حديث: خالفوهم فإن اليهود والنصارى لا يصبغون
📚 كتب الحديث | 🔍 صحة حديث | 📖 الأحاديث الصحيحة
باب ما جاء في الخضاب، وتغيير الشيب
متفق عليه: رواه البخاريّ في اللباس (٥٨٩٩)، ومسلم في اللباس (٢١٠٣) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن أبي سلمة وسليمان بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.

شرح الحديث:
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
حياكم الله و بياكم، ونسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، ولفهم كتابه وسنة نبيه ،وأن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يزيدنا علماً وفقهاً وتوفيقاً وأجراً إنه هو الكريم الوهاب.
هذا الحديث العظيم رواه الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن الصحابي الجليل أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ، فَخَالِفُوهُمْ».
أولاً. شرح المفردات:
● يَصْبُغُونَ: أي يَصْبُغون شَعرَهم ولِحاهم بالحِنَّاء أو غيره من الصبغات التي تُغيَّر لون الشيب.
● فَخَالِفُوهُمْ: أي تجنَّبوا مشابهتهم في هَدْيِهم الظاهر وعاداتهم.
ثانياً. شرح الحديث:
يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من عادة أهل الكتابين (اليهود والنصارى) أنهم يتركون شَعرهم على ما هو عليه إذا شاب، فلا يغيِّرون لونه بالحناء أو غيرها، تَشَبُّهاً بكهنتهم ورهبانهم الذين يتركون الشيب إما زهداً في الدنيا وإما تعبداً.
فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم في هذه الهيئة الظاهرة، وذلك بتغيير لون الشيب، وصبغه بالحناء أو بالوسم أو غيرهما من الصبغات المباحة.
والحكمة من هذا الأمر هي:
1- تمييز الأمة الإسلامية عن غيرها في المظهر والهيئة، حتى لا نشبه من خالفنا في العقيدة والمنهج.
2- إظهار نعمة الشباب والحيوية التي أنعم الله بها على المسلم، وعدم إظهار الهَرَم والضعف، خاصة لمن لا يزال في قوته ونشاطه.
3- مخالفة طريق أهل الضلال والبدع، فالمشابهة في الظاهر قد تؤدي إلى المشابهة في الباطن، أو توحي بالرضا عن منهجهم.
ثالثاً. الدروس المستفادة والعبر:
1- مشروعية صبغ الشيب: وهذا هو الحكم الأساسي من الحديث، وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد فعله هو بنفسه وصحابته الكرام.
2- مبدأ المخالفة لأهل الكتاب: وهو أصل عظيم في الشريعة الإسلامية، حيث أمرنا بمخالفتهم في العبادات والعادات والهيئات، ما لم يرد دليل بخلافه، صوناً لهوية الأمة وتميزها.
3- التوسط والاعتدال: فكما نهينا عن التشبه بهم في ترك الصبغ، نهينا أيضاً عن المغالاة في التجميل والتغيير بما قد يصل إلى التحريف أو الغش، كصبغ الشعر الأسود للرجل لتغيير هيئته الطبيعية.
4- استحباب التجميل وحسن الهيئة للمسلم: فصبغ الشيب يدخل في إطار حسن المظهر الذي حثت عليه الشريعة، خاصة عند الاجتماع بالناس، كيوم الجمعة والعيدين.
رابعاً. معلومات إضافية:
● أفضل الصبغات: الحناء والكتم (نبات يصبغ باللون الأسود المائل للحمرة) هما من أفضل ما يخْتَمَر به، لما فيهما من فوائد طبية، ولثبوت استعمالهما في السنة. وأما الصبغ بالسواد الخالص ففيه خلاف بين العلماء، والأحوط تركه؛ لحديث: «غَيِّرُوا الشَّيْبَ وَجَتَنِبُوا السَّوَادَ».
● حكم الصبغ: سنة مؤكدة وليس بواجب، فمن تركه فلا إثم عليه، لكنه فَوت على نفسه أجر هذه السنة.
● المرأة كالرجل: تستحب لها صبغ الشيب كالرجل، إلا أن لها أن تستعمل جميع الألوان المباحة، بخلاف الرجل الذي يُكره له السواد كما سبق.
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تخريج الحديث
أحاديث لها شرح في هذا الكتاب (عرض 50 حديثاً حول الحديث الحالي)
الحديث الحالي في المركز 131 من أصل 337 حديثاً له شرح
- 106 فراش رسول الله ﷺ الذي ينام عليه أدَم حَشْوُهُ لِيفٌ.
- 107 يصلّي وأنا حياله.
- 108 اتباع الجنائز وعيادة المريض وتشميت العاطس
- 109 عن أبي بردة: نهاني رسول الله عن الميثرة والقسية
- 110 لا تركبوا الخز ولا النمار
- 111 نهى رسول الله ﷺ عن لبس الحرير والذهب إلا مقطعا
- 112 نهي النبي عن افتراش جلود السباع
- 113 رسول الله ﷺ نهى عن لبس الذهب والحرير وجلود السباع
- 114 الختان والاستحداد وقص الشارب وتقليم الأظفار ونتف الإبط
- 115 حلق العانة وتقليم الأظفار وقص الشارب من الفطرة
- 116 قص الشارب وإعفاء اللحية والسواك واستنشاق الماء وقص الأظفار
- 117 انهكوا الشوارب وأعفوا اللحى
- 118 خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب
- 119 أمر النبي بإحفاء الشوارب وإعفاء اللحية
- 120 جزّوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس
- 121 من لم يأخذ من شاربه فليس منا.
- 122 خالفوا أهل الكتاب في اللباس والهيئة
- 123 أخذ النبي الشفرة فجعل يحز لي بها منه
- 124 موعد قص الشارب وتقليم الاظافر ونتف الابط وحلق العانة
- 125 من عقد لحيته أو تقلد وترًا أو استنجى برجيع دابة...
- 126 لا تنتفوا الشيب فإنه نور يوم القيامة
- 127 من شاب شيبة في الإسلام، كتب له بها حسنة
- 128 الشيب في سبيل الله نور يوم القيامة
- 129 من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورًا يوم القيامة
- 130 من شاب شيبا في سبيل الله كانت له نورا يوم...
- 131 خالفوهم فإن اليهود والنصارى لا يصبغون
- 132 غيّروا الشيب ولا تشبّهوا باليهود ولا بالنصارى
- 133 غيروا هذا بشيء واجتنبوا السواد
- 134 خضاب رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر بالحناء والكتم
- 135 غيروا الشيب ولا تقربوه السواد
- 136 غيروا هذا من شعره
- 137 يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام
- 138 أحسن ما غير به الشيب الحناء والكتم
- 139 خضابنا مع رسول الله الورس والزعفران
- 140 شعرات حمر من شعر النبي ﷺ
- 141 ما شانه الله ببيضاء
- 142 لم يكن رسول الله ﷺ يخضب وقد خضب أبو بكر...
- 143 لم يختضب النبي ﷺ وقد اختضب أبو بكر بالحناء والكتم
- 144 كراهية نتف الشعر الأبيض من الرأس واللحية
- 145 لم ير من الشيب إلا قليلا
- 146 لم يبلغ الخضاب كان في لحيته شعرات بيض
- 147 في عنفقة النبي ﷺ شعرات بيض
- 148 أبري النبل وأريشها
- 149 شيب النبي ﷺ: كان إذا دهن رأسه لم ير منه...
- 150 مثل الشمس والقمر وكان مستديرًا
- 151 ابن عمر يصبغ لحيته بالصفرة اقتداءً برسول الله ﷺ
- 152 من ضفر رأسه فليحلق ولا تشبهوا بالتلبيد
- 153 النبي ﷺ يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه
- 154 كنت إذا أردت أن أفرق رأس رسول الله صدعت الفرق...
- 155 قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ
معلومات عن حديث: خالفوهم فإن اليهود والنصارى لا يصبغون
📜 حديث: خالفوهم فإن اليهود والنصارى لا يصبغون
نص الحديث الشريف كاملاً مع ذكر الرواة وسند الحديث المتصل بسلسلة الإسناد الصحيحة حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
🔍 صحة حديث: خالفوهم فإن اليهود والنصارى لا يصبغون
تحليل درجة صحة الحديث من حيث السند والمتن وفق معايير علم الحديث، مع بيان حكم العلماء عليه من حيث القبول والرد.
📖 تخريج حديث: خالفوهم فإن اليهود والنصارى لا يصبغون
تخريج الحديث من مصادر السنة النبوية المعتمدة وكتب الصحاح والسنن، مع ذكر أماكن وروده في المصادر الحديثية المختلفة.
📚 شرح حديث: خالفوهم فإن اليهود والنصارى لا يصبغون
شرح وافي للمعاني والمفردات والفوائد المستنبطة من الحديث، مع بيان الأحكام الشرعية والعبر المستفادة لتطبيقها في الحياة العملية.
قراءة القرآن الكريم
الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم
Thursday, November 20, 2025
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب








