لأجله همٌّ ولا غمٌّ، فإن يكُن فيه خيرٌ يأتِ به الله.
ما زادَ تعلُّق العبد بالدنيا إلا زادَ قلبُه انصرافًا عن ذكر ربِّه.
ما الذي تأمُله ممَّن لا همَّ له إلا الحياة الدنيا وعرَضها الزائف الزائل؟! من قصَرَ علمَه وهمَّته على ما يُصلح به دنياه دون أخراه خابَ وخسر، فأكثِر أيها العبدُ من الدعاء المأثور: (اللهم لا تجعَلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمنا).
سورة: النجم - آية: 30  - جزء: 27 - صفحة: 527
﴿ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ إِنَّ رَبَّكَ وَٰسِعُ ٱلۡمَغۡفِرَةِۚ هُوَ أَعۡلَمُ بِكُمۡ إِذۡ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَإِذۡ أَنتُمۡ أَجِنَّةٞ فِي بُطُونِ أُمَّهَٰتِكُمۡۖ فَلَا تُزَكُّوٓاْ أَنفُسَكُمۡۖ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَنِ ٱتَّقَىٰٓ ﴾ [النجم: 32]
مَن جعل دأبَه كفَّ نفسه عن الفواحش والمنكرات، واجتنابَ الكبائر والموبقات، كان من الصالحين المحسنين، المستحقِّين لجليل المَكرُمات.
إن الله أعلمُ بعباده، فلا حاجةَ إلى أن تُعلنَ بعملك وتجهرَ بفضلك، فالزكيُّ مَن زكَّاه ربُّه لا من زكَّى نفسَه.
قال الحسن: (علمَ الله من كلِّ نفسٍ ما هي عاملة، وما هي صانعة، وما هي إليه صائرة).
إن وجدتَّ نفسَك على خير وطاعة فإيَّاكَ أن تغترَّ فيُصيبَك العُجب بعملك، ولكن ازدَد لله تواضعًا وشكرًا، واسأله دوامَ الثبات.
سورة: النجم - آية: 32  - جزء: 27 - صفحة: 527
﴿وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلۡمُنتَهَىٰ ﴾ [النجم: 42]
إذا كان مصيرُ الخَلق جميعًا ومُنتهاهم إلى الله وحدَه، أفلا تجعلُه سبحانه مُنتهاكَ في جميع أمرك؟! مَن كان اللهُ سبحانه انتهاءَ محبَّته ورغبته ورهبتِه، ظَفِرَ أبدًا بنِعَمه وأُنسه ومعيَّتِه.
لا يُقبَل عملٌ حتى يكونَ مُنتهاه إلى الله تعالى؛ أي خالصًا لوجهه الكريم، ولا خيرَ فيما سوى ذلك.
سورة: النجم - آية: 42  - جزء: 27 - صفحة: 527
﴿رَبُّ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ وَرَبُّ ٱلۡمَغۡرِبَيۡنِ ﴾ [الرحمن: 17]
في اختلاف مشرقَي الشمس ومغربَيها بين الصيف والشتاء آياتٌ توقظ القلوبَ وتحرِّكها لمحبَّة الله وتعظيمه، فسبحان الله المدبِّر!
سورة: الرحمن - آية: 17  - جزء: 27 - صفحة: 531
﴿فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴾ [الرحمن: 18]
كثرةُ النِّعَم توجبُ زيادةَ الإيمان وكثرةَ الشُّكر، فاعجَب لمَن لم تَزِده النِّعَم والآلاء إلا تكذيبًا ونفورًا!
سورة: الرحمن - آية: 18  - جزء: 27 - صفحة: 531
﴿وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴾ [الرحمن: 27]
أيها العبدُ، لا تحزن ولا تبتئس، فمهما عصفَت بك المِحَن فإنَّ مصيرها إلى فَناء، ويبقى لك منها أجرُ الصبر والاحتساب.
الزمنُ الذي نتقلَّب في ساعاته ما هو سوى خَلقٍ من خَلق الله، ومآلُه إلى ذهاب، فاحرِص على مَلئه بالطاعات قبل أن تتصرَّمَ الأوقات وتفنى الأعمار.
كلُّ من نتعلَّق بهم راحلون، وكثيرٌ منهم في حياتهم يبخَلون، لكنَّ الله باقٍ بلا فَناء، وجُودُه دائمٌ بلا انقطاع، أفلا نعتصمُ بحبله؟!
سورة: الرحمن - آية: 27  - جزء: 27 - صفحة: 532
﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ ﴾ [الرحمن: 78]
يومَ القيامة لا يبقى اسمُ أحد إلا اسمُ الله تعالى، به تدورُ الألسُن، ولا يكون لأحدٍ عند أحد حاجةٌ ولا من أحدٍ خوف، فإن تذاكروا تذاكروا باسم الله وحدَه.
أتمُّ النِّعَم وأكملُ اللذَّات ذكرُ الله تعالى.
سورة: الرحمن - آية: 78  - جزء: 27 - صفحة: 534
﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعۡلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ ﴾ [القلم: 7]
لو بلغ زعيقُ المنافقين عَنانَ السماء في وَصم المهتدين وعَيب المتَّقين ما ضرَّهم شيئًا؛ فإنَّ الله أعلمُ بالصالح والطالح، وبالمصلح والمفسد.
ليس بمفتونٍ مَن أعمل عقلَه فانتفع به وبلغ طريقَ الهُدى والرَّشاد، ولكنَّ المفتون من عطَّل عقلَه عن قَبول الحقِّ وهو أظهرُ من الشمس في كبِد السماء!
سورة: القلم - آية: 7  - جزء: 29 - صفحة: 564
﴿فَلَآ أُقۡسِمُ بِرَبِّ ٱلۡمَشَٰرِقِ وَٱلۡمَغَٰرِبِ إِنَّا لَقَٰدِرُونَ ﴾ [المعارج: 40]
حيث يمَّم الناسُ وجوهَهم شرقًا أو غربًا رأوا من آياتِ الله البديعة الناطقة بعظمَته وكبريائه، ثم يأبى أكثرُهم إلا كفورًا! إن الله القويَّ الجليل الذي أحكم خلقَ الكون وأبدع صنعَه، لا يُعجزه أن يستبدلَ بكم أيها الكفَّارُ قومًا أصلحَ وأمثلَ، يطيعونه ولا يعصونه.
سورة: المعارج - آية: 40  - جزء: 29 - صفحة: 569
﴿رَّبُّ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَٱتَّخِذۡهُ وَكِيلٗا ﴾ [المزمل: 9]
من تمسَّك بهذه الآية فوحَّد الله وتوكَّل عليه، وفوَّض أمره إليه، عاش حرًّا كريمًا، ومات عزيزًا شريفًا، ولقي الله تعالى عبدًا صافيًا، تقيًّا نقيًّا.
سورة: المزمل - آية: 9  - جزء: 29 - صفحة: 574
﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ ﴾ [المدثر: 3]
كلُّ ما سوى الله خاضعٌ لجبروته، مُنقادٌ لسلطانه، فإذا ما عظَّمتَ ربَّك حقَّ التعظيم لم تخَف أحدًا من البشَر مهما بلغ في السَّطوة والقوَّة.
سورة: المدثر - آية: 3  - جزء: 29 - صفحة: 575
﴿إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ ﴾ [القيامة: 12]
حتى آثارُ عملك الباقية ستُسأل عنها وتُحاسَب يوم تلاقي الله، فاحرِص أن تخلِّفَ أثرًا جميلًا؛ من ذرِّيةٍ صالحة، أو صدقةٍ جارية، أو علمٍ يُنتفَع به.
سورة: القيامة - آية: 12  - جزء: 29 - صفحة: 577
﴿إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمَسَاقُ ﴾ [القيامة: 30]
يبقى الإنسان متعلِّقَ القلب بالدنيا، يرجو البقاء فيها حتى لحَظاته الأخيرة، ولكنَّه الموتُ هاذم اللذَّات، ومفرِّق الجماعات.
لا مفرَّ من قدَر الله تعالى، فهو الربُّ العظيم الذي ربَّاك ورعاك، وإنَّ الموت النازلَ بك لامحالةَ إنما هو من تصاريف ربوبيَّته، وليس لك إلا الرضا والتسليم.
سورة: القيامة - آية: 30  - جزء: 29 - صفحة: 578
﴿رَّبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا بَيۡنَهُمَا ٱلرَّحۡمَٰنِۖ لَا يَمۡلِكُونَ مِنۡهُ خِطَابٗا ﴾ [النبأ: 37]
في أهوال ذلك اليوم العصيب تتشوَّقُ نفوس المؤمنين إلى ربِّها الرحمن؛ طمعًا برأفته ورحمته التي وسعَت كلَّ شيء.
إذا كانت مجالسُ الرؤساء والكبراء يجلِّلها الوَقارُ والهيبة، فما ظنُّكم بهيبة الموقف بين يدي ملك الملوك وربِّ الأرباب؟! خابَ مَن لم يَرجُ لله وَقارًا.
سورة: النبأ - آية: 37  - جزء: 30 - صفحة: 583
﴿إِنَّ بَطۡشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ﴾ [البروج: 12]
مهما اشتدَّ بأسُ الظالمين، وعظُم بطشُ المجرمين، فإنَّ بطش ربِّك أعظمُ، و ﴿إنَّ أَخذَهُ أليمٌ شَدِيد﴾ .
سورة: البروج - آية: 12  - جزء: 30 - صفحة: 590
﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ ﴾ [الفجر: 14]
سنَّة الله تعالى واحدةٌ في المكذِّبين لرسُله، الظالمين لعباده؛ فهو راصدٌ لأعمالهم، مراقبٌ لأفعالهم، وسيَجزيهم عن سيِّئها بما يستحقُّون من عذاب بئيس.
سورة: الفجر - آية: 14  - جزء: 30 - صفحة: 593
﴿ٱقۡرَأۡ وَرَبُّكَ ٱلۡأَكۡرَمُ ﴾ [العلق: 3]
ذكرُ الكرم الربَّانيِّ إشارةٌ لطالب العلم أنَّ الله سيُعينه ويذلِّل له العقَباتِ في طريق التعلُّم، وما عليه إلا أن ينطلقَ، وسيُفاجأ بعد ذلك بروعة النتائج.
إذا وضعتَ القلمَ على القِرطاس فنتجَ منهما أصنافُ العلوم، فتأمَّل مَن الذي أجرى المعانيَ على قلبك، وأجرى العباراتِ الدالَّةَ عليها على لسانك وبنانك؟!
سورة: العلق - آية: 3  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجۡعَىٰٓ ﴾ [العلق: 8]
هو تحذيرٌ صريح لكلِّ مَن أطغاه ماله أو علمه أو منصبه؛ إنَّ مرجعَك ومآلك شئتَ أو لم تشأ إنما هو إلى الله، وهَيهاتَ أن تفرَّ من قضائه.
سورة: العلق - آية: 8  - جزء: 30 - صفحة: 597
﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ ﴾ [الكوثر: 2]
في هاتين العبادتين العظيمتين؛ الصلاة والنحر، يتجلَّى الخضوعُ لله تعالى والشَّفَقة على خَلقه بأظهر صورهما، فاللهم اجعلنا خاضعين لك محسنين إلى خلقك.
الصلاة خضوعُ القلب والجوارح لله، والنحرُ تقرُّب إلى الله بأفضل ما عند العبد من أنعام، ولذلك قرنَ بينهما في بيان كمال العبوديَّة.
سورة: الكوثر - آية: 2  - جزء: 30 - صفحة: 602


مواضيع أخرى في القرآن الكريم


الخطأ غير المقصود الأطعمة المحرمة الفقراء والمساكين أكل الربا عروج الملائكة رب المشارق اسم الله الصمد عقوبة الشرك بالله خشية الله تعالى وتقواه حكم التجارة


الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, March 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب