حديث: سحر النبي ﷺ حتى يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن للسحر حقيقة

عن عائشة، قالت: سحر النبي ﷺ حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثم قال: «أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه» قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان».
قال: فذهب النبي ﷺ في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخل، ثم رجع إلى عائشة فقال: «والله! لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين» قلت: يا رسول الله! أفأخرجته؟ قال: «لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا» وأمر بها فدفنت.

متفق عليه: رواه البخاري في الطب (٥٧٦٦) عن عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.

عن عائشة، قالت: سحر النبي ﷺ حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي، دعا الله ودعاه، ثم قال: «أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه» قلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: «جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال: فيما ذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر ذي أروان».
قال: فذهب النبي ﷺ في أناس من أصحابه إلى البئر، فنظر إليها وعليها نخل، ثم رجع إلى عائشة فقال: «والله! لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين» قلت: يا رسول الله! أفأخرجته؟ قال: «لا، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا» وأمر بها فدفنت.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإن حديث السحر الذي حصل للنبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث العظيمة التي تحمل دروسًا وعبرًا، وفيما يلي شرحه وفقًا لكتب أهل السنة والجماعة:

1. شرح المفردات:


● سحر: عمل سحري مؤثر.
● ليخيل إليه: يظن ويتوهم.
● مطبوب: مسحور.
● لبيد بن الأعصم: يهودي من بني زريق.
● مشط ومشاطة: المشط هو أداة التسريح، والمشاطة هي الشعر المتساقط منه.
● جف طلعة ذكر: الجف هو قشرة الطلع، والطلعة هي الغلاف الذي فيه النخل، والذكر: نوع من النخل.
● بئر ذي أروان: اسم بئر معروفة.
● نقاعة الحناء: ماء الحناء بعد نقعه.
● أثور: أحدث وأسبب.


2. شرح الحديث:


حدثت قصة السحر للنبي صلى الله عليه وسلم، حيث سحره لبيد بن الأعصم اليهودي، فكان يخيل إليه أنه يفعل أشياء ولم يفعلها فعلاً، وهذا من تأثير السحر. ثم في يوم من الأيام بينما كان عند عائشة رضي الله عنها، دعا الله تعالى أن يشفيه ويبين له حقيقة ما به، فأرسل الله إليه ملكين في صورة رجلين، جلس أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه، وتحدثا عن سبب مرضه، وأنه سحر من لبيد بن الأعصم، وأن السحر موضوع في بئر ذي أروان داخل مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر. فذهب النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض أصحابه إلى البئر، ورأى أن ماءها متغير اللون كأنه نقاعة الحناء، وأن النخل حولها كأنه رؤوس الشياطين لشدة قبح المنظر. ثم أمر بدفن البئر وعدم إخراج السحر حتى لا يؤذي الناس.


3. الدروس المستفادة منه:


● جواز العلاج والاستشفاء من الأمراض: فقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليكشف له ما به.
● أن السحر حقيقة وله تأثير: لكنه لا يستقل بتأثير إلا بإذن الله تعالى.
● عظمة النبي صلى الله عليه وسلم وأخلاقه: حيث لم ينتقم من اليهودي الذي سحره، بل عفا وصبر، وشفاه الله.
● الحكمة في التعامل مع الشر: حيث أمر بدفن البئر خوفًا من أن يؤذي السحر الآخرين.
● التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب: حيث ذهب إلى البئر وأمر بدفنها.


4. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، وهما أصح الكتب بعد القرآن.
- السحر من الكبائر، وهو من أعمال الشياطين، وقد قال الله تعالى: {وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102].
- ينبغي للمسلم أن يحذر من السحر والسحرة، وأن يلتجئ إلى الله بالرقية الشرعية والدعاء.
- قصة هذا الحديث تدل على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أخبره الله بالغيب من خلال الملكين.

أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعيذنا من شر السحر والسحرة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاري في الطب (٥٧٦٦) عن عبيد بن إسماعيل، حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرته.
ورواه مسلم في السلام (٢١٨٩) عن أبي كريب، حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: سُحر رسول الله ﷺ، وساق أبو كريب الحديث بقصتيه نحو حديث ابن نمير وقال فيه: فذهب رسول الله ﷺ إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل وقالت: قلت: يا رسول الله! فأخرجه ولم يقل: أفلا أحرقتَه، ولم يذكر: فأمرت بها فدُفنت.
وقوله: «لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق»، والصواب كما في رواية سفيان وغيره: لبيد
ابن الأعصم رجل من بني زريق، حليف ليهود؛ لأن بني زريق بطن مشهور من الخزرج فقيل: اليهودي من أجل الحلف لا أنه كان على دين اليهود.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 55 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سحر النبي ﷺ حتى يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله

  • 📜 حديث: سحر النبي ﷺ حتى يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سحر النبي ﷺ حتى يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سحر النبي ﷺ حتى يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سحر النبي ﷺ حتى يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب