حديث: كل شراب أسكر فهو حرام

📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة

باب قوله: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (٢١٩)﴾

عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: سئل رسول اللَّه ﷺ عن البتع؟ فقال: «كل شراب أسكر فهو حرام».

متفق عليه: رواه مالك في الأشربة (١٥٩٥) عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: فذكرته.

عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: سئل رسول اللَّه ﷺ عن البتع؟ فقال: «كل شراب أسكر فهو حرام».

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا حديث عظيم من جوامع كلم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أصل من أصول تحريم المسكرات في الشريعة الإسلامية.
الحديث:
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البُتع؟ فقال: «كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ».
رواه البخاري ومسلم.


1. شرح المفردات:


* البتع: هو شراب كان يصنعه أهل اليمن من العسل يتخمر حتى يكون له قوة مسكرة. وسؤال الصحابة عنه يدل على حرصهم على معرفة الحلال من الحرام، حتى في الأمور التي قد تبدو غير شائعة.
* أسكر: أي غطى العقل وذهب به، بحيث لا يدرك الشارب ما يقول أو يفعل.
* حرام: محرم في الشريعة الإسلامية، يأثم من تعاطاه.


2. شرح الحديث:


سأل الصحابةُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن حكم شراب معين هو "البتع"، فلم يقتصر الجواب على هذا الشراب بعينه، بل عممه النبي صلى الله عليه وسلم بقاعدة شرعية كبرى شاملة، وهي: أن علة التحريم وسببها هي الإسكار، بغض النظر عن اسم الشراب أو ماهيته أو مادته المصنوع منها.
فالحكم يدور مع العلة وجوداً وعدماً. فكل شراب – سواء كان من العنب أو التمر أو العسل أو الحنطة أو أي مادة أخرى – إذا بلغ حداً يُذهب العقل ويُسكر، فهو حرام بنص هذا الحديث وقوله صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى: «مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ».
وبهذا القول الجامع، أغلق النبي صلى الله عليه وسلم الباب أمام كل من يحاول التحايل على النصوص بتحليل مسكر لأنه لم يذكر باسمه الصريح، أو لأنه من غير العنب، أو بأي حيلة أخرى. فالعبرة بالوصف (الإسكار) وليس بالاسم.


3. الدروس المستفادة منه:


1- حكمة التشريع الإسلامي: بيان حكمة الله تعالى في تشريعه، حيث حرّم كل ما يضر بالعقل والبدن والمال والأخلاق، والمُسكرات تجمع هذه المفاسد كلها.
2- سد الذرائع: منعاً لأي loophole (ثغرة) أو حيلة، وضع النبي صلى الله عليه وسلم هذه القاعدة العامة التي لا تدع مجالاً للشك أو التحايل.
3- العقل نعمة عظيمة: الحديث يُعلي من قيمة العقل الذي هو من أعظم نعم الله على الإنسان، وهو أداة التكليف، فما يذهبه أو يضعفه فهو محرم للمحافظة على هذه الأمانة.
4- الاستقصاء في طلب العلم: حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن كل شيء، حتى الأشياء التي قد تبدو ثانوية، وهو درس في أهمية السؤال عن أمور الدين.
5- المنهجية في الفتوى: إجابة النبي صلى الله عليه وسلم تعلمنا ألا نقتصر في الفتوى على الحالة الخاصة بالسائل فقط، بل نعمم الحكم لكل ما يشابهها في العلة.


4. معلومات إضافية مفيدة:


* هذا الحديث هو أصل في باب الأشربة، ويُستدل به على تحريم كل المسكرات والمخدرات الحديثة، كالحشيش والماريجوانا والأقراص المخدرة، وغيرها، لأنها تذهب العقل وتُسكر، بل ضررها قد يكون أشد.
* يدخل في عموم هذا الحديث تحريم شرب الكحول مهما كان اسمها أو نسبتها، إذا كانت تسكر.
* الفقهاء استنبطوا من هذا الحديث وغيره أن الخمر (المسكر) هي أم الخبائث، وأنها تُعتبر من الكبائر.
* هذا الحديث يظهر جلياً عالمية الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، فقد وضع قاعدة تندرج تحلها كل المستجدات من المشروبات الضارة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
📝 تنبيه هام:
نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:
"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الأشربة (١٥٩٥) عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت: فذكرته.
ورواه البخاريّ في الأشربة (٥٥٨٥) ومسلم في الأشربة (٢٠٠١) كلاهما من طريق مالك به.

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 139 من أصل 1947 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: كل شراب أسكر فهو حرام

  • 📜 حديث: كل شراب أسكر فهو حرام

    نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

  • 🔍 صحة حديث: كل شراب أسكر فهو حرام

    تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.

  • 📖 تخريج حديث: كل شراب أسكر فهو حرام

    تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.

  • 📚 شرح حديث: كل شراب أسكر فهو حرام

    شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.


قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, November 20, 2025

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب