حديث: من وافق علمه فهو علمه

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب الخط فى الرمل

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق عِلْمَه فهو علمُه.

صحيح: رواه أحمد (٩١١٧) عن أبي أحمد (وهو الزبيري)، حدثنا سفيان (وهو الثوري)، عن عبد الله بن أبي لبيد (وهو أبو المغيرة المدني)، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق عِلْمَه فهو علمُه.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد، فهذا شرح للحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:

نص الحديث:


عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «كَانَ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ، فَمَنْ وَافَقَ خَطُّهُ فَهُوَ عَلَمُهُ».

تخريج الحديث:


هذا الحديث رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، كما رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم.

1. شرح المفردات:


● يَخُطُّ: الخط هنا بمعنى الكتابة أو الرسم، أي كان ذلك النبي يكتب كتابة أو يرسم رسماً.
● خَطُّهُ: ما كتبه أو رسمه.
● وافَقَ خَطُّهُ: أي طابق ما كتبه ذلك النبي أو وافقه في المعنى.
● فَهُوَ عَلَمُهُ: أي فهو دليله وبرهانه الذي يستدل به على صحة ما معه.

2. معنى الحديث الإجمالي:


يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن نبي من الأنبياء السابقين كان يكتب أو يرسم رسوماً أو علامات لأمته ليهتدوا بها. فمن جاء من بعدهم ووافق ما عندهم من العلم الصحيح ما كتبه ذلك النبي، فإن ما معه يكون صحيحاً وموثوقاً به، لأنه طابق علم الأنبياء الذي هو وحي من الله تعالى.
وهذا похبيل على أن العلم الصحيح لا يتناقض، فما جاء في الكتب السماوية السابقة من حق فإن الإسلام يأتي مصدقاً له ومؤيداً، كما قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ} [المائدة: 48].

3. الدروس المستفادة والفوائد:


● اتفاق الشرائع: أن الشرائع السماوية تتفق في أصول التوحيد والأخلاق والفضائل، فما جاء في الكتب السابقة من حق فهو مقبول في شريعتنا.
● الحكمة ضالة المؤمن: أن المسلم يأخذ الحكمة والعلم النافع حيث وجده، حتى لو كان من الأمم السابقة، ما دام لا يعارض شريعتنا.
● الاستدلال بالدليل: أن موافقة العلم الصحيح بعضه لبعض دليل على صدقه، كما أن اختلافه وتناقضه دليل على بطلانه.
● توثيق العلم: أهمية الكتابة في حفظ العلم ونشره، كما فعل ذلك النبي.

4. تنبيه مهم:


ليس معنى هذا الحديث أننا نأخذ ديننا من الكتب السابقة مباشرة، بل ديننا يؤخذ من القرآن والسنة. ولكن إذا وجدنا في كتب أهل الكتاب شيئاً لا يعارض ديننا، وكان من الممكن أن يكون صحيحاً، فإننا لا نستغرب موافقته للحق، لأن مصدره واحد وهو الوحي الإلهي.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه أحمد (٩١١٧) عن أبي أحمد (وهو الزبيري)، حدثنا سفيان (وهو الثوري)، عن عبد الله بن أبي لبيد (وهو أبو المغيرة المدني)، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة فذكره. وإسناده صحيح.
وقوله: «كان نبي من أنبجاء الله يخُطّ» وذلك من وحي الله تعالى وإلهامه، وهو غير حاصل لغير الأنبياء فقال النبي ﷺ: «فمن وافق خطُّه فذاك» أي اشترط لجوازه الموافقة، وهذا الشرط لا يتحقق الآن، فلا يجوز لأحد أن يخُطّ.
قال النووي: «فحافظ النبي ﷺ على حرمة ذاك النبي مع بيان الحكم في حقنا، فالمعنى أن ذلك النبي لا منع في حقه، وكذا لو علمتم موافقتَه، ولكن لا علمَ لكم به» اهـ.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 68 من أصل 71 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من وافق علمه فهو علمه

  • 📜 حديث: من وافق علمه فهو علمه

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: من وافق علمه فهو علمه

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: من وافق علمه فهو علمه

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: من وافق علمه فهو علمه

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 19, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب