حديث: سحر النبي ﷺ رجل من اليهود

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب أن للسحر حقيقة

عن زيد بن أرقم قال: سحر النبي ﷺ رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما فأتاه جبريل عليه السلام فقال: إن رجلا من اليهود سحرك، عقد لك عقدا في بئر كذا وكذا، فأرسل رسول الله ﷺ فاستخرجوها فجيء بها، فقام رسول الله ﷺ كأنما نشط من عقال فما ذكر ذلك لذلك اليهودي، ولا رآه في وجهه قط.

صحيح: رواه النسائي (٤٠٨٠)، وأحمد (١٩٢٦٧) كلاهما من حديث أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم فذكره.

عن زيد بن أرقم قال: سحر النبي ﷺ رجل من اليهود فاشتكى لذلك أياما فأتاه جبريل ﵇ فقال: إن رجلا من اليهود سحرك، عقد لك عقدا في بئر كذا وكذا، فأرسل رسول الله ﷺ فاستخرجوها فجيء بها، فقام رسول الله ﷺ كأنما نشط من عقال فما ذكر ذلك لذلك اليهودي، ولا رآه في وجهه قط.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري في صحيحه (رقم 5765) ومسلم (رقم 2189) عن الصحابي الجليل زيد بن أرقم رضي الله عنه، وهو حديث صحيح متفق عليه.

أولاً. شرح المفردات:


● سَحَرَ النبيَّ ﷺ: أي عمل له سحراً ليؤذيه ويضره.
● اشْتَكَى لذلك أياماً: أي أصابه مرض وألم بسبب ذلك السحر.
● عَقَدَ لَكَ عُقَداً: أي صنع سحراً بواسطة عقدٍ في حبل أو خيط، وهو من طرق السحرة.
● في بِئْرٍ كَذَا وَكَذَا: أي في بئر معينة، وكررها الراوي تحفظاً لعدم ذكر اسمها.
● نُشِطَ مِن عِقَال: مثل يُضرب للانطلاق والتحرر من قيد ثقيل. والعقال: الحبل الذي يُربط به البعير.

ثانياً. شرح الحديث:


يخبرنا الصحابي زيد بن أرقم رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود -واسمه لبيد بن الأعصم كما في روايات أخرى- قام بسحر النبي صلى الله عليه وسلم، فأصاب النبي صلى الله عليه وسلم مرض ووجع بسبب هذا السحر استمر عدة أيام.
ثم جاء جبريل عليه السلام بوحي من الله تعالى وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمكان السحر وتفاصيله، وأنه موجود في بئر معينة على شكل عقدٍ معقودة في مشط ومشاقة (خيوط). فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه إلى تلك البئر، فاستخرجوا السحر وأتوا به.
فلما أُخرج السحر وُجدت فيه إحد عشرة عقدة، فأنزل الله تعالى المعوذات (سورتي الفلق والناس) وكان النبي صلى الله عليه وسلم كلما قرأ آية انحلت عقدة، حتى انحلت جميع العقد وشُفي النبي صلى الله عليه وسلم تماماً، فقام وكأنما أُطلق من قيد كان يعوقه، وذلك لزوال الألم والمرض.
ولم يقم النبي صلى الله عليه وسلم بمعاقبة ذلك اليهودي أو مؤاخذته، لا بالقول ولا بالفعل، مما يدل على عظيم خلقه وصبره وحلمه صلى الله عليه وسلم.

ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:


1- بشريَّة النبي صلى الله عليه وسلم: فهو بشر يُصيبه ما يصيب البشر من المرض والأذى، ولكن الله تعالى يتولى حمايته ونصره.
2- عِصْمَةُ النبيِّ ﷺ من التَّأثُّرِ الباطني بالسِّحْر: فالسحر لم يؤثر في عقله أو قلبه أو رسالته، بل كان تأثيراً جسمانياً مؤقتاً بأمر الله لحكمة.
3- قُدْرَةُ الله تعالى وحفظه لنبيه: حيث كشف الله له الأمر وأرشده إلى العلاج.
4- مشروعية الرقية والاستعاذة بالله: وكان العلاج بقراءة المعوذات، وهما من القرآن.
5- الحلم والعفو عند المقدرة: من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم حيث لم ينتقم من ذلك اليهودي.
6- تحريم السحر وخطره العظيم: وهو من كبائر الذنوب، وقد يكون كفراً.
7- أن السحر له حقيقة وتأثير: بإذن الله تعالى، وليس مجرد خيال أو شعوذة.

رابعاً. معلومات إضافية مفيدة:


- هذا الحديث من أعظم الأدلة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، فلو كان يدعي النبوة كذباً لادعى أنه معصوم من السحر والأذى.
- فيه بيان أن الإصابة بالبلاء لا تعني عدم محبة الله لعبده، فقد أصاب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأذى وهو أحب الخلق إلى الله.
- ينبغي للمسلم أن يتوجه إلى الله عند الشدائد بالدعاء والرقية الشرعية، ولا يذهب إلى السحرة والعرافين.
أسأل الله أن يعيذنا من السحر والحسد وسائر الشرور، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه النسائي (٤٠٨٠)، وأحمد (١٩٢٦٧) كلاهما من حديث أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم فذكره.
وصحّحه الحاكم (٤/ ٣٦٠ - ٣٦١) ولكن رواه من طريق جرير، عن الأعمش، عن ثمامة بن عقبة المُحلّمي، عن زيد بن أرقم قال: كان رجل يدخل على النبي ﷺ فسحره رجل، فعقد له عقدا، فوضعه وطرحه في بئر رجل من الأنصار، فأتاه ملكان يعودانه، فقعد أحدهما عند رأسه، وقعد الآخر عند رجليه، فقال أحدهما: أتدري ما وجعه؟ قال: فلان الذي كان يدخل عليه عقد له عقدا، فألقاه في بئر فلان الأنصاري، فلو أرسل إليه رجلا فأخذ منه العقد، فوجد الماء قد اصفر قال: وأخذ العقد فحلّها فيها.
قال: فكان الرجل بعد يدخل على النبي ﷺ فلم يذكر له شيئا منه ولم يعاتبه.
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه».
وتعقبه الذهبي فقال: لم يخرجا لثمامة بن عقبة شيئا وهو صدوق.
قال الأعظمي: مع صحة إسناده فإن في سياقه بعض المخالفات، ولعله يعود إلى رواية الحديث بالمعنى، أو الاختصار والتفصيل.
ويزيد بن حبان هو التيمي الكوفي ثقة من رجال الصحيح، وتابعه ثمامة بن عقبة المحلّمي وهو ليس من رجال الصحيح، ولكنه ثقة أيضا إلا أنه خالف في سياق الحديث، فما رواه يزيد بن حبان هو موافق لما في الصحيح.
وقوله: «رجلا من اليهود» أي من حلفاء اليهود كما جاء التصريح في صحيح البخاري.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 57 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: سحر النبي ﷺ رجل من اليهود

  • 📜 حديث: سحر النبي ﷺ رجل من اليهود

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: سحر النبي ﷺ رجل من اليهود

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: سحر النبي ﷺ رجل من اليهود

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: سحر النبي ﷺ رجل من اليهود

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب