الخمر قد حرمت

حديث: الخمر قد حرمت

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

كتاب تفسير القرآن العظيم

باب قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢١٩)﴾

عن عبد العزيز بن صهيب قال: سألوا أنس بن مالك عن الفضيخ، فقال: ما
كانت لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، إني لقائم أسقيها أبا طلحة وأبا أيوب ورجالا من أصحاب رسول اللَّه ﷺ في بيتنا، إذ جاء رجل فقال: هل بلغكم الخبر؟ قلنا: لا، قال: فإن الخمر قد حرّمت، فقال: يا أنس، أرق هذه القلال، قال: فما راجعوها ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل.

متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١٧) ومسلم في الأشربة (٤: ١٩٨٠) كلاهما من طريق ابن علية، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب، قال: فذكره، واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث النفيس الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه:

الحديث:

عن عبد العزيز بن صهيب قال: سألوا أنس بن مالك عن الفضيخ، فقال: ما كانت لنا خمر غير فضيخكم هذا الذي تسمونه الفضيخ، إني لقائم أسقيها أبا طلحة وأبا أيوب ورجالا من أصحاب رسول اللَّه ﷺ في بيتنا، إذ جاء رجل فقال: هل بلغكم الخبر؟ قلنا: لا، قال: فإن الخمر قد حرّمت، فقال: يا أنس، أرق هذه القلال، قال: فما راجعوها ولا سألوا عنها بعد خبر الرجل.

1. شرح المفردات:

● الفضيخ: شراب كان يصنع من التمر أو الزبيب ينقع في الماء حتى يغلي ويشتد، فيصير مسكراً.
● أسقيها: أي أقدم الشراب لهم.
● أبا طلحة: هو زيد بن سهل الأنصاري، من كبار الصحابة.
● أبا أيوب: هو خالد بن زيد الأنصاري، مشهور بإكرامه للنبي ﷺ حين نزل عنده في الهجرة.
● أرق هذه القلال: "أرق" أي أهرق وأسكب، و"القلال" جمع قلة، وهي إناء من فخار أو جلد كانوا يحفظون فيه الشراب.
● ما راجعوها: أي ما عادوا إليها أو طلبوها بعد سماع النهي.

2. شرح الحديث:

يحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه، خادم رسول الله ﷺ، أن بعض الناس سألوه عن شراب "الفضيخ" الذي كان معروفاً في زمانهم، فأجابهم بأنهم في عهد النبي ﷺ لم يكن لديهم خمر إلا هذا النوع الذي يسمونه "فضيخاً".
ثم يحكي قصة واقعية حدثت له، حيث كان يخدم مجموعة من كبار الصحابة، منهم أبو طلحة وأبو أيوب رضي الله عنهم، في بيته، ويسقيهم هذا الشراب (وقبل تحريم الخمر كان مباحاً).
فجاءهم رجل (ولم يسمه أنس، لكنه قد يكون من الصحابة المطلعين على الأحكام) يسألهم: "هل بلغكم الخبر؟" فقالوا: لا، فأخبرهم أن الخمر قد حُرِّمت بنزول الوحي.
فلما سمع أبو طلحة – وهو الذي يظهر من السياق أنه المخاطب – هذا الخبر، أمر أنساً على الفور بإراقته وإتلافه، قائلاً: "يا أنس، أرق هذه القلال" (أي اسكب ما فيها من شراب).
فاستجاب أنس لأمره، وأراق الشراب دون تردد، ولم يسأل الصحابة بعد ذلك عن هذا الشراب أو يطالبوا به، بل امتثلوا للنهي فوراً.

3. الدروس المستفادة منه:

1- سرعة استجابة الصحابة لأمر الله ورسوله: لم يتأخروا أو يتلكأوا، بل امتثلوا فوراً بمجرد سماع النهي، وهذا من علامات الإيمان الكامل.
2- التضحية بالمال في طاعة الله: كان بإمكانهم شرب ما بقي أو بيعه، لكنهم آثروا إتلافه مباشرة طاعة لله.
3- قوة اليقين في نفوس الصحابة: لم يشكك أحد في الخبر أو يطلب تأكيداً، بل قبلوه بمجرد سماعه من رجل موثوق.
4- التعاون على البر والتقوى: أبو طلحة يأمر، وأنس يطيع، والجميع يتعاون على الامتثال.
5- تحريم كل مسكر مهما كان اسمه أو نوعه: الفضيخ كان اسماً لشراب مسكر، فدخل في التحريم العام للخمر.
6- القدوة في الامتثال: هؤلاء كبار الصحابة، وهم قدوة للأمة في الاستجابة الفورية لأحكام الشرع.

4. معلومات إضافية مفيدة:

● زمن تحريم الخمر: حُرِّمت الخمر تدريجياً، وكان هذا التحريم النهائي في السنة الرابعة أو الخامسة للهجرة.
● التحريم يشمل كل ما يسكر: سواء سمي خمراً أو فضيخاً أو نبيذاً أو غير ذلك، كما قال النبي ﷺ: "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام" (رواه مسلم).
● قاعدة شرعية: "إذا حرم الشيء حرم ثمنه" فلا يجوز بيع الخمر أو المتاجرة بها.
● الحديث يدل على عظمة صحابة رسول الله ﷺ وطاعتهم الفورية لله ورسوله، مما يجعلهم قدوة لكل مسلم.
نسأل الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه البخاريّ في التفسير (٤٦١٧) ومسلم في الأشربة (٤: ١٩٨٠) كلاهما من طريق ابن علية، حدّثنا عبد العزيز بن صهيب، قال: فذكره، واللفظ لمسلم ولفظ البخاري نحوه.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 138 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: الخمر قد حرمت

📜 حديث: الخمر قد حرمت

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: الخمر قد حرمت

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: الخمر قد حرمت

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: الخمر قد حرمت

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية