حديث: من وافق خطه فذاك

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الخط فى الرمل

عن معاوية بن الحكم السلمي قال: قلت: يا رسول الله أمورًا كنا نصنعها في الجاهلية فذكر منها: ومنا رجال يخطون قال: «كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك».

صحيح: رواه مسلم في السلام (٥٣٧: .

عن معاوية بن الحكم السلمي قال: قلت: يا رسول الله أمورًا كنا نصنعها في الجاهلية فذكر منها: ومنا رجال يخطون قال: «كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أهلاً بك، أسأل الله أن يوفقنا جميعاً لفهم سنة نبيه والعمل بها.
الحديث الشريف:
عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أمورًا كنا نصنعها في الجاهلية، فذكر منها: "ومنا رجال يَخطُّون". قال: «كان نبي من الأنبياء يَخُطُّ، فمن وافق خَطَّه فذاك».
رواه مسلم في صحيحه.


شرح الحديث:

# 1. شرح المفردات:


● يَخطُّون / يَخُطُّ: الخط هنا هو العرافة أو الكهانة، وهو ادعاء معرفة الغيب أو الاستدلال على الأمور المستقبلية أو المختفية بطرق غير شرعية، كالتنجيم أو قراءة الكف أو النظر في النجوم للاستدلال على الحوادث الأرضية. وكانوا في الجاهلية يفعلون ذلك.
● فمن وافق خطه: أي من صادف أن تطابق ما قاله ذلك النبي الصحيح في ظنهم، أو تشابه معه.
● فذاك: أي فهو صحيح أو مقبول، ولكن المقصود ليس إباحة ذلك الفعل، بل بيان أن الصدفة وحدها هي التي جعلت كلامهم يطابق الواقع أحياناً.

# 2. شرح الحديث إجمالاً:
يخبر الصحابي الجليل معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله عن بعض العادات التي كانوا يفعلونها في زمن الجاهلية، ومنها الخط، أي العرافة والكهانة.
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم جواباً حكيماً يفهمه السائل، حيث ضرب له مثلاً من قصص الأنبياء السابقين، فقال: إنه كان هناك نبي من أنبياء الله (ولم يسمه) كان يخُطُّ، أي كان يعرف بعض الأمور الغيبية التي أطلعه الله عليها بوحي منه.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أن العرافين والكهنة في الجاهلية ليس عندهم علم حقيقي، ولكنهم يرمون بالظن والتخمين، فإذا صادف أن تطابق كلامهم ما أخبر به ذلك النبي الصادق، فهو محض صدفة وليس علماً صحيحاً. أي أن موافقة قولهم للحقيقة في بعض الأحيان لا تجعل فعلهم مباحاً أو صحيحاً، بل هو من أخذهم بالظن والخرص.

# 3. الدروس المستفادة والعبر:


1- تحريم الكهانة والعرافة والتنجيم: الحديث أصل عظيم في تحريم إتيان الكهان والعرافين ومسألتهم أو تصديقهم. فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يبح هذا الفعل، بل بين أن ما يصيبون فيه هو من قبيل الصدفة والاستدراج، وهو قليل جداً مقارنة بما يخطئون فيه.
2- الرد الحكيم على المخالف: أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسلوب حكيم في الرد على أهل الجاهلية وأفكارهم، حيث قابلهم بضرب المثل الذي يفهمونه ويقنعهم، من غير أن يقرهم على باطلهم.
3- الفرق بين الوحي الإلهي والكهانة: بين الحديث الفرق الجوهري بين ما يأتي به الأنبياء من وحي صادق من الله تعالى، وما يدعيه الكهنة والعرافون من ادعاء معرفة الغيب، الذي هو كذب وافتراء.
4- التنبيه على خطر التشبه بأهل الجاهلية: الحديث يحذر من التمسك بعادات الجاهلية وأفكارها الباطلة، ويوجب على المسلم أن يتنقى منها ويستبدلها بتعاليم الإسلام الصافية.
5- أن الصدفة لا ت legitimize الباطل: مجرد وقوع شيء مما يقولونه لا يجعل باطلهم حقاً، فالكثير من توقعاتهم تكون خاطئة، وما يصيبونه قليل وهو استدراج من الشيطان.

# 4. معلومات إضافية وحكم متعلقة:
● حكم إتيان الكهان والعرافين: ذهب جمهور العلماء إلى أن إتيان الكهان والعرافين وتصديقهم من الكبائر، لأنه تكذيب للقرآن الكريم في قوله تعالى: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65].
- من أتى عرافاً فسأله لم تصدق بما يقول، فقد بطلت صلاته لأربعين يوماً كما في الحديث الصحيح.
- يجب على المسلم أن يتوكل على الله وحده، ويستعين به، ويسأله من فضله، ولا يلتفت إلى هذه الخرافات والأوهام التي تضعف الإيمان وتقوي الاتصال بالشياطين.

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٥٣٧: ...) من طرق، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي فذكره.
وحديث يحيى بن أبي كثير رواه أحمد (٢٣٧٦٢) مطولا وهو مذكور في محله.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 67 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من وافق خطه فذاك

  • 📜 حديث: من وافق خطه فذاك

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من وافق خطه فذاك

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من وافق خطه فذاك

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من وافق خطه فذاك

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب