سحر رسول الله ﷺ لبيد بن الأعصم

حديث: سحر رسول الله ﷺ لبيد بن الأعصم

عن عائشة قالت: سحر رسول الله ﷺ رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله ﷺ يخيل إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم -أو ذات ليلة- وهو عندي، لكنه دعا ودعا ثم قال: «يا عائشة! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة، وجف طلع نخلة ذكر قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان».
فأتاها رسول الله ﷺ في ناس من أصحابه فجاء فقال: «يا عائشة! كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين» قلت: يا رسول الله! أفلا استخرجته؟ قال: «قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا، فأمر بها فدفنت».

صحيح: رواه البخاري في الطب (٥٧٦٣) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فأقدم لكم شرحًا وافيًا لحديث السحر الوارد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، معتمدًا على كبار شراح الحديث من أهل السنة والجماعة.

الحديث بصيغته:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: سُحِرَ رسول الله ﷺ رجل من بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله ﷺ يُخَيَّلُ إليه أنه كان يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم -أو ذات ليلة- وهو عندي، لكنه دعا ودعا ثم قال: «يا عائشة! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال: مطبوب قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة، وجف طلع نخلة ذكر قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان». فأتاها رسول الله ﷺ في ناس من أصحابه فجاء فقال: «يا عائشة! كأن ماءها نقاعة الحناء أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين» قلت: يا رسول الله! أفلا استخرجته؟ قال: «قد عافاني الله فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا، فأمر بها فدفنت».

1. شرح المفردات:

● سُحِرَ: أُصيب بالسحر.
● بني زريق: قبيلة من اليهود في المدينة.
● يُخَيَّلُ إليه: يتراءى له ويتوهم.
● مطبوب: مسحور (من الطِّبّ بمعنى السحر).
● مشط ومشاطة: المشط أداة التسريح، والمشاطة ما يسقط من الشعر عند التسريح.
● جف طلع نخلة ذكر: القشرة اليابسة من غلاف النخل المذكر.
● بئر ذروان: بئر معروفة في المدينة.
● نقاعة الحناء: ماء الحناء بعد نقعها.
● أثور: أثير وأحدث.
● فدفنت: أُغلقت البئر وطُمست.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث من أصح الأحاديث الثابتة في البخاري ومسلم، وهو دليل على وقوع السحر على النبي ﷺ، وقد أجمع أهل السنة على قبوله والعمل به.
القصة: قام يهودي من بني زريق يسمى لبيد بن الأعصم بسحر النبي ﷺ، حيث أخذ آثارًا من النبي ﷺ (شعره من المشط) ووضعها مع سحره في جف طلع نخلة، ثم وضع ذلك في بئر ذروان. وكان تأثير السحر يظهر في صورة تخييل للنبي ﷺ حيث كان يخيل إليه أنه فعل شيئًا ولم يفعله.
الشفاء: شكا النبي ﷺ إلى ربه، فأرسل الله إليه ملكين كشفا له حقيقة السحر ومكانه. ثم ذهب النبي ﷺ بأصحابه إلى البئر، واستخرجوا السحر، فشفي بإذن الله.
موقف النبي ﷺ الحكيم: عندما رأى النبي ﷺ تأثير السحر في ماء البئر، أمر بدفن البئر وعدم إثارة الفتنة بين الناس، مع أنه قد شفي تمامًا.

3. الدروس المستفادة:

● صدق الحديث: الحديث صحيح ثابت، وهو من معجزات النبي ﷺ حيث كشف الله له الغيب.
● بشرية النبي ﷺ: وهو بشر يصيبه ما يصيب البشر، ولكن الله يحفظه ويحميه.
● جواز العلاج من السحر: واستخراجه وإبطاله.
● حكمة النبي ﷺ: حيث لم ينتقم من الساحر، بل دفن البئر evitando إثارة الفتنة.
● التوكل على الله: فالنبي ﷺ لم يعتمد على الأسباب فقط، بل دعا ربه فاستجاب له.

4. معلومات إضافية:

- اختلف العلماء في مدة استمرار السحر، والأرجح أنه استمر فترة ثم شفي النبي ﷺ.
- السحر له تأثير حقيقي كما في هذا الحديث، وهو من الأمور الثابتة في الإسلام.
- قصة هذا الحديث تظهر عناية الله بنبيه، حيث كشف له الحالة وهداه إلى العلاج.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الطب (٥٧٦٣) عن إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى بن يونس، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
وقع الخلاف بين رواية سفيان بن عيينة وبين رواية عيسى بن يونس، ففي رواية سفيان: «فأمر به النبي ﷺ فأخرج» وفي رواية عيسى بن يونس قلت: يا رسول الله! أفلا استخرجته؟
وفي رواية سفيان: فهلا نشرت؟ وليس في رواية عيسى بن يونس ذكر النشرة.
وليس في رواية سفيان ذكر الدفن في البئر، وفي رواية عيسى بن يونس فأمر بها فدُفنت.
أقول وبالله التوفيق قوله: في رواية سفيان: فأمر به النبي ﷺ فأخرج هذا أصح من رواية يونس لأن إخراج السحر هو الأصل لإزالته، وكذا في رواية ابن جريج عن هشام أيضا.
وقوله في رواية عيسى بن يونس: أفلا استخرجته لعله كان في أول الأمر.
ثم في رواية سفيان كان السؤال عن النشرة فأجاب بلا، ولم يكن في رواية عيسى بن يونس السؤال عن النشرة.
وفي رواية عيسى بن يونس ذكر الدفن في البئر، وعدم الذكر في رواية سفيان لا يستلزم عدم الدفن.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 54 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سحر رسول الله ﷺ لبيد بن الأعصم

📜 حديث: سحر رسول الله ﷺ لبيد بن الأعصم

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: سحر رسول الله ﷺ لبيد بن الأعصم

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: سحر رسول الله ﷺ لبيد بن الأعصم

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: سحر رسول الله ﷺ لبيد بن الأعصم

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية