حديث: خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن اللَّه ألقى نورَه على خلقه فمن أصابه اهتدى، ومن أخطأه ضلَّ

عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنّ اللَّه عز وجل خلق خلقَه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النّور اهتدى، ومن أخطأه ضلّ».

صحيح: رواه الترمذيّ (٢٦٤٤) عن الحسن بن عرفة، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو الشّيبانيّ، عن عبد اللَّه بن الدّيلميّ، قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو، فذكر الحديث.

عن عبد اللَّه بن عمرو، قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «إنّ اللَّه ﷿ خلق خلقَه في ظلمة، فألقى عليهم من نوره، فمن أصابه من ذلك النّور اهتدى، ومن أخطأه ضلّ».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن ينفعنا وإياك بالعلم النافع.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه، وهو حسن. وهو حديث يمس صميم قضية الهداية والضلال، وعلاقة الإنسان بربه.

أولاً. شرح المفردات:


● خلق خَلْقَهُ: أي أوجد الله تعالى مخلوقاته من البشر.
● في ظُلْمَةٍ: أي في ظلمة الجهل والكفر والغيبة عن معرفة الله الحق.
● فألقى عَلَيْهِمْ مِن نُورِهِ: أي أرشدهم وهداهم بواسطة الوحي والرسل والكتب المنزلة، وهذا النور هو نور الهداية والإيمان.
● فَمَنْ أَصَابَهُ مِنْ ذَلِ النُّورِ اهْتَدَى: أي من قبل هذا النور وآمن به وعمل به، فقد نال الهداية وسلك الطريق المستقيم.
● وَمَنْ أَخْطَأَهُ ضَلَّ: أي من أعرض عن هذا النور وكفر به ورفضه، فقد اختار الضلال وحاد عن الصراط المستقيم.

ثانياً. المعنى الإجمالي للحديث:


يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى خلق البشر جميعاً في أصل الفطرة جاهلين بالحق، غارقين في ظلمة الجهل والكفر، ثم منّ عليهم بنور الهداية الذي أرسله مع رسله وأنزله في كتبه. فمن شكر هذه النعمة وقبل هذا النور وآمن بالله ورسله، فقد اهتدى إلى الحق ونجا. ومن كفر به وأعرض عنه، فقد بقي في ظلمته وضلاله، وهو بذلك قد ظلم نفسه.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- الهداية بيد الله تعالى وحده: فهو الذي يمنّ بها على من يشاء من عباده، وهي نعمة عظمة لا يقدر قدرها إلا الله.
2- أهمية السعي لطلب الهداية: يجب على العبد أن يجتهد في طلب هذا النور بالتعلق بالله ودعائه، كما في الدعاء المأثور: "اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه".
3- التفريق بين الهداية العامة والخاصة: النور الذي ألقاه الله هو الهداية العامة للخلق (الوحي والرسل)، ولكن قبوله والاستجابة له هو الهداية الخاصة التي ينالها المؤمن.
4- العدل الإلهي: الضلال هو نتيجة اختيار الإنسان وإعراضه، وليس جبراً من الله، فالله قد بين الطريق وأرسل الرسل وأنزل الكتب، فمن ضل بعد ذلك فباختياره.
5- حكمة الله في خلقه: في اختلاف الناس بين مهتديٍ وضال، وهو من السنن الكونية التي أرادها الله لحكمة يعلمها.

رابعاً. معلومات إضافية:


- هذا الحديث يدخل في باب الإيمان بالقدر، خيره وشره، وهو من أركان الإيمان الستة. فنور الهداية من الله وهو الخير، والضلال بمشيئة الله لحكمة، وهو الشر الذي يجازي الله عليه العبد بسبب اختياره.
- يستحب للإنسان أن يكثر من الدعاء بالثبات على الهداية، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على دعاء: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل نوره، المتبعين لهداه، الثابتين على دينه حتى نلقاه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه الترمذيّ (٢٦٤٤) عن الحسن بن عرفة، حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن أبي عمرو الشّيبانيّ، عن عبد اللَّه بن الدّيلميّ، قال: سمعت عبد اللَّه بن عمرو، فذكر الحديث.
وهذا إسناد حسن؛ لأنّ إسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهذه منها. وقال الترمذيّ: «هذا حديث حسن».
ورواه الإمام أحمد (٦٦٤٤)، وصحّحه ابن حبان (٦١٦٩)، والحاكم (١/ ٣٠)، والبيهقيّ في القضاء والقدر (١/ ٢٥٧) كلّهم من وجه آخر عن الأوزاعيّ، قال: حدّثني ربيعة بن يزيد، عن عبد اللَّه الدّيلميّ، فذكر أحاديث منها هذا الحديث.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، قد تداوله الأئمّة، وقد احتجّا بجميع رواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علّة».
ورواه أيضًا الإمام أحمد (٦٨٥٤)، والبزّار -كشف الأستار (٢١٤٥) - بإسنادين مختلفين عن عبد اللَّه بن عمرو، ولعلّه إليه يشير الهيثميّ في «المجمع» (٧/ ١٩٣ - ١٩٤) بقوله: «رواه أحمد بإسنادين، والبزار والطبرانيّ، ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات».
قال الأعظمي: إلّا أنّ الحديث ليس على شرطه.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 1008 من أصل 1075 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره

  • 📜 حديث: خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: خلق خلقه في ظلمة فألقى عليهم من نوره

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب