حديث: خلق الله آدم وضرب كتفه اليمنى واليسرى.

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ذكر أحاديث القبضتين

عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ ﷺ قال: «خلق اللَّه آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمني، فأخرج ذريّة بيضاء كأنّهم الذّرُّ، وضرب كتفه اليسرى، فأخرج ذريّةً سوداء كأنّهم الْحُمَم. فقال للذي في يمينه: إلى الجنّة ولا أُبالي، وقال للذي في كفِّه اليسرى: إلى النّار ولا أبالي».

حسن: رواه أحمد (٢٧٤٨٨) عن هيثم -وقال عبد اللَّه بن أحمد: وسمعتُه أنا منه- قال: حدّثنا أبو الرّبيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدّرداء، فذكره.

عن أبي الدّرداء، عن النّبيّ ﷺ قال: «خلق اللَّه آدم حين خلقه، فضرب كتفه اليمني، فأخرج ذريّة بيضاء كأنّهم الذّرُّ، وضرب كتفه اليسرى، فأخرج ذريّةً سوداء كأنّهم الْحُمَم. فقال للذي في يمينه: إلى الجنّة ولا أُبالي، وقال للذي في كفِّه اليسرى: إلى النّار ولا أبالي».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
الحديث الذي ذكر: حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث صحيح رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره، وهو حسن.
شرح المفردات:
* ضرب كتفه: أي مسح على ظهره أو جانبيه.
* الذر: هو النمل الصغير جدًا، شبههم به لكثرتهم ودقتهم.
* الحمم: هو الفحم الأسود المحترق، شبههم به لشدة سوادهم.
* ولا أبالي: أي لا أعترض على حكمي ولا أتوقف، فهو قضاء مبرم وحكمة بالغة.
المعنى الإجمالي للحديث:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن أمر عظيم من أمور الغيب، وهو أن الله تعالى عندما خلق أبونا آدم عليه السلام، أخرج من صلبه كل ذريته التي ستخلق إلى يوم القيامة. فجعلهم فريقين:
* فريقًا أخرجه من ظهره من جهة الكتف اليمنى، وهم أهل السعادة والطاعة، وصفهم بأنهم بيض المنظر، كأنهم النمل الدقيق في الكثرة والبياض.
* وفريقًا أخرجه من ظهره من جهة الكتف اليسرى، وهم أهل الشقاء والمعصية، وصفهم بأنهم سود المنظر، كأنهم جمر الفحم المحترق في السواد.
ثم أخبر الله تعالى عن قضائه وقدره السابق، فأنبأ آدم بمصير هذين الفريقين:
* فقال للفريق الأول (الذي في اليمين): "إلى الجنة ولا أبالي"، أي هم مصيرهم إلى الجنة بحكمتي وعدلي، ولا اعتراض لأحد على هذا الحكم.
* وقال للفريق الثاني (الذي في اليسار): "إلى النار ولا أبالي"، أي هم مصيرهم إلى النار بحكمتي وعدلي، وقد سبق علمي فيهم.
الدروس المستفادة والعبر:
1- إثبات القدر: الحديث من أعظم الأدلة على الإيمان بقدر الله تعالى السابق، حيث كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلقهم، وعلم سبحانه من يكون منهم من أهل الجنة ومن أهل النار.
2- الحكمة الإلهية: القضاء والقدر من أسرار الله في خلقه، وهو حكيم لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون. قوله (ولا أبالي) تأكيد على كمال قدرته وحكمته، وأنه لا معقب لحكمه.
3- الجمع بين القدر ومسؤولية الإنسان: لا يعني هذا الحديث أن الإنسان مجبور على فعله ولا إرادة له. بل إن للإنسان إرادة واختيارًا، وهو يفعل باختياره ما سبق في علم الله أنه سيفعله، وسيحاسب عليه. فالعبد لا يعلم أي الفريقين هو، فيجب أن يعمل بعمل أهل الجنة ويجتهد في الطاعة.
4- التسليم لله تعالى: يجب على المسلم أن يسلم لأمر الله وقضائه، ويوقن أن حكم الله هو العدل المحض، حتى لو خفيَت الحكمة عليه.
5- البشارة والإنذار: في الحديث بشارة لأهل الطاعة بأن مصيرهم الجنة، وإنذار لأهل المعصية بأن مصيرهم النار إن لم يتوبوا.
معلومات إضافية مهمة:
* هذا الحديث يشرح معنى قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا} [الأعراف: 172]. حيث أخرج الله الذرية من صلب آدم وأخذ عليهم الميثاق.
* المقصود بالبياض والسواد هنا ليس لون البشرة، بل هو بيان لحالهم ونورانيتهم أو ظلمتهم المعنوية، فأهل الإيمان وجوههم منيرة بيضاء يوم القيامة، وأهل الكفر وجوههم مسودة.
* هذا العلم السابق من الله لا يعني حرمان العبد من فرصة التوبة والتغيير، بل باب التوبة مفتوح، وقد يكتب الله في الأصل أن العبد من أهل الشقاء، ولكن بفضله ورحمته يوفقه للتوبة فيصبح من أهل السعادة.
نسأل الله تعالى أن يكتبنا من أهل اليمين، وأهل الجنة، وأن يوفقنا لطاعته ورضاه.
والله أعلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٢٧٤٨٨) عن هيثم -وقال عبد اللَّه بن أحمد: وسمعتُه أنا منه- قال: حدّثنا أبو الرّبيع، عن يونس، عن أبي إدريس، عن أبي الدّرداء، فذكره.
وإسناده حسن للكلام الذي في أبي الرّبيع.
ورواه البزّار -كشف الأستار (٢١٤٤) - عن إبراهيم، ثنا الهيثم بن خارجة بإسناده، مثله. وقال: «لا نعلمه بروي بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد، وإسناده حسن».
وقال الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ١٨٥): «رواه أحمد، والبزّار، والطّبرانيّ، ورجاله رجال الصّحيح».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1011 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلق الله آدم وضرب كتفه اليمنى واليسرى.

  • 📜 حديث: خلق الله آدم وضرب كتفه اليمنى واليسرى.

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خلق الله آدم وضرب كتفه اليمنى واليسرى.

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خلق الله آدم وضرب كتفه اليمنى واليسرى.

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خلق الله آدم وضرب كتفه اليمنى واليسرى.

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب