أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب

حديث: أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب

عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الكلاب.

متفق عليه: رواه مالك في الاستئذان (١٤) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره.

عن عبد الله بن عمر، أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الكلاب.

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليك شرح هذا الحديث الشريف وفق منهج أهل السنة والجماعة:

نص الحديث:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب".
(رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وله روايات متعددة فيها تفصيل)

1. شرح المفردات:

● أمر: طلب الفعل بإلزام.
● قتل: إزهاق الروح وإماتة.
● الكلاب: جمع كلب، وهو الحيوان المعروف.

2. شرح الحديث:

هذا الحديث ورد في صحيح البخاري ومسلم بعدة روايات، والمقصود به ليس الأمر بقتل جميع الكلاب إطلاقًا، بل قتل أنواع محددة منها، كما بينت ذلك روايات أخرى للحديث.
الرواية المفصلة: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أيضًا أن رسول الله ﷺ قال: "مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا إِلَّا كَلْبَ مَاشِيَةٍ، أَوْ صَائِدٍ، أَوْ زَرْعٍ، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ". (رواه مسلم)
وفي رواية: "أُمِرْنَا بِقَتْلِ الْكِلَابِ، حَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ تَقْدَمُ مِنَ الْبَادِيَةِ بِكَلْبِهَا فَنَقْتُلُهُ، ثُمَّ نَهَى النَّبِيُّ ﷺ عَنْ قَتْلِهَا، وَقَالَ: عَلَيْكُمْ بِالْأَسْوَدِ الْبَهِيمِ ذِي النُّقْطَتَيْنِ، فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ". (رواه مسلم)
فالتفصيل هو:
● النوع المأمور بقتله: هو الكَلَبُ الأَسْوَدُ البَهيمُ (أي شديد السواد) ذي النقطتين (في عينيه)، لأنه كان يعتقد أنه شيطان أو أنه أكثر الكلاب ضررًا وعدوانية.
● الأنواع المستثناة: وهي التي يجوز اقتناؤها والانتفاع بها:
● كَلَبُ الصَّيْد: للاصطياد.
● كَلَبُ الماشية: لحماية المواشي والقطعان.
● كَلَبُ الزَّرْع: لحماية المزارع والمحاصيل.

3. الدروس المستفادة:

1- التيسير ورفع الحرج: التشريع الإسلامي جاء برفع المشقة، فلم يأمر بقتل جميع الكلاب، بل استثنى ما فيه منفعة للإنسان.
2- النظر إلى المقاصد: الحكم مرتبط بالحكمة، فقتل الكلاب الضارة أو النجسة (لأن سؤر الكلب نجس يجب تطهير الإناء منه) من باب دفع الضرر.
3- اتباع التفصيل الشرعي: عدم الأخذ بالعموميات دون الرجوع إلى النصوص الأخرى التي تقيدها وتفصلها.
4- الرحمة بالحيوان: حتى في الأمر بقتل نوع ضار، لم يأمر بتعذيبه، بل بالقتل الرحيم إن أمكن، ولهذا قيد بالنوع الضار فقط.

4. معلومات إضافية:

● حكم تربية الكلاب اليوم: يجوز اقتناء الكلاب للضرورة أو الحاجة المعتبرة شرعًا (كحراسة المنزل أو المزرعة، أو للصيد، أو للاستفادة منها في المهام البوليسية والإنقاذ)، مع مراعاة الطهارة وعدم إدخاله места المعيشة والأكل بسبب نجاسة سؤره.
● النهي عن اقتناء الكلب بلا حاجة: من فعل ذلك فقد عصى الله ورسوله، ونقص من أجره كل يوم قيراط (والقيراط جزء من الأجر).
● الحكمة من النهي:除了 الأسباب الصحية (نقل الأمراض) والنجاسة، هناك حكمة تربوية في تجنب اقتناء ما لا فائدة منه، وتنمية الرحمة بالحيوان المفيد دون الآخر.

الخلاصة: الحديث ليس أمرًا مطلقًا بقتل كل كلب، بل هو مقيد بأنواع ضارة محددة، مع استثناء الكلاب المفيدة. وهو مثال على دقة التشريع الإسلامي ومراعاته للضرورات والمنافع.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه مالك في الاستئذان (١٤) عن نافع، عن عبد الله بن عمر، فذكره. ورواه البخاري في بدء الخلق (٣٣٢٣)، ومسلم في المساقاة (١٥٧٠: ٤٣) كلاهما من طريق مالك به مثله.
واستثني في بعض الأحاديث كلاب الصيد والماشية وهي مخرجة في كتاب الصيد.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 924 من أصل 1112 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب

📜 حديث: أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: أمر رسول الله ﷺ بقتل الكلاب

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية