من شاب شيبا في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة

حديث: من شاب شيبا في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة

عن فضالة بن عبيد، أن رسول اللَّه ﷺ قال: «من شاب شيبا في سبيل اللَّه كانت له نورًا يوم القيامة» فقال رجل: إن رجالا ينتفون الشيب، فقال رسول اللَّه ﷺ: «من شاء فلينتفْ نوره»
وفي لفظ: «من شاء أن ينتف شيبه - أو قال: نوره».

حسن: رواه ابن أبي عاصم في الجهاد (١٦٨)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٣٠٤) كلاهما من طرق عن وهب بن جرير بن حازم، حدّثنا أبي، سمعت يحيى بن أيوب، يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد العزيز بن أبي الصعبة، عن حنش (هو الصنعاني)، عن فضالة بن عبيد، فذكره.

تخريج الحديث كاملاً ⏬

شرح الحديث:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد، فإليكم شرح هذا الحديث النافع:

الحديث بلفظيه:

1. عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «من شاب شيبا في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة» فقال رجل: إن رجالا ينتفون الشيب، فقال رسول الله ﷺ: «من شاء فلينتفْ نوره».
2. وفي لفظ آخر: «من شاء أن ينتف شيبه - أو قال: نوره».

1. شرح المفردات:

● شاب شيبًا: أي ظهر فيه الشيب (بياض الشعر) بسبب التقدم في السن.
● في سبيل الله: يشمل الجهاد في المعارك، وطلب العلم، والدعوة إلى الله، وأي عمل صالح يقصد به وجه الله تعالى.
● نورًا يوم القيامة: ضياء وإشراقًا يهديه في ظلمات يوم القيامة ويميزه عن الآخرين.
● ينتفون الشيب: يقتلعونه أو يزيلونه بالنتف أو بالحلق أو الصبغ.

2. شرح الحديث:

يبيّن النبي ﷺ في هذا الحديث فضل الشيب الذي يأتي للإنسان وهو يقوم بأعمال البر والخير في سبيل الله. فالشيب علامة على التقدم في السن، وهو من السنن الكونية التي قدرها الله تعالى، فإذا صاحب هذا الشيب عمل صالح كالجهاد أو العلم أو العبادة، فإنه يصبح دليلاً على تقوى العبد واجتهاده، فيجعله الله نورًا له يوم القيامة.
ولما سمع أحد الحاضرين هذا الفضل العظيم، ذكر أن بعض الناس ينتفون الشيب أو يزيلونه، ربما لكراهية ظهور علامات الكبر أو للزينة. فرد عليه النبي ﷺ ردًا حكيمًا يحذرهم من التفريط في هذا الأجر العظيم، فقال: «من شاء فلينتف نوره»، أي من أراد أن يزيل هذا الشيب الذي هو سبب للنور يوم القيامة، فليفعل، لكنه بذلك يكون قد تنازل عن هذا النور العظيم.
واللفظ الثاني يؤكد المعنى نفسه، حيث قال: «من شاء أن ينتف شيبه - أو قال: نوره»، مما يدل على أن الشيب في سبيل الله هو نور، فمن نتفه فقد نتف نوره.

3. الدروس المستفادة:

● الشيب نعمة من الله ينبغي أن يقابل بالشكر والرضا، لا بالكراهية والإزالة.
● الأعمال الصالحة تزيد الأشياء المباحة قداسة وأجرًا، فالشيب نفسه قد يكون عادياً، لكن إذا صاحبه عمل صالح أصبح مباركًا.
● الترغيب في التجمّل بالشيب والافتخار به كعلامة على العبادة والتقوى، كما كان السلف يفعلون.
● تحذير من إزالة الشيب إذا كان القصد منه إنكار نعمة الله أو التشبه بالكافرين أو الفاسقين الذين يعادون سنن الله في الخلق.
● جواز إزالة الشيب إذا كان للضرورة أو للزينة المباحة، لكن مع فقدان فضل النور يوم القيامة، كما فهم من رد النبي ﷺ.

4. معلومات إضافية:

- اختلف العلماء في حكم صبغ الشيب: فمنهم من كرهه مطلقًا، ومنهم من أجاز الصبغ بالسواد أو غيره للضرورة أو للزينة المباحة، مع التأكيد على أن ترك الشيب أفضل لأجل هذا الحديث.
- ينبغي للمسلم أن يتذكر أن الشيب من علامات التقوى إذا احترم وقدر، كما في الحديث: «إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم».
- هذا النور الموعود به في الحديث هو من أنواع الأنوار التي يهتدي بها المؤمنون في ظلمات يوم القيامة، كما قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾.

فاللهم اجعل شيبتنا نورًا لنا، وأعنا على شكر نعمك، وارزقنا العمل الصالح في كل وقت.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

📝 تنبيه هام:

نرحب بتصويباتكم! إذا وجدت أي خطأ في نص الحديث أو السند أو الشرح، فيرجى إبلاغنا عبر صفحة الاتصال:

📧 التواصل للإبلاغ عن خطأ

"مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا"

تخريج الحديث

رواه ابن أبي عاصم في الجهاد (١٦٨)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٣٠٤) كلاهما من طرق عن وهب بن جرير بن حازم، حدّثنا أبي، سمعت يحيى بن أيوب، يحدث عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد العزيز بن أبي الصعبة، عن حنش (هو الصنعاني)، عن فضالة بن عبيد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل عبد العزيز بن أبي الصعبة فإنه لا بأس به، ويحيى بن أيوب هو الغافقي صدوق وقد توبع.
ورواه أحمد (٢٣٩٥٢) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب، به.
وابن لهيعة فيه كلام معروف لكن رواية قتيبة بن سعيد أصح كرواية العبادلة.
وفي معناه ما روي عن كعب بن مرة قال: سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول: «من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة».
رواه الترمذيّ (١٦٣٤)، وأحمد (١٨٠٦٤)، وابن حبان (٤٦١٦) كلهم من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد أن شرحبيل بن السمط قال: يا كعب بن مرة حدِّثنا عن رسول اللَّه ﷺ واحذر فقال: فذكر الحديث. وبهذا الإسناد روى عن كعب بن مرة
عدة أحاديث منهم من جمع ومنهم من فرق.
قال الترمذيّ: «حديث كعب بن مرة هكذا رواه الأعمش، عن عمرو بن مرة، وقد روي هذا الحديث عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، وأدخل بينه وبين كعب بن مرة رجلا».
قال الأعظمي: رواية سالم بن أبي الجعد عن شرحبيل منقطعة؛ فإنه لم يسمع منه كما قال أبو داود في سننه (٣٩٦٧) وغيره. ورواية سالم بن أبي الجعد عن كعب بن مرة أيضًا منقطعة بينهما رجل لا يعرف من هو؟
وقوله: «احذر» أي لا تزلّ فتزيد أو تنقص، ولم يرد بقوله هذا: واحذر أن لا تكذب لأن الصحابة كلهم عدول، ولم يثبت أن أحدًا منهم كذب على النبي ﷺ.

العودة إلى الأعلى

أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)

الحديث الحالي في المركز 130 من أصل 337 حديثاً له شرح

معلومات عن حديث: من شاب شيبا في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة

📜 حديث: من شاب شيبا في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة

نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: من شاب شيبا في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة

تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: من شاب شيبا في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة

تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: من شاب شيبا في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة

شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.

قراءة القرآن الكريم

سورة البقرة	آل عمران	سورة النساء
سورة المائدة	سورة يوسف	سورة ابراهيم
سورة الحجر	سورة الكهف	سورة مريم
سورة الحج	سورة القصص	العنكبوت
سورة السجدة	سورة يس	سورة الدخان
سورة الفتح	سورة الحجرات	سورة ق
سورة النجم	سورة الرحمن	سورة الواقعة
سورة الحشر	سورة الملك	سورة الحاقة
سورة الانشقاق	سورة الأعلى	سورة الغاشية