حديث: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب ما جاء في امتحان أصحاب الأعذار ممن لم تبلغه الدّعوة، أو مات في فترة، أو غير ذلك

عن أبي هريرة، أنّ النبيّ ﷺ قال: «أربعة يوم القيامة -يعني يدلون على اللَّه عز وجل بحجّة-: رجل أصمّ لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة. فأمّا الأصمّ فيقول: ربّ قد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا، وأمّا الأحمق
فيقول: ربّ لقد جاء الإسلام والصِّبيان يخذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: ربّ لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا. وأمّا الذي مات في فترة فيقول: ربّ ما أتاني الرّسول، فيأخذ مواثيقهم لَيُطيعُنَّه ويرسل إليهم أن ادخلوا النّار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها ما كانت عليهم إلّا بردًا وسلامًا».

حسن: رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (٣/ ٩١٠ - ٩١١) بإسناده عن علي بن عبد اللَّه، نا معاذ، نا أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، فذكر نحوه.

عن أبي هريرة، أنّ النبيّ ﷺ قال: «أربعة يوم القيامة -يعني يدلون على اللَّه ﷿ بحجّة-: رجل أصمّ لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة. فأمّا الأصمّ فيقول: ربّ قد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا، وأمّا الأحمق
فيقول: ربّ لقد جاء الإسلام والصِّبيان يخذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: ربّ لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا. وأمّا الذي مات في فترة فيقول: ربّ ما أتاني الرّسول، فيأخذ مواثيقهم لَيُطيعُنَّه ويرسل إليهم أن ادخلوا النّار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها ما كانت عليهم إلّا بردًا وسلامًا».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن ينفعنا جميعاً بفهم حديث رسول الله ﷺ.
الحديث الشريف:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنّ النبيّ ﷺ قال: «أربعة يوم القيامة -يعني يدلون على اللَّه عز وجل بحجّة-: رجل أصمّ لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة. فأمّا الأصمّ فيقول: ربّ قد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا، وأمّا الأحمق فيقول: ربّ لقد جاء الإسلام والصِّبيان يخذفونني بالبعر، وأما الهرم فيقول: ربّ لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا. وأمّا الذي مات في فترة فيقول: ربّ ما أتاني الرّسول، فيأخذ مواثيقهم لَيُطيعُنَّه ويرسل إليهم أن ادخلوا النّار، فوالذي نفس محمد بيده لو دخلوها ما كانت عليهم إلّا بردًا وسلامًا».


1. شرح المفردات:


● يدلون على الله بحجة: يُقدّمون حجتهم واعتراضهم أمام الله تعالى ليبيّنوا عذرهم في عدم الإيمان.
● أصم: الأصم هو الذي فقد حاسة السمع.
● أحمق: الأحمق هو قليل العقل، الذي لا يتمكن من التمييز بين الأمور أو فهمها.
● هرم: الهرم هو الشيخ الكبير في السن الذي بلغ أرذل العمر، وذهبت قواه العقلية.
● مات في فترة: الفترة هي المدة الزمنية التي تنقطع فيها الرسالة بين نبي وآخر. فمات في زمن لم يبعث فيه نبي.
● يخذفونني بالبعر: يرمونني بروث الحيوان (البعر) استهزاءً به وسخرية.
● مواثيقهم: عهودهم ووعودهم التي أخذها الله عليهم.
● بردًا وسلامًا: أي أن النار ستكون عليهم باردة لا تحرق، وآمنة لا تؤذي.


2. المعنى الإجمالي للحديث:
يخبرنا النبي ﷺ عن أربعة أصناف من الناس سيقدمون يوم القيامة حججهم أمام الله تعالى، معتذرين عن عدم إيمانهم وطاعتهم بأنهم لم تبلغهم الدعوة أو لم يتمكنوا من فهمها بسبب عائقٍ منعهم.
هؤلاء الأصناف هم:
● الأصم: الذي لم يسمع دعوة الإسلام أصلاً.
● الأحمق: الذي بلغته الدعوة لكن عقله لم يسمح له بفهمها والتمييز بين الحق والباطل.
● الهرم (الكبير في السن): الذي بلغته الدعوة لكنه كان في حالة شيخوخة متقدمة أذهبت عقله وأفقدته تمييزه.
● الذي مات في فترة: الذي عاش ومات في زمن انقطاع الوحي بين نبيين، فلم تبلغه رسالة سماوية.
يقدم كل واحد منهم حجته لله عز وجل، فيقبل الله عذرهم. ثم يختبرهم الله تعالى اختباراً عملياً؛ فيأخذ عليهم عهداً ووعداً بأنهم إذا أمروا بأمر سيطيعون، ثم يأمرهم بدخول النار. ويمتثلون للأمر، فإذا دخلوها - تصبح عليهم برداً وسلاماً، أي لا تحرقهم ولا تؤذيهم، وذلك بسبب طاعتهم لله وامتثالهم لأمره.


3. الدروس المستفادة منه:


1- عدل الله المطلق: الحديث دليل واضح على عدل الله تعالى، حيث لا يعذب أحداً إلا بعد إقامة الحجة عليه وبلوغ الدعوة له. فمن لم تبلغه الدعوة، أو كان لديه عذر حقيقي يمنعه من فهمها، فإن الله يحاسبه بحسب حاله.
2- اختبار الإيمان بالطاعة: الامتحان الحقيقي للإيمان هو الطاعة العمياء لأمر الله، حتى لو كان الأمر في ظاهره صعباً أو مخيفاً (كالدخول إلى النار). الطاعة هي غاية الخضوع والعبودية لله.
3- قبول الأعذار الشرعية: الإسلام يراعي الأعذار الحقيقية التي تمنع الإنسان من أداء التكليف، كالجنون والعته وعدم بلوغ الدعوة.
4- النار مطيعة لله: النار خلق من خلق الله، وهي تأتمر بأمره، فتكون عقاباً وعذاباً للعاصين، وتكون برداً وسلاماً للمطيعين إذا أمرها الله بذلك، كما حدث لأبراهيم عليه السلام.
5- عظمة الامتثال لأمر الله: طاعة الله ورسوله هي سبيل النجاة، حتى لو لم ندرك الحكمة من الأمر في اللحظة الأولى.


4. معلومات إضافية مفيدة:


● مصدر الحديث: رواه الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. وهو حسن.
● معنى "الفترة": أشهر أمثلة الفترات الزمنية بين الرسل: الفترة بين عيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام.
● الفرق بين الأحمق والمجنون: الأحمق قد يكون فيه بقية من عقل، لكنه ضعيف التمييز، بخلاف المجنون الذي ذهب عقله بالكلية.
● هذا الحديث خاص بأهل الفترة: وهو دليل على أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصى دخل النار. وهذا من عدل الله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يفقهنا في ديننا، ويوفقنا لطاعته.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البيهقيّ في القضاء والقدر (٣/ ٩١٠ - ٩١١) بإسناده عن علي بن عبد اللَّه، نا معاذ، نا أبي، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، فذكر نحوه.
ورواه الإمام أحمد (١٦٣٠٢) عن علي بن عبد اللَّه، بإسناده، وقال في آخره: «فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا، ومن لم يدخلها يُسحب إليها».
قال البيهقيّ: «هذا إسناد صحيح. ورُوي بإسناد آخر فيه ضعف».
قال الأعظمي: الصّواب أنّ إسناده حسن من أجل الكلام في معاذ وهو ابن هشام الدّستوائيّ غير أنه حسن الحديث، وقد احتجّ به الشّيخان.
وقتادة وإن كان مدلِّسًا إلّا أنّ سماعه من الحسن ثابت.
وأمّا الحسن فعنعن عن أبي رافع وهو نُفيع الصّائغ من التابعين من أقرانه، وإنّما يُخشى من تدليسه -إذا عنعن- عن الصّحابة.
وأمّا قول البيهقيّ: «ورُوي بإسناد آخر فيه ضعف». فلعلّه يشير إلى ما رواه حمّاد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّه ﷺ: «أربعة كلّهم يُدلي على اللَّه يوم القيامة بحجّة وعذر. رجل مات في الفترة، ورجل أدركه الإسلام هرمًا، ورجل أصمّ أبكم، ورجل معتوه، فيبعث اللَّه إليهم ملكًا رسولًا فيقول: اتبعوه، فيأتيهم الرسول فيؤجّج لهم نارًا، ثم يقول: اقتحموها، فمن اقتحمها كانت عليه بردًا وسلامًا، ومن لا حقَّتْ عليه كلمةُ العذاب».
رواه ابن أبي عاصم في «السنة» (٤٠٤) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حماد بن سلمة، بإسناده.
وفيه علي بن زيد وهو ابن جدعان ضعيف.
ويشهد له حديث الأسود بن سريع نحوه.
رواه الإمام أحمد (١٦٣٠١) عن علي، حدّثنا معاذ بن هشام، قال: حدّثني أبي، عن قتادة، عن الأحنف بن قيس، عن الأسود بن سريع، فذكر نحوه.
قتادة مدلِّس وقد عنعن، فإن كان ولد في البصرة سنة (٦٠ هـ)، وتوفي الأحنف سنة (٦٧ هـ) فمن المستبعد سماعه منه.
وقال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٢١٦) -بعد أن ذكر حديث الأسود بن سريع، وحديث أبي
هريرة-: «هذا لفظ أحمد، ورجاله في طريق الأسود بن سريع وأبي هريرة رجال الصّحيح، وكذلك رجال البزّار فيهما».
قال الأعظمي: وهو كما قال لولا خشية الانقطاع بين قتادة والأحنف بن قيس لحكمتُ على حديث الأسود بن سريع بالحسن، كما حكمتُ على حديث أبي هريرة.
ويشهد له أيضًا حديث أنس مرفوعًا: «يؤتى بأربعةٍ يوم القيامة: بالمولود، وبالمعتوه، وبمن مات في الفترة، وبالشّيخ الفاني كلّهم يتكلّم بحجّته، فيقول الرّبُّ تبارك وتعالى لعُنُقٍ من النّار: ابرُزْ، فيقول لهم: إنّي كنتُ أبعثُ إلى عبادي رسلًا من أنفسهم، وإني رسول نفسي إليكم، ادخلوا هذه، فيقول من كُتب عليه الشّقاء: يا ربّ، أين ندخلها ومنها كُنّا نفِرُّ! قال: ومَنْ كُتِب عليه السّعادةُ يَمْضي فيقتحمُ فيها مُسْرعًا. قال: فيقول تبارك وتعالى: أنتم لرسلي أشدُّ تكذيبًا ومعصية، فيُدخل هؤلاء الجنّة، وهؤلاء النّار».
رواه أبو يعلى، والبزّار بنحوه. قال الهيثمي في «المجمع» (٧/ ٢١٦): «وفيه ليث بن أبي سُليم وهو مدلِّس، وبقية رجال أبي يعلى رجال الصّحيح».
ومن طريقه رواه البيهقي في القضاء والقدر (٣/ ٩١١).
قال الأعظمي: ليث بن أبي سليم هو ابن زُنيم لم أجد مَنْ وصفه بالتدليس إلّا أنّ أهل العلم مجمعون على تضعيفه. وليَّن فيه الحافظ القول فقال: «صدوق اختلط أخيرًا، ولم يتميّز حديثه فترك». فلعلّه وصفه بصدوق لصلاحه وعبادته، وإلّا فهو ضعيف الحديث مضطرب الحديث، وبعد اختلاطه يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، ويأتي عن الثّقات بما ليس من حديثهم -أي من أجل الاختلاط- ولم يثبت أنه تعمّد ذلك.
ورُوي أيضًا عن أبي سعيد الخدريّ.
رواه البزّار، وفيه عطية، وهو ضعيف كما قال الهيثميّ.
ورُوي أيضًا عن معاذ بن جبل.
«رواه الطبراني في الأوسط، والكبير، وفيه عمرو بن واقد، وهو متروك عند البخاريّ وغيره، ورُمي بالكذب. وقال محمد بن المبارك الصّوريّ: كان يتبع السّلطان، وكان صدوقًا، وبقية رجال الكبير رجال الصّحيح». كذا قال الهيثميّ في «المجمع».

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1007 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة

  • 📜 حديث: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: رجل أصم لا يسمع، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب