حديث: لا رقية إلا في عين أو حمة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الرقية من الحُمَة وهي السم، ويقال أيضا لدغة العقرب والحية

عن عمران بن حصين، عن النبي ﷺ قال: «لا رقية إلا في عين أو حمة».

صحيح: رواه أبو داود (٣٨٨٤)، وأحمد (١٩٩٠٨) كلاهما من طريق مالك بن مغول-،
والترمذي (٢٠٥٧) من طريق سفيان (هو ابن عيينة) - كلاهما من طريق حصين (هو ابن عبد الرحمن السلمي)، عن الشعبي، عن عمران بن حصين فذكره مرفوعا.

عن عمران بن حصين، عن النبي ﷺ قال: «لا رقية إلا في عين أو حمة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث شريف رواه الإمام أبو داود في سننه، والإمام الترمذي، والإمام النسائي، وغيرهم عن الصحابي الجليل عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَا رُقْيَةَ إِلَّا مِنْ عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ».
وفي رواية أخرى: «لَا رُقْيَةَ إِلَّا فِي عَيْنٍ أَوْ حُمَةٍ».


أولاً: شرح المفردات:
* الرُّقْيَة: (بضم الراء) هي العوذة التي يُرقى بها صاحب الآفة، كالمرض أو العين أو لدغة العقرب، وتكون بكلمات من القرآن الكريم أو الأدعية النبوية المشروعة.
* العَيْن: المقصود بها هنا العين النافسة، أي التي تصيب الإنسان بإذن الله بسبب حسد أو إعجاب شديد من الناظر.
* الحُمَة: (بضم الحاء) هي لدغة ذات السُمِّ، كالعقرب أو الثعبان أو غيرها من الهوام المؤذية.


ثانياً: شرح الحديث ومعناه:
هذا الحديث لا يُفهم على ظاهره الذي قد يوحي بتحريم الرقية مطلقاً إلا في هاتين الحالتين، فهذا فهم خاطئ. فقد ثبتت مشروعية الرقية للعديد من الأمراض في نصوص أخرى.
والمعنى الصحيح للحديث الذي عليه جمهور العلماء هو:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر على من ادعى أن هناك رُقى معينة لا تصلح إلا لأمراض محددة، أو أن بعض الرقى تكون نافعة لجميع الأمراض. فجاء الحديث ليبين أن أكثر الرقى نفعاً وأظهرها تأثيراً هي الرقية من عين أو حمة (لدغة). أي أن أفيد الرقى وأنجعها هي التي تستعمل لهذين الأمرين بالذات.
وهذا من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل، أو من باب الحث على هاتين المسألتين لشدة الحاجة إليهما وكثرة حدوثهما.
ويؤيد هذا التفسير ويؤكده:
1- أحاديث أخرى أباحت الرقية بشكل عام: مثل حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في قصة الرجل الذي رقى سيد الحي بلدغة العقرب بسورة الفاتحة، فأقرّه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: «وما أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ». (متفق عليه). وهذا دليل على مشروعية الرقية للحمة.
2. وكذلك حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله، فيمسح بيده اليمنى ويقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ الْبَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا». (متفق عليه). وهذا عام لجميع الأمراض.
3- فهم الصحابة للحديث: فقد كان الصحابة يرقون من各種 الأمراض، ولم يفهموا من الحديث التحريم.
فالحديث إذن ليس نهياً عن الرقية مطلقاً، بل هو تخصيص لأفضل أنواعها وأنجعها، ورد على من توسع فيها بغير دليل.


ثالثاً: الدروس المستفادة والفقه في الحديث:
1- مشروعية الرقية بالقرآن والأدعية النبوية: للعين والحمة ولغيرها من الأمراض، مع التوكل على الله تعالى والاعتقاد أن الشفاء بيده وحده.
2- بيان شدة خطر العين والحمة: وأنهما من الأمور التي تحتاج إلى علاج سريع وناجع بالرقية الشرعية.
3- النهي عن التطير والتشاؤم من الرقى: أو الاعتقاد في رقى معينة دون غيرها دون دليل من الشرع.
4- الرد على الدجالين والمشعوذين: الذين يدَّعون علم الرقى لكل شيء، ويخدعون الناس بادعاءات كاذبة. فالرقية الشرعية مبنية على التوسل إلى الله بكلامه أو بصفاته أو بالأدعية المأثورة.
5- التوسط والاعتدال في الأمور: فلا نغلو في الرقية ونعتقد أنها تؤثر بذاتها، ولا نهملها完全ًا مع الحاجة إليها.


رابعاً: معلومات إضافية مهمة:
* شروط الرقية الشرعية: أن تكون بكلام الله تعالى، أو بأسمائه وصفاته، أو بالأدعية المأثورة بلغة مفهومة، مع اعتقاد أن النافع والضار هو الله تعالى.
* تحريم الرقية المحرمة: وهي التي تشتمل على شرك، أو طلاسم مجهولة، أو استغاثة بغير الله، أو رُقى بغير العربية لا يُعرف معناها.
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من كل سوء، وأن يشفى مرضى المسلمين، وأن يرزقنا الفقه في دينه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أبو داود (٣٨٨٤)، وأحمد (١٩٩٠٨) كلاهما من طريق مالك بن مغول-،
والترمذي (٢٠٥٧) من طريق سفيان (هو ابن عيينة) - كلاهما من طريق حصين (هو ابن عبد الرحمن السلمي)، عن الشعبي، عن عمران بن حصين فذكره مرفوعا. وإسناده صحيح.
ورواه البخاري في الطب (٥٧٠٥) من طريق ابن فضيل، عن حصين به موقوفا، والحكم لمن رفع.
وقوله: «لا رقية إلا في عين أو حمة» لم يرد نفي جواز الرقية في غيرهما، بل معنى الحديث: لا رقية أولى وأنفع من رقيتهما كما يقال: لا فتى إلا علي.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 47 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: لا رقية إلا في عين أو حمة

  • 📜 حديث: لا رقية إلا في عين أو حمة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: لا رقية إلا في عين أو حمة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: لا رقية إلا في عين أو حمة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: لا رقية إلا في عين أو حمة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب