حديث: من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب تحريم إتيان الكُهّان

عن صفية، عن بعض أزواج النبي ﷺ، عن النبي ﷺ قال: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة».

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢٢٣٠) عن محمد بن المثنى العنزي، حدثنا يحيى (يعني ابن سعيد)، عن عبيد الله، عن نافع، عن صفية فذكرته.

عن صفية، عن بعض أزواج النبي ﷺ، عن النبي ﷺ قال: «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يزيدنا وإياك فهماً لسنة نبيه ﷺ.
الحديث الذي ذكر حديث صحيح، رواه مسلم في صحيحه (2230) من حديث صفية بنت أبي عبيد، عن بعض أزواج النبي ﷺ (وهي أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها)، عن النبي ﷺ.
وفي رواية أخرى عند الإمام أحمد: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﷺ».

### أولاً. شرح المفردات
* أَتَى: جاء إليه وقصده.
* عَرَّافًا: العرَّاف هو الذي يدَّعي معرفة الأمور الغيبية، كالمسروقات، وأماكن الضوال (الأشياء المفقودة)، وأمور المستقبل، عن طريق التخرص والظن، أو باستخدام طرق محرمة كالتنجيم أو الكهانة. وهو بمعنى الكاهن، وكلاهما يدخل تحت مسمى "من ادعى علم الغيب".
* فَسَأَلَهُ: استفسر منه وطلب منه أن يخبره عن شيء غائب.
* لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ: أي لا يكتب له ثوابها ولا ينتفع بها في تكفير سيئاته، مع وجوب أدائها.
* أَرْبَعِينَ لَيْلَةً: مدة زمنية مقدارها أربعون يوماً، والليلة تذكر ويراد بها اليوم كله.

### ثانياً. شرح الحديث
يُحذِّر النبي ﷺ في هذا الحديث تحذيراً شديداً من إتيان العرافين والكهنة ومن في حكمهم، ويُبين أن مجرد سؤالهم عن شيء -حتى لو لم يُصدقهم- يُعرض صاحبه لهذا الوعيد العظيم، وهو حرمانه من ثواب صلاته لمدة أربعين ليلة.
والعلة في هذا الوعيد الشديد:
أن سؤال العراف أو الكاهن اعتراف ضمني بصحة دعواه، وإقرار له بأنه يعلم الغيب، وهذا منافٍ لكمال التوحيد والإيمان، لأن علم الغيب من خصائص الله تعالى، قال الله سبحانه: {قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65]. فمن سأل عرافاً فقد أقره على ادعاء مشاركة الله في صفة من صفاته، وهذا ذنب عظيم.
* الفرق بين السؤال والتكذيب، وبين السؤال والتصديق:
* الحديث الذي معنا يُبين عقوبة مجرد السؤال، وهي عدم قبول الصلاة.
* والحديث الآخر (من أتى كاهناً فصدقه...) يُبين عقوبة السؤال مع التصديق، وهي الكفر بالله تعالى، لأن تصديقه في دعوى علم الغيب تكذيب للقرآن الذي أخبر أن الله وحده هو عالم الغيب.
فالمسلم مأمور بالكف عن سؤال هؤلاء ابتداءً، سداً للذريعة، وحماية لعقيدته.

### ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر
1- تحريم إتيان الكهنة والعرافين والمنجمين وسؤالهم: سواء كان السؤال عن مستقبل، أو عن ضالة، أو عن مرض، أو عن أي أمر غيبي. وهذا من كبائر الذنوب.
2- الحفاظ على عقيدة التوحيد وسلامتها: الإسلام يغلق كل باب يؤدي إلى الشرك أو ينقض التوحيد، وسؤال العرافين من هذه الأبواب الخطيرة.
3- عظم الجرم: حرمان ثواب الصلاة لمدة أربعين يوماً عقوبة شديدة تدل على جسامة هذا الفعل.
4- الوعيد لا يعني ترك الصلاة: يجب على المسلم أن يستمر في أداء الصلوات في هذه المدة، فتركها ذنب أكبر. ولكنها تكون غير مقبولة الثواب، أي لا يكتب له أجرها، لكنها تسقط عنه الفريضة.
5- التفريق بين العراف والطبيب: لا يدخل في هذا التحريم سؤال الأطباء عن الأمراض والحوادث الجسدية، لأن هذا من الأمور الحسية المشاهدة، وليس من ادعاء علم الغيب.
6- التحذير من وسائل الإعلام التي تروج لهؤلاء الدجالين: كبرامج الأبراج والتنجيم، ومقابلات "المنجمين"، فمشاهدتها والاستماع إليها من وسائل السؤال المحرم.

### رابعاً. ماذا يفعل من وقع في هذا؟
من كان يسأل العرافين جهلاً منه بحكم الشرع، أو كان يفعل ذلك في الماضي، فعليه:
1- التوبة النصوح إلى الله تعالى، والندم على ما فات.
2- الإقلاع الفوري عن هذا الفعل.
3- العزم على عدم العودة إليه.
4- كثرة الاستغفار، والاجتهاد في الأعمال الصالحة لتعويض ما فاته من ثواب.
نسأل الله أن يحفظ علينا ديننا، وأن يجنبنا طريق الضالين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مسلم في السلام (٢٢٣٠) عن محمد بن المثنى العنزي، حدثنا يحيى (يعني ابن سعيد)، عن عبيد الله، عن نافع، عن صفية فذكرته.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 63 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

  • 📜 حديث: من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من أتى عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب